بسم الله الرحمن الرحيم، وصلى الله وسلم على نبيه الكريم، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فهذه بعض فتاوى وتقريرات سماحة الشيخ العلامة المحقق الأثري عبدالعزيز بن باز رحمه الله تدحض منهج الحدادية الغلاة الذين يطعنون في علماء أجلاء مثل العلامة الألباني والعلامة ربيع المدخلي وغيرهما ويتهمونهم بالإرجاء والتجهم.
سئل سماحة الشيخ العلامة المحقق الأثري عبدالعزيز بن باز رحمه الله:
هل الإيمان بالقلب كفاية أن يكون الإنسان مسلماً بعيداً عن الصلاة والصوم والزكاة؟
فأجاب غفر الله له:
لا يكفي الإيمان بالقلب لا يكفي عن الصلاة وغيرها، يجب أن يؤمن بقلبه، وأن الله واحد لا شريك له وأنه ربه وخالقه، يجب أن يخصه بالعبادة سبحانه وتعالى، ويؤمن بالرسول محمد - صلى الله عليه وسلم - وأنه رسول الله حقاً إلى جميع الناس، كل هذا لا بد منه هذا أصل الدين وأساسه.
لكن لا بد مع ذلك من الصلاة وبقية أمور الدين، فإذا صلى فقد أدى ما عليه، وإن لم يصلي كفر، لأن ترك الصلاة كفر.
أما الزكاة والصيام والحج وبقية الأمور إذا اعتقدها وأنها واجبة ولكن تساهل، ما يكفر بذلك، يكون عاصي، يكون إيمانه ضعيفاً ناقصاً، لأن الإيمان يزيد وينقص، يزيد الإيمان بالطاعات والأعمال الصالحات، وينقص بالمعاصي.
أما الصلاة وحدها خاصة فإن تركها كفر عند جمعٍ من أهل العلم، وهو أصح قولي العلماء بخلاف بقية الأمور، العبادات، الزكاة والصوم والحج ونحو ذلك، فإن تركها ليس بكفر على الصحيح، كفر أكبر، ولكن نقص في الإيمان ، وضعف في الإيمان، وكبيرة عظيمة، ترك الزكاة كبيرة عظيمة، ترك الصيام كبيرة عظيمة، ترك الحج مع الاستطاعة كبيرة عظيمة، ولكن لا يكون كفراً أكبر إذا كان مؤمناً بأن الزكاة حق، وأن الصيام حق، وأن الحج مع الاستطاعة حق، ما كذب بذلك، ولا أنكر وجوب ذلك، ولكنه تساهل بالفعل، فلا يكون كافراً بذلك على الصحيح، أما الصلاة فإنه إذا تركها يكفر في أصح قولي العلماء، كفراً أكبر نعوذ بالله، تركها بالكلية.
وأما الشهادتين، إذا شهد أن الله رب الجميع، وإله الجميع وأنه لا إله سواه، يعني لا معبود بحقٍ سواه، والشهادة بأن محمد رسول الله، هاتان الشهادتان هما أصل الدين، هما أساس الملة، فذهب جمع من أهل العلم وهو قول الأكثر من الفقهاء أنه يكون مسلماً بذلك، ولو لم يصلي، إذا كان يعتقد وجوب الصلاة والصوم والحج إلى غير ذلك، لكن لا يفعل، يتساهل، فإن الأكثر من الفقهاء لا يكون كافراً كفرا أكبر إذا ترك ذلك يبقى مسلماً عاصياً على خطر من دخول النار ولا يكفر بذلك.
وذهب جمع من أهل العلم إلى أن ترك الصلاة كفر أكبر وهو الأرجح كما تقدم وهو الأصح، لقول النبي - صلى الله عليه وسلم-: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر)، ولقوله عليه الصلاة والسلام : (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة)، كما تقدم في جواب السؤال السابق فينبغي الانتباه لهذا.
أما بقية أمور الدين الواجبة من الزكاة والصوم والحج ونحو ذلك، إذا كان المؤمن بالله ورسوله يعتقد وجوبها ولا ينكر وجوبها ولكنه قد يتساهل في فعلها فهذا لا يكون كفراً أكبر، ولكن يكون نقصاً في الإيمان ويكون ضعفاً في الإيمان، ويكون عاصياً مستحقاً لدخول النار وغضب الله إلا أن يعفو الله عنه - سبحانه وتعالى - لقوله عز وجل: إن الله يغفر لا يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء، فجعل ما دون الشرك تحت مشيئة الله، فعلم بذلك أن المعاصي تحت مشيئة الله ولا يكون بها كافراً كفراً أكبر، بل يكون عاصياً ويكون ضعيف الإيمان.
