الأقسام الشائعة



قال بعض الحدادية من أتباع الأحيمق الجهول هشام البيلي: 
أن الشيخ رسلان في شريط له وصف النبي صلى الله عليه وسلم بأنه (سيد الكائنات)
قالوا: هذا انحراف كبير ومشابهة للصوفية المبتدعة !!! 

فأقول وبالله التوفيق: 
قال العلامة محمد السفاريني الحنبلي الأثري -رحمه الله تعالى- وهو صاحب (العقيدة السفارينية) المشهورة التي شرحها الشيخ العثيمين -رحمه الله-] في كتاب (غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب)، (1/181)، ما نصه : “مَطْلَبٌ : فِي سَمَاعِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شِعْرَ أَصْحَابِهِ وَتَشْبِيبَهُمْ قال(فَمِمَّا سَمِعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ شِعْرِ أَصْحَابِهِ وَتَشْبِيبَهُمْ قَصِيدَةُ (كَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الَّتِي مَدَحَ بِهَا سَيِّدَ الْكَائِنَاتِ سَيِّدَنَا وَمَوْلَانَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنَّهُ أَنْشَدَهَا بِحَضْرَتِهِ الشَّرِيفَةِ وَبِحَضْرَةِ أَصْحَابِهِ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ … ” انتهى كلامه رحمه الله تعالى.
فها هو أمامكم هذا العالم الفذّ يقول نفس مقالة الشيخ رسلان، فهل العلامة السفاريني منحرف عن منهج السلف عندكم؟؟؟ 
وها هو العلامة حافظ الحكمي رحمه الله يقول: كما في (سلم الوصول إلى علم الأصول) :
نِعْمَ نَقِيبُ الأُمَّةِ الصِّدِّيقُ
شَيْخُ الْمُهاجرينَ والأنْصَارِ
جِهَادَ مَنْ عَنِ الْهُدَى تَولَّى
الصَّادِعُ النَّاطِقُ بِالصَّوَابِ

ثَاِنيه في الفَضْلِ بِلاَ ارْتياب
أعني بِهِ الشَّهْمَ أبَا حَفْص عُمَرْ
الصَارِمُ الْمنكِي عَلَى الكُفَّار
ثَالِثُهُمْ عُثمانُ ذُو النُّورَيْنِ
بَحْرُ الْعلُومِ جَامِعُ الْقُرْآنِ
بَايَعَ عَنْهُ (سَيِّدُ الأَكوَانِ)
والرَّابِعُ ابْنُ عَمِّ خَيْرِ الرُّسُلِ
مُبِيدُ كُلِّ خَارِجيٍّ مَاِرقِ

فها هو العلامة "الحكمي" يصف النبي صلى الله عليه وسلم بأنه (سيد الأكوان !) فهل نقول عن العلامة الحكمي رحمه الله أنه يستخدم ألفاظ مبتدعة لتأثره بالصوفية والروافض !!؟؟ 
أم نقول صاحب طوام عقدية ؟؟ 
وما رأيكم في العلماء الذي وصفوا النبي صلى الله عليه وسلم بأنه ( سيد الخلق ) … ؟؟ 
هل تقولون أنهم أيضا وقعوا في طوام عقدية !!!؟؟ 
ها هو سماحة الشيخ العلامة ابن باز رحمه الله تعالى يقول : 
“وقد بعث الله نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم وهو سيد الخلق، وأفضلهم، وإمام المرسلين، بعثه بما بعث به المرسلين الأولين: من توحيد الله، والإخلاص له، والدعوة إلى ذلك، وبيان صفاته وأسمائه، وأنه المستحق لأن يعبد جل وعلا، فكانت دعوته دعوة كاملة، قال جل وعلا: { قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا } ” انتهى كلامه رحمه الله المصدر كتاب: بيان التوحيد الذي بعث الله به الرسل جميعا وبعث به خاتمهم محمدا وها هو سماحة الشيخ العلامة صالح بن عبد العزيز آل الشيخ حفظه الله تعالى يقول: ” فالعباد هم المحتاجون إلى الله، وشأن الله أعظم من ذلك، إذ المخلوق حقير وضيع بالنسبة إلى الرب – جل جلاله – فلا يصلح أن يجعل الله – جل وعلا – واسطة عنده حتى يقبل هذه الواسطة ، بل شأن الله – جل وعلا – أعظم من ذلك؛ ولهذا قال سيد الخلق ، وسيد ولد آدم عليه الصلاة والسلام رادًا على هذا الأعرابي الذي قال: إنا نستشفع بالله عليك وبك على الله، فقال النبي عليه الصلاة والسلام : ((سبحان الله، سبحان الله!!)) يعني: تنزيها، وتعظيما لله، وإبعادًا لله عن كل وصف سوء أو شائبة نقص، وعن كل ظن سوء به – جل وعلا .” 
[المصدر كتاب: "التمهيد لشرح كتاب التوحيد" ].

