الأقسام الشائعة




المخـطـط الجـديد للحـدادية
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسولهِ ومُصْطَفاه ، وعلَى آله وصحبه ومن سار على نهجهِ واتَّبعَ هُداه ، أمّا بعد : فمنذ عدة سنوات ظهرت فِرقة ضالة مبتدعة ، اشتهرت مؤخرًا بمسمى (الحدَّادِيَّة) ، وقد أطلق أهل السنة على تلك الفِرقة هذا الاسم تحذيرًا منهم وزجرًا عنهم ، وقد نسبوهم إلى رأسهم الأول المدعو “محمود حدَّاد” المصري ، وهو أول داعٍ إلى هذا الفكر المنحرف والنهج المتطرف .
وكان من أوائل من رَدُّوا عليه وكشفوا حاله وفضحوا أمره منذ بدء ظهوره : فضيلة الشيخ العلاّمة الوالد الدكتور/ ربيع بن هادي المدخلي -حفظه الله- ، وفضيلة الشيخ الحافظ الدكتور/ محمد بن هادي المدخلي -حفظه الله- ، وفضيلة الشيخ العلاّمة/ محمد بن أمان الجامي -رحمه الله- .

◆ بعض صفات الحدادية وعلاماتهم : 
● الغلو في الجرح بلا ضابط ولا رابط ، فكل من رأوا أنه وقع في زَلَّة حكموا عليه بالبدعة ! حتى بدَّعوا شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم والحافظ ابن حجر العسقلاني والإمام أبا حنيفة ، وعددًا من أئمة أهل العلم … كما بدَّعوا كثيرًا من المعاصرين كالعلامة الألباني والعلامة ابن باز والعلامة العثيمين -رحمهم الله جميعًا- .
● الكذب والافـتراء على أهل السنة والجماعة .
● تحقير علماء وشيوخ السنة ووصفهم بالجهل والتفريط .
● التقية -كما يفعل الروافض- حيث يُظهرون أحيانًا خلاف ما يُبطنون بحسب ما تقتضيه المصلحة -في نظرهم- فتجد أحدهم يُصرِّح بتبديع الشيخ الفلاني في موطن ، وينفي تبديعه في موطن آخر ، وربما يُثني عليه في موطن ثالث !
● “ميكيافيليون” فالغاية عندهم تبرر الوسيلة ، ولعل أشهر مثال على ذلك تسجيلاتهم للمشايخ وطلبة العلم ونشرها على الملإ بدون استئذانهم ، كما فعل “هشام البيلي” مع العلامة الفوزان مؤخرًا .
● إذا وقع شخص في خطإٍ ثم تبيَّنَ له الصواب فرجع وتاب لا يقبلون تراجعه ولا يعترفون بتوبته إلا إذا انتمى إليهم وصار واحدًا منهم .
● يكثرون من الدندنة حول مسألة جنس العمل ، ومسألة شرط الصحة وشرط الكمال ، ومسألة العذر بالجهل ، ونحو ذلك من المسائل الدقيقة التي حذر أكابر أهل العلم من انشغال الطلاب بها وشقاقهم فيها وإعلانهم الولاء والبراء عليها .
● مَن خالطهم ودَقَّقَ في أحوالهم وأقوالهم عرف أنهم في حقيقة أمرهم “تكفيريون” .

◆ أهداف الحدادية : 
إسقاط المنهج السلفي الوَسَطِي القويم ، وإقامة ونشر منهجهم الخَلْفي المُغالي المُعْوَجِّ اللئيم ، وسبيلهم في ذلك: تفريق صفوف السلفيين ، والنَّيْلُ من علمائهم وشيوخهم قديمًا وحديثًا والحكم عليهم بالبدعة أو بالكفر !

◆ المخطط الجديد للحدادية : 
بعد أن عجزوا عن نشر منهجهم وفشلوا في الترويج لباطلهم في حياة الأربعة الكبار ابن باز والعثيمين والألباني والوادعي ، ظنوا أنهم سيقدرون على ذلك بعد وفاة هؤلاء الأعلام ، ولكن هيهات ! فما زال شيخنا الوالد العلامة ربيع بن هادي المدخلي -حفظه الله- يحاربهم ويكشف خباياهم ، ومن ورائه ثُلُّةٌ من أهل العلم الأثبات كالشيخ الحافظ محمد بن هادي المدخلي -حفظه الله- والشيخ الوالد عبيد الجابري -حفظه الله- والأخوين بازمول -حفظهما الله- وشيخنا الزاهد المجاهد محمد بن سعيد رسلان -حفظه الله- في مصر ، والشيخ الوالد محمد بن عبد الوهَّاب الوصَّابي -حفظه الله- في اليمن ، والشيخ محمد بن علي فركوس -حفظه الله- في الجزائر ، وغيرهم ، ففي كل بلد وقُطْرٍ يهيِّئ اللهُ -سبحانه- عالمًا أو أكثر ينشر المنهج القويم ويُحذِّر الناس من كل مدسوسٍ لئيم .

