الأقسام الشائعة




---------------------------
الرد على هذه الشبهة:

سُئل الشيخ رسلان حفظه الله هذا السؤال:
السائل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، شيخنا الكريم بارك الله فيكم: ما قولكم في الشيخ محمد متولي الشعراوي؟ فهناك بعض الناس الذين ينشرون عنكم أنكم تُزَكُّونه، بارك الله فيكم.
أجاب الشيخ محمد سعيد رسلان: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وفيكم بارك الله. الشيخ الشعراوي -غفر الله له- كان صوفيا مُحترقا، وكانت له في التصوفِ شطحاتٌ عجيبة، وكان دائمَ التعلق بالاضرحة ويغشى الموالد، وكان أشعريا جَلْدا، وقد ذكرَ العلامةُ الألبانيُ –رحمه الله تعالى- ما يتعلقُ بتأويله للصفات، وكان قد التقاه في بعض السفرات . والشعراوي –غفر الله له-أول من فَتَقَ في الأمة فَتْقَ التفسيرِ بالعامية ،ولم يجرؤ احدٌ قبله على تناول القرآن بغير الفصحى، وقد تتابعَ بعده كلُ الذين تكلموا في الدين بالعامية، وفُتِقَ في دينِ الله هذا الفَتْقُ العظيم الذي يتواردُ عليه الآن كلُ من ملك لسانه، ولاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. وما كان من كلامٍ لي فيه قديما؛ ففيه:
أولاً: أني لم أكن متابعا له في حَلْقَاتِ تفسيره، ولا في حركةِ حياته.
ثانياً: أنهُ كانَ معروفاً عنه قولُه: “أتعاملُ مع اليهودِ والنصارى ولا أتعاملُ مع الإخوانِ المسلمين”، وكانَ –غفرَ اللهُ له- يُحذِّرُ من الجماعات تحذيراً شديداً في وقتٍ كانت المحنةُ فيه بالجماعةِ في مصر على أشُدِّها، وتلك أيامٌ عشناها وعانيناها.
ثالثاً: قد أثنى عليه ثناءً طيباً بعد موته مباشرةً الشيخُ العلامة: عبد العزيز آل الشيخ المُفتي الحالي، ونَشَرت ثناءَهُ وقتها جريدةٌ كانت تَصْدُرُ في ذلكَ الوقت وكانت تسمى “المسلمون” فيما أذكر فظننتُ أنهُ –بارك الله فيه وحفظه- يعلمُ من عقيدتهِ مالا أعلم؛ لأن الشعراوي ظلَ سنواتٍ يُدَرِّسُ في أم القرى. على كلِ حال فما كان من كلامٍ قديمٍ فيه فقد كان كما يقولُ أهلُ النقد :(من بابِ المُعادِل المَوْضوعيّ) هو أن تتخِذَ شيئاً وسيلةً لشيءٍ تُريدُه، من غيرَ أن تقصُدَ الأول أو تُريدُه ؛
ولذلك فلم نجعل مَن سجَّلَ ذلك الكلام في حِلٍ من نشرِه، ودليلُ ذلك أنكَ لاتجدُهُ على الموقع .
وقولي في الرجل – غفر الله له- : “أنه صوفيٌ محترق، وأشعريٌ جَلْد، وقد فَتَقَ في الأمة فَتْقَ تناولِ كتابِ اللهِ تعالى بالعامية ” ونحو هذا الكلام قُلتُهُ من سنوات في لقاءٍ مع الإذاعةِ المِصْريَّة “إذاعةِ وسط الدلتا”، وهذا ما أدينُ اللهَ تعالى به -واللهُ المُوفِّق-. وكلُ من نَشَرَ الكلامَ القديم فلا نجعلهُ في حِل وعليهِ من اللهِ ما يستحقُه، هؤلاء في الغالب هم أهلُ الفتنة؛ فتنةِ الحداديةِ المصرية؛ الذين يُشيعونَ الفتنِ بينَ المسلمين؛ أولئكَ الكَذَبة، الذينَ يَفترونَ على الناسِ ما ليسَ فيهم ويلتمسونَ للبُرءاءِ العيب، نسألُ الله -تبارك وتعالى- أن يعاملهم بعدله.” انتهى كلامه حفظه الله تعالى.

