بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله ، أما بعد :
فهذا -بحول الله وقدرته- ردي علي رجل متعالم يدعي "حامد أبو سعيد" -بتسكين السين وكسر العين-! امتلأ صدره حقداً علي شيخنا الهمام محمد بن سعيد رسلان -حفظه الله تعالي- وليعلم الاخوان أني لم أرد علي هذا الرجل إلا بعد أن سبرت حاله فهو "بلدياتي"! وما فعلت هذا -وعلم الله- إلا بعد أن سمعت ما تفوه به من جهل لم تتحمله أذناي وافتراء وبهتان علي شيخنا رسلان ، ووالله لو كان هذا الرجل محقاً في كلامه لشكرناه ، ولو تفوه بعلم لعلي الرؤوس حملناه ، ولكنه لم يتكلم إلا بجهل وعناد ، وكذب وافتراء ، فما كان مني إلا أن ردت باطله وهرائه ، ليعلم قدره هو ومن وراءه ، وليعلم القارئ أني ما نشرت هذا الرد إلا بعد أن راسلته به وناصحته ، فما كان منه إلا أن ازداد جهلاً وطغيانا ، ورماني بأبشع التهم والبهتان فالله حسيبه ، بل زاد علي أن نشر كلامه في كثير من المنتديات والمواقع والصفحات ، وما كنت أنوي الرد عليه علي رؤوس الأشهاد لاعتقادي خساسة ما جاء به غير أني وجدت بعض المنحرفين يستشهدون بكلامه علي باطلهم ، فعذرتهم وقلت : مساكين! لايعرفون حاله، وإليكم قبل أن أشرع في الرد ترجمة مختصرة لهذا المجهول! :
*المومي إليه لم يعرف بطلب العلم يوماً من الأيام ، فهو غير معروف بالعلم بين الناس ولم يرحل إلي شيخ من مشايخ أهل السنة ولا حتي إلي أي شيخ كان يوماً من الأيام .
والدليل علي أنه غي معروف بالعلم : أن الناس كلفوه يوماً بأن يصلي بهم صلاة خسوف القمر ، وكان موعد الصلاة بعد العشاء ، فعكف في بيته قبل الصلاة يتعلم كيفية صلاة الخسوف فما كان يعرفها! .
والرجل كان إلي فترة قريبة يحلق لحيته! حتي عاب عليه الناس ذلك فأعفي لحيته ، فأنشدكم الله ، هل مثل هذا الرجل الذي ما كان يعرف حكم اللحية ولا كيفية صلاة الكسوف يكون مؤهلاً للرد علي مثل الشيخ رسلان؟! بل مؤهلاً لأن يرد عليه استقلالاً؟!
الله المستعان ، إننا والله لفي هذا الزمان الذي أخبرنا الرسول (صلي الله عليه وسلم) أن الرويبضة يتكلم فيه ، والرويبضة الرجل التافه!
وقبل الشروع في الرد إليكم رابط كلامه بصوته حتي يكون كلامي موثقاً :
http://www.youtube.com/watch?v=BWR8XTXz4mI
وإليكم الرد :
بسم الله الرحمن الرحيم
الرد السديد علي ما يدعيه أبو سعيد!
إن الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله( صلي الله عليه واّله وسلم ) أما بعد :
فإن أصدق الحديث كتاب الله ، وخير الهدي هدي محمد ( صلي الله عليه وسلم ) ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار ، أما بعد :
فإليك يا من ادعيت في مبدأ كلامك أنك ترد علي عالم ، وفي ثناياه تزعم- تلميحاً لا تصريحاً – أنك تدك جبلاً ، وفي آّخره تدعي محبته ، إلي كل من أراد أن يتزبب قبل أن يتحصرم ، ويتريش قبل أن يتجنح ويتعالم قبل أن يتعلم ، إليك يا صاحب الورقة الموسومة ب " إلي فضيلة الشيخ رسلان " ! :
*اولاً: زعمت في عنوانك أنك تنصح الشيخ ، ووالله لو كنت تعلم أدب نصيحة العلماء لما فعلت ما فعلت ولكن ، هذه بعض النقولات عن أهل العلم ممن اتبع الصحابة – رضوان الله عليهم – بإحسان في بيان أدب النصيحة للعلماء فيها ذكري لمن كان له قلب أو ألقي السمع وهو شهيد :
1- أخرج مسلم في "صحيحه" من رواية أبي رقية تميم ابن أوس الداري – رضي الله عنه – أن رسول الله - صلي الله عليه وسلم – قال :"الدين المصيحة" قلنا : لمن يا رسول الله ، قال :"لله ولكتابه ولرسوله وللأئمة المسلمين وعامتهم".
قال الشيخ العثيمين – رحمه الله – في "شرح الأربعين النووية" "ص 96" : " من النصيحة للعلماء : انك إذا رأيت منهم خطأ فلا تسكت وتقول : هذا أعلم مني بل تناقش بأدب واحترام ، لأنه أحياناً يخفي علي الانسان الحكم فينبهه من هو دونه في العلم فيتنبه وهذا من النصيحة للعلماء " .
2- قال الشيخ بكر بن أبي زيد – رحمه الله – في "حلية طالب العلم" (ص 36) :"وإذا بدا لك خطأ من الشيخ ، أو وهم فلا يسقطه ذلك من عينيك ؛ فإنه سبب لحرمانك من علمه ومن ذا الذي ينجو من الخطأ سالماً؟ " الخ.
وهذا غيض من فيض مما ذكره علماؤنا المعاصرين ، فضلاً عما ذكره أئمتنا المتقدمين كابن عبد البر والخطيب البغدادي وابن جماعة الكناني والاجري وغيرهم ممن صنفوا في اّداب العالم والمتعلم بل قد تجد المتقدمين يعيبون مثل صنيعك أيها المجترئ علي العلماء ما قد أستحيي من نقله لك !
*أما عن ردي عليك فإني لن أرد إلا علي ما يستحق – في نظرك – الرد ، وما تركته فتركته لأن بطلانه يغني عن إبطاله وسقوطه يغني عن إسقاطه .