فتاوى نور على الدرب: http://www.binbaz.org.sa/mat/10279
وسئل أيضا رحمه الله في كما في مجموع الفتاوى: الجزء رقم : 28، الصفحة رقم: 145:
س 2: هل العلماء الذين قالوا بعدم كفر من ترك أعمال الجوارح، مع تلفظه بالشهادتين ، ووجود أصل الإيمان القلبي هل هم من المرجئة ؟
ج : هذا من أهل السنة والجماعة، من قال بعدم كفر من ترك الصيام، أو الزكاة، أو الحج، هذا ليس بكافر، لكنه أتى كبيرة عظيمة، وهو كافر عند بعض العلماء.
لكن على الصواب لا يكفر كفرًا أكـبر، أما تارك الصلاة فالأرجح فيه أنه كفر أكبر، إذا تعمد تركها، وأما ترك الزكاة، والصيام، والحج ، فهو كفر دون كفر، معصية وكبيرة من الكبائر، والدليل على هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في من منع الزكاة: يؤتى به يوم القيامة يعذب بماله ، كما دل عليه القرآن الكريم: يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ ، أخبر النبي أنه يعذب بماله، بإبله، وبقره، وغنمه، وذهبه، وفضته، ثم يرى سبيله بعد هذا إلى الجنة أو إلى النار، دل على أنه لم يكفر، كونه يرى سبيله إما إلى الجنة، وإما إلى النار، دل على أنه متوعد، قد يدخل النار، وقد يكتفي بعذاب البرزخ، ولا يدخل النار، بل يكون إلى الجنة بعد العذاب الذي في البرزخ .
رابط الفتوى : http://www.alifta.ne...rstKeyWordFound
وسئل أيضا رحمه الله في فتاوى نور على الدرب:
يسأل عن تفسير قول الحق تبارك وتعالى: (( إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا))[النساء:48]؟
هذه الآية آية عظيمة، وهي آية محكمة أُنزلت في أهل الشرك إذا ماتوا على الشرك، إذا مات المشرك لا يغفر له، أما إذا أسلم وتاب إلى الله يغفر، لكن إذا مات على الشرك فإنه لا يغفر له، لهذا قال سبحانه: (إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء) (48) سورة النساء.
يعني لا يغفر له ذنوبه يدخله بها النار كما قال في الآية الأخرى: (إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ) (72) سورة المائدة.
فالمشرك إذا مات على الشرك لا يغفر له، بل له النار أبد الآباد والجنة عليه حرام. قال تعالى: (وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) (88) سورة الأنعام.
فالمقصود أن الشرك هو أعظم الذنوب، وأقبح القبائح فمن مات عليه ولم يتب لا يغفر له والجنة عليه حرام بنص هذه الآية، وهو قوله سبحانه: (إن الله لا يغفر أن يشرك به) ثم قال سبحانه: (ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء)، يعني ما دون الشرك من الذنوب كالزنا، والعقوق، والخمر، ونحو ذلك تحت مشيئة الله، إن شاء الله غفر لصاحبه يوم القيامة بأعمالٍ صالحة أخرى، وبحسناته الأخرى فضلاً من الله وجوداً وكرماً، وإن شاء عاقبه على قدر معاصيه التي مات عليها من عقوقٍ للوالدين أو أحدهما أو شرب المسكر من الزنا من الغيبة وغير ذلك.
ثم قال سبحانه: (ومن يشرك بالله فقد افترى إثماً عظيما. في الآية الأخيرة: وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا) (116) سورة النساء. فالمشرك ضال ضلالاً بعيدا، وقد افترى على الله إثماً عظيماً، حين ظن أن الله يجيز هذا الشيء ويرضاه، وعبد الأنداد والأصنام من دون الله، يظن أن هذا مرضي لله، وهذا باطل، قد افترى على الله إثماً عظيماً بهذا الظن السيء.
والخلاصة أن مات على الشرك لا يغفر له، والجنة عليه حرام، مِن عرب وعجم ومن جنٍ وإنس.
ومن مات على ما دون الشرك من المعاصي فهو تحت مشيئة لله، خلافاً للمعتزلة والخوارج ومن سار على مذهبهم من سائر المبتدعة.
