
كثر في الآونة الأخيرة افتراءات الحدادية على فضيلة الشيخ محمد سعيد رسلان حفظه الله، وراحوا يلقون بشبهات وافتراءات ما أنزل الله بها من سلطان ،ويرمون الشيخ حفظه الله مما هو منه برئ ، يساعدهم في ذلك جراء الحلبدية وجراء شيخ الحدادية في مصر هشام البيلي عامله الله بعدله.
فكان مما أدعى بعض مخنثيهم كذبا وزوراً وبهتانا أن الشيخ رسلان حفظه الله يصف نبي الله داود بعدم الإنصاف في قصة الخصمين. (( هكذا كتب ذاك المأفون ))
ونشروا مقطعاً للشيخ رسلان بعنوان: ((رسلان والإساءة إلى داود وموسى عليهم السلام))
قال الشيخ رسلان تعليقا على قصة سيدنا داود عليه السلام:
((لم يتحقق داود عليه السلام من المسألة ولم يسمع بقية الحجة على لسان الخصم ولم يطلب شهودا وإنما حكم في المسألة حكما ظاهراً، قال: ((لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه)) ثم أستمر في الأمر مريره ((إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ )). ثم أنتبه إلى نفسه وعاد إلى ضميره وعاد إلى أمر الله رب العالمين إياه بأن يكون حاكما بالقسط وان يكون قائما بالعدل وأنه ليس من الحكم بالحق وليس من الأخذ بالإنصاف أن تحكم بين خصمين ولم تسمع إلا نصف شهادة الشهود ليس من العدل ولا من الإنصاف أن تسمع حجة واحدة والحجة بغير أختها عوراء وإذا جاءك إنسان وقد فُقأت أحدى عينية وأدعى على أخر أنه قد فقأها فلا تعجل لعله قد فقأ للآخر عينين، لما حكم داود بالأمر الظاهر ورجع إلى الله رب العالمين أحسن المتاب إلى الله رب العالمين فتاب الله رب العالمين عليه)).
هذا ما قاله الشيخ رسلان حفظه الله.
*والآن: حتى يتضح المقال ونعلم يقينا أن الحدادية قوم بُهت يفهمون الكلام بغير معانيه رغم وضوحه لكل ذي فطرة سليمة، ولكن لأن هؤلاء ما يحركهم هو حقدهم الدفين على أهل السنة فتجدهم يفترون ويدلسون ويأخذون الكذب سفينة لهم وكل هذا سببه إتباعهم لهواهم وانحرافهم عن الصراط المستقيم،
فإليك يا طالب العلم على منهاج النبوة تفسير فضيلة الشيخ محمد صالح العثيمين رحمه الله وذلك في كتابه
(تفسير القرآن الكريم/تفسير سورة (ص) الناشر دار الثريا طُبع بإشراف مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية / الطبعة الأولى ) من الصفحة 110 إلى الصفحة 120
*** حيث قال - رحمه الله - رحمة واسعة:
(ظن داود أنا فتناه) الصحيح أن المراد: (اختبرناه) ولكن بأي شيء اختبرناه؟
لننظر،
*أولاً: داود عليه الصلاة والسلام مأمور بأن يحكم بين الناس، فإنما وظيفته عامة واختصاصه في الوقت بدخوله المحراب، وإغلاق الباب عليه هذا يخالف مقتضى وظيفته، إذ مقتضى وظيفته أن يتفرغ للناس حتى يقابل الخصوم ويحكم بينهم هذه واحدة، و لهذا سيأتينا إن شاء الله في الفوائد أنه لا يجوز للحاكم بين الناس و من كان في وظيفة عامة أن يشتغل بشيء خاص بنفسه. ( صفحة رقم 111).
*ثانياً: أن داود عليه الصلاة والسلام سمع كلام الخصم ولم يستمع إلى كلام الخصم الآخر، لأن القرآن ليس فيه أنه سمع لكلام الخصم الآخر.
* ثالثاً: أنه حكم و قال: (( إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ )) و الحكم قبل سماع جواب الخصم فيه شيء من التسرع ما دام الخصم حاضراً .
لهذا علم داود عليه الصلاة والسلام أن الله تعالى ابتلاه بهذه الخصومة التي جاءت و هو يتعبد في محرابه و تسوروا عليه المحراب فاستغفر ربه و خر راكعاً و أناب .( رقم الصفحة 112)
-----
*** ثم ذكر الشيخ رحمه الله في (صفحة113)
الذي عين أن يكون الركوع هنا بمعنى السجود أن هذا الركوع ركوع ذل لله عز وجل ثم قال {وأناب} أي: رجع إلى الله والإنابة هي الرجوع مع الخشية فهو رجع إلى الله مع خشية الله سبحانه وتعالى. قال تعالى: { فغفرنا له ذلك ) أي سترنا وتجاوزنا له أي لداود.