*أولاً : عبت علي الشيخ ترجيحه لرأي المالكية علي الآراء الأخري ، ولم نر منك تفنيداً للمسألة ولا ترجيحاً لرأي علي اّخر ، بل رأيناك رحت تتهم الشيخ بالتدليس ، فقلت : "وأخفيت رأي المذاهب التي أجازتها". والحق أن الشيخ كان في مقام ترجيح ولم يكن في مقام سرد للأدلة والأقوال ، ولا يعاب عليه إذا ذكر الرأي الراجح مع إعراضه عن الاّراء المرجوحة ، قال الشاطبي – رحمه الله – في "الموافقات" : " الشريعة كلها ترجع إلي قول واحد في فروعها وإن كثر الخلاف ، كما أنها في أصولها كذلك ، ولا يصلح فيها غير ذلك ".
*ثانيا : عبت علي الشيخ أنه يطيل خطبته مع أن النبي (صلي الله عليه وسلم) قد رغب في تقصيرها .
وأنت في ذلك مصيب من وجه ، فقد أخرج مسلم وغيره عن عمار بن ياسر قال : سمعت رسول الله (صلي الله عليه وسلم) يقول : " إن طول صلاة الرجل وقصر خطبته مئنة من فقهه".
ولكنك – أيها المجترئ – نسيت أو تناسيت أنك تقصر الخطبة والصلاة أيضاً مع أن السنة التأني فيها والتطويل ، فقد كان النبي – صلي الله عليه وسلم – يصلي الجمعة بسورتي "الجمعة" و "المنافقون" تارة ، وب"سبح اسم ربك الأعلي" و "هل أتاك حديث الغاشية" تارة أخري .
فيا لله العجب! كيف رأيت عيب غيرك ولم تر عيب نفسك؟!
يا أيها الرجل المعلم غيره *** ألا لنفسك كان ذا التعليم ؟!
ثم أزيدك : " إن قصر الخطبة كان علامة علي فقه الرجل ، لأن الفقيه المطلع علي حقائق المعاني وجوامع الألفاظ يتمكن من التعبير بالعبارة الجزلة المفيدة ، ولذلك كان من تمام رواية الحديث : "فأطيلوا الصلاة واقصروا الخطبة وإن من البيان لسحراً". راجع:"القول المبين في أخطاء المصلين"(ص369).
ثم أقول لك : إن الشيخ لا يلام علي تطويل خطبته ؛ لأن تطويل الخطبة في زماننا من المصالح المرسلة ، والمصلحة المرسلة تتميز عن البدعة : " بأن عدم وقوعها في عصر النبوة إنما كان لأجل انتفاءالمقتضي لفعلها ، أو أن المقتضي لفعلها قائم لكن وجد مانع يمنع منه ، بخلاف البدعة فإن عدم وقوعها في عهد النبوة كان مع قيام المقتضي لفعلها وتوفر الداعي وانتفاء المانع " . راجع : "قواعد معرفة البدع" لمحمد حسين الجيزاني (ص35).
فالنبي - صلي الله عليه وسلم – كان لايطيل خطبته لأنه أوتي جوامع الكلم – صلي الله عليه وسلم – والصحابة – رضوان الله عليهم – أصحاب اللسان العربي ، والعربية عندهم سليقة ، أما اليوم فإن الجهل قد فشي وطم ، فهذا هو المقتضي ألا وهو "كثرة الجهل" الذي لم يكن موجود في عهده – صلي الله عليه واله وسلم -.
*ثالثاً : قولك : " وكان – يعني النبي صلي الله عليه وسلم – لايتطاول علي الناس وهو علي المنبر " هذا – والله – من أسوأ ما خطته يمينك في هذه الورقة السوداء.
إن مما يجب أن تعلمه أيها المجترئ : أن مجرد ذكر أحد من أصحاب الحديث – من أهل السنة - بسوء مصيبة جلي ، وعلامة من علامات أهل البدع ، فقد أخرج الخطيب البغدادي في "الكفاية" بسند حسن أنه ذكر لأحمد بن حنبل يوماً ابن أبي قتيلة وأنه يذكر أصحاب الحديث بسوء ، فقام أحمد ينفض ثوبه ويقول : زنديق زنديق زنديق ! ودخل بيته .
ولكني لا أعينك بالزندقة ولا أكفرك ولكنك تتبع حال هذا الرجل حذو النعل بالنعل ، وذلك أنه قد أخرج الخطيب في "الكفاية" في أول خبر فيه عن أبي العباس أحمد بن علي الأبار ، قال : "رأيت بالأهواز رجلاً قد حف شاربه وأظنه قد اشتري كتباً وتعبأ للفتيا ، فذكروا أصحاب الحديث في المجلس ، فقال : ليسوا بشئ وليس يسوون شيئاً. فقلت له : أنت لا تحسن تصلي ، قال : أنا؟ قلت: نعم . أيش تحفظ عن رسول الله – صلي الله عليه وسلم – إذا افتتحت الصلاة ورفعت يديك؟
قال: فسكت. فقلت : فماذا تحفظ عن رسول الله صلي الله عليه وسلم إذا وضعت يديك علي ركبتيك؟ - يعني في الركوع – فسكت. قلت : فأي شئ تحفظ عن رسول الله صلي الله عليه وسلم إذا سجدت؟ فسكت. قلت : مالك لاتتكلم؟ ألم أقل لك إنك لاتحسن تصلي؟! أنت إنما قيل لك : تصلي الغداة ركعتين والظهر أربعاً فالزم ذا ، خير لك من أن تذكر أصحاب الحديث ، فلست بشئ". وأصحاب الحديث لقب من ألقاب أهل السنة في كل زمان ومكان.
*قلت : لعلك تقصد بالتطاول :"الرد علي أهل الأهواء والبدع" فإن كنت تقصد ذلك فإن الرد علي أهل الأهواء والبدع وذكرهم بما فيهم من أصول معتقد أهل السنة والجماعة .
قال الصابوني – رحمه الله – في "عقيدة السلف"(ص315): "وقد اتفقوا – يعني أهل السنة – علي القول بقهر أهل البدع ، وإذلالهم ، وإخزائهم ، وإبعادهم ، وإقصائهم ، والتباعد منهم ، ومن مصاحبتهم ومعاشرتهم ، والتقرب إلي الله – عز وجل – بمجانبتهم ومهاجرتهم" .
