الحلقه الثالثه
وفيها .. التّعريفُ والتّنبِئة بِالمردودِ عليه :
مُقدّمةُ واجِبةُ بيْنٍ يدى الرّدّ ... تنبيها وتعريفًا ً .. نصحًا وتقريبًا ... لِكُلُّ قارِئٍ لِهذِهٍ الحلقاتِ .. وأوْلًا : مِن هوَ المذكورُ ( المردودُ عليه ) أبى يحيَى سامح بنُ مُحمّدٍ المِصرِىُّ .. شُيوخُهُ .. وهُم أظُنّ شُيوخهُ !!!( كِتابُهُ .. والشّيْخةُ .. المكتبةُ الشّامِلةُ ... والشّيْخُ جوجل ..) ولا أُدعى أنى لا أعُرفهُم أوْ لا أستخدمهم ( ولكنى لم أكُن يوْمًا مدعياً ما ليْس في )( وسأتيك بِالأخبارِ ...) ولقد تُحُيِّرتُ كثيرًا مِن أيْن أبدأُ .... فهوَ ما عُرفٌ يوْمًا بِالجُلوسِ بيْن يدى أهلُ العِلمِ الكبارمن أهلُ السُّنّةِ بل بِدايَتهُ كانت بيْن أحضانِ أهلِ البِدعِ وهُم شتّى .. فهوَ لم يعرُف سلفياً أصلًا حتّى كانت تِلكً الثّوْرة المشئومة فكانت بِبلاياِها ان أظهرتِ .. وجُعِلتِ مِن مِثلُ هذا !! سلفى ..( حسِبتِهِ واللهُ المُستعانِ ) فظهِر وبِرُزِّ يرُدُّ على دُعاةِ الخُروجِ .. ويَرُدُّ بِتحريمِ المُظاهراتِ وغيْر ذلِك مِمّا هوَ معلومٌ مِن أصولُ أهل السُّنّةِ والجماعة .. فكان أن ألتفّ حوْله مِن ألتفُّ مِن بعضُ الطُّلاّبِ الصّغارِ !! لهُ يسمعون ويَجلِسون ولِكلامِهِ على الشّبكةِ العنكبوتيّةُ ينشِرون .. حتّى كان هوَ بلسانُهُ أذا سُأل مِن أنت يقولُ ( أسألُ عنى الشّيْخُ حسنٌ اِلبنا والشّيْخ طلعتِ زهرانٍ ) وكان بِالفِعلِ لهُ ثناءٌ مِن الشّيْخِ حُسنً اِلبنا والشّيْخ طلعتِ زهرانٍ والشّيْخُ أحمدُ سالِمً .. ثُمّ كان مجيئِهِ فى أحدُّ المساجِدِ بِمِنطقةِ المُنيبِ بِالجيزةِ يدعوا فيها إلى مِنهجِ السّلفِ ينقُلُ ( وهوَ حالُهُ لوْ أعترِفُ بِهِ ... وهوشرف والله لِكُلٌّ سلفى يُعرفُ قدرٌ نفسُه ... ولكِنّ هيْهاتً هيْهاتً ..) ثمّ طردٍ مِن ذلِكً المسجِدُ فكان أن كُنتِ بِفضلِ اللهِ أحُدُّ مِن ساعِدٍ وعاوَنً فى مجيئِهِ لِمسجِدِ أُخرِ أخطُبُ بِهِ خُطبةِ جمعةٍ ... وهومسجد معروفً بِمِنهجِهِ السلفى ... فكُنتِ ومِن مِعى مِن أخوانى نحُثّ النّاس عليه وكُنتِ وبِاللهِ فى خُطبةُ الجمعةِ أُنوِّهُ إلى درسِهِ ... وما هى ألا شهور وظُهِرتِ فِتنة تمرُّدٍ وما تلّاها مِن عزلٍ د / مُحمّدُ مرسى الاخوانى المُبتدِع .. وكان هُناك لغطٌ بيْن بعضُ أهلِ العِلمِ مِن قالٍ ما حدثٌ مع مرسى هوَ عزلٌ وليْس خُروجٌ وكان جُمعٌ كبيرٌ مِن مشايِخِنا حِفظِهُم اللهِ وكان مِن أشتهِرُ عنه القوْل هوَ الشّيْخُ طلعتِ زهرانٍ .. وتبنّى هذا القوْلُ الكثيرُ مِن طلبةٍ هؤُلاءٍ المشائخ وكان مِن بيْنِهِم الأخُ القائِمُ على المسجِدِ الذى يخطُبُ فيه سامح أبو يحيَى .. وكُنتِ أنا مِمّن أعتقِدُ أنّ ما حدثٌ مع مرسى هوَ خُروجٌ وليْس عزلٌ .. ومِن هُنا بدأ يظهر الوَجهُ الأُخر لِلجهولِ المردودِ عليه بدأتِ تظهر حدّاديّتُهُ وقِبلها سُؤتِهِ الأخلاقية فى الرّدّ على المُخالِفِ ... فهوَ رجُلُ يقرأُ في الكُتُبِ فيَفهمُ غيْر مايقرأ ويَكتُب غيْر يفهمُ ويُعلِّم غيْرٌ مافهم .. فما هى العاقِبة .
• إمّا عن سببِ الرّدِّ عليه .. ما أعتقِدُهُ ولعلّ غيرى مِن أجلِهِ أنتقدنى !! أنّه والذى رفعُ السّماءِ بلا عمدٌ ما يستحِقُّ أن يذكُر ولوْ على حينِ غفلةً ( بل كما قيّل ولوْ بِاللّعناتِ )..؛ بيْد أنّ فشوِّ الجهل ، وتصدِرُ أمثالهُ مِن الرويبضة ؛ اِضطرّني لِهذا وليْس ذلِك ألا لِسببِ واحِدِ أعتقِدُهُ ... وهوأنه جاهِلُ جهلِ مركبٍ ...( تزبّب قبل أن يتحصرم ) تزبّب يتزبّبُ ، تزبُّبًا ، فهوَ مُتزبِّب .... وتُحصرِم يتحصرم ، تحصرُمًا ، فهوَ مُتحصرِم ... أى اِدّعى حالةٌ أوْ صفةً قبل أن يتهيّأ لها ,( المُعجمُ الوَسيطُ وغيْره ) وأنًا لها وهوَ مِنها بِبعيدٍ قوْلًا وفِعلًا ( وسأتيك بِالأخبارِ ) فلا تُعجِّل عليًّ ولا على نفسُك ( فهى حلقاتُ طوّالٍ ) أُبيِّنُ فيها بِفضلِ اللهِ حالٍ هذا الجويهل العام بِما تصدِرُ لهُ وهوَ مِنه خاوي !!! وأُكرِّرُ ما رُدِدتِ عليه ألا لمّا سبق ذِكرُهُ وأزيدُ .. حِرصًا على البعضِ مِن المُسلِمين مِمّن أُعطوا أذانهُم لِهذا الدّعيِّ !! حتّى صار شيْخا مقدما عِندهُم قوْلهُ هوَ القوْلُ الأوْحد ولا خِلافُ غيْرِهِ .. وتِلك حقيقةٌ مٌرة تستحِقّ وقفةً لِبيانِ جهلِ الجهولِ .. فمِثلُ هذا أحوْجً إلى عِلاجِ عقلِهِ ؛ مِن عِلاجِ جهلِهِ ... ولمّا لا وقد صار عِند البعضِ العلامةِ .. نعم بِاللهِ قيّلتِ فيه بل وأكثرٌ .. ولعلّه بِالفِعلِ ( علامةٌ ) مِن غيْر التّشديدِ فهوَ علامةٌ على الجهلِ المُطبّقِ بِصاحِبِهِ ... ما دعانى لِلرّدِّ عليه هوَ الحِرصُ عليه ورُبى يعلمُ ( ومِمّن يحضُر لهُ ويعرفنى يعلمُ ) أنِّى كُنتُ كم حريصا عليه صابِرا عليه .. وقد كُنتُ قبل دالآ النّاس إليه .. فكان ولا بِد مِن وقفةٍ بعد ما أنكشِفُ الغُبار وعِلمً ما تحته ...( لا شئ ).. مستناً . فى ذلِكً :
بُقولٌ الإمامُ اِبنٌ قدّامةٌ – رُحِمهُ اللهه(تحريم النظر في كتب الكلام_ عالم الكتب – السعوديةط/1_1/35)
...وَمَا عادتي ذكر معائب أَصْحَابنَا وإنني لأحب ستر عَوْرَاتهمْ وَلَكِن وَجب بَيَان حَال هَذَا الرجل حِين اغْترَّ بمقالته قوم واقتدى ببدعته طَائِفَة من أَصْحَابنَا وشككهم فِي اعْتِقَادهم حسن ظنهم فِيهِ واعتقادهم أَنه من جملَة دعاة السّنة عَن قبُول قَول غَيره وَيَنْبَغِي لنا أَن نقبل قَوْله فِي نَفسه فيساء الظَّن بِهِ وَلَا نقبل قَوْله فِي غَيره كمن أقرّ بِشَيْء عَلَيْهِ وعَلى غَيره قبل قَوْله عَلَيْهِ وَلم يقبل على غَيره..وَهَا أَنا أُجِيب عَن مقَالَته إِن شَاءَ الله تَعَالَى فصلا فصلا وَأبين عوار كَلَامه فرعا وأصلا بِتَوْفِيق الله ومعونته...أنتهى.