ويقول بعض مروجي الفتن وأصحاب الشبهات:
أن الشيخ رسلان بعد أن مدح الشعراوي باسمه في خطبة: "الشعراوي وصفات الداعية"
جاء بعدها بفترة وتعمد الكذب في خطبة: "أهدنا لِما اختلف فيه من الحق". حيث أنه ادَّعى أنه لم يذكر اسم الشعراوي في أي خطبة، وبهذا يكون الشيخ رسلان ساقط ولا يؤخذ منه عِلم؛ لأنه كذَّاب والكذب يُسقط عدالة الرجل!!.
نقول لكم:
أولاً: من الذي أسقط الشيخ بهذه الشبهة؟! هل أسقطه كبار علماء الجرح والتعديل، أم الصِغار الأغمار؟!
وكيف تجرحونه وأنتم ما زلتم صغارًا، والواحد فيكم لم يتأهل لأن يكون طويلب علم فضلاً عن طالب فضلاً عن عالم؟! فهل أصبحتم أئمة عصركم دون أن يشهد لكم الأكابر؟!، أم تزببتم قبل أن تتحصرموا؟!.
ألا تعلمون أن شرط الذي يحكم على شخص بالمخالفة هم الأئمة من أهل العلم وليس الرويبضة؟!
فكيف تريدون إسقاط الشيخ ولم يُسقطه أحد من العلماء؛ بل أثنى عليه جُل الأكابر من علماء السُّنَّة المعاصرين، مثل { ربيع السُّنَّة ربيع بن هادي، وصالح الفوزان، وصالح اللحيدان، وعبد المحسن العباد، وسعد الحُصيِّن، وحسن عبد الوهَّاب البنا، وصالح السحيمي ... وغيرهم }.