ولكنك قد تقول لي : هؤلاء اللذين يرد عليهم فضيلة الشيخ عندهم مخالفات ولكنهم ليسوا مبتدعة
حسناً ؛ قال أبو صالح الفراء : "حكيت ليوسف بن أسباط عن وكيع شيئاً من أمر الفتن ، فقال : "ذاك يشبه أستاذه – يعني الحسن بن حي – فقلت ليوسف : ما تخاف أن تكون هذه غيبة؟ فقال: لم يا أحمق؟! أنا خير لهؤلاء من اّبائهم وأمهاتهم ، أنا أنهي الناس أن يعملوا بما أحدثوا فتتبعم أوزارهم ، ومن أطراهم كان أضر عليهم ". رواه عبد الله بن أحمد في "السنة"(ص186).
قهذا يوسف بن أسباط حذر مما وقع فيه وكيع ، ووكيع هو من هو فما بالك بمن خالف في أصول من أصول الاعتقاد؟! أما إن كنت تقصد بالتطاول شدة الرد علي أهل البدع ، كقول الشيخ مثلاً : "قال قطع الله لسانه" أو"أخطأت إسته الحفرة"الي غير ذلك فإن ذلك ممدوحاً لتنفير الناس من البدع وإشعار السامع بعظم جرم ما قال القائل بل قد استخدم الأئمة الشدة أحياناً علي من ترك النوافل كما قال الامام أحمد في حق من ترك الوتر: "ذاك رجل سوء" وقال في حقه مالك : "يستحق الضرب" وذلك في حق النوافل فما بالك في حق من ترك أصلاً من أصول الدين؟! أو ارتكب بدعة في الدين؟! أفلا يستحق أكثر من هذا؟
فإذا علمت ذلك فاعلم :أن"الرد علي المخالف من أصول الاسلام" وهذا عنوان كتاب للشيخ بكر بن أبي زيد – رحمه الله – أنصحك بالرجوع إليه ، وإلي كتابه الآخر "هجر المبتدع".
*أما قولك : "وكان لايصور الخطبة بالفيديو" عادُاًذلك من البدع ، فهذا إن دل فإنما يدل علي جهلك وقلة بضاعتك من علم أصول البدع ، فإن أهل هذا العلم – وعلي رأسهم أبو اسحاق الشاطبي – عرفوا البدعة بقولهم : " هي طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشرعية يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله سبحانه" راجع : "الاعتصام" (1/36).
وقال محمد بن الحسين الجيزاني في "قواعد معرفة البدع"(ص18) :
"ذلك أن للبدعة الشرعية – يعني المعرفة بالتعريف الشرعي – قيوداً ثلاثة تختص بها ، والشئ لايكون بدعة في الشرع إلا بتوفرها فيه ، وهي :
1- الإحداث .
2- أن يضاف هذا الإحداث إلي الدين .
3- ألا يستند هذا الإحداث إلي أصل شرعي ؛ بطريق خاص أو عام".
وفي تأصيلي لك لمسألة المصالح المرسلة فيه رد وبيان علي ما ادعيته.
*ثم رأيتك أيها الراد رحت تتهم الشيخ مرة ثانية بالتدليس ثم فوق ذلك ادعاؤك أن مسألة الخروج علي الحكام الظلمة فيها ثلاثة أقوال ، وأن الشيخ قد أخفي القول الذي يقول بجواز الخروج مطلقاً والثاني الذي يجيز الخروج عليهم بشروط .
وهذا كلام عجيب لأن هذه الأقوال ليست معتبرة ، فهي لاتعدوا أن تكون أقوالاً لأهل البدع ، وإلا فخبرني بربك ما هو مذهب الخوارج إذاً؟!
بل هذه الأقوال - علي حد زعمك – لاتعدوا أن تكون شبهات يستدل بها القوم.
والشيخ – بحمد الله – قد رد عليها في خطبته : "بررة أتقياء أم فجرة أقوياء"؟! وفي كتابه الجليل: "دعائم منهاج النبوة".
ثم رأيتك تستدل بفعل بعض السلف علي جواز الخروج مع اعترافهم بخطأهم ورجوعهم عن ذلك وردود غيرهم عليهم – مع جلالة قدرهم – والغريب والعجيب أنك تجعل أفعالهم أقوالاً! بل من الأقول المعتبرة لدي أهل السنة!! فمتي – بالله عليك – كان أهل العلم يحتجون بفعل أحد؟!فضلاً عن أن يقدمونها علي أقوال رسول الله صلي الله عليه وسلم!
وحتي لا أستطرد كثيراً في هذه المسألة أنصحك بالرجوع إلي كتاب يؤصل لك مسألة طاعة أولياء الأمور وهو : "معاملة الحكام في ضوء الكتاب والسنة" للدكتور عبد السلام بن برجس واّخر في الرد علي شبهات القائلين بجواز الخروج للشيخ حمد العثمان وهو : "الغوغائية هي الطوفان" وقد قدم له العلامة صالح الفوزان.
*ثم رحت تستدل علي الشيخ بأن رده علي العلماء – بزعمك – ترتب عليه مفاسد ، مع أنه يمنع الخروج علي الحكام درءاً للمفاسد فكيف يكون ذلك؟
وأظن أن تأصيلي لك لمسألة الرد علي المخالف سابقاً فيه جواب لك عن هذا الكلام ، ثم وجدتك تدعي أنه لايرد علي العالم إلا عالم وتعيب علي الشيخ أنه أطلق العنان لبعض الشباب أن يحذروا من بعض المشايخ كأبي اسحاق ومحمد حسان.
- والجواب : أن هذين الشخصين ليسا من أهل العلم وقد رد عليهما كثير من العلماء ، وهذا ذكر أسماء بعضهم فقط :
*أولاً : من العلماء اللذين ردوا علي أبي اسحاق :
1- الشيخ العلامة مقبل بن هادي الوادعي .
2- الشيخ العلامة أحمد بن يحيي النجمي ( المفتي السابق لجنوب السعودية ).
3- الشيخ عبد المالك الرمضاني الجزائري.
4- الشيخ محمد عمر بازمول وقد بين أنه مشهود له في علم الحديث وإلا فإنه ليس علي طريقة السلف
5- الشيخ هشام البيلي
6- الشيخ علي حشيش
7- الشيخ حسن بن عبد الوهاب البنا . وغيرهم.
*ثانيا : من العلماء اللذين ردوا علي محمد حسان :
1- الشيخ العلامة محمد بن عبد الوهاب الوصابي.