*** وذكر رحمه الله في موضع آخر في نفس الصفحة
أي: أننا غفرنا لداود ذلك الذي وقع منه وهى الفتنة التي أفتتن بها، ولم يتخذ الإجراء اللازم في الحكم.
***وذكر رحمه الله في صفحة رقم 114
فصارت النتيجة بعد أن وقع من داود ما وقع ثم رجع إلى الله واستغفره، أن الله سبحانه وتعالى رفع عنه آثار هذا الذنب ، فغفر له ،وزاده على ذلك زيادتين عظيمتين مهمتين إحداهما : القرب إلى الله والثانية حسن المآب .
** ثم ذكر رحمه الله ( 34 ) فائدة لهذه القصة فكان منها على سبيل المثال
وسأضع رقمها كما ذكرها الشيخ رحمه الله
من فوائد القصة.
5- أن داود عليه الصلاة والسلام في هذه الحال كان قد أغلق الباب أو جعل عليه حاجباً يمنع الناس من الدخول عليه. (صفحة 114).
7- أن الأنبياء يلحقهم من الطبائع البشرية ما يلحق غيرهم لقوله : (( ففزع منهم )) حيث لاحقه الفزع كما يلحق سائر الناس. ( صفحة 115).
17- أن داود عليه الصلاة والسلام حكم بينهما دون أن يسمع دفاع الخصم الآخر لقوله: ((لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه)) ولعل عذر داود عليه الصلاة والسلام أنه أراد السرعة في إنهاء القضية ليتفرغ لما احتجب به عن الناس من عبادة الله عز و جل وخاف أن يدلي هذا بشيء و هذا بشيء و يطول النزاع والخصام فبادر بالحكم. (ص 117 – 118) .
25- أن الحاكم الذي نصب نفسه ليكون حكماً بين العباد لا يحل له أن يختفي عنهم في الوقت الذي يكون وقتاً للتحاكم .( صفحة 118).
26- أن الاشتغال بما مصلحته عامة أفضل من الاشتغال بما مصلحته خاصة . (ص 118).
إن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام قد يفتنون ويختبرون لقوله: ((وظن داود أنما فتناه)). ولكن الفتنة التي يفتن بها الأنبياء لا يمكن أن تعود إلى إبطال مقومات الرسالة والنبوة كالفتنة التي تعود إلى الكذب أو الشرك أو الأخلاق الرديئة وما أشبه هذا لا يمكن أن يقع من الأنبياء. ( ص 118).
29- أن الاستغفار سبب لمحو ما حصل من الذنوب لأن الفاء في قوله : (( فاستغفر )) مبنية على قوله : (( وظن داود أنا فتناه )). ( ص 119).
30- أن السجود خضوعاً لله من سنن الأنبياء لقوله: ((وخر راكعاً وأناب )). وهل يشرع لمن أذنب أن يفعل كما فعل داود أو أن يصلي ركعتين تامتين؟
الجواب: المشروع إذا أذنب الإنسان فينبغي له أن يتوضأ ويسبغ الوضوء ويصلي ركعتين لا يحدث فيهما نفسه فمن فعل ذلك فإنه يغفر له ما تقدم من ذنبه. (ص 119) .
32- أن الله تعالى غفر لداود وبين ما لديه من الثواب لداود في قوله : (( وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَ حُسْنَ مَآبٍ )). (ص 120).
//////////////////////////
وأخيراً أقول لهؤلاء الحمقى والمتهوكين:
هذا كلام الشيخ الصالح رحمه الله وهو أشد من كلام الشيخ رسلان، أفتتهمون الشيخ الصالح رحمه الله بما أتهمتم به الشيخ رسلان؟!
ألا تستحون؟ ألا تعقلون؟
وأقول: ((يا ناطح الجبل أشفق على رأسك لا على الجبل)).
وصدق من قال: ((لكل داء دواء يستطب به ... إلا الحماقة أعيت من يداويها)).
----------
فيا حدادية عصركم..
اعلموا أن هذه الشبهات التي أوردتموها ونشرتموها هي ناتجة عن جهل عميق وتسرع في الحكم لمن ليس أهلاً للحكم أصلاً!
فأنتم ((تزببتم قبل أن تتحصرموا))
********