فلم يجد الحدادية بُدًّا من تغيير خطتهم بخطة جديدة مُغَلَّفةٍ بأخسِّ أصناف المكر والخبث والتلوُّن ! فوزَّعُوا الأدوار الحقيرة على أفرادهم ، لكل فريقٍ دَوْرٌ معلوم ، ففريقٌ يجاهر بالطعن في المنهاج القويم والقدح في علمائه ودُعاته ورَمْيِهم بالإرجاء وغيره ، مع التصريح بتكفير بعضهم ! كما رَمَى المدعو “عمادُ فرَّاج” شيخَنا الرسلانَ بالكفر تارةً ، وبالإرجاء تاراتٍ ! ومن أصحاب هذا الدور الخسيس غير “ابن فراج”: أبو بكر ماهر عطية ، وماجد المدرس ، ومحمد إبراهيم آل سِعدة ، ومحمد عبد العليم آل ماضي -عامَلَهم الله بما يستحقون- .

وفريقٌ آخر يُخادِع ويتظاهر بالتزَلُّفِ إلى كبار العلماء من جهةٍ طمعًا في كفِّ ألسنتهم عنه ، ومن جهةٍ أخرى يتَزَلَّف لرؤوس أهل الأهواء والبدع طمعًا في كسب ود أتباعهم الكُـثُر ، واتخاذهم عونًا على حرب العدو المشترك (أهل السُّنة والجماعة)! ومن أبرز القائمين بهذا الدور اللئيم: المدعو “يحيى الحجوري” ولا تخفى على أحد لقاءاته الودية الأخيرة مع “أبي الحسن المأربي” ، و”علي الحلبي” -عامَلَ الله ثلاثتهم بما يستحقون- .

وفريقٌ ثالث له الدور الأخبث في تلك الخطة الحقيرة حيث يُخفي أعضاء هذا الفريق حقيقة منهجهم القميء ، ويختلطون بأهل السنة في المساجد وعبر الشبكة العنكبوتية في مواقع التواصل الاجتماعي ونحوها ، ويتظاهرون بأنهم منهم ، حتى إذا اطمأنوا لهم بدؤوا في بث شبهاتهم ونشر منهجهم الباطل بين أهل السنة خطوة خطوة بـبُطْءٍ شديد ومكرٍ بغيض ! وكثيرًا ما يصطادون حديثِي العهد بالاستقامة على منهاج النبوة في حواراتٍ جانبية خاصة يلقون عليهم الشبهةَ تلوَ الشبهة بدعوَى النقاش والتباحث للرد عليها ، فإذا استشعروا عَجْزَ الضحية عن رد الشبهة المثارة حول شيخه انتقلوا إلى مرحلة أخطر ، وهي إثبات الشبهة على الشيخ بدعوَى أنه بشر يصيب ويخطأ وليس معصومًا ، فتنطلي الخدعة على المسكين ، ومع تكرار الأمر وكثرة الشبهات الملقاة عليه تتزعزع منزلة شيخه في قلبه ، ويَقِلُّ قَدْره في عَيْنَيْه إذْ رأى له مخالفاتٍ كثيرة قد يكون بعضها مُسقطًا لعدالته أو مُخرجًا له من أهل السنة ! وحينئذٍ يصبح فريسةً سهلة للغاية ، فـينتقلون به إلى المرحلة قبل الأخيرة ، وهي أنَّ شيخه قد وقع في عدد من البدع وتجب مناصحته فإن تركها وإلاَّ فهو مبتدع لا يؤخذ عنه العلم بل يجب التحذير منه ، ويخبرون المسكين أن شيخه قيد المناصحة وأنَّ فلانًا وفلانًا ذهبا إليه… فيظل المسكين في حيرته منتظرًا الجواب -وخاصةً إذا كان بعيدًا عن مجالسة العلماء مُكْتفيًا بسماع بعض الدروس عبر المواقع الإلكترونية- فيأتيه الجواب بعد حين بتبديع الشيخ مع نقل بعض أقوال المشبوهين وتوفير البديل من بني حدّاد ، وبذلك يظفرون بعضو جديد في نادي الغُلاة .

وخلال تلك المحاولات الخسيسة قد يُكشف سِتْرُ بعضهم ويُفضَحُ أمره ، وحينئذٍ ينتقل اضطرارًا إلى الفريق الأول المجاهر بالطعن والقدح في علماء السنة كما ظهر ذلك من حال الغر المدعو محمود بن عبد الحميد الخولي ، وغيره من صبيان الفيسبوك: كمحمود سعد ، وأبو جويرية محمد عبد الحي ، وأبو معاذ محمود الصعيدي ، وحمدي أبو زيد ، وغيرهم ممن يطعنون في شيوخ السنة ويرمونهم بالإرجاء والسرقة وأصنافٍ من البهتان ! -عاملهم الله بما يستحقون- .