2- الشيخ العلامة محمد بن عبد الله الامام.
3- الشيخ العلامة عبيد الجابري.
4- الشيخ ماهر بن ظافر القحطاني.
5- الشيخ جمال بن فريحان الحارثي. وغيرهم كثير.
نسأل الله الهداية لهما ولجميع الزائغين عن الصراط المستقيم .
فالعلماء يحذرون ، وإن رد أحد من الشباب فإنه يرد محتجاً بأقوال هؤلاء العلماء .
ثم إن كلامك هذا حجة عليك ، لماذا إذاً ترد علي الشيخ رسلان وأنت لست عالماً مثله؟!
*أما ادعاؤك أن أحد أسباب ثناء الشيخ علي الشعراوي قديماً كان طعنه في الاخوان المسلمين فهذا وضع لكلام الشيخ في غير موضعه ؛ لأن الشيخ عندما أثني علي الشعراوي ما كان يعرف حاله ولا عقيدته وإنما ظن الشيخ أنه لطعنه في الاخوان علي خير وعلي عقيدة صحيحة .
أما أن الشيخ نفي مرة ثناؤه عليه : فهذا كذب علي الشيخ ؛ لأن الشيخ في كلامه الذي أومأت إليه كان يرد علي أحد الطاعنين فيه وكان هذا الطاعن قد أتي بكلام للشيخ عام في ثنائه علي عالم من العلماء بعد موته فظن هذا الطاعن أن الشيخ قد قصد الشعراوي.
*أما ادعاؤك في الملحوظة السادسة أن الشيخ أسقط الآيات القراّنية في غير موضعها فهذا جهل منك بعلم أصول التفسير؛ لأن هناك قاعدة تقول : "ليست العبرة بخصوص السبب وإنما العبرة بعموم اللفظ" والله تبارك وتعالي أنزل كتابه تبياناً لكل شئ ، وقال علي – رضي الله عنه – "القراّن حمال ذو وجوه" وهذا رد علي ملحوظتك التاسعة في عيبك علي الشيخ تنزيله اّية "كل حزب بما لديهم فرحون" وقولك :"هل تدري من الذي يفعل ذلك؟"
وها هي أقوال المشايخ اللذين تدافع عنهم في الاحزاب وحكم الدخول فيها :
1- قال أبو اسحاق الحويني : " هناك طائفة كبيرة من الناس تريد أن تسرق عقولنا وقلوبنا بشعارات رنانة كبيرة وبكل أسف : الأحزاب السياسية في بلاد المسلمين ظاهرة مرضية انتقلت إلينا ؛ لأن كل حزب من الأحزاب له برنامج وكل حزب من الاحزاب يريد أن يصل إلي سدة الحكم وهذا شئ بدهي لا – يعني – نستغرق الوقت في إثباته أي حزب ، ومما زاد الطين بلة أن إنشاء الأحزاب الآن صار بمجرد الاخطار ان تخطر أنك تريد أن تنشأ حزباً ، أنا أريد أن أسأل : ما هي مرجعية هذه الأحزاب؟ أهي القراّن المنزل والسنة النبوية؟! إذا كان كل إنسان يضع لنفسه برنامج إذا وصل إلي الحكم كيف يحكم الناس وهو أجنبي تماماً – أعني هذا البرنامج عن القراّن والسنة".انتهي كلامه. فبالله عليك أليس في قوله : "لأن كل حزب من هذه الأحزاب له برنامج وكل حزب من الأحزاب يريد أن يصل إلي سدة الحكم" أليس كلامه هذا مطابق لقوله تعالي "كل حزب بما لديهم فرحون"؟
2- سئل مصطفي العدوي علي قناة صفا عن : حكم الانضمام إلي الأحزاب السياسية؟
فأجاب : وبعد الاطلاع علي قوانين الأحزاب في مصر وجدت أن قوانين الأحزاب فيها مخالفات كثيرة للشريعة الاسلامية وفيها احترام النظام الديمقراطي ، والأنظمة الديمقراطية هذه أنظمة كافرة واردة إلينا من دول الغرب الكافر فإذا وقعت فسأكون مقراً لها ، ولم أر فائدة في الانضمام لها ، يعني ليست هناك فائدة مرجوة تجعلني أقارن بين المفاسد والمصالح، فأنصح إخواني بالبعد عن تلك الأحزاب لما تضمنته القوانين الباطلة المنظمة لتلك الأحزاب والتي استقيت بنودها من بنود الغرب الكافر ، والله أعلم " انتهي كلامه.
*أما ادعاؤك في الملحوظة العاشرة أن مجرد تجلي الرب تعالي للجبل ليس سبب الدك ، وإنما هو إذنه له بالاندكاك فهذا تحريف منك للكلم عن واضعه وجهل بأقوال المفسرين، وأقول أنا لك : هل تدري من الذي يقول ذلك؟!
1- قال أبو حيان في "البحر المحيط" : " ترتب علي التجلي أمران : أحدهما تفتت الجبل وتفرق أجزائه ، والثاني خرور موسي مغشياً عليه ".
2- قال الشيخ السعدي في "تيسير الكريم الرحمن" : "فلما تجلي ربه للجبل" الأصم الغليظ "جعله دكا" أي: انهال مثل الرمل ، انزعاجاً من رؤية الله وعدم ثبوته لها ".
*أما استشهادك بحديث: "ما كلم الله أحداً إلا من وراء حجاب وكلم أباك كفاحا" فهذا ليس في الدنيا إنما كان في دار البرزخ ؛ لأن قوله تعالي وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحياً أو من وراء حجاب" فهي مخصوصة بدار الدنيا كما هو معتقد أهل السنة والجماعة ، راجع "شرح سنن ابن ماجه" (1/17). فهذا هو موطن النزاع أن الله تعالي لا يخاطب أحداً في الدنيا كفاحا ولا يتجلي له.
*وختاماً أقول لك – بعد الرد علي ترهاتك وخزعبلاتك - : ياليتك تتعلم خير لك من أن تتطاول علي جبال العلم وقممه ، فرحم الله امرءاً عرف قدر نفسه – وليس بحديث - .
