الأقسام الشائعة


العلامة ابن عثيمين يسقط ما في أيدي الحدادية من حجارة ويرى إسلام من استغاثوا بالأموات عن جهل حتى يبين لهم الحق
 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه أما بعد : 
 
فهذا كلام للعلامة ابن عثيمين رحمه الله حول مسألة العذر بالجهل يدك به حصون الحدادية ويسقط ما بأيديهم من حجارة .
قال رحمه الله كما في الشرح الممتع [ 6 / 194 ] :
" وهذه المسألة ـ أعني مسألة العذر بالجهل ـ مسألة عظيمة شائكة، وهي من أعظم المسائل تحقيقاً وتصويراً.
فمن الناس من أطلق وقال: لا يعذر بالجهل في أصول الدين كالتوحيد، فلو وجدنا مسلماً في بعض القرى أو البوادي النائية يعبد قبراً أو ولياً، ويقول: إنه مسلم، وإنه وجد آباءه على هذا ولم يعلم بأنه شرك فلا يعذر.
والصحيح أنه لا يكفر؛ لأن أول شيء جاءت به الرسل هو التوحيد، ومع ذلك قال تعالى: {{وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً}} [الإسراء: 15] فلا بد أن يكون الإنسان ظالماً، وإلا فلا يستحق العذاب.
على أن تقسيم الدين إلى أصول وفروع أنكره شيخ الإسلام، وهذا التقسيم لم يحدث إلا بعد القرون المفضلة في آخر القرن الثالث، وقال شيخ الإسلام: كيف نقول: إن الصلاة من الفروع؟! ـ لأن الذين يقسمون الدين إلى أصول وفروع يجعلون الصلاة من الفروع ـ وهي الركن الثاني من أركان الإسلام، وكذا الزكاة، والصوم، والحج، كيف يقال: إنها من الفروع؟!
ولكن قد لا يعذر الإنسان بالجهل، وذلك إذا كان بإمكانه أن يتعلم ولم يفعل، مع قيام الشبهة عنده، كرجل قيل له: هذا محرم، وكان يعتقد الحل، فسوف تكون عنده شبهة على الأقل، فعندئذٍ يلزمه أن يتعلم ليصل إلى الحكم بيقين.
فهذا ربما لا نعذره بجهله؛ لأنه فرط في التعليم، والتفريط يسقط العذر، لكن من كان جاهلاً، ولم يكن عنده أي شبهة، ويعتقد أن ما هو عليه حق، أو يقول هذا على أنه الحق، فهذا لا شك أنه لا يريد المخالفة ولم يرد المعصية والكفر، فلا يمكن أن نكفره حتى ولو كان جاهلاً بأصل من أصول الدين، فالإيمان بالزكاة وفرضيتها أصل من أصول الدين، ومع ذلك لا يكفر الجاهل.
وبناءً على هذا يتبين حال كثير من المسلمين في بعض الأقطار الإسلامية الذين يستغيثون بالأموات، وهم لا يعلمون أن هذا حرام، بل قد لُبِّس عليهم أن هذا مِمَّا يقرب إلى الله، وأن هذا وليٌّ لله وما أشبه ذلك، وهم معتنقون للإسلام، وغيورون عليه، ويعتقدون أن ما يفعلونه من الإسلام، ولم يأت أحد ينبههم، فهؤلاء معذورون، لا يؤاخذون مؤاخذة المعاند الذي قال له العلماء: هذا شرك، فيقول: هذا ما وجدت عليه آبائي وأجدادي، فإن حكم هذا الأخير حكم من قال الله تعالى فيهم: {{إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ}} [الزخرف: 22] .
فإن قيل: كيف يعذر هؤلاء ولم يعذر أهل الفترة، فقد قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: «أبي وأبوك في النار» ؟ فيقال: أهل الفترة ليس لنا أن نتجاوز ما جاءت به النصوص، ولولا أن الرسول صلّى الله عليه وسلّم قال: إن أباه في النار، لكان مقتضى القاعدة الشرعية أنه لا يعذب، وأن يكون أمره إلى الله، كسائر أصحاب الفترة، فإن القول الراجح أن أصحاب الفترة يمتحنون يوم القيامة بما شاء الله، أما هؤلاء فإنهم يعتقدون أنهم على الإسلام ولم يأتهم من يعلمهم، بل قد يكون عندهم من علماء الضلالة من يقول: إنَّ ما هم عليه هو الحق." اهـ
 
يستفاد من كلام الشيخ رحمه الله : 
 
1 - أن مسألة العذر بالجهل خلافية حتى في المسائل الظاهرة وترجيح الشيخ عدم التكفير بها .
2 - انكار الشيخ تقسيم الدين إلى أصول وفروع وذكر كلام شيخ الإسلام في ذلك .
3 - من كان بإمكانه أن يتعلم ولم يفعل مع قيام الشبهة عنده فهذا قال عنه الشيخ أنه قد لا يعذر بجهله .
4 - من كان جاهلا ولم تكن عنده أي شبهة وكان يعتقد  أن ما هو عليه حق فهذا لا يكفر ولو كان جاهلاً بأصل من أصول الدين .
5 - إطلاق الشيخ اسم الإسلام على من يستغيث بالأموات وهم جهال حتى يبين لهم .
 
فنقول لابن صوان والزاكوري وغيرهما  : ما هو حكمكم على الشيخ ابن عثيمين ؟
هل هو جهمي ؟
أم ستترفقون به قائلين وافق الجهمية ؟
أم هو كافر لأنه لم يكفر الكفار وعذرهم بجهلهم ؟
نريد جوابا على هذه الأسئلة ثم نفسح المجال للزاكوري بأن يوجه كلام الشيخ بما يمليه عليه شيطانه !
فقد جعل هذا الزاكوري نفسه وصيا على كلام العلماء !وكأنه أخذ منهم الإذن بتوجيه كلامهم كلما نقله ناقل عنهم !
فكلما جاء نقل يدمغهم ويزلزلهم ، خرج هذا الهر منتفخا صارخا : الشيخ يقصد كذا والعالم الفلاني يريد كذا !!
قال عليه الصلاة والسلام : ( إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى : إذا لم تستح فاصنع ما شئت ) رواه البخاري