وقال شيخ الإسلام رحمه الله (مجموع الفتاوى28/233)
..وَأَعْدَاءُ الدِّينِ نَوْعَانِ: الْكُفَّارُ وَالْمُنَافِقُونَ، وَقَدْ أَمَرَ اللَّهُ نَبِيَّهُ بِجِهَادِ الطَّائِفَتَيْنِ فِي قَوْلِهِ: {جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ} فِي آيَتَيْنِ مِنْ الْقُرْآنِ. فَإِذَا كَانَ أَقْوَامٌ مُنَافِقُونَ يَبْتَدِعُونَ بِدَعًا تُخَالِفُ الْكِتَابَ وَيُلْبِسُونَهَا عَلَى النَّاسِ وَلَمْ تُبَيَّنْ لِلنَّاسِ: فَسَدَ أَمْرُ الْكِتَابِ وَبُدِّلَ الدِّينُ؛ كَمَا فَسَدَ دِينُ أَهْلِ الْكِتَابِ قَبْلَنَا بِمَا وَقَعَ فِيهِ مِنْ التَّبْدِيلِ الَّذِي لَمْ يُنْكَرْ عَلَى أَهْلِهِ. وَإِذَا كَانَ أَقْوَامٌ لَيْسُوا مُنَافِقِينَ لَكِنَّهُمْ سَمَّاعُونَ لِلْمُنَافِقِينَ: قَدْ الْتَبَسَ عَلَيْهِمْ أَمْرُهُمْ حَتَّى ظَنُّوا قَوْلَهُمْ حَقًّا؛ وَهُوَ مُخَالِفٌ لِلْكِتَابِ وَصَارُوا دُعَاةً إلَى بِدَعِ الْمُنَافِقِينَ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ} فَلَا بُدَّ أَيْضًا مِنْ بَيَانِ حَالِ هَؤُلَاءِ؛ بَلْ الْفِتْنَةُ بِحَالِ هَؤُلَاءِ أَعْظَمُ فَإِنَّ فِيهِمْ إيمَانًا يُوجِبُ مُوَالَاتَهُمْ وَقَدْ دَخَلُوا فِي بِدَعٍ مِنْ بِدَعِ الْمُنَافِقِينَ الَّتِي تُفْسِدُ الدِّينَ فَلَا بُدَّ مِنْ التَّحْذِيرِ مِنْ تِلْكَ الْبِدَعِ وَإِنْ اقْتَضَى ذَلِكَ ذِكْرَهُمْ وَتَعْيِينَهُمْ؛ بَلْ وَلَوْ لَمْ يَكُنْ قَدْ تَلَقَّوْا تِلْكَ الْبِدْعَةَ عَنْ مُنَافِقٍ؛ لَكِنْ قَالُوهَا ظَانِّينَ أَنَّهَا هُدًى وَأَنَّهَا خَيْرٌ وَأَنَّهَا دِينٌ؛ وَلَمْ تَكُنْ كَذَلِكَ لَوَجَبَ بَيَانُ حَالِهَا....انتهى.
ولما لا: وقد قال بن القيم رحمه الله تعالى(الصواعق المرسلة في الرد على الجهمية والمعطلة_ دار العاصمة،الرياض_ط/1_3/821)
...وَأَنْتَ إذاَ تَأَمَّلَتْ أُصولُ الْفِرْقِ الْإِسْلَامِيَّةِ كُلّهَا وَجِدَّتَهَا مُتَّفِقَةٍ عَلَى تَقْديم الْوَحْي عَلَى الْعَقْلِ وَلَمْ يُؤَسِّسُوا مَقَالَاتِهِمْ عَلَى مَا أَسَّسَهَا عَلَيهِ هَؤُلَاءِ مِنْ تَقْديم آرَائِهِمْ وَعُقُولِهِمْ عَلَى نُصُوص الْوَحْي فَإِنَّ هَذَاأَسَاسَ طَرِيقَةُ أَعِدَاءِ الرُّسُلِ فَهُمْ مُتَّفِقُونَ عَلَى هَذَا الأصل وَمِنهُمْ أَخَذَ وَعَنهُمْ تُلَقِّيَ كَمَا حَكَى اللَّهُ سُبْحَانهُ عَنهُمْ فِي
كُتَّابهُ أَنّهُمْ عَارَضُواشَرَعَهُ وَدِينُهُ بِآرَائِهِمْ وَعُقُولِهِمْ وَلَكُنَّ الْفَرْق بَيْنهُمْ وَبَيْنَ هَؤُلَاءِ أَنَّأُولَئِكَ جَاهَرُوا بِتَكْذيبِ الرُّسُلِ وَمَعَادَاتِهِمْ وَهَؤُلَاءِ أَقَرَوَا برسالاتهموَاِنْتَسَبُوا فِي الظَّاهِرِ إِلَيهُمْ ثُمَّ نَقَّضُوا مَا أَقَرَوَا بِهِ وَقَالُوا يَجِبَ تَقْديمُعُقُولِنَا وَآرَائِنَا عَلَى مَا جاءوا بِهِ فَهُمْ أَعَظَمَ ضَرَرًا عَلَى الْإِسْلَامِ وَأهْلِهِمَنْ أُولَئِكَ لِأَنّهُمْ اِنْتَسَبُوا إِلَيْهِ وَأَخَذُوا فِي هِدْم قَوَاعِدهُ وَقُلُع أسَاسهُوَهُمْ يَتَوَهَّمُونَ وَيُوَهِّمُونَ أَنّهُمْ يَنْصُرُونَهُ... أنْتَهَى.