يا ناطح الجبل العالي لتكلمه أشفق علي الرأس لا علي الجب
فهذا -بحول الله وقدرته- ردي علي رجل متعالم يدعي "حامد أبو سعيد" -بتسكين السين وكسر العين-! امتلأ صدره حقداً علي شيخنا الهمام محمد بن سعيد رسلان -حفظه الله تعالي- وليعلم الاخوان أني لم أرد علي هذا الرجل إلا بعد أن سبرت حاله فهو "بلدياتي"! وما فعلت هذا -وعلم الله- إلا بعد أن سمعت ما تفوه به من جهل لم تتحمله أذناي وافتراء وبهتان علي شيخنا رسلان ، ووالله لو كان هذا الرجل محقاً في كلامه لشكرناه ، ولو تفوه بعلم لعلي الرؤوس حملناه ، ولكنه لم يتكلم إلا بجهل وعناد ، وكذب وافتراء ، فما كان مني إلا أن ردت باطله وهرائه ، ليعلم قدره هو ومن وراءه ، وليعلم القارئ أني ما نشرت هذا الرد إلا بعد أن راسلته به وناصحته ، فما كان منه إلا أن ازداد جهلاً وطغيانا ، ورماني بأبشع التهم والبهتان فالله حسيبه ، بل زاد علي أن نشر كلامه في كثير من المنتديات والمواقع والصفحات ، وما كنت أنوي الرد عليه علي رؤوس الأشهاد لاعتقادي خساسة ما جاء به غير أني وجدت بعض المنحرفين يستشهدون بكلامه علي باطلهم ، فعذرتهم وقلت : مساكين! لايعرفون حاله، وإليكم قبل أن أشرع في الرد ترجمة مختصرة لهذا المجهول! :
*المومي إليه لم يعرف بطلب العلم يوماً من الأيام ، فهو غير معروف بالعلم بين الناس ولم يرحل إلي شيخ من مشايخ أهل السنة ولا حتي إلي أي شيخ كان يوماً من الأيام .
والدليل علي أنه غي معروف بالعلم : أن الناس كلفوه يوماً بأن يصلي بهم صلاة خسوف القمر ، وكان موعد الصلاة بعد العشاء ، فعكف في بيته قبل الصلاة يتعلم كيفية صلاة الخسوف فما كان يعرفها! .
والرجل كان إلي فترة قريبة يحلق لحيته! حتي عاب عليه الناس ذلك فأعفي لحيته ، فأنشدكم الله ، هل مثل هذا الرجل الذي ما كان يعرف حكم اللحية ولا كيفية صلاة الكسوف يكون مؤهلاً للرد علي مثل الشيخ رسلان؟! بل مؤهلاً لأن يرد عليه استقلالاً؟!
الله المستعان ، إننا والله لفي هذا الزمان الذي أخبرنا الرسول (صلي الله عليه وسلم) أن الرويبضة يتكلم فيه ، والرويبضة الرجل التافه!
وقبل الشروع في الرد إليكم رابط كلامه بصوته حتي يكون كلامي موثقاً :
http://www.youtube.com/watch?v=BWR8XTXz4mI
وإليكم الرد :
بسم الله الرحمن الرحيم
الرد السديد علي ما يدعيه أبو سعيد!
إن الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله( صلي الله عليه واّله وسلم ) أما بعد :
فإن أصدق الحديث كتاب الله ، وخير الهدي هدي محمد ( صلي الله عليه وسلم ) ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار ، أما بعد :
فإليك يا من ادعيت في مبدأ كلامك أنك ترد علي عالم ، وفي ثناياه تزعم- تلميحاً لا تصريحاً – أنك تدك جبلاً ، وفي آّخره تدعي محبته ، إلي كل من أراد أن يتزبب قبل أن يتحصرم ، ويتريش قبل أن يتجنح ويتعالم قبل أن يتعلم ، إليك يا صاحب الورقة الموسومة ب " إلي فضيلة الشيخ رسلان " ! :
*اولاً: زعمت في عنوانك أنك تنصح الشيخ ، ووالله لو كنت تعلم أدب نصيحة العلماء لما فعلت ما فعلت ولكن ، هذه بعض النقولات عن أهل العلم ممن اتبع الصحابة – رضوان الله عليهم – بإحسان في بيان أدب النصيحة للعلماء فيها ذكري لمن كان له قلب أو ألقي السمع وهو شهيد :
1- أخرج مسلم في "صحيحه" من رواية أبي رقية تميم ابن أوس الداري – رضي الله عنه – أن رسول الله - صلي الله عليه وسلم – قال :"الدين المصيحة" قلنا : لمن يا رسول الله ، قال :"لله ولكتابه ولرسوله وللأئمة المسلمين وعامتهم".
قال الشيخ العثيمين – رحمه الله – في "شرح الأربعين النووية" "ص 96" : " من النصيحة للعلماء : انك إذا رأيت منهم خطأ فلا تسكت وتقول : هذا أعلم مني بل تناقش بأدب واحترام ، لأنه أحياناً يخفي علي الانسان الحكم فينبهه من هو دونه في العلم فيتنبه وهذا من النصيحة للعلماء " .
2- قال الشيخ بكر بن أبي زيد – رحمه الله – في "حلية طالب العلم" (ص 36) :"وإذا بدا لك خطأ من الشيخ ، أو وهم فلا يسقطه ذلك من عينيك ؛ فإنه سبب لحرمانك من علمه ومن ذا الذي ينجو من الخطأ سالماً؟ " الخ.
وهذا غيض من فيض مما ذكره علماؤنا المعاصرين ، فضلاً عما ذكره أئمتنا المتقدمين كابن عبد البر والخطيب البغدادي وابن جماعة الكناني والاجري وغيرهم ممن صنفوا في اّداب العالم والمتعلم بل قد تجد المتقدمين يعيبون مثل صنيعك أيها المجترئ علي العلماء ما قد أستحيي من نقله لك !
*أما عن ردي عليك فإني لن أرد إلا علي ما يستحق – في نظرك – الرد ، وما تركته فتركته لأن بطلانه يغني عن إبطاله وسقوطه يغني عن إسقاطه .