ثانياً: أما إنكار الشيخ للمحاضرة: فلأنه -حفظه الله- نسيَ ذلك ولم يتذكّر لطول العهد، ولانشغاله بترسيخ السُّنَّة عند الناس، ومحاربة جميع طوائف أهل البدع. ولعل هذا كان من أقوى الأسباب لنسيانه الحدث.
وبعد أن انتقده البعض، سأل طلبته -والله يشهد- هل تعلمون لي شيئا من ذلك الذي يذكرونه من ثنائي على الشعراوي؟
فأجابه الحاضرون: أننا لا نعلم ولا نذكر مثل هذه المحاضرة.
فقال الشيخ ما قال بناء على ذلك سهوًا منه ونسيانًا، وجلّ من لا يسهو، وهل تظنون أن الشيخ كان يذكر ذلك؟!، ويذكر أنه أثنى على الشعراوي في خطبة منشورة ومشهورة –بالصوت والصورة!– على الملأ، ثم يتحدّاكم بهذه الصورة ؟، هل يقول بهذا عاقل؟!
فلِما لا تسألون أنفسكم كيف يكذب الشيخ رسلان ويدَّعي أنه لم يذكر اسم الشعراوي وقد كان عنوان الخطبة يبدأ باسم الشعراوي، وهو: " الشعراوي وصفات الداعية"!!!
فكيف لكم أن تتخيلوا أنه يكذب؟.
ولماذا لا تظنون أن الشيخ رسلان قد خانته ذاكرته –لطول المدة بين الخطبتين- فنسي أنه ذكر اسم الشعراوي، وهذا ما حدث بالفعل. وكان قد مرّ على خطبة الشعراوي آن ذاك حوالي (8) سنوات فكانت "خطبة الشعراوي" بتاريخ (19/6/1998)، وكانت خطبة: "أهدنا لِما اختلف فيه من الحق" بتاريخ (25/8/2006).
ونسيان الشيء وإنكاره لا يُعد من الكذب في شيء، فقد حَدَّث ونسيَ جمع من أهل العلم وقد ذُكر مثل هذا عن بعض الصحابة رضوان الله عليهم ولم يتهمهم أحد بالكذب.
وقد حصل النسيان للصحابي الجليل (( أبي هريرة )):
فأخرج الإمام البخاري (7/ 138)، ومسلم (4/ 1743) واللفظ له من طريق ابْنِ شِهَابٍ:
أَنَّ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، حَدَّثَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ × قَالَ: «لَا عَدْوَى» وَيُحَدِّثُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ × قَالَ: «لَا يُورِدُ مُمْرِضٌ عَلَى مُصِحٍّ»
قَالَ أَبُو سَلَمَةَ: كَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يُحَدِّثُهُمَا كِلْتَيْهِمَا عَنْ رَسُولِ اللهِ ×، ثُمَّ صَمَتَ أَبُو هُرَيْرَةَ بَعْدَ ذَلِكَ عَنْ قَوْلِهِ «لَا عَدْوَى» وَأَقَامَ عَلَى أَنْ «لَا يُورِدُ مُمْرِضٌ عَلَى مُصِحٍّ». قَالَ: فَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي ذُبَابٍ وَهُوَ ابْنُ عَمِّ أَبِي هُرَيْرَةَ: قَدْ كُنْتُ أَسْمَعُكَ، يَا أَبَا هُرَيْرَةَ تُحَدِّثُنَا مَعَ هَذَا الْحَدِيثِ حَدِيثًا آخَرَ، قَدْ سَكَتَّ عَنْهُ، كُنْتَ تَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ×: «لَا عَدْوَى» فَأَبَى أَبُو هُرَيْرَةَ أَنْ يَعْرِفَ ذَلِكَ، وَقَالَ: «لَا يُورِدُ مُمْرِضٌ عَلَى مُصِحٍّ» فَمَا رَآهُ الْحَارِثُ فِي ذَلِكَ حَتَّى غَضِبَ أَبُو هُرَيْرَةَ فَرَطَنَ بِالْحَبَشِيَّةِ، فَقَالَ لِلْحَارِثِ: أَتَدْرِي مَاذَا قُلْتُ؟ قَالَ: لَا، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: قُلْتُ أَبَيْتُ قَالَ أَبُو سَلَمَةَ: " وَلَعَمْرِي لَقَدْ كَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ، يُحَدِّثُنَا، أَنَّ رَسُولَ اللهِ × قَالَ: «لَا عَدْوَى» فَلَا أَدْرِي أَنَسِيَ أَبُو هُرَيْرَةَ، أَوْ نَسَخَ أَحَدُ الْقَوْلَيْنِ الْآخَرَ؟ " (وعند البخاري: قَالَ أَبُو سَلَمَةَ: فَمَا رَأَيْتُهُ نَسِيَ حَدِيثًا غَيْرَهُ)
معنى (فرطن بالحبشية) أي: تكلم كلاما لا يُفهم لشدة غضبه على نسيانه الحديث.
وقد حصل النسيان أيضاً للصحابي الجليل (( عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ )):
فعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى قَالَ: « جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَقَالَ إِنِّي أَجْنَبْتُ فَلَمْ أُصِبْ الْمَاءَ فَقَالَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَمَا تَذْكُرُ أَنَّا كُنَّا فِي سَفَرٍ أَنَا وَأَنْتَ فَأَمَّا أَنْتَ فَلَمْ تُصَلِّ وَأَمَّا أَنَا فَتَمَعَّكْتُ فَصَلَّيْتُ فَذَكَرْتُ لِلنَّبِيِّ × فَقَالَ النَّبِيُّ × إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيكَ هَكَذَا فَضَرَبَ النَّبِيُّ × بِكَفَّيْهِ الْأَرْضَ وَنَفَخَ فِيهِمَا ثُمَّ مَسَحَ بِهِمَا وَجْهَهُ وَكَفَّيْهِ » [ أخرجه البخاري (338)، ومسلم (368) وأبو داود (322) ].
وفي سنن أبي داوود ، بإسناد صحيح: (322)، ت. شُعيب الأرنؤوط:
« ... قال عمرُ: يا عمَّار، اتَّقِ الله، فقال: يا أميرَ المُؤمِنينَ، إن شئتَ -والله- لم أذكُرْهُ أبداً، فقال عمرُ: كلا لَنُوَلِّيَنَّكَ مِن ذلك ما تَوَلَّيتَ ».
فقوله: (اتق الله يا عمار) أي: فيما ترويه وتثبّت فيه، فلعلك نسيت أو اشتبه عليك الأمر (فإني كنت معك ولا أتذكر من هذا شيئاً). [ شرح مسلم - للنووي: (4/62) ].
وقوله: (لنولينك من ذلك ما توليت) قال الحافظ بن حجر: أي: لا يلزم من كوني لا أتذكره أن لا يكون حقاً في نفس الأمر، فليس لي منعك من التحديث به. قال: وبه يتضح عذر عمر. [ فتح الباري: (1/457) ].

وبهذا يُعلم: أن من العلماء من يقول القول ثم بمرور فترة من الزمن قد ينساه، فإذا سُئل عنه أنكره، وهذا بعيد كل البعد عن الكذب، والذي يقول أن هذا كذب، فهذا خويت جعبته من العلم، وعجز عقله عن الفهم، فأتى بما لم يأتي به الأوائل!!
وعلى كل حال يكفي كل سلفي منصف -مَنَّ الله عليه بالإنصاف والاعتدال- كلام الشيخ رسلان الأخير في الشعراوي، وبيانه لحاله بما لا يدع مجالا للشك عند العُقلاء في أنه لا يُثني عليه ولا يرتضي نشر كلامه القديم فيه بحال، بل يدعو عليهم!، فلا أدري كيف ارتضيتم لأنفسكم هذا الحضيض؟، والله المستعان.

ويعلم الله أننا لا نتعصب لشيخ ولا لجماعة،
ولكن من باب الذب عن عِرض العلماء تكلمنا
ومن باب رد الباطل نطقنا
سائلين المولى أن يرينا الحق حقاً وأن يرزقنا اتباعه، وأن يرينا الباطل باطلاً وأن يرزقنا اجتنابه