وقال العلامة الشوكاني – رحمه الله (فتح القدير_ دار ابن كثير، دار الكلم الطيب - دمشق، بيروت_ط/1_1/179)
....بَلِ اتِّبَاعُ أَهْوِيَةِ الْمُبْتَدِعَةِ تُشْبِهُ اتِّبَاعَ أَهْوِيَةِ أَهْلِ الْكِتَابِ، كَمَا يُشْبِهُ الْمَاءُ الْمَاءَ، وَالْبَيْضَةُ الْبَيْضَةَ، وَالتَّمْرَةُ التَّمْرَةَ وَقَدْ تَكُونُ مَفْسَدَةُ اتِّبَاعِ أَهْوِيَةِ الْمُبْتَدِعَةِ أَشَدَّ عَلَى هَذِهِ الْمِلَّةِ مِنْ مَفْسَدَةِ اتِّبَاعِ أَهْوِيَةِ أَهْلِ الْمِلَلِ، فَإِنَّ الْمُبْتَدِعَةَ يَنْتَمُونَ إِلَى الْإِسْلَامِ، وَيُظْهِرُونَ لِلنَّاسِ أَنَّهُمْ يَنْصُرُونَ الدِّينَ وَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ، وَهُمْ عَلَى العكس من ذلك الضدّ لِمَا هُنَالِكَ، فَلَا يَزَالُونَ يَنْقُلُونَ مَنْ يَمِيلُ إِلَى أَهَوِيَتِهِمْ مِنْ بِدْعَةٍ إِلَى بِدْعَةٍ وَيَدْفَعُونَهُ مِنْ شُنْعَةٍ إِلَى شُنْعَةٍ، حَتَّى يَسْلَخُوهُ مِنَ الدين ويخرجونه مِنْهُ، وَهُوَ يَظُنُّ أَنَّهُ مِنْهُ فِي الصَّمِيمِ، وَأَنَّ الصِّرَاطَ الَّذِي هُوَ عَلَيْهِ هُوَ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ، هَذَا إِنْ كَانَ فِي عِدَادِ الْمُقَصِّرِينَ، وَمِنْ جُمْلَةِ الْجَاهِلِينَ وَإِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ وَالْفَهْمِ الْمُمَيِّزِينَ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ كَانَ فِي اتِّبَاعِهِ لِأَهْوِيَتِهِمْ مِمَّنْ أَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى قَلْبِهِ، وَصَارَ نِقْمَةً عَلَى عِبَادِ اللَّهِ وَمُصِيبَةً صَبَّهَا اللَّهُ عَلَى الْمُقَصِّرِينَ، لِأَنَّهُمْ يَعْتَقِدُونَ أَنَّهُ فِي عِلْمِهِ وَفَهْمِهِ لَا يميل إلا إلى حق، وَلَا يَتَّبِعُ إِلَّا الصَّوَابَ، فَيَضِلُّونَ بِضَلَالِهِ، فَيَكُونُ عَلَيْهِ إِثْمُهُ وَإِثْمُ مَنِ اقْتَدَى بِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، نَسْأَلُ اللَّهَ اللُّطْفَ وَالسَّلَامَةَ وَالْهِدَايَةَ..انتهى.
قَلَّتْ:.. وَبَعْدَ طَوْلِ تَفْكِيرِ مِنْ أَيْنَ يَبْدَأَ الرَّدُّ فى تِلْكَ الْحَلِقَةَ.. عَزَمْتُ أَنْيَ كُونَ مَنُّ مُحَاضَرَة( أَشِبْهُ بِمُبَارَاةِ الْكُرَةِ) يُرِيدُ فِيهَا أَنْ يُحَصِّلَ فَوَّزَاعَلَى خَصْمِهِ وَلَوْ بِالْكَذِبِ
وَالتَّدْلِيسِ عَنْوَنَ لَهَا عُنْوَانُ الحُحجُ الْقَوِيَّةَعَلَى خُرُوج رَسْلَانِ وَشَيَّعَتْهُ مِنَ السَّلِفِيَّةِ... وَهَذِهِ
الْمُحَاضَرَة تُكْفَى فى وَجِهَة نظرى الْقَاصِرَ.. مِنْ خِلَالهَا يَحْكُمَ أهْلُ الْعِلْمِ عَلَى هَذَاالخنفشار. وَفِيهَا يَظْهَرُ لِكُلَّ ذى
عَيْنَيْنِ جَهْلِهِ الْعَمِيقِ وَتُعَالِمُهُ السَّحِيقُ.. تَدْلِيسُ وَكَذَبِّ كُلّهُ يَظْهَرُ فى مُحَاضَرَة وَاحِدَةٍ.. قَلَّتْ:وَفِيهَا كِفَايَة مِنهَا تُكَوِّنَ الْبِدَايَةُ وَمِنهَا أَنْ شَاءَ أَعَرَجٌ عَلَى مَا قَال فى غَيْرَ ذَلِكَ الْمَقَامَ.. مِنْ كَلَاَمِهِ أَسْتَشْهِدُ عَلَى جَهْلِهِ.. وَمِنْ كَلَاَمِهِ أُدَلِّلُ عَلَى تَنَاقُضِهِ وَتَعَالُمِهِ.. وَمِنْ كَلَاَمِهِ أَرَدٍّ عَلَى كَلَاَمِهِ.. وَمِنْ كَلَاَمِهِ حُجَّةعَلَى طُلَاَّبِهِ... وَلِذَا أَخَتِرَتْ تِلْكَ الْمُحَاضَرَةَ لِلْمَرْدُودِ عَلَيهِ هَدَّاهُ اللَّهُ تَعَالَى لِلُحِقَ اللَّهُمُّ آمِينَ.. لِتُكَوِّنَّ هى الأصل.
وَلَعَّلهَا تَتَفَرَّعُ لِعِدَّةِحَلِقَاتٍ. قَلَّتْ: وَلَمَّا كَانَتْ طَرِيقَةُ الْمَرْدُودِ عَلَيهِ فى دُرُوسِهِ !!! تُشْبَهْ طَرِيقَةُ حكاوى القهاوى.. أَوْ حكاوى النِّسَاءَ فى الحوارى وَالْأزِقَّةَ..عَامِّيَّةٌ...( لَيْسَتْ مَفْهُومَةُ)
الأ بِصُعُوبَةٍ !!! أى وَاللَّهِ.. فَتَجَدُّ كَلِمَاتُ قَبْلَ كَلَمَّاتٍ... أَوْ بَعْدَ كَلَمَّاتٍ.. وَمَا أَكْثَرُ الْمُرَاجَعَاتِ بَعْدَ أستدراك الْخَطَأَ..فَضَلَّا عَنْ تَكْرَارِهِ لِلْكَلِمَاتِ بِطَرِيقَةِ عَجِيبَةٍ لَا تَجِدُهَا أَلَا عِنْدَ( سَامَحَ)فِيمَا سَمِعْتُ.. وَعِلْيِهِ فَقَدْ أَخَتَّار مِنْ كلماته مَا أَسَتَطِيعُ
كِتَابَتُهَا وَصِيَاغَتُهَا.. مَعَ التَّأْكِيدِ عَلَى مَا يَقْصِدُ !! وَمَا يُرِيدُ ؟؟؟ حَتَّى تَصَبُّح جُمَلِهِ مُفِيدَةٍ وَقَدْ يَكُونَ ذُلُّكَ بِتَقْديمِ كَلَمَّةٍ أَوْ أَكْثَرُ أَوْ تَأْخِيرَهَا أَوْحَذَفَهَا أوأستبدالها بِكَلِمَةٍ لَهُ !! أيضا
فى نَفْس الْجُمْلَةَ
... قَلَّتْ // وَهَذِهِ..الْحَلِقَةَ التى مِعَىٌ... وَهُى رُكوبُ سَامَحَ لآصل أَصُوِّلَ الْحَدَّادِيَّةُ..وَافَقَ أَوْ أَبَى.. وَهُوَ تبديع مِنْ وُقَّعِ فى بِدَعَةٍ... وهوحال سَامَحَ.. قُوِّلَوَفُعُلُ وَتَقْريرٌ... قَدْ يَقُولَ قَائِلٌ.. وَلَكِنهُ يَرُدُّ عَلَى الْحَدَّادِيَّةِ.. قَلَّتْ:وَالْخوَارجُ يَرُدُّونَ عَلَى الْخوَارجِ.. وَهَكَذَا.. وَلَكُنَّ كَمَا قَيَّلَ.. الدَّعَاوَىأَنْ لَمْ تُقَيِّمُوا عَلَيهَا بَيِّنَاتٍ فَأَبْنائِها أدعياء.... وَعَلَيهُ فَالرَّدَّ مَوْصُولٌ..فى الرَّدَّ عَلَى أُصولٍ.. الْحَدَّادِيَّةِ.. غَيْرَ أَنَّى أَعُضِدَ ذَلِكَ بِمَا وَقْع فِيهِسَامَحَ مِنْ مُخَالِفَاتٍ.. مِنْ كَذِبٍ.. وَتَنَاقُضٌ.. وَجَهْلٌ.. وأفتراء..وَتَلَمُّسُ لِلْعَثْرَاتِ... كَمَا سَأُبَيِّنُ أَنْ شَاءَ اللَّهُ مَنْ كَلَاَمَهُ... لِيَعْرُفُ النَّاسُمَا عَلَيهِ هَذَا( الذَّكَرَ).. وَالْحُكْمُ لِلْمُنْصِفِينَ... وَالرَّدُّ عَلَى مَا أَقَوْلٌ !!!