
كثر في الآونة الأخيرة افتراءات الحدادية على فضيلة الشيخ محمد سعيد رسلان حفظه الله، وراحوا يلقون بشبهات وافتراءات ما أنزل الله بها من سلطان، ويرمون الشيخ حفظه الله مما هو منه برئ، يساعدهم في ذلك جراء الحلبدية وجراء شيخ الحدادية في مصر هشام البيلي عامله الله بعدله.
فكان مما أدعى بعض مخنثيهم كذبا وزوراً وبهتانا أن الشيخ رسلان حفظه الله يصف نبيا الله موسى بالعصبية والحمية والغضب، وداود بعدم الإنصاف في قصة الخصمين. (( هكذا كتب ذاك المأفون ))
ونشر آخر مقطعاً للشيخ رسلان بعنوان: ((رسلان والإساءة إلى داود وموسى عليهم السلام))
فهل أساء الشيخ رسلان حفظه الله إلى نبي الله موسى عليه السلام؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
قال تعالى{ فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا }
قال الشيخ رسلان: (( بل أنه -أي: نبي الله موسى- قبل النبوة لما أن سار عصبية وحمية وغضباً لمواطنه على المصري فوكز المصري فقضى عليه فأب إلى رشده وعاد إلى ربه قال هذا من عمل الشيطان إنه عدو مضل مبين)).
سبحان الله!!
يقول المولى عز وجل: (غضبان) واصفاً حالة سيدنا موسى عليه السلام بالغضب؛ بل بالغضب الشديد!
ثم يأتي الحمقى والمتهوكين يقولون: ((كيف يصف الشيخ رسلان سيدنا موسى بالغضب والحمية؟!)).
ولا نملك إلا أن نقول: الحمد لله الذي عافانا مما أبتلى به غيرنا من حُدثاء الأسنان سفهاء الأحلام، والله الموعد.
وأسوق إليكم بعض من كلام الأئمة في مثل هذا الكلام
حتى نعلم أن هؤلاء الحدادية لا يفهمون
وإن فهموا لا يعقلون!
قال الألوسي في "روح المعاني" (5/63):
(إن موسى عليه السلام لما رأى من قومه ما رأى؛ غضب غضبا شديدا حمية للدين وغيرة من الشرك برب العالمين فعجل في وضع الألواح لتفرغ يده فيأخذ برأس أخيه، فعبر عن ذلك الوضع بالإلقاء تفظيعا لفعل قومه، حيث كانت معاينته سببا لذلك وداعيا إليه، مع ما فيه من الإشارة إلى شدة غيرته وفرط حميته، وليس في ذلك ما يتوهم منه نوع إهانة لكتاب الله تعالى بوجه من الوجوه) أهـ.
وقال القرطبي رحمه الله :
قَوْلُهُ " أَسِفًا" أَيْ: شَدِيدُ الْغَضَبِ. قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: الأَسَفُ مَنْزِلَةٌ وَرَاءَ الْغَضَبِ أَشَدُّ من ذلك. وهو أسف وأسف وَأَسْفَانٌ وَأَسُوفٌ. وَالْأَسِيفُ أَيْضًا الْحَزِينُ. ابْنُ عَبَّاسٍ. [ تفسير القرطبي: (7/286) ]
وقال أيضاً :
قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَأَلْقَى الأَلْواحَ) أَيْ: مِمَّا اعْتَرَاهُ مِنَ الْغَضَبِ وَالأَسَفِ حِينَ أَشْرَفَ عَلَى قَوْمِهِ وَهُمْ عَاكِفُونَ عَلَى عِبَادَةِ الْعِجْلِ، وَعَلَى أَخِيهِ فِي إهمال أمرهم. [ تفسير القرطبي: (7/288) ].
وقال ابن القيم رحمه الله
إن موسى "صلوات الله عليه" لم يكن ليلقي ألواحاً كتبها الله تعالى فيها كلامه من على رأسه إلى الأرض فيكسرها اختيارا منه لذلك ولا كان فيه مصلحة لبني إسرائيل؛ ولذلك جره بلحيته ورأسه وهو أخوه وإنما حمله على ذلك الغضب فعذره الله سبحانه به ولم يعتب عليه بما فعل إذ كان مصدره الغضب الخارج عن قدرة العبد واختياره فالمتولد عنه غير منسوب إلى اختياره ورضاه به يوضحه.
[ إغاثة اللهفان في حكم طلاق الغضبان: (ص 34) ].
----------
فيا حدادية عصركم..
اعلموا أن هذه الشبهات التي أوردتموها ونشرتموها هي ناتجة عن جهل عميق وتسرع في الحكم لمن ليس أهلاً للحكم أصلاً!
فأنتم ((تزببتم قبل أن تتحصرموا))
********