وليس عجيبًا أن يسقط في شباك الحدادية شابٌ صغيرٌ قليلُ العلم حديثُ عهدٍ بالاستقامة ، ولـكن العَجَب ممن يزعمون أنهم طُلابُ علمٍ متقدمون ثم يغترون بشبهات الحدادية ويسقطون في الفخ ! اللَّهُمَّ إلا من كان كاذبًا في زعمه طلَبَ العلمِ ، أو كان يتمتع بقَدْرٍ وفيرٍ من الحماقة ، أو كان في قلبه مرضٌ فوافقت الشبهاتُ هواه ووجد فيها مبتغاه ! كما بان من حال “هشام بن فؤاد البيلي المصري” الذي اتخذه الحداديةُ وسيلةً لتحقيق أغراضهم والنَّيْلِ من شيوخ السنة وتفريق الصف السلفي ، حيث لمسوا فيه عُجْبًا وكِـبْرًا وتعالُمًا وحُـبًّا للتصدُّر ، فأرسلوا إليه عددًا من صبيانهم ، فواظبوا على حضور مجالسه واندسُّوا بين طلابه يبثون بينهم أفكارهم شيئًا فشيئًا ، ويوغرون صدورهم تجاه شيخنا الرسلان -حفظه الله- ، ومع مرور الوقت أصبحوا من المقربين لدى “البيلي” ، فصار يستضيف بعضهم في منزله ، ويُقدِّم أحدهم لإمامتهم في الصلاة ، ويُقدِّم آخرَ لقراءة المتون قبل أن يُعَلِّقَ هو عليها ! وخلال تلك الفترة تم تقديم عدد من التنبيهات والتحذيرات للبيلي نصيحةً له حتى يطرد هؤلاء المدسوسين من مجالسه ، وخاصةً بعد أن أظهروا الطعن في بعض شيوخ السنة كالجابري والرسلان وعلي موسى ، ولـكن البيلي أبَى إلاَّ أن يحتضن صبيان الحدادية ويظل لهم كهفًا يحتمون به وملجأً يأوون إليه ! فكانت عاقبته أن سقط في شباكهم وصار يتلقَّفُ منهم الشبهات والسموم ويبثها بلسانه وينشرها على موقعه الإلكتروني ، ويطعن طعنًا صريحًا مباشرًا في شيوخ السنة بمصر ، حتى أنَّ إمامنا الألباني -رحمه الله- لم يَسْلَمْ مِن همْزِه ولَمْزِه ، فوصفه بموافقة المرجئة ! وأبَى أن يتراجع عن تلك الكلمة ، وإنما سلَكَ سبيل المكر وعَقَدَ بعض الدروس في ترجمة الإمام والثناء عليه ليخدع الأغرار وضعاف العقول فيظنوه مظلومًا بريئًا من الطعن فيه ، ولو كان كذلك لَتراجع عن وصفه بموافقة المرجئة واعتذر عنه كما فعل آخرون ، ولكن هيهات لشيخ العناد !

فالحذر الحذر من هؤلاء وأمثالهم ! والحذر الحذر من الخلايا النائمة ! فهناك مَن هو على شاكلة هؤلاء ولـكـنه صامت مخادع يُخَدِّر ضحاياه في انتظار اللحظة المناسبة لِـبَثِّ سمومه في قلوبهم ، فاحذر -أخي في الله- من كل مشبوه ! ولا تتجاوب مع أصحاب الشبهات ، و فِـرَّ منهم فِرارك من المجذوم ، فالقلوب ضعيفة وليس الدين لمن غلب ، واحرص على صحبة الصالحين من أهل السنة الأثبات الثقات ، وكن على قُربٍ من العلماء ما استطعتَ إلى ذلك سبيلاً ، ولو أُلْقِيَتْ عليك شبهة ولم تجد لها جوابًا لقلة علمك أو ضعف استحضارك فلا تتردد في عرضها على أهل العلم -ولو بواسطة الهاتف- وستعلم حينئذٍ أنها وَهْمٌ كسرابٍ بقيعةٍ يحسبه الظمآن ماءً …


وصلى الله على نبينا محمدٍ وآله وصحبه وسلّم


وكَـتَبَهُ / أبو قدامة المصري – عفا الله عنه
الأربعاء 25 من جمادى الأولى عـام 1434



 منقول من مدونة أبي قدامة المصري: http://abuqudamah.com/6270#ixzz3e33Vj6FH