الأقسام الشائعة


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، أما بعد :


من وراء داعش ؟



وراء داعش كل من كفر ولاة الأمر ونفر عن أحاديث السمع والطاعة ، وأعلن عدم شرعية الأنظمة القائمة ولو تخبى وراء العمل الخيري والعمل الدعوي ، ولو كان في جمعية أو كان في تبليغ أو كان مع الأحباب أو غير ذلك .

كل من حذر ونفر ونفّر غيره من احاديث السمع والطاعة للأئمة والولاة وذم من نادى بها وأعلنها وابغضه وحذر منه وراء داعش والمسؤول عنها كل من طعن في علمائنا وحذر من العلماء صنيع الخوارج القدامى كما في نصيحة وهب ونفر عنهم ووصفهم بالعمالة السلاطين وكفرهم ووصفهم بالإرجاء ، أوليس أبو محمد المقدسي الذي يعتبر في السلم الثاني لحركة داعش والنصرة وما اليها هو القائل (ولا نريد أن ننشغل الآن ببيان كفر هؤلاء العلماء كابن باز والألباني والعثيمين وذلك لأن الانشغال بذلك يصرفنا عن الأهم ويصرف العامة عن الأهم في هذا الباب فعلينا أن نبدأ ننشغل ببيان كفر هؤلاء الطواغيت وأما هؤلاء الأعوان لهم فيستجلى أمرهم لاحقا) وهنا تأتي الحدادية .
فإن الحدادية يلتقون مع الخوارج الداعشيين في مسائل :


أولا / وجد من علمائنا من وصف الحدادية بالخوارج :

فقد حدثنا أخونا الشيخ -بدر البدر- عن شيخنا صالح اللحيدان -حفظه الله - أنه قال عن الحدادية : (أن هؤلاء هم من سيحملون راية الخوارج غدا) ، وذكر العلامة الشيخ أحمد بن يحي النجمي -رحمه الله تعالى - الخوارج فقال (وهم الحدادية والتكفيريون ) ، وذكر الشيخ الألباني -رحمه الله - في سلسلة الهدى والنور بعض شبه محمود الحداد وطريقة الحدادية فقال ( هؤلاء يسيرون أو ينهجون نهج الخوارج الأولى ) ، وذكر شيخنا العلامة المجاهد بحق أبو محمد ربيع بن هادي المدخلي وليقل أهل المرض ما يقولون إذا ذكرناه بحقه ومستحقه ، فإذا كان الحرف يخرج بحقه ومستحقه فإن هؤلاء الأئمة الأعلام حملة السنة فقد ذكر مرارا وتكرارا (أن الحدادية فصيل وشريحة من شرائح الخوارج التكفيريين القطبيين ابناء الحركات الاسلامية في هذا العصر وهم يلتقون مع داعش) .
ولا أدل من ذلك أن رؤوس من الحدادية عندكم وعندنا ، فمن عندكم شخص هنا من الحدادية ممن يثني على داعش ويقول أنهم نصروا التوحيد وهم يحاربون ويقتلون المشركين وهم يعرفون التوحيد أحسن من الألباني وابن عثيمين الذين لا يكفرون من يعبد غير الله من أهل القبور ، يريد التستر بمسألة الإعذار بالجهل وأن من يقول إنما صدر من هؤلاء مالم يتيسر لهم من يبين لهم ويقيم الحجة ويكشف الشبهة عندهم أن هذا كافر مثل عباد القبور .
ولهذا يصرح حدادي آخر عندكم يريد أن يرد على حدادي آخر اختلف معه ، فيقول : ( ويكفيك أنه لا يستطيع أن يصرح بتكفير الألباني ، يقول دلالة على كذبه وعلى روغانه أنه ماهو جريئ مثلي في التصريح بكفر الألباني وأتحداه أن يصرح بكفره )، فصار الخلاف بينهم في التصريح من عدمه بكفر الألباني -رحمه الله تعالى -.
هكذا يصرحون وهكذا المدارس الداعشية في العراق والشام يدرسون في بعض مدارسهم بعض مقررات (احمد بن عمر الحازمي) في مكة وهو من هؤلاء الحدادية الذي صرح بقوله : إن اكثر السلفيين اليوم زنادقة وأن الجهم بن صفوان خير منهم وأفضل منهم وأنه لا ينصح بالأخذ عن علماء العصر لأنهم ما بين مرتد ومبتدع !! .
وهكذا الحدادي الآخر في بلاد الجزائر( أبو عبد القدوس) والذي ألف كتابا في كفر الشيخ ربيع بن هادي المدخلي وردته ، وأنه يقول إن العلماء الذين يستمرون في الثناء عليه يلحقون به ، يعني كفار ومع السلامة !! وما أشبه هذا وهو يصرح أيضا بتأييد داعش والثناء عليهم ومدحهم وأنهم أهل توحيد .


ثانيا /فالحدادية على علاقة وطيدة بداعش في مسألة التكفير بالاعذار بالجهل وتكفير من يعذر .



ثالثا /والحدادية على علاقة بداعش في مسألة التحذير من العلماء والتحذير منهم وتبديعهم وتكفيرهم وصرف الناس عنهم .



رابعا /والحدادية يلتقون مع داعش في الموقف من ولاة الأمر ولكنهم يجبنون فلا يصرحون بكفر الحكام ولكن تحت مسألة التشريع العام يتسترون ، وهذه جمل لها بيان فيما بعد .