لِلْجَمِيعِ.. بِدَليلٍ.. بِعَلْمٍ.. وَحَلَمٌ.. قِدْرٌ مَا أَسْتَطِيعُ.. وَلِقَدْ كَنَّتْ أَتَمَنَّى أَنْ يَكُونَ الرَّدُّ فى كُلَّ الحلقلت عَلَى وَفْق فَطُرَّةَ أهْل السُّنَّةِ مِنْ قَبُولِهِمْ الْحُقِّ بِدَليلٍ.. وَلَوْ وَاحِدٌ... وَلَكُمْ سَمِعَنَا قَوْلَ الْعَلَاَمَةِ الْأَلْبَانِيِّ رَحِمَهُاللَّهُ – وَغَيْرهُ يُدَنْدِنُونَ بِقَوْلِهِمْ-:« طَالِب الْحَقِّ يَكْفِيهِ( دَليلَ)!!وَصَاحَبَ الْهَوَى لايكفيه أَلْف دَليلٌ.. وَلَا يَشُكَّ سُنِّيٌّ أُنَّ الدَّليل الثَّابِتُ أَوْ الْخَبَرَ الْوَاحِدَ الثِّقَةَ = مُلْزِمٌ فِي الْعَقِيدَةِ وَالْعَمَلِ كَالْْخَبَرِ الْمُتَوَاتِرِسَوَاء بِسَوَاءٍ، لَا فرقَ.. أَلَا
عِنْدَ أهْل الْأَهْوَاءِ.. وَعِلْيِهِ فَالْأَصْل لَايَسْتَلْزِمُ وَلَا يَلْزَمُ.. شَرْطٌ..( قَبُول الْحَقِّ) بِتَعَدُّدِ الْأدلةِ
= والأثار فِي الْمَسْأَلَةِ الْوَاحِدَةِ حَتَّى يُعْمَلَ بِهَا،= أَوْ اِشْتِرَاط حُصُولِ الْعِلْمِ أَوْالْقَطَعِيَّةَ بِالتَّوَاتُرِ فِي الْأَخْبَارِ،
وإلا فَلَا ؛ فَلَا عُذَرَ لِسَنَّى سلفى أَنْ يَعْمَلَ بِمُقْتَضَى الْحَقِّ ولوبخبر صدقِ وَاحِدٌ... وَلَا يَخْفَى أَنّهُ لَمْ يُخَالِفْ فِي ذَلِكَ إلا أهْل الْبِدَعِ مِنَ الْمُعْتَزِلَةِ وَالْحَدَّادِيَّةِ وَالْحِزْبِيَّةِ المميعة وَمِنْسُلِكَ سَبِيلُهُمْ!!، كَمَا قَالَ اِبْنُ
حُزُم- فِي «المحلى_دار الفكر – بيروت_1/388»- معلقًا على من لم يعمل بالخبر الواحد... وَلَا يَعْتَرِضُ بِهَذَا إلّاَ الْمُعْتَزِلَةُ الَّذِينَ لَا يَقُولُونَ بِخَبَرِ الْوَاحِدِ، تَعَلُّلًا عَلَى إبْطَالِ السُّنَنِ فَسَقَطَ كُلُّ مَا تَعَلَّقُوا بِهِ. وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ....أنتهى.
وقال ابن القيم رحمه الله تعالى -كما في «مختصر الصواعق المرسلة _دار الحديث، القاهرة – مصر_ط/1 ص1/522....
وَمِنْ هَذَا إِخْبَارُ الصَّحَابَةِ بَعْضِهِمْ بَعْضًا فَإِنَّهُمْ كَانُوا يَجْزِمُونَ بِمَا يُحَدِّثُ بِهِ أَحَدُهُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يَقُلْ أَحَدٌ مِنْهُمْ لِمَنْ حَدَّثَهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَبَرُكَ خَبَرُ وَاحِدٍ لَا يُفِيدُ الْعِلْمَ حَتَّى يَتَوَافَرَ، وَتَوَقَّفَ مَنْ تَوَقَّفَ مِنْهُمْ حَتَّى عَضَّدَهُ آخَرُ مِنْهُمْ لَا يَدُلُّ عَلَى رَدِّ خَبَرِ الْوَاحِدِ عَنْ كَوْنِهِ خَبَرَ وَاحِدٍ، وَإِنَّمَا كَانَ يَسْتَثْبِتُ أَحْيَانًا نَادِرَةً جِدًّا إِذَا اسْتَخْبَرَ.وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنَ الصَّحَابَةِ وَلَا أَهْلِ الْإِسْلَامِ بَعْدَهُمْ يَشُكُّونَ فِيمَا يُخْبِرُ بِهِ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا عُمَرُ وَلَا عُثْمَانُ وَلَا عَلِيٌّ وَلَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ وَأَبُو ذَرِّ وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَعُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ وَأَمْثَالُهُمْ مِنَ الصَّحَابَةِ، بَلْ كَانُوا لَا يَشُكُّونَ فِي خَبَرِ أَبِي هُرَيْرَةَ مَعَ تَفَرُّدِهِ بِكَثِيرٍ مِنَ الْحَدِيثِ، وَلَمْ يَقُلْ لَهُ أَحَدٌ مِنْهُمْ يَوْمًا وَاحِدًا مِنَ الدَّهْرِ: خَبَرُكَ خَبَرٌ وَاحِدٌ لَا يُفِيدُ الْعِلْمَ، وَكَانَ حَدِيثُ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجَلَّ فِي صُدُورِهِمْ مِنْ أَنْ يُقَابَلَ بِذَلِكَ، وَكَانَ الْمُخْبِرُ لَهُمْ أَجَلَّ فِي أَعْيُنِهِمْ وَأَصْدَقَ عِنْدَهُمْ مِنْ أَنْ يَقُولَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ.وَكَانَ أَحَدُهُمْ إِذَا رَوَى لِغَيْرِهِ حَدِيثًا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الصِّفَاتِ تَلَقَّاهُ بِالْقَبُولِ وَاعْتَقَدَ تِلْكَ الصِّفَةَ بِهِ عَلَى الْقَطْعِ وَالْيَقِينِ كَمَا اعْتَقَدَ رُؤْيَةَ الرَّبِّ وَتَكْلِيمَهُ وَنِدَاءَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لِعِبَادِهِ بِالصَّوْتِ الَّذِي يَسْمَعُهُ الْبَعِيدُ كَمَا يَسْمَعُهُ الْقَرِيبُ، وَنُزُولُهُ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا كُلَّ لَيْلَةٍ، وَضَحِكُهُ وَفَرَحُهُ وَإِمْسَاكُ سَمَاوَاتِهِ عَلَى إِصْبَعٍ مِنْ أَصَابِعِ يَدِهِ وَإِثْبَاتُ الْقَدَمِ لَهُ.. حتى قال رحمه الله تعالى.... وَمَنْ لَهُ أَدْنَى إِلْمَامٍ بِالسُّنَّةِ وَالْتِفَاتٍ إِلَيْهَا يَعْلَمُ ذَلِكَ وَلَوْلَا وُضُوحُ الْأَمْرِ فِي ذَلِكَ لَذَكَرْنَا أَكْثَرَ مِنْ مِائَةِ مَوْضِعٍ.فَهَذَا الَّذِي اعْتَمَدَهُ نُفَاةُ الْعِلْمِ عَنْ أَخْبَارِ رَسُولِ اللَّهِ خَرَقُوا بِهِ إِجْمَاعَ الصَّحَابَةِ الْمَعْلُومَ بِالضَّرُورَةِ بِإِجْمَاعِ التَّابِعِينَ وَإِجْمَاعِ أَئِمَّةِ الْإِسْلَامِ، وَوَافَقُوا بِهِ الْمُعْتَزِلَةَ وَالْجَهْمِيَّةَ وَالرَّافِضَةَ وَالْخَوَارِجَ الَّذِينَ انْتَهَكُوا هَذِهِ الْحُرْمَةَ، وَتَبِعَهُمْ بَعْضُ الْأُصُولِيِّينَ وَالْفُقَهَاءِ، وَإِلَّا فَلَا يُعْرَفُ لَهُمْ سَلَفٌ مِنَ الْأَئِمَّةِ بِذَلِكَ بَلْ صَرَّحَ الْأَئِمَّةُ بِخِلَافِ قَوْلِهِمْ...أنتهى.
