الأقسام الشائعة



قد أحيا الحدادية فكر جماعة (التكفير والهجرة) ...
كتب/ حسن بن محمد الصاوي

هل أحيا الحدادية حديثاً فكر جماعة التكفير والهجرة قديماً؟؟
ظهرت هذه الجماعة - جماعة التكفير والهجرة- فى أواخر الستينيات وأوائل السبعينيات. وهي جماعة غالية نهجت نهج الخوارج في التكفير .
تبلورت أفكارها، وكثر أتباعها في صعيد مصر، وبين طلبة الجامعات خاصة.

وأهم أفكار ومعتقدات هذه الجماعة:
• التكفير ... وهو عنصر أساسي في فكر هذه الجماعة.
ـ فهم يكفرون كل من أرتكب كبيرة وأصر عليها ولم يتب منها، 
-وكذلك يكفرون الحكام الذين لا يحكمون بما أنزل الله بإطلاق ودون تفصيل، 
- ويكفرون المحكومين لأنهم رضوا بذلك وتابعوهم أيضاً بإطلاق ودون تفصيل، 
- ويكفرون العلماء لأنهم لم يكفروا هؤلاء ولا أولئك!!
- كما يكفرون كل من عرضوا عليه فكرهم فلم يقبله أو قبله ولم ينضم إلى جماعتهم ويبايع إمامهم. 
- أما من انضم إلى جماعتهم ثم تركها فهو مرتد حلال الدم، وعلى ذلك فكل من بلغته دعوتهم ولم يبايع إمامهم فهو كافرمارق من الدين .
ـ وكل من أخذ بأقوال الأئمة أو بالإجماع أو بالقياس أو بالمصلحة المرسلة أو بالاستحسان ونحوها فهو في نظرهم مشرك كافر.
ـ والعصور الإسلامية بعد القرن الرابع الهجري كلها عصور كفر وجاهلية لتقديسها لصنم – التقليد- المعبود من دون الله تعالى فعلى المسلم أن يعرف الأحكام بأدلتها ولا يجوز لديهم التقليد في أي أمر من أمور الدين.
ـ ولا يعتبرون قول الصحابي أوفعله حجة ولو كان من الخلفاء الراشدين.

الهجرة :
• والهجرة هي الأصل الثاني في فكر الجماعة، ويقصد بها العزلة عن المجتمع الجاهلي الكافر!!.
- وعندهم أن كل الدول المسلمة الحالية مجتمعات جاهلية. 
والعزلة المعنية عندهم عزلة مكانية وعزلة شعورية، بحيث تعيش الجماعة في بيئة تتحقق فيها الحياة الإسلامية الحقيقة ـ برأيهم ـ كما عاش الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام في الفترة المكية.
ـ يجب على المسلمين في هذه المرحلة الحالية من عهد الاستضعاف الإسلامي أن يمارسوا المفاصلة الشعورية لتقوية ولائهم للإسلام من خلال جماعتهم فقط جماعة!!  ـ التكفير والهجرة ـ فلا جُمع ولا أعياد ولا جنائز..ألخ
• لا قيمة أيضاَ لأقوال العلماء المحققين وأمهات كتب التفسير والعقائد لأن كبار علماء الأمة في القديم والحديث ـ بزعمهم ـ ضالون مضلون.
• قالوا بحجية الكتاب والسنة فقط .ولكن كغيرهم من أصحاب البدع الذي اعتقدوا رأياً ثم حملوا ألفاظ القرآن عليه فما وافق أقوالهم من السنة قبلوه وما خالفها تحايلوا في رده أو رد دلالته.
• دعوا إلى الأمية لتأويلهم الخاطئ لحديث (نحن أمة أمية …) فدعوا إلى ترك الكليات ومنع الانتساب للجامعات والمعاهد - إسلامية أو غير إسلامية- لأنها مؤسسات الطاغوت وتدخل ضمن مساجد الضرار.
• قالوا بترك صلاة الجمعة والجماعة بالمساجد لأن المساجد كلها ضرار وأئمتها كفار .
• ادَّعى زعماء الجماعة أنهم بلغوا درجة الإمامة، والاجتهاد المطلق، وأن لهم أن يخالفوا الأمة كلها وما أجمعت عليه سلفاً وخلفاً.