فإن الخوارج والمعتزلة ومن سار على مذهبهم يرون العاصي مخلداً في النار وأنه لا يغفر له، إذا مات على الزنا يرونه مخلداً في النار، أو الخمر يرونه مخلداً في النار، وهذا باطل، فهم تحت مشيئة الله، إن شاء الله غفر له ومحى عنه سيئاته وادخله الجنة بتوحيده، بإسلامه وما عمله من الصالحات...، وإن شاء عذبه على قدر معصيته، يعذب في النار ما شاء الله، ثم يخرج من النار عند أهل السنة والجماعة، وهم الصحابة رضي الله عنهم وأتباعهم بإحسان، يعذب ما شاء الله، قد تطول مدته وقد تقصر على حسب أعماله السيئة، ثم يخرج من النار، لا يخلد في النار، لا يخلد في النار إلا المشركون والكفرة.
أما العاصي الموحد المسلم لا يخلد في النار إذا دخلها، يعذب على قدر معاصيه التي مات عليها لم يتب، ثم يخرجه الله من النار، إلى الجنة عند أهل الحق، عند أهل السنة والجماعة، بإجماع أهل السنة والجماعة، خلافاً للخوارج والمعتزلة، ومن سار على منهجهم من الإباضية. المقصود أن هذا القول باطل وأن العاصي المسلم الموحد تحت مشيئة الله لا يكفر ولا يخلد في النار.
الخوارج يقولون: كافر، إذا زنا كفر، إذا سرق كفر، إذا شرب الخمر كفر، هذا باطل، هذه معاصي وليس بكافر، لكن إيمانه ضعيف؛ ولهذا جاء في الحديث أنه عليه السلام أنه قال: (لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن-يعني إيمان كامل-، ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن)، يعني إيماناً كاملاً، عنده أصل الإيمان لكنه عاصي، إيمانه ضعيف وبهذا نفي عنه كماله، بدليل أنه -صلى الله عليه وسلم- لم يحكم على الزاني بالردة، ولا على السارق، بل جاء بنص القرآن أن الزاني يجلد مائة جلدة يعني إذا كان بكراً، والزانية كذلك، وإذا كان الزاني محصناً، فإنه يرجم بما صحت به السنة ونزل به القرآن نسخ لفظه وبقي حكمه، وجلد حداً، ورجم حداً، وصلى عليهم النبي -صلى الله عليه وسلم- لما رجموا والسارق تقطع يده وليس بالكافر، ولو كان كافر يقتل؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من بدل دينه فاقتله).
إذا كان السارق كافر كان قتل ما قطعت يده، هكذا شارب الخمر لو كان كافراً قتل، ولكن يجلد أربعين جلدة كما رآها عمر رضي الله عنه والصحابة جعلها ثمانين، يجلد ثمانين جلدة. فقول الخوارج والمعتزلة من أبطل الباطل.
فليس بكافر: العاصي إذا كان موحداً يعبد الله وحده وليس عنده نقض من نواقض الإسلام، وليس بمخلد في النار إذا مات على معصية، وهو موحد مسلم، ولكنه إذا لم يعفو الله عنه يعاقب على قدر ذنبه حسب حكمة الله ومشيئته سبحانه وتعالى، ثم يخرجه الله من النار بعد التطهير، والتمحيص إلى الجنة، ولا يخلد في النار إلا الكفار، لا يخلد في النار إلا الكفار الذين حكم الشرع بكفرهم، وخروجهم من الإسلام، أو ارتدوا بعد الإسلام، ارتدوا عن الإسلام وصاروا كفاراً، هؤلاء يخلدون في النار بإجماع المسلمين علماء، كما قال الله في حقهم وأشباههم: (وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ) (167) سورة البقرة. وقال فيهم سبحانه: (يُرِيدُونَ أَن يَخْرُجُواْ مِنَ النَّارِ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ) (37) سورة المائدة. وقال في حقهم: (كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ) (167) سورة البقرة. هذا هو الحق.
هذه المسألة مهمة عظمية يجب على من كان عنده شيء من الإشكال أن يعتني بهذا المقال، وأن يعرف حقيقة مذهب أهل السنة والجماعة، وأن يحذر قول الخوارج والمعتزلة ومن سار على منهجهم من أهل الباطل، الذين يقولون أن العاصي كافر، كالزاني ونحوه، أو يقولون أنه مخلد في النار، كل هذا باطل.
فالعاصي المسلم الموحد ليس بكافر، وليس مخلداً في النار، ولكن إن دخلها يعذب على قدر جريمته، ثم يخرج منها إلى الجنة كما تواترت في ذلك الأحاديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وأجمع عليه أهل السنة والجماعة.
