الأقسام الشائعة


قال هشام البيلي ـ أصلحه الله ـ :

( ويأتي أقزام اليوم يقولون : إن الشيخ الألباني مرجيء في هذا ؛ حتى ولو ...
نحن نعلم أن قول الشيخ الألباني في هذا نحن لا نؤيده ؛ ولا نرى في المسألة خلافاً معتبراً ، وقوله هذا وافق المرجئة ! ، لكن ليس مرجئاً ) 

السؤال :

شيخنا الكريم المُبارك : ما تقول في قول من يقول : أن الإمام الألباني وافق قول المرجئة ؟

الجواب : 

( الذي يقول إن الإمامَ الألباني ـ رحمه الله تعالى ـ يقولُ بقولِ المرجئة ، أو وقعَ في شيءٍ من الإرجاء ، وما شاكلَ ذلكَ من العبارات فهو على هوى ، وعليهِ أن يُراجعَ نفسَه ؛ وأن يتوبَ إلى اللهِ من هذه المقولة ، وقد سَلك بهذا مسَلك الخوارج والحدادية ، الذين هم أول من روَّجَ لهذه الفريةِ على إمام السنة ـ رحمة الله عليه ـ فحَاشا أن يقعَ إمام السنة في الإرجاء ، وهو الذي حذَّر منه وبيِّنه في غير ما مؤلفٍ وكتابٍ ودرسٍ له ، وكما قال عبد الله بن المبارك : " من قال إن الإيمان قولٌ وعملٌ يزيدُ وينقصُ فقد خرج من الإرجاء دقهِ وجُلهِ " ، وبهذا ـ أيضاً ـ قال البربهاري في " شرح السنة " .
فالإمام الألباني ـ رحمه الله تعالى ـ كان يقرر هذا في كتبه ؛ إن الإيمان قولٌ وعملٌ يزيد وينقص فكيف يتهم بالإرجاء ؟!.
نعم ؛ هو ـ رحمة الله عليه ـ كان يُقرر أن العمل ؛ قال : إن العمل شرطُ كمالٍ في الإيمان ، هذه العبارة وإن كانت بهذا اللفظ يعني قد راجعه فيها بعض أهل العلم ؛ لكن ما اتهمه أحدٌ منهم بالإرجاء بسببها ؛ والقول بأن الإيمان أصلٌ وفرعٌ ، هذه قالَ بها بعضُ السلف ، قالها بن منده ، وقالها عبيد بن القاسم بن سلام في كتاب " الإيمان " ، وكذا قال بها شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ في غيرِ ما موضعٍ من كتبه ، فالأعمالُ التي هي من الواجباتِ والفرائض ، هي من كمال الإيمان الواجب أو المستحب كما بين شيخ الإسلام ، وهذا الذي قصدَهُ الإمام الألباني ـ رحمه الله تعالى ـ ما قصدَ المعنى المذموم الذي قصده المرجئة من إخراج الأعمال عن مسمى الإيمان ، فكيف يتهم بالإرجاء ، وهو الذي ردَّ على المرجئة في هذا الأمر كما في شرحه على ، أو في تعليقهِ على شرح الطحاوية أو في تعليقه على متن الطحاوية نفسهِ الذي حققه على ثلاث نسخٍ خطية ـ رحمه الله تعالى ـ وفي عدة مواضع أخرى من كتبه . 
والذي يقول هذه المقولة مخطئ ؛ ويخشى أن يكون من أهل الأهواء سواء من الحدادية أو من جرى مجراهم من أهل البدع ، فالعلماء الكبار من الأموات ، وكذا من الأحياء كلهم دفعوا عن هذا الإمام هذه الفرية ، الإمام ابن باز ، والإمام ابن عثيمين ، والإمام مقبل بن هادي رحمهم الله تعالى ، ومن الأحياء الإمام ربيع بن هادي ، والإمام صالح الفوزان وغيرهما من العلماء الكبار، برءوا الإمام الألباني من هذه التهمة الباطلة ، وما قالوا بهذا أبداً ، ما قال بهذا إلا الحدادية والخوارج من القطبيين ونحوهم ، نعم هم الذين روجوا لهذه الفرية وأرادوا أن يسقطوا هذا الإمام ، أو أن يسيئوا إليه شاءوا أم أبوا ، نعم أسأل الله أن يكف شرهم وأن يهدي من قال هذه العبارة ) . اهـ

المصدر : محاضرة لفضيلة الشيخ خالد عثمان المصري بعنوان " سمات الخوارج وعلاماتهم وبيان خطورتهم " 


محبكم 
أبو عبيدة الأثري
غفر الله له ولوالديه