فهل ستقولون أن هؤلاء الأئمة الكبار وقعوا في طوام عقدية خطيرة !!!؟؟؟؟ وذلك لأنهم وصفوا النبي صلى الله عليه وسلم بأنه سيد الخلق أجمعين ؟؟؟ 
وما الفرق بين الخلق والكائنات؟ أليس كل مخلوق هو كائن!؟, وكل كائن هو من المخلوقات؟؟؟ 
ويا ليتكم قلتم أن الشيخ رسلان حفظه الله قال عبارة هي خلاف الأولى والأفضل مثلا, كان من الممكن أن يقبل ذلك منكم بعض العقلاء ولكنكم قلتم هي طامّة عقدية وانحراف مبين!, وجعلتم هذا سببا يسوغ لكم الطعن والجرح في الشيخ رسلان! 
نسأل الله الهداية لنا ولكم، وأن يعلّمنا وإياكم ما ينفعنا في آخرتنا إنه ولي ذلك والقادر عليه 
وكما قال الشاعر: ((ذو العَقل يَشْقَى في النعيمِ بعَقْلِه—— وأخو الجَهَالة في الشَقَاوة ينعـمُ ! )) 
ولا أدري لم كل هذا التشنيع على الدكتور محمد سعيد رسلان حفظه الله بسبب أنه وصف النبي صلى الله عليه وسلم بأنه (سيد الكائنات) في خطبة مرة واحدة!، وليس هذا هو ديدنه وإنما كان ذلك لمناسبة صياغة الكلام وذلك من فصاحته وبلاغته المعهودة حفظه الله فشنّعوا على الشيخ وشرقوا وغربوا بجهل مقذع يثير الغثيان!, وزعموا أن هذه المقولة هي طامة عقدية خطيرة!!! – كما صرّح بعضهم وعندي نص كلامه محفوظا عندي ! – ولما وقف إخواننا المنتقدين على هذه النقولات عن العلماء، قالوا: نعم ولكن هذه اللفظة أي (سيد الكائنات) فيها بعض المحاذير: 
أولا: قالوا أنها لم ترد عن السلف الصالح رضوان الله عليهم فهي لفظة محدثة!! 
ثانيا: قالوا وجدنا الصوفية يستعملون هذه اللفظة كثيرا , وبناء على هذا فمن يقول بهذا القول قد وقع في طامة عقدية خطيرة ومشابهة للصوفية في ألفاظهم المبتدعة !!!! 
وجوابا على الشبهة الأولى: 
أولًا: قالوا أنها لم ترد عن السلف الصالح رضوان الله عليهم فهي لفظة محدثة !! أقول : وهل وردت لفظة (سيد الخلق) عن السلف الصالح من القرون الثلاثة المفضلة؟؟ 
فليبحث الطاعنون لعلهم يجدوا شيئا يتعلقون به كعادتهم!، ونحن في الانتظار ومع أن هذه اللفظة لم ترد عن السلف ، ولكن استخدمها الكثير من العلماء من بعدهم وليس ذلك من باب الاستحباب والأفضلية ، بل من باب الجواز لا غير وفرق كبير, فلا يرد هنا قول القائل: هذه بدعة محدثة!! 
ومثال ذلك عندما سأل أحد الناس الشيخ الألباني -رحمه الله- عن الحلف بالصفات الذاتية كقول القائل: ويد الله وما شابه ذلك من الحلف بصفات الله الذاتية 
فأجاب الشيخ الألباني -رحمه الله- بأنه جائز لعموم الأدلة, فراجعه السائل قائلا: ولكن يا شيخ لم ترد عن السلف!! فرد عليه الشيخ الألباني رحمه الله قائلا: وأنا ماذا قلت لك واجب! مستحب! أنا قلت جائر! وهذه من أمور الدنيا ولا يلزم فيها أن ترد عن من قبلنا وها هو السؤال : – ما حكم الحلف بقدم الله وبيدي الله ؟ وهل الحلف بذلك كالحلف بصفات الله فإنه لم يكن في عهد السلف؟ 

والشاهد أن قولنا بجواز أن نصف النبي صلى الله عليه وسلم بأنه (سيد الخلق) أو (سيد الكائنات) هو من باب المباح وليس من باب الاستحباب أو الواجب وفرق كبير, وهذا وإن كانت هذه الألفاظ لم تثبت عن السلف الصالح في القرون المفضلة، لذا فالأفضل والأولى تركها، 
كما قال ذلك العلامة الفوزان حفظه الله تعالى. 