وثبت عنه -صلى الله عليه وسلم- في الصحيحين وغيرهما أنه يشفع في العصاة عدة شفاعات، فيخرج الله من النار أقواماً كثيرين قد امتحشوا، قد احترقوا يخرجهم الله؛ بشفاعته -عليه الصلاة والسلام-، ويخرج الله أيضاً من النار بشفاعة الملائكة والأنبياء الآخرين والرسل والمؤمنين والأقطاب، يخرج الله جماً غفيراً من النار بالشفاعة، ولا يبقى في النار موحد، وبعد الشفاعات يقول جل وعلا: شفع الأنبياء وشفعة الملائكة وشفع المؤمنون ولم يبق إلا رحمة ارحم الراحمين فيخرج الله من النار أقواماً بغير شفاعة أحد، يخرجهم من النار سبحانه؛ لأنهم كانوا يقولون: لا إله إلا الله.
كانوا موجودين مسلمين دخلوا النار بمعاصيهم، فلما عوقبوا بقدر معاصيهم أخرجهم الله من النار بتوحيدهم وإسلامهم وسلامتهم من الشرك، هذا هو القول الحق من أهل السنة والجماعة وهم أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- وأتباعهم بإحسان رضي الله عنهم وأرضاهم، وجعلنا من أتباعهم بإحسان.
فالواجب على كل مؤمن، وكل طالب علم أن يعتني بهذا المقام حتى يبصر الناس وحتى يوضح لهم بطلان قول المبتعدة من الخروج والمعتزلة في هذا الباب، ومن سار على نهجهم الباطل، نسأل الله للجميع الهداية.
رابط الفتوى: http://www.binbaz.org.sa/mat/8971
وسئلت اللجنة الدائمة للإفتاء برئاسة سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله:
س1: يقول رجل: لا إله إلاَّ الله محمد رسول الله، ولا يقوم بالأركان الأربعة: الصلاة، والزكاة، والصيام، والحج، ولا يقوم بالأعمال الأخرى المطلوبة في الشريعة الإِسلامية، هل يستحق هذا الرجل شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة، بحيث لا يدخل النار ولو لوقت محدود؟
ج1: من قال: لا إله إلاَّ الله محمد رسول الله وترك الصلاة والزكاة والحج جاحدًا لوجوب هذه الأركان الأربعة أو لواحد منها بعد البلاغ - فهو مرتد عن الإِسلام، يستتاب فإن تاب قبلت توبته، وكان أهلاً للشفاعة يوم القيامة إن مات على الإِيمان، وإن أصر على إنكاره قتله ولي الأمر؛ لكفره، وردته، ولا حظَّ له في شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم ولا غيره يوم القيامة، وإن ترك الصلاة وحدها كسلاً وفتورًا فهو كافر كفرًا يخرج به من ملة الإِسلام في أصح قولي العلماء، فكيف إذا جمع إلى تركها ترك الزكاة والصيام وحج بيت الله الحرام؟! وعلى هذا لا يكون أهلاً لشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم ولا غيره إن مات على ذلك.
ومن قال من العلماء: إنه كافر كفرًا عمليًّا لا يخرجه عن حظيرة الإِسلام بتركه لهذه الأركان يرى أنه أهل للشفاعة فيه وإن كان مرتكبًا لما هو من الكبائر إن مات مؤمنًا.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإِفتاء - السؤال الأول من الفتوى رقم ( 1727 ).
الرئيس: عبدالعزيز بن باز
نائب الرئيس: عبدالرزاق عفيفي.
الأعضاء: عبدالله الغديان وعبدالله بن عقود.
رابط الفتوى: http://www.alifta.ne...No=8&PageID=487
التعليق باختصار مفيد:
نستفيد من هذه الفتاوى والتقريرات أن الشيخ ابن باز وإن كان هو رحمه الله يكفر تارك عمل الجوارح إلا أنه لا يطعن في العلماء القائلين (بعدم كفر من ترك أعمال الجوارح، مع تلفظه بالشهادتين، ووجود أصل الإيمان القلبي) ولا ينسبهم إلى مذهب الإرجاء الخبيث كما يفعله الحدادية الجهلة بل يقول أنهم من أهل السنة والجماعة.
وقد نقل الشيخ العلامة ربيع المدخلي وطلبته نقولات أثرية واضحة عن أئمة أجلاء في هذه المسألة كالإمام أحمد بن حنبل والإمام البربهاري والإمام ابن بطة والإمام ابن البنا وغيرهم، إلا أني لما رأيتُ أن هؤلاء الحدادية الجهلة يُحكرون الحق في علماء نجد، ويوصون أتباعهم أن لا يأخذوا العقيدة إلا من علماء نجد آثرتُ أن أُفرد هذا المقال بالنقل عن هذا العالم النجدي الجليل الذي هو إمام أهل السنة في هذا العصر وشيخ المشائخ المعاصرين. وبالله التوفيق.