*أولاً : عبت علي الشيخ ترجيحه لرأي المالكية علي الآراء الأخري ، ولم نر منك تفنيداً للمسألة ولا ترجيحاً لرأي علي اّخر ، بل رأيناك رحت تتهم الشيخ بالتدليس ، فقلت : "وأخفيت رأي المذاهب التي أجازتها". والحق أن الشيخ كان في مقام ترجيح ولم يكن في مقام سرد للأدلة والأقوال ، ولا يعاب عليه إذا ذكر الرأي الراجح مع إعراضه عن الاّراء المرجوحة ، قال الشاطبي – رحمه الله – في "الموافقات" : " الشريعة كلها ترجع إلي قول واحد في فروعها وإن كثر الخلاف ، كما أنها في أصولها كذلك ، ولا يصلح فيها غير ذلك ".
*ثانيا : عبت علي الشيخ أنه يطيل خطبته مع أن النبي (صلي الله عليه وسلم) قد رغب في تقصيرها .
وأنت في ذلك مصيب من وجه ، فقد أخرج مسلم وغيره عن عمار بن ياسر قال : سمعت رسول الله (صلي الله عليه وسلم) يقول : " إن طول صلاة الرجل وقصر خطبته مئنة من فقهه".
ولكنك – أيها المجترئ – نسيت أو تناسيت أنك تقصر الخطبة والصلاة أيضاً مع أن السنة التأني فيها والتطويل ، فقد كان النبي – صلي الله عليه وسلم – يصلي الجمعة بسورتي "الجمعة" و "المنافقون" تارة ، وب"سبح اسم ربك الأعلي" و "هل أتاك حديث الغاشية" تارة أخري .
فيا لله العجب! كيف رأيت عيب غيرك ولم تر عيب نفسك؟!
يا أيها الرجل المعلم غيره *** ألا لنفسك كان ذا التعليم ؟!
ثم أزيدك : " إن قصر الخطبة كان علامة علي فقه الرجل ، لأن الفقيه المطلع علي حقائق المعاني وجوامع الألفاظ يتمكن من التعبير بالعبارة الجزلة المفيدة ، ولذلك كان من تمام رواية الحديث : "فأطيلوا الصلاة واقصروا الخطبة وإن من البيان لسحراً". راجع:"القول المبين في أخطاء المصلين"(ص369).
ثم أقول لك : إن الشيخ لا يلام علي تطويل خطبته ؛ لأن تطويل الخطبة في زماننا من المصالح المرسلة ، والمصلحة المرسلة تتميز عن البدعة : " بأن عدم وقوعها في عصر النبوة إنما كان لأجل انتفاءالمقتضي لفعلها ، أو أن المقتضي لفعلها قائم لكن وجد مانع يمنع منه ، بخلاف البدعة فإن عدم وقوعها في عهد النبوة كان مع قيام المقتضي لفعلها وتوفر الداعي وانتفاء المانع " . راجع : "قواعد معرفة البدع" لمحمد حسين الجيزاني (ص35).
فالنبي - صلي الله عليه وسلم – كان لايطيل خطبته لأنه أوتي جوامع الكلم – صلي الله عليه وسلم – والصحابة – رضوان الله عليهم – أصحاب اللسان العربي ، والعربية عندهم سليقة ، أما اليوم فإن الجهل قد فشي وطم ، فهذا هو المقتضي ألا وهو "كثرة الجهل" الذي لم يكن موجود في عهده – صلي الله عليه واله وسلم -.
*ثالثاً : قولك : " وكان – يعني النبي صلي الله عليه وسلم – لايتطاول علي الناس وهو علي المنبر " هذا – والله – من أسوأ ما خطته يمينك في هذه الورقة السوداء.
إن مما يجب أن تعلمه أيها المجترئ : أن مجرد ذكر أحد من أصحاب الحديث – من أهل السنة - بسوء مصيبة جلي ، وعلامة من علامات أهل البدع ، فقد أخرج الخطيب البغدادي في "الكفاية" بسند حسن أنه ذكر لأحمد بن حنبل يوماً ابن أبي قتيلة وأنه يذكر أصحاب الحديث بسوء ، فقام أحمد ينفض ثوبه ويقول : زنديق زنديق زنديق ! ودخل بيته .
ولكني لا أعينك بالزندقة ولا أكفرك ولكنك تتبع حال هذا الرجل حذو النعل بالنعل ، وذلك أنه قد أخرج الخطيب في "الكفاية" في أول خبر فيه عن أبي العباس أحمد بن علي الأبار ، قال : "رأيت بالأهواز رجلاً قد حف شاربه وأظنه قد اشتري كتباً وتعبأ للفتيا ، فذكروا أصحاب الحديث في المجلس ، فقال : ليسوا بشئ وليس يسوون شيئاً. فقلت له : أنت لا تحسن تصلي ، قال : أنا؟ قلت: نعم . أيش تحفظ عن رسول الله – صلي الله عليه وسلم – إذا افتتحت الصلاة ورفعت يديك؟
قال: فسكت. فقلت : فماذا تحفظ عن رسول الله صلي الله عليه وسلم إذا وضعت يديك علي ركبتيك؟ - يعني في الركوع – فسكت. قلت : فأي شئ تحفظ عن رسول الله صلي الله عليه وسلم إذا سجدت؟ فسكت. قلت : مالك لاتتكلم؟ ألم أقل لك إنك لاتحسن تصلي؟! أنت إنما قيل لك : تصلي الغداة ركعتين والظهر أربعاً فالزم ذا ، خير لك من أن تذكر أصحاب الحديث ، فلست بشئ". وأصحاب الحديث لقب من ألقاب أهل السنة في كل زمان ومكان.
*قلت : لعلك تقصد بالتطاول :"الرد علي أهل الأهواء والبدع" فإن كنت تقصد ذلك فإن الرد علي أهل الأهواء والبدع وذكرهم بما فيهم من أصول معتقد أهل السنة والجماعة .
قال الصابوني – رحمه الله – في "عقيدة السلف"(ص315): "وقد اتفقوا – يعني أهل السنة – علي القول بقهر أهل البدع ، وإذلالهم ، وإخزائهم ، وإبعادهم ، وإقصائهم ، والتباعد منهم ، ومن مصاحبتهم ومعاشرتهم ، والتقرب إلي الله – عز وجل – بمجانبتهم ومهاجرتهم" .