فعلينا أن نفهم أيضا في مسألة الاستخبارات والتعاون بين هذه التنظيمات الاسلامية الحزبية الخارجية وبين الكفار :



أقول هذا من ثمرات البدعة ولا تعجب ، أو ليس أبومحمد المقدسي يقول : (نحن الآن نؤخر الكلام عن اسرائيل وقتالها [وهنا تحفظ إنما دولة اليهود ، واسرائيل نبي كريم صلوات الله وسلامه عليه وهو يعقوب عليه السلام] , فيقول لأن اولئك كفار اصليون ، وأما هؤلاء طواغيت العرب وحكامهم فكفار مرتدون ، ويجوز التعامل مع الكافر الأصلي ضد الكافر المرتد !) إذاً حتى ما تريد أيها المتحدث عن التكنهات السياسية والعلاقات بين هذه التنظيمات والكفار أقول لك فرع من فروع البدعة التي عليها وحولها ندندن ، لأنهم ببدعتهم وهي الخوارج الخارجية والتكفير يرون المسلمين في بلاد الاسلام مرتدين ، واليهود والنصارى كفار كتابيين اصليين ، ولا شك أن الكافر المرتد أشد بإجماع المسلمين ولذلك يتعاونون انطلاقا من هذه البدعة .



ثم إن اغراقك في الحديث عن مسألة السياسات والاستخبارات والصناعة أنت تساعد باقي أطراف الجماعات الاسلامية السياسية الخارجية أن تدفع التهمة عن نفسها ، وأن تبخر التهمة عن ساحتها .



هؤلاء الدواعش ليسوا نتاج الاخوان ولا القاعدة ولا خطباء المنابر ولا كتاب الصحوة ولا الدعاة إلى الله الذين يهيجون ويكفرون ولا الذين يتهجمون على علماء السنة وبالارجاء يصفون ، ولا بالذين ينفرون من ولاة الأمر وعليهم يثورون ؛ لا ، هؤلاء الداعش إنما عن طريق الأمر كانوا استخبارتهم يصنعون ، فقط فأنت تساعد في توخير المسألة عن حقيقة المتهم بداعش ومن غير داعش من أخواتها .



وأما لماذا لم تنظم هذه الجماعات إليها ففي نصيحة وهب أمرين اثنين لابد أن نركز عليهما :



الأمر الأول /أن هذه الجماعات يكفر بعضها بعضا ويقتل بعضها بعضا ، هذه صفة الخوارج ، إن الخوارج في أول نشوئهم لم تمضي عليهم عشر سنوات في أواخر عهد الصحابة وقد انقسموا إلى ازارقة ونجدات وشبيبية .. إلى آخره ، في أول ظهورهم هذا أصلا من مبدأ الخوارج ، لايجتمعون خمسة في مجلس كما ذكر في وصفهم في كتب أهل السنة إلا ويفترقون ‍وقد كفر بعضهم بعضا .

ورأينا في نصيحة وهب : كل واحد عنده عشرة الآف فيقاتل الآخرين ويكفرهم ، فهذه طبيعة البدعة أن يرد بعضهم على بعض ، وبالذات بدعة الخوارج اشد البدع انشطارا وتكفيرا وطعنا في بعضهم البعض ، لابد أن نضع هذا في بالنا .


والأمر الثاني /الذي الفت النظر إليه في قضية وهب: لما قالوا له أعطنا الأموال نوزعها على الفقراء ونقيم بها الحدود ، وهذا الحدود عند أهل السنة من خصائص ولاة الأمر واختصاصاتهم فهم يزعمون أنهم بهذه الأموال سيغنون الفقراء ، وعلى العموم أموالكم ثقيلة في جيوبكم وثقيلة في اعناقكم ، ولذا يكتبون على اللوحات الزكاة أمانة في عنقك نحن نحملها عنك ، هكذا يكتبون .



العناصر كثيرة لكن احببت أن اضيف هذه الاضافة :

-الحدادية بأفرادهم واعيانهم .
- والتنظيمات الاخوانية , حتى الاخوانية الآن الذين يتكلمون على داعش :


أولا :قادة داعش متربون معهم وهم على فكرهم .

ثانيا :أنهم في بداية أمر داعش اثنوا عليهم وشجعوهم وهذا في تويتر موجود ، لقد فضح تويتر الدعاة الاسلاميين والحركيين قبل ان يفضح الحكام كما يزعمون , فأثنوا على داعش وعلى بطولتها ووصفوا من لم يفرح بإخراج المسجونين من سجن ابوغريب بأنه منافق ، ومن يتكلم على داعش والدولة الإسلامية في العراق بأنه منافق ، ونزلوا آيات النفاق وأنه اخو الروافض ، فما برحوا شهورا إلا وانقلبوا يتكلمون عليها بالتحذير والتنفير ، الأنها كفرت مرسي والنصرة ؟ أم لأنها كفرت الاخوان ؟ لا أدري ولكن البدعة هكذا يكفر بعضهم بعضهم ويقتل بعضهم بعضا .
فينبغي أن نفهم هذا جيدا الحدادية خطيرة وهي على دعم معنوي وفكري وعقدي وامدادي لداعش .
وبالله التوفيق .
رابط صوتى - http://ar.alnahj.net/audio/1497







للإستماع