أما جواب الشبهة الثانية 
ثانيا : قالوا وجدنا الصوفية يستعملون هذه اللفظة كثيرا, وبناء على هذا فمن يقول بهذا القول قد وقع في طامة عقدية خطيرة، إذ قد شابه الصوفية!!! 
أقول مستعينا بالله: وهل كل كلمة قالها الصوفية واستعملوها صارت محرّمة علينا!!!، ويُعدّ قائلها من المنحرفين؟؟ 
لا شك أن لفظة (سيد الخلق) وردت على لسان الكثير من العلماء الكبار الأعلام كما سبق بيانه ومع ذلك فقد وردت على لسان بعض الصوفية أيضا ومعها الشرك الصراح!!! 
قال الناظم – أراحنا الله من أمثاله – : ” 
بجاه النبي المصطفى أتوسل … إلى الله فيما أبتغي وأؤمل! 
وأقصد باب الهاشمي محمد … وفي كل حاجاتي عليه أعول!! 
حللت حمى من لا يضام نزيله … فعنه مدى ما دمت لا أتحول 
أقول حبيبي يا محمد سيدي … ملاذي عياذي من به أتوسل! 
عسى نفحة يا سيد الخلق أهتدي … بها من ضلالي إنني متعطل!! 
”انتهى كلامه عامله الله بعدله" 
ولا يخفى عليكم ما في كلامه من الشرك المبين! والله المستعان 
[المصدر: الضوء اللامع (4/338) ]. 
وقال غيره من غلاة الصوفية : 
يا سيد الخلق يا مفتاح يوم غد!!… تولى الشفاعة يوم الحشر إذ صعبا 
أنت الذي يوم بعث الخلق شافعنا … سبقا وأثبتهم إذ ألزموا رهبا 
يا سيدي يا رسول الله يا سندي !!… إليك جئت لما قد خفته رهبا!! 
” انتهى كلامه كما في (خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر) (2/238) 

وقال آخر – لا رفع الله له حسا – : ” 
يا سيد الخلق وعين الأكوان!! … خليفة اللا العظيم السلطان 
يا شمس جود نورها في البلدان … يا بحر تم تم لاعن نقصان 
ظهرت للخلق ظهور البرهان … عاشت به أرواح أهل الإيقان!!! 
” كما في ( المنتظم ) الجزء الخامس صفحة 222 

وقال آخر – فض الله فاه – : ” 
ملاذي غياثي عمدتي، ووسيلتي !! … معيني مغيثي سيد الخلق أحمد !! 
شفيعي مجيري ملجأي وذخيرتي … حبيبي بشيري خير خلق محمد !! 
” انتهى كلامه كما في (الكواكب السائرة بأعيان المئة العاشرة) الجزء الأول صفحة 466 

ولو أردت أن أتتبع كلام الصوفية والروافض في هذا الباب لملأت مجلدا كاملا ! 
فهل نقول أن سماحة الشيخ العلامة ابن باز رحمه الله وسماحة الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله وسماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله وغيرهم من أهل العلم والفضل قد قالوا بقول الصوفية وشابهوهم !! ووقعوا في طامة عقدية خطيرة ! أم نقول مثلما قال أهل العلم والبصيرة : ” هو قول جائز ولا حرج على قائله ولكن إن التزمنا باللفظ الوارد في السنة لكان أولى وأحرى وافضل ، وأبعد عن الغلوّ في المديح الذي حذرنا منه رسول الله صلى الله عليه وسلم” نسأل الله أن يقينا شر أنفسنا ويبصرنا بعيوبنا 
********
فيا حدادية عصركم..
اعلموا أن هذه الشبهات التي أوردتموها ونشرتموها هي ناتجة عن جهل عميق وتسرع في الحكم ممن ليس أهلاً للحكم أصلاً!
((يا من تزببتم قبل أن تتحصرموا))
********