سبب إنتشار هذا الفكر:
إن قضية تكفير المسلم قديمة، ولها جذورها في التاريخ الإسلامي منذ عهد الخوارج. 
ـ ويعد من أهم أسباب انتشار هذا الفكر: ضعف البصيرة بحقيقية الدين , والاتجاه الظاهري في فهم النصوص والإسراف في التحريم والتباس المفاهيم وتمييع عقيدة ومنهج أهل السنة والجماعة لدى المؤسسات الرسمية.
بالإضافة إلى إتباع المتشابهات وترك المحكمات وضعف المعرفة بالتاريخ والواقع والمصالح والمفاسد ومنهج أهل السنة والجماعة.
===============
يتضح مما سبق:
أن الحدادية في زماننا هم أقرب الناس إلي فكر هذه الجماعة الضالة
• فتجدهم يكفرون الحكام بحجة أنهم لا يحكمون بما انزل الله وان مجرد تحكيم القوانين الوضعية كفر اكبر وردة مستقلة, وان لم يستحلوا
• ومن أصولهم أن من ظاهر المشركين أو استعان بهم لحرب البغاة والمعتدين من المسلمين فقد كفر كفراً اكبرا بلا تفصيل , وان من فصل فهو مرجئ
● ولا يعذرون بالجهل في مسائل العقيدة سواء كانت ظاهرة أو خفية ,فالجهل ليس من موانع التكفير في مسائل التوحيد والشرك  .
• ويكفرون بالأعيان من خالفهم ويرمون العلماء بالمداهنة للحكام والسلاطين .
● ويكفرون تارك الصلاة تكاسلاً - ولا يعتبرون الخلاف فيه معتبراً ويرمون كل من قال بعدم كفره بالإرجاء وان كان الشافعي ومالك وأبو حنيفة وابن بطة ....وغيرهم من الفقهاء والأئمة. 
● الغلو في الجرح بلا ضابط ولا رابط ، فكل من رأوا أنه وقع في زَلَّة حكموا عليه بالبدعة ! حتى بدَّعوا شيخ الإسلام بن تيمية وتلميذه بن القيم والحافظ بن حجر العسقلاني والنووي والإمام أبا حنيفة ، وعددًا من أئمة أهل العلم … وبدَّعوا من المعاصرين الشيخ ربيع بن هادي  والعلامة الألباني رحمه الله ورموه بالتَّجهم .
● وإذا وقع شخص في خطإٍ ثم تبيَّنَ له الصواب فرجع وتاب لا يقبلون تراجعه ولا يعترفون بتوبته إلا إذا انتمى إليهم وصار واحدًا منهم .
● ويكثرون من الدندنة حول مسألة جنس العمل ، ومسألة شرط الصحة وشرط الكمال ، ومسألة العذر بالجهل ، ونحو ذلك من المسائل الدقيقة التي حذر أكابر أهل العلم من إشغال الطلاب بها والخوض فيها . وإعلانهم الولاء والبراء عليها . بهدف تمزيق السلفيين وبث الفتنة بينهم . 
● مَن خالطهم ودَقَّقَ في أحوالهم وأقوالهم عرف أنهم في حقيقة أمرهم “تكفيريون”مستترون يجيدون التقية والتخفي .
- كما أن الهجرة - وهي الأصل الثاني عند جماعة التكفير- أصبحوا يطبقونها، فاعتزلوا المجتمع وتركوا الصلاة في المساجد وتركوا الجمعة وشهود الجنائز والأعياد بدعوى أن من يصلون معهم مرتدون كفار!!
حتى أن بعضهم يتحير في إخراج زكاة فطره حيث لا يجد فى بلده فقير موحِّد تدفع له الزكاة !!
فالله المستعان - نسأل الله أن ينجينا من الفتن .
.وأخر دعونا أن الحمد لله رب العالمين .
وصلى الله على نبينا محمدٍ وآله وصحبه وسلّم.
كـتَبَه/ حسن محمد الصاوي – عفا الله عنه