ولكنك قد تقول لي : هؤلاء اللذين يرد عليهم فضيلة الشيخ عندهم مخالفات ولكنهم ليسوا مبتدعة
حسناً ؛ قال أبو صالح الفراء : "حكيت ليوسف بن أسباط عن وكيع شيئاً من أمر الفتن ، فقال : "ذاك يشبه أستاذه – يعني الحسن بن حي – فقلت ليوسف : ما تخاف أن تكون هذه غيبة؟ فقال: لم يا أحمق؟! أنا خير لهؤلاء من اّبائهم وأمهاتهم ، أنا أنهي الناس أن يعملوا بما أحدثوا فتتبعم أوزارهم ، ومن أطراهم كان أضر عليهم ". رواه عبد الله بن أحمد في "السنة"(ص186).
قهذا يوسف بن أسباط حذر مما وقع فيه وكيع ، ووكيع هو من هو فما بالك بمن خالف في أصول من أصول الاعتقاد؟! أما إن كنت تقصد بالتطاول شدة الرد علي أهل البدع ، كقول الشيخ مثلاً : "قال قطع الله لسانه" أو"أخطأت إسته الحفرة"الي غير ذلك فإن ذلك ممدوحاً لتنفير الناس من البدع وإشعار السامع بعظم جرم ما قال القائل بل قد استخدم الأئمة الشدة أحياناً علي من ترك النوافل كما قال الامام أحمد في حق من ترك الوتر: "ذاك رجل سوء" وقال في حقه مالك : "يستحق الضرب" وذلك في حق النوافل فما بالك في حق من ترك أصلاً من أصول الدين؟! أو ارتكب بدعة في الدين؟! أفلا يستحق أكثر من هذا؟
فإذا علمت ذلك فاعلم :أن"الرد علي المخالف من أصول الاسلام" وهذا عنوان كتاب للشيخ بكر بن أبي زيد – رحمه الله – أنصحك بالرجوع إليه ، وإلي كتابه الآخر "هجر المبتدع".
*أما قولك : "وكان لايصور الخطبة بالفيديو" عادُاًذلك من البدع ، فهذا إن دل فإنما يدل علي جهلك وقلة بضاعتك من علم أصول البدع ، فإن أهل هذا العلم – وعلي رأسهم أبو اسحاق الشاطبي – عرفوا البدعة بقولهم : " هي طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشرعية يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله سبحانه" راجع : "الاعتصام" (1/36).
وقال محمد بن الحسين الجيزاني في "قواعد معرفة البدع"(ص18) :
"ذلك أن للبدعة الشرعية – يعني المعرفة بالتعريف الشرعي – قيوداً ثلاثة تختص بها ، والشئ لايكون بدعة في الشرع إلا بتوفرها فيه ، وهي :
1- الإحداث .
2- أن يضاف هذا الإحداث إلي الدين .
3- ألا يستند هذا الإحداث إلي أصل شرعي ؛ بطريق خاص أو عام".
وفي تأصيلي لك لمسألة المصالح المرسلة فيه رد وبيان علي ما ادعيته.
*ثم رأيتك أيها الراد رحت تتهم الشيخ مرة ثانية بالتدليس ثم فوق ذلك ادعاؤك أن مسألة الخروج علي الحكام الظلمة فيها ثلاثة أقوال ، وأن الشيخ قد أخفي القول الذي يقول بجواز الخروج مطلقاً والثاني الذي يجيز الخروج عليهم بشروط .
وهذا كلام عجيب لأن هذه الأقوال ليست معتبرة ، فهي لاتعدوا أن تكون أقوالاً لأهل البدع ، وإلا فخبرني بربك ما هو مذهب الخوارج إذاً؟!
بل هذه الأقوال - علي حد زعمك – لاتعدوا أن تكون شبهات يستدل بها القوم.
والشيخ – بحمد الله – قد رد عليها في خطبته : "بررة أتقياء أم فجرة أقوياء"؟! وفي كتابه الجليل: "دعائم منهاج النبوة".
ثم رأيتك تستدل بفعل بعض السلف علي جواز الخروج مع اعترافهم بخطأهم ورجوعهم عن ذلك وردود غيرهم عليهم – مع جلالة قدرهم – والغريب والعجيب أنك تجعل أفعالهم أقوالاً! بل من الأقول المعتبرة لدي أهل السنة!! فمتي – بالله عليك – كان أهل العلم يحتجون بفعل أحد؟!فضلاً عن أن يقدمونها علي أقوال رسول الله صلي الله عليه وسلم!
وحتي لا أستطرد كثيراً في هذه المسألة أنصحك بالرجوع إلي كتاب يؤصل لك مسألة طاعة أولياء الأمور وهو : "معاملة الحكام في ضوء الكتاب والسنة" للدكتور عبد السلام بن برجس واّخر في الرد علي شبهات القائلين بجواز الخروج للشيخ حمد العثمان وهو : "الغوغائية هي الطوفان" وقد قدم له العلامة صالح الفوزان.
*ثم رحت تستدل علي الشيخ بأن رده علي العلماء – بزعمك – ترتب عليه مفاسد ، مع أنه يمنع الخروج علي الحكام درءاً للمفاسد فكيف يكون ذلك؟
وأظن أن تأصيلي لك لمسألة الرد علي المخالف سابقاً فيه جواب لك عن هذا الكلام ، ثم وجدتك تدعي أنه لايرد علي العالم إلا عالم وتعيب علي الشيخ أنه أطلق العنان لبعض الشباب أن يحذروا من بعض المشايخ كأبي اسحاق ومحمد حسان.
- والجواب : أن هذين الشخصين ليسا من أهل العلم وقد رد عليهما كثير من العلماء ، وهذا ذكر أسماء بعضهم فقط :
*أولاً : من العلماء اللذين ردوا علي أبي اسحاق :
1- الشيخ العلامة مقبل بن هادي الوادعي .
2- الشيخ العلامة أحمد بن يحيي النجمي ( المفتي السابق لجنوب السعودية ).
3- الشيخ عبد المالك الرمضاني الجزائري.
4- الشيخ محمد عمر بازمول وقد بين أنه مشهود له في علم الحديث وإلا فإنه ليس علي طريقة السلف
5- الشيخ هشام البيلي
6- الشيخ علي حشيش
7- الشيخ حسن بن عبد الوهاب البنا . وغيرهم.
*ثانيا : من العلماء اللذين ردوا علي محمد حسان :
1- الشيخ العلامة محمد بن عبد الوهاب الوصابي.
2- الشيخ العلامة محمد بن عبد الله الامام.
3- الشيخ العلامة عبيد الجابري.
4- الشيخ ماهر بن ظافر القحطاني.
5- الشيخ جمال بن فريحان الحارثي. وغيرهم كثير.
نسأل الله الهداية لهما ولجميع الزائغين عن الصراط المستقيم .
فالعلماء يحذرون ، وإن رد أحد من الشباب فإنه يرد محتجاً بأقوال هؤلاء العلماء .
ثم إن كلامك هذا حجة عليك ، لماذا إذاً ترد علي الشيخ رسلان وأنت لست عالماً مثله؟!
*أما ادعاؤك أن أحد أسباب ثناء الشيخ علي الشعراوي قديماً كان طعنه في الاخوان المسلمين فهذا وضع لكلام الشيخ في غير موضعه ؛ لأن الشيخ عندما أثني علي الشعراوي ما كان يعرف حاله ولا عقيدته وإنما ظن الشيخ أنه لطعنه في الاخوان علي خير وعلي عقيدة صحيحة .
أما أن الشيخ نفي مرة ثناؤه عليه : فهذا كذب علي الشيخ ؛ لأن الشيخ في كلامه الذي أومأت إليه كان يرد علي أحد الطاعنين فيه وكان هذا الطاعن قد أتي بكلام للشيخ عام في ثنائه علي عالم من العلماء بعد موته فظن هذا الطاعن أن الشيخ قد قصد الشعراوي.
*أما ادعاؤك في الملحوظة السادسة أن الشيخ أسقط الآيات القراّنية في غير موضعها فهذا جهل منك بعلم أصول التفسير؛ لأن هناك قاعدة تقول : "ليست العبرة بخصوص السبب وإنما العبرة بعموم اللفظ" والله تبارك وتعالي أنزل كتابه تبياناً لكل شئ ، وقال علي – رضي الله عنه – "القراّن حمال ذو وجوه" وهذا رد علي ملحوظتك التاسعة في عيبك علي الشيخ تنزيله اّية "كل حزب بما لديهم فرحون" وقولك :"هل تدري من الذي يفعل ذلك؟"
وها هي أقوال المشايخ اللذين تدافع عنهم في الاحزاب وحكم الدخول فيها :
1- قال أبو اسحاق الحويني : " هناك طائفة كبيرة من الناس تريد أن تسرق عقولنا وقلوبنا بشعارات رنانة كبيرة وبكل أسف : الأحزاب السياسية في بلاد المسلمين ظاهرة مرضية انتقلت إلينا ؛ لأن كل حزب من الأحزاب له برنامج وكل حزب من الاحزاب يريد أن يصل إلي سدة الحكم وهذا شئ بدهي لا – يعني – نستغرق الوقت في إثباته أي حزب ، ومما زاد الطين بلة أن إنشاء الأحزاب الآن صار بمجرد الاخطار ان تخطر أنك تريد أن تنشأ حزباً ، أنا أريد أن أسأل : ما هي مرجعية هذه الأحزاب؟ أهي القراّن المنزل والسنة النبوية؟! إذا كان كل إنسان يضع لنفسه برنامج إذا وصل إلي الحكم كيف يحكم الناس وهو أجنبي تماماً – أعني هذا البرنامج عن القراّن والسنة".انتهي كلامه. فبالله عليك أليس في قوله : "لأن كل حزب من هذه الأحزاب له برنامج وكل حزب من الأحزاب يريد أن يصل إلي سدة الحكم" أليس كلامه هذا مطابق لقوله تعالي "كل حزب بما لديهم فرحون"؟
2- سئل مصطفي العدوي علي قناة صفا عن : حكم الانضمام إلي الأحزاب السياسية؟
فأجاب : وبعد الاطلاع علي قوانين الأحزاب في مصر وجدت أن قوانين الأحزاب فيها مخالفات كثيرة للشريعة الاسلامية وفيها احترام النظام الديمقراطي ، والأنظمة الديمقراطية هذه أنظمة كافرة واردة إلينا من دول الغرب الكافر فإذا وقعت فسأكون مقراً لها ، ولم أر فائدة في الانضمام لها ، يعني ليست هناك فائدة مرجوة تجعلني أقارن بين المفاسد والمصالح، فأنصح إخواني بالبعد عن تلك الأحزاب لما تضمنته القوانين الباطلة المنظمة لتلك الأحزاب والتي استقيت بنودها من بنود الغرب الكافر ، والله أعلم " انتهي كلامه.
*أما ادعاؤك في الملحوظة العاشرة أن مجرد تجلي الرب تعالي للجبل ليس سبب الدك ، وإنما هو إذنه له بالاندكاك فهذا تحريف منك للكلم عن واضعه وجهل بأقوال المفسرين، وأقول أنا لك : هل تدري من الذي يقول ذلك؟!
1- قال أبو حيان في "البحر المحيط" : " ترتب علي التجلي أمران : أحدهما تفتت الجبل وتفرق أجزائه ، والثاني خرور موسي مغشياً عليه ".
2- قال الشيخ السعدي في "تيسير الكريم الرحمن" : "فلما تجلي ربه للجبل" الأصم الغليظ "جعله دكا" أي: انهال مثل الرمل ، انزعاجاً من رؤية الله وعدم ثبوته لها ".
*أما استشهادك بحديث: "ما كلم الله أحداً إلا من وراء حجاب وكلم أباك كفاحا" فهذا ليس في الدنيا إنما كان في دار البرزخ ؛ لأن قوله تعالي وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحياً أو من وراء حجاب" فهي مخصوصة بدار الدنيا كما هو معتقد أهل السنة والجماعة ، راجع "شرح سنن ابن ماجه" (1/17). فهذا هو موطن النزاع أن الله تعالي لا يخاطب أحداً في الدنيا كفاحا ولا يتجلي له.
*وختاماً أقول لك – بعد الرد علي ترهاتك وخزعبلاتك - : ياليتك تتعلم خير لك من أن تتطاول علي جبال العلم وقممه ، فرحم الله امرءاً عرف قدر نفسه – وليس بحديث - .
يا ناطح الجبل العالي لتكلمه أشفق علي الرأس لا علي الجب
وتفضل كلام المأفون والرد عليه في رابط واحد:
http://www.youtube.com/watch?v=iw8V8kEOGaE
http://www.youtube.com/watch?v=iw8V8kEOGaE