قُلت // ولكُم كُنت أتمنّى أنّ أسير على هذا الطّريق فى الأختصار .. غيْر أنِّى وقد ظهر لى قدر الجهل والتّعالُم الذى أتعامُل معه .. مع قِدر مِن يتعصّب له .. فكان والله المُستعان .. كثرة مِن التّكرار .. وزيادة فى نُقولات الأثار ... عسى أن يتعلّم ...!!! الشُّطّار . ولعلّ ما قالُه شيْخ الإسلام رُحِمه الله فى مجموع الفتاوَى (4/ (7فيه كفاية:..فَمَنْ كَانَ قَصْدُهُ الْحَقَّ وَإِظْهَارَ الصَّوَابِ اكْتَفَى بِمَا قَدَّمْنَاهُ وَمَنْ كَانَ قَصْدُهُ الْجِدَالَ وَالْقِيلَ وَالْقَالَ وَالْمُكَابَرَةَ لَمْ يَزِدْهُ التَّطْوِيلُ إلَّا خُرُوجًا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ وَاَللَّهُ الْمُوَفِّقُ.
. قُلت // وبِالطّبع كلامى هذا = ما قبل وما بعد = مِن نُقولات أهل العِلم الثِّقات أُناقِش بِها أهل الأتباع .. طلبة الحقّ والدّليل .. أمّا المُتعصِّبين = محدودُي الفهم = مُغلقُي الرءوس !!. أفة العِلم .. والّذين لم أُلقى مِنهُم إلّا السّبّ ! والشّتم ! والتّهويل ! ولشيّخهُم .. الغُلوّ والتّفخيم .. فتارة ( الشّيْخ .. وأُخرى العلامة .. والجبل .. أى والله قيّلت فيه . قال العلّامة الشّيْخ تقيّ الدّين الهلالي - رُحِمه الله « سبيل الرّشاد في هدي خيْر العِباد »( 3 / 174 )- ولِهُم أقول أمّا البحث مع المُقلّد = كالكلام مع البهيمة !! بل بعض البهائِم يفهم ما يُقال له ويَستجيب إذا دعيّ ؛ كالكلب المُعلّم و القِرد ... والمُقلّد لا يكاد يفهم ولا يُجيب » اه .
وقد صدق المتنبي فى أبياته: :
ذو العَقلِ يَشقَى في النّعيمِ بعَقْلِهِ ..... وَأخو الجَهالَةِ في الشّقاوَةِ يَنعَمُ
وَمن البَليّةِ عَذْلُ مَن لا يَرْعَوي ..... عَن جَهِلِهِ وَخِطابُ مَن لا يَفهَمُو
وقال الأخر::
وَإِنَّ عَنَاءً أَنْ تُفَهِّمَ جَاهِلا .... فَيَحْسَبُ جَهْلا أَنَّهُ مِنْكَ أَفْهَمُ
مَتَى يَبْلُغُ البُنْيَانُ يَوْمًا تَمَامَهُ ..... إذَا كُنْتَ تَبْنِيهِ وَغَيْرُكَ يَهْدِمُ
وصدق الشافعي -رحمه الله-
يخاطبني السفيهُ بكلِّ قبحٍ ...... فأكرهُ أنْ أكونَ لهُ مجيباً
يزيدُ سفاهةً وأزيدُ حلماً ..... كعودٍ زادهُ الإحراقُ طيباً
أذَا نَطَقَ السَّفِيهُ فَلا تُجِبْهُ .... .فَخَيْر مِنْ إجَابتهِ السُّكُوتُ
.فإنْ كلَّمتَه فرجتَ عَنْه ......وَإنْ خلَّيْته كَمَداً يمُوتُ
قال سامح !!! فى ( مُحاضرة الحِجج القويّة على خُروج رسلان وشيعتُه مِن السّلِفيّة .....)... وأنتهينا مِن هذِه السِّلسلة ألا وهو التِّبيان فى حال طلعت زهران ووَقفنا عِند الخطأ الخامس والسِّتّون فى ( المِنهج والاِعتِقاد ..) فاطأل بِنا الوَقت .. قُلت :// المِنهج والأعتقاد .. قال سامح .. المِنهج والأعتقاد ... وفى د / 89 ) قال سامح : زهران دا اللى جابوا رسلان علشان يُصلّى العيد طِبّ دا عِنده بلاوى سوده شُفناها ( أحنا !!!) وقرأنها ( 65 ) خطّأ عقدى منهجى !!!! ووالله الذى لا إله غيْره لو أردت أنّ أتى بِمِثلُهُم لِأتيْت .. ولكِنّ مُلِلت مِن هذا الرّجُل . أُنتهى .
قُلت // سُبحان الله وقد قيّل فى المِثل المشهور ( أوّل القصيدة ضلال .. كما قِلّتُها أنت فى الخطأ الحادى والسِّتّون ) فهذا ( المردودعليه ) قد بدأ مُحاضرتُه بِالكذِب ( ولعلّها مشيئتُه تُعالى ) ليَفضحُه . وهو أدُعائِه أنّ كُلّ الأخطاء فى السّلِسة أخطاء عقديّة ومنهجيّة .. ليْس فيها أخطاء فِقهيّة .. أو خِلافيّة . فقال سامح : ووَقفنا عِند الخطأ الخامس والسِّتّون فى ( المِنهج والأعتقاد ..) وهذا كُذِب أصلع له قُرون .. بل وهو مِن الأفتراء المزعوم ... يا هذا الأ تعرُّف أنّ الكذِب حرام فى السّنة والقِران ألم تعرُف أنّ الأفتراء والكذِب وجهان غيْر أنّ الأفتراء أعظم مِن الكذِب بِمكان كما فى القاموس المُحيط وغيْره ( أنّ الكذِب أصِلُه حرام ولا يقع ألا على الأفساد .. غبِر ما أسثناه الشّارِع مِن كوْنِه قد يقع على سبيل الأصلاح بيْن المتخاصمين وعلى العدوّ وكُلُّه بِقدر الحاجة والضّرورة ... أمّا الإفتراء فإنّه لا يقع ويَستعمِل إلّا في الإفساد ، فيَكون أخصّ مِن الكذِب . بل هو كذِب مع العمد .. ألم تُقرأ يوْما قوْلِه تُعالى وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا[الأحزاب: 58. ألست أنت يا سامح مِن قِلت كما فى الخطأ السِّتّون .. مُنكِرا على الشّيْخ طلعت .. راميا أياه زورا .. بِالكذِب .. لِماذا ؟؟ لِأنّه قال أنّ الأمام أحُمِد رحِمُه الله ما كفر بن أبى دوأد .. فقُلت هذا كذب .. والكذِب هو الأخبار بِخِلاف الواقِع .. الخبر بالشئ بِخِلاف واقِعِه .... أُنتهى .
قُلت // هذا هو تعريف الكذِب عِند سامح وهذا هو موْطِنُه .. يعنى لو قال شيْخ الأسلام رُحِمه الله قوْلا ثمّ ثبت لدى أُخر خِلافه فهذا مِن الكذِب .. حُسنا .. المُهِمّ أنّ تثبُّت على قوْلِك ولا تتلون كالحِرباء ... بل دعنى أذُكِرك يا سامح بِكذِبِك مرّة أُخرى .. فى الخطأ الثّالِث والسِّتّون ... قال سامح : مُمكِن تقول لى أنت فى أوّل هذِه السّلِسة مِن أخطأء زهران أنت قُلت ... لم أذكُر مسائِل فِقهيّة أنمّا هى مسائِل منهجيّة .. عقائدية .. لكِن أنا سأذكر هُنا المسألة دى لِمسألة أُخرى .. فى د / 14 قال سامح : فى الغرض مِن ذُكِر هذِه المسألة التى هى مسألة فِقهيّة الغرض مِنها أنّه خالِف الاجماع فيها .. يبقى أجماع أهل العِلم بيتكلموا فى مسألة .. أحنا بنختلف فى مسألة تانيّة وأنت أيُّه اللى دخلك فى القِصّة ..... أُنتهى
قُلت // إلى اخر ما تخرِص بِه سامح وتُهوَك بِه ... وهو مُصمِّم على الكذِب والتّدليس .. العجيب أنّ أحدا لم يذكر شيْخه ( الخنفشار ).. أيضا .. لِماذا ذُكِر تِلك المسألة مع أعترافه بِكوْنِها فِقهيّة .. لِماذا ذُكرتِها .. حتّى الغرض الذى ذُكِرتِه مِن مُخالفة الأجماع .. هل هذا خِلاف عقدى .
قُلت // وسامح فى قوْله هذا .. قد يوهِم البعض .. بِأنّه لم يذكُر سِوَى هذِه المسألة فقطّ الفِقهيّة .. وهذا ليْس له أسمّ .. سِوَى تعمُّد الكذِب .. كما سيأتى .. يا رجُل أذا كُنت لا تحسُن العدّ .. فأجعل أحد لك يعُدّ .. أنّ تِلك الأخطاء ( ولّى معها وقفات وحلِقات ) هذِه الأخطاء فى زعمك .. كثير مِنها مسائِل خِلافيّة وفِقهيّة .. فأيْن تِلك المنهجيّة والعقائدية .. حتّى هذِه لا تُحسِنها فماذا تحسُّن أذا .. فكيْف تتصدّر أذا .. والله هذِه لِكفيلة بألا تجعل مِنك حتّى طالِب عِلم .. أذ كيْف العِلم مع الكذِب ومِن لا يستحى أن يكذِب على النّاس فى مِثل هذا مِمّا هو ظاهِر لا يستحى أن يكذِب على الله تُعالى فضلا عن كذِبِه على عُلماء الأُمّة ودُعاتها .. هل سِلسلة سُؤال وجوّاب وما جاء فيها ؟؟؟ مِن العقيدة والمِنهج !! هل قوْلُك كما فى الخطأ التّاسِع :: هذا الكلام فيه قُصور ... فالكلام فيه قُصور ... فهذا الكلام على أطلاقُه هكذا خطأ بل فيه قُصور مِن هذِه الجِهة ... اِنتهى .
قُلت // هل صار مُجرّد الإطلاق أو عدم التّفصيل لِقِلّة عِلم مِثلا .. يعتبِر خطأ منهجى . وهل قوْلُك كما الخطأ الثّالِث والسِّتّون : عن حُكم مُرور الطِّفل أو الطِّفلة مِن أمام أبيه أو أُمّه فى الصّلاة .. هو قطع أو بطلان . مِن الخطأ فى العقيدة . وهل الخِلاف فى مسألة حُكم تارِك الصّلاة مِن مسائِل العقيدة .. بِحيْث المُخالِف فيها يبدع ويُضلِّل .. حتّى تذكرللشيخ طلعت حفِظه اللّه خطأيْن فقطّ بخصوص تِلك المسألة . كما فى الخطأ الحادى والأربعون وهل قوْل الشّيْخ طلعت أُنّ الأذان الأوّل مِن الجمعة سُنّة عُثمانيّة كما فى الخطأ الحادى والثّلاثون : خطّأ فى العقيدة . وهل قوْل الشّيْخ طلعت : حفِظه اللّه تعالى : ليْلة العُرس لا يحضُرُها الرِّجال كما فى الخطأ الخامس والثّلاثون : مِن الخطأ فى العقيدة . هل مُجرّد نِسبة كِتاب لِغيْر صاحِبه ( تنزلا ) يكون خطأ فى العقيدة حتّى ولو كان الكِتاب مِن كُتُب العقيدة . هذا فضلّا عن جهلِه هو أصلا .. كما الخطأ السّابع عُشُر : وهل مسألة حدّ القذف بِلفظ الدّيّوث مِن الخطأ فى العقيدة . الخطأ السّابع : وهل مسألة الزّيادة على أحدى عُشُر ركعة فى قيام اللّيْل مِن الخطأ فى العقديّة وهل وهل وهل وهل .. وكُلُّه بِإذن الله تُعالى سيأتى بِالتّفصيل فى الرّدّ على ذلِك الهُراء وتِلك الأفتراءات فى تِلك السِّلسلة والتى أسمُّها يوحى بِجهل قائِلِها !!! بل وإن دلّت فإنّما تدُلّ على فُجور صاحِبِها فى خُصومته مع المُخالِف له .. فلى معها وقفات بِإذن الله تُعالى .. أتناوَلُها خطأ خطأ أُبين فيها كذِبه على الشّيْخ طلعت وأدعائه وأفتراءه .. وما كان مِن خطأ ثابِت على الشّيْخ طُلِعت فله ( المردود عليُّه أقول ) حتّى هذا لم تسلُك طُرُق العُلماء فى الرّدّ عليه .. وأقول لِلشّيْخ طلعت أنت أخُطّات وأرُدّ على الخطأ ولكِن ليْس بِطريقة الحدّاديّة أمِثال ( المردود عليه ) بل بِطريقة السّلف رحِمُهُم الله كما سأبين أنّ شاء الله تُعالى ....( ولِذلِك فأرجِع مشكورأ ... لِبيان كذِب سامح !! فى السِّلسلة .. لِتعرُف كم مسألة فِقهيّة وغيْرها !! جعلها سامح منهجيّة عقديّة ..) يا هذا اِتّق الله هذا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كما عِند الترمذى 1973 .. وصحّحه الألبانى رُحِمه الله تُعالى.. عَنْ عَائِشَةَ رضى الله تعالى عنها قَالَتْ مَا كَانَ خُلُقٌ أَبْغَضَ إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْكَذِبِ وَلَقَدْ كَانَ الرَّجُلُ يُحَدِّثُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْكِذْبَةِ فَمَا يَزَالُ فِي نَفْسِهِ حَتَّى يَعْلَمَ أَنَّهُ قَدْ أَحْدَثَ مِنْهَا تَوْبَةً ......(فانتظر منك توبه علنية..)وعند أحمد رحمه الله تعالى8593 وصححه الألبانى رحمه الله تعالى : عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،رضى الله تعالى أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا يَجْتَمِعُ الْإِيمَانُ وَالْكُفْرُ فِي قَلْبِ امْرِئٍ، وَلَا يَجْتَمِعُ الصِّدْقُ وَالْكَذِبُ جَمِيعًا، وَلَا تَجْتَمِعُ الْخِيَانَةُ وَالْأَمَانَةُ جَمِيعًا»
قال شيخ الأسلام رحمه الله تعالى(المجموع 20/74)..الصِّدْقُ أَسَاسُ الْحَسَنَاتِ وَجِمَاعُهَا وَالْكَذِبُ أَسَاسُ السَّيِّئَاتِ وَنِظَامُهَا..أنتهى.
قُلتُ // ثُمّ أنت يا سامح : أقسّمتَ بِاللهِ أنّك قادِرٌ على أنّ تأتّى بِمِثلُها ... والسُّؤالُ الأن : فلِماذا لم تذكُرها وتبيُّنها لِلنّاسِ .. أليْس هذا مِن النّصيحةِ .. هل تترُكُ 65 خطأً فى العقيدة ولا تنصح المُسلِمين بِهِ . أليْس هذا مِن الغِشِّ .. ولوْ قُلتُ : كما أدُعيتِ : مُلِلتِ مِن الرّجُلِ .. فهل المللُ مِن الرّجُلِ يمنعُ مِن بيانِ الحقِّ والدّفاعِ عنِ السّنةِ .. ومُحاربةُ المُبتدِعةِ ... لعلّك تخبُرنا يا سامح مِن قالٍ ذلِكً قِبلك بِتِلكً الكلِمةُ مِن العُلماءِ .. ولوْ قال أُخرٌ .. سامح لم يذكُرُ بقيّةً الأخطأء التى أقسّم عليُّها ( 65 ) لِآن الشّيْخُ طلعتِ بِما ذكرً سامح أصبح مُبتدِعٌ .. فذِكرُها تحصيلِ حاصِلٍ .. لا فائِدةٌ مِن بيانِهِ .. قُلتِ // ما شاء اللهُ أصبح سامح ينزِل حُكمٌ التبديع بِحسب الأرقامِ ( 65 )... يعنى قبل الخطأِ رقمً 65 الشّيْخ طلعتِ لم يكُن مُبتدِعٌ .. إن قُلتُ لا : كان مُبتدِعٌ لِمُخالفتِهِ أصِلُ واحِدً أوْ مسألةُ واحِدةٌ .. عقديّةٌ !!!
قُلتِ // لك فلِماذا رقمٍ 65 !!! لِماذا لم تُذكر خطأٌ أوْ خطأيْنٍ أوْ عشرةُ وأعتقِدُ أنّه على مِنهجٍ سامح الحدادى خطأً عقدى واحِدٌ يُصبِحُ بِهِ الرّجُلُ مُبتدِعٌ .. فلِماذا 65 ..( أليْس هذا مِن تحصيلٍ لِحاصِلٍ ) ما الفائِدةُ مِن بقيّةٍ الحدوته .. التى ظلّ يردحُ فيها سامح .. حتّى أُكتفى مِن الرّدحِ .. فقال ما قالٌ .. فإمّا أن يكونُ ذِكرُهُ لِبقيّةِ الأخطاءِ زعمً .. مِن واجِبِ النّصحِ والبيان .. وُجِب عليه أن يذكُر ( ما أقسّم عليُّهُ 65 الباقين !!!) مِن نفسُ الباب .. وألا فقد ظهر أفتراء الرّجُل ومُحاوَلتُهُ تلمِسُ العثرة والهفوَة .. ولعلّ هذا واضِحً كما سيأتى لِلمُنصِفين .. العجيبُ والله أنّ هُناك مِن يُصدِّقُ سامح مِن الذُّكورِ .. كذّابُ أشُرُّ .. واضِحُ كذبُهُ .. والى اللهُ المُشتكى .
قُلت // وبعد هذا العرض لمّا مرّ معنا أعود .. لمّا هرف بِه سامح فى مُحاضرة الحِجج القويّة على خُروج رسلان وشيعتُه مِن السّلِفيّة : قال سامح فى الدّقيقة ( 2 : 3 ) كثير مِن النّاس يقول الأن على الموْقِع أو كُلّ مِن يكلمنى لِماذا أوَلا هذا الرّجُل أمام وهو يعنى رسلان ...؟
قُلت // وكِنت أوَد أن تتخاطب بِالعربيّة قليلا ( لا أقصِد النّحويّة ) ولكِنّ العربيّة التى يفهمُها العامى مُباشِرة .. فهل أنت تقصُّد أنّ الكثير !! مِمّن يُتّصلون عليّك يسألون بِتعجُّب هل هذا الرّجُل أمام !! أم يُقِرّون وأنت تُنفى .. فيَقولون هو أمام ... أظُنّ أنّك تقصُّد الأوّل مِن سُؤال التّعجُّب وعليه أردّ .. على الرّغم مِن أنّ السّياق هو مع الثانى وهو الأقرار لِلشّيْخ بالأمامة بِدلالة ما بعده مِن قوْلِك ( أقُصِد السّائِل الكثيرررررر ) أنّ الذى وقع مِنه زلل وأنّه مِن الكُبّار فلا يُرِد عليه ألا الكُبّار ... وعُموما لافرق عندى ان شاء الله فى الرّدّ على ترهاتك ... لا بأس ..
قال ( سامح ) ثانيا : أنّ هذا الرّجُل كان يُؤصِّل لِلسّنة ... ثالِثا : أنّ هذا الذى وقع مِنه زلّة .. رابِعا : أنّ هذا الرّجُل مِن الكُبّار ولا يُرِد عليه ألا الكُبّار .. كُلّ هذِه الامور سنتناوَلُها فى هذا المُحاضرة التى أسُمّيتِها الحِجج القويّة على خُروج رسلان وشيعتُه مِن السّلِفيّة ....
قُلت // وهل نسي السّائِل ... أن يسأل !!! وأنّ العُلماء الكبار يُثنون ... وعُموما : أجُعِله سُؤال .. وأنتظِر مِنك الجواب .....؟؟؟؟ حقا .. مُدلّس ... قُلت // أُمّا قوْلِك ( أقُصِد قوْل السّائِل ) أنّ الرّجُل كان يُؤصِّل لِلسّنة وأنّه مِن الكُبّار فرغم عن أنفِك وأنُفّ الحدّاديّة أمِثالك مِمّن ينعِقون ينعِقون والقافِلة بِفضل الله تسير ولو كانت تتوَقّف لِتوَقّفت أمام بعض أذنابِك قديما .. ولكِنّها سُنّة اللّه الماضيَة ويَمكُرون ويَمكُر اللّه واللّه خيْر الماكِرين .... يُريدون ليُطفِئوا نور اللّه بِأفواهِهِم واللّه مُتِمّ نورِه ..... كُلّما سُكِت ناعِق مِنهُم نُعق الأُخر . مات في القريَة كلب ** فاِسترحنا مِن عواه .... خلف الملعون جروا ** فاق بِالنّبح أباه ؟؟؟ وهؤُلاء هُم الحدّاديّة ؛ كُلّما سُكِت أحدُهُم عن العُلماء ؛ صاح الأُخر بِالطّعن والتّجريح ، أنت تعلم انى أعِلم أنّك تعلُّم أنّ الشّيْخ رسلان كان وما زال بِفضل الله يُؤصِّل لِلسّنة وألا فلماذ كُنت تُثنى عليه وتحُثّ النّاس إليه .. وهل تدعوا النّاس إلى رجُل لا يدعوا لِلسّنة ( وأنت القائِل .. فى الخطأ الثّلاثون مِن سِلسلتِك المزعومة .. د / 2 : 28 لِذا البربهارى فى شرح السُّنّة قال : ولا يحِل لِلرّجُل أن يقول فُلان مِن أهل السُّنّة وفُلان صاحِب سنة حتّى يعلم أنّه قد أجتمعت فيه خِصال السّنة .. حتّى يعلم .. وأنت تكلّمت بِغيْر عِلم .. فلا يُقال له صاحِب سنة حتّى تجتمِع فيه السُّنّة كُلُّها ) ها يا سامح فهل عِندك أُصول وقواعِد تُمشى عليها كما أدُعيت وكذبت .....
قُلت // أما أنّه يُؤصِّل لِلسّنة فشهادتك أصلا مجروحة غيْر مقبولِه فلقد ثُبِت لدُي كذبُك والكاذِب ساقِط العدالة مجروحة شهادتِه ... وأنت القائِل كما فى ردّك على الأخ ماجِد على الرّدّ الاول : يقول اِبن حزم فى الإحكام في أُصول الأحكام ( 7 / 204 (" كُلّ قوْل لا يُقوِّم بِصِحّتِه بُرهان فهو دعوَى ساقِطة .. فالحقّ عزيز متين والباطِل ذليل مهين " قُل له إثبت أيُّها الكذّاب دعواك , والقاعِدة " أنّ مِن كُذِب عليّ فيما أعلم لا أُصدِّقه فيما لا أعلم " وقد علِمنا كذِبه المفضوح مِن صوْتِه فلا يُقبل خبر الكذّاب بعد ذلِك وهذا عليه إجماع أهل العِلم ... أُنتهى .
وقُلت // وكذلِك لك أقوْل .. ما قُلتُه أنت .. ولكِن إن أقبل مِن شهادة النّاس .. فإنى أقُبِل شهادة أهل العِلم الكبار من أهل السُّنّة والجماعة ( وأنت بيْن خياريْن لا ثالِث لهُما بعد عرض كلام الكُبّار فى الشّيْخ رسلان حفِظه اللّه تعالى وغيْره مِن أخوّانه ( شيّعتِه ) الّذين تُصرِّح بتدبيعهم كالشّيْخ خالِد عُثمان والشّيْخ خالِد عبدالرحمن والشّيْخ الوالِد حسن اِلبنا .. والّذين لم تُبيِّن ضلالهُم إلى هذِه السّاعة جُرحا مفسرا .. كما فعلت مع الشّيْخ طلعت ( سِلسلة ) والشّيْخ رسلان حفِظه اللّه .. سِلسلة مُتفرِّقة .. وهُم مِن شيعتِه كما تُصرِّح .. فأيْن واجِب البيان . وعليه فإمّا أن تقبل قوْل الشّيْخ ربيع وغيْره مِن العُلماء .. أو تردّه مع الرّدّ عليهُم ( على قاعِدتِك ) فإنّ كانت الأوْلى فخيْر أنّ شاء الله .. لا بأس أن ترجِع تجلِس بيْن يدى أهل العِلم تُتعلّم الأدب والعِلم ثُمّ ينظُروا فى كوْنُك تصلُح لِتعلم النّاس أم لا ... وإنّ كانت الثّانيَة ( وأظُنُّك !!! خيب الله ظنى ) فليَزِمُّك بتبديع هؤُلاء الكُبّار بِلِسانِك مِن قوْلِك لى فى الهاتِف ( لما سئِلتك عن شيعتِه .. فقِلت كُلّ مِن كان معه ويُثنى عليه )..
أشِكال : قد يقول قائِل :: لعلّ العُلماء الكبار لم يعلموا حالهُم لعلّ الشّيْخ ربيع لم يُعلم أخطأئهم ... وجوابى : هذا فيه حُجّة على سامح .. فليَزِمُّه أن يُبيِّن لِلعُلماء الكبار حال ( شيّعتِه ) أليْس هذا مِن النّصيحة ... هل بعيد وصعب أن تصِل بِكلامِك وردِك لِلشّيْخ الرّبيع ومِن يُثنى على الشّيْخ الرّسلان ( وشيّعتِه ) فلا يخفى حُكم مِن يُثنى على أهل البِدع .. فأنت أذا بيْن خياريْن أيضا .. إمّا أنّ تبلغ العُلماء بُردك .. وتسجل معهُم وتنقُّل ( ردّهُم ..) وهذا مِن الجِهاد فى سبيل الله .. الواجِب عليك الأجتهاد فى بيانُه ونصِحّ الشّيْخ ربيع وأخوانه بِخطر هؤُلاء المُبتدِعة .. أو تبدعهم .. لِقاعِدة الحدّاديّة ... أو تلتزِم بِكلامِهُم المُسجّل المشهور المنشور .. وهُم ما زالوا أحياء ..... ولا يعلم عن أحدِهُم قوْل خِلاف ما ينشِر .. وقد مرّت شهور على نشرِك ( لترهاتك ) أقُصِد رُدودُك ... ولم يلتفِت أحد لك .. فما علامة هذا ؟؟؟؟ بل الدُّكتور الرضوانى ( مع مخالفتى له ) فالمشهور أنّ الشّيْخ ربيع يُثنى عليه والشّيْخ مُحمّد بن الشّيْخ ربيع يُثنى عليه بل ويُدافِع .. وأنت قد بُدِعت الدُّكتور الرضوانى ومِمّا بِدعته بِسببِه .. هو كلامُه فى الشّيْخ الفوْزان والشّيْخ صالِح أل الشّيْخ .. وهذا مِمّا لم يخفى على الشّيْخ مُحمّد بن الشّيْخ ربيع ..( وعلى قاعِدتِك أنّ مِن كان عِنده عِلم بِالمسألة فلا يحتاج لأقامة حُجّة فى تبديعه .. فلِماذا لم تبدع الشّيْخ مُحمّد بن ربيع .. أليْست قد أقيمت عليه الحُجّة .. أليْس يُدافِع عن مُبتدِع ..) وما حُكم والِدُه .. وأنتظِر الجواب . فهل خُرِجنا مِن هذِه .. خرجنا والحمد لِلّه .. وأليك أيُّها الجويهل .. ولِطلبة العِلم المُنصِفين .. بعض مِن ثناء الكُبّار على الشّيْخ رسلان حفِظه اللّه تعالى .
قُلت // ولِكوْن الثّناء على الشّيْخ رسلان وتزكيَة الكُبّار له لا تخفى ألا على جاهِل .. أو صاحِب هوَى .. يعرُف التّزكيَة ثُمّ هو يتغاضى عنها .. على نحو اليَهود لمّا وضعوا أيْديَهُم على أية الرّجم . وعليه ولمّا كان طالِب الحقّ وطالب السّنة على عِلم ودِرايَة بِتِلك التّزكيات .. فلا حاجة لنا فى تكرارها .. غيْر ما يكون مِن تنبيه .. لِكُلّ مُنصِف .. مسترشد .. يبحث عن الحقّ .. فأذا أردت فأبحث .. والبحث سهل ميْسور .. وهو على الشّبكة العنكبوتيّة منشور .. بِعُنوان جُمع ثناء العُلماء والمشايِخ على الشّيْخ مُحمّد رسلان . وهذا رابِطُه : https :// www . youtube . com / watch ? v = bN5w_vglkgc وفى بعضُه : أختصارا .. ثناء فضيلة الشّيْخ العلامة ربيع بن هادى المدخلى . وكلامن المشائخ الفُضلاء !! الشّيْخ لِزهر سنيقرة حفِظه اللّه تعالى : وقوّله ... في الحقيقة أنا الأصل أنو مِثل الشّيْخ رسلان هو اللّي يسأل عن أمثالي ماهوش مِثلُي يسأل عن هذا الشّيْخ الّذي ماعرفناه إلابخير وماسمعنا مِن عُلماءنا إلّا وهم يُذكرونه بِخيْر . وقوْل الشّيْخ السحيمى حفِظه اللّه تعالى : أنعُمّ و أكُرِّم مُحمّد سعيد رسلان .. أنعُمّ و أكرم بِه ، مِن خيرة من عرفت مِن المشايِخ السّلفيّين ، فهو أوْضح من عرفت فى مِصر بالذات ، أوضِح مِنهج عرفتِه فى مِصر هو مِنهج الدُّكتور مُحمّد سعيد رسلان . وقوِّل الشّيْخ أحمد بن بازمول حفِظه اللّه تعالى : لا يطعُن فى الشّيْخ رسلان إلّا حدادى . وما كتبه الشّيْخ العلامة / سعِد بن عبد الرّحمن الحصيّن عفا الله عنه . الرِّسالة رقم140 في1429 / 9 / 7ه مِن سعد الحصيّن إلى فضيلة الشّيْخ الدّاعي إلى الله على بصيرة د ./ مُحمّد بن سعيد رسلان ، زاده اللّه فضلا وبصيرة ونُصِرّ بِه دينه ... سلام عليكُم ورحمة الله وبركاته : أمّا بعد : فقد قرأت ما يُسِّر الله لي مِن مُؤلِّفاتِكُم المُفيدة وسرِّني ... _بُعدكم عمّا اُبتُلي بِه المُؤلِّفون بعد القُرون الخيِّرة مِن السّجع في العُنوان وما يليه . عُدِم اِستِجداؤُكُم لِلتّقديم والتّعريف بيْن يدي الكِتاب وهو بِدعة أُخرى أعُدُّها نوْعا مِن تزكيَة النّفس بِطريق مُقنّع . حرصكُم على إيراد الدّليل مِن الكِتاب أو السُّنّة بِفهم أئِمّة الفِقه الأوَل ، وحرصكُم على تخريج الحديث موجزا وافيا . تركيزُكُم على العِلم وآداب طلبِه ، وعلى العُبوديّة الّتي هي غايَتُه ، وهي غايَة خلق الإنس والجِنّ . _4 إيجازكُم في المُؤلّف تشجيعا لِلقارِئ على الاِستِفادة . _ وكما سبق لكُم فإنّي أعُدّ مِن نِعم اللّه عليّ : معرِفتُكُم ، وإدراكُي جمع اللّه لكُم العِلم ، والعمل ، واِلتِزام المِنهج النّبويّ في الدّين والدّعوَة ، والبيان بِاللِّسان والقلم ، والزُّهد في الزّائِد مِن متاع الدُّنيا عن الحاجة الحقيقيّة ، ولا أتذكّر إلاّ النّادِر مِمّن جُمع اللّه لهُم ذلِك وعلى رأسِهُم اِبن باز رحِمِه الله .... أُنتهى .. وفى تسجيل اخر .. قال الشّيْخ سعد الحصين حفِظه اللّه تعالى : أنا لم أصِل إلى كعب رسلان فى العِلم " أُنتهى .وما نقل عن الشيخ صلاح عبدالوهاب أمين حَـدَّثَـنَـا مُـسْـلِـمُ بْنُ صَـلَاحِ بْـنِ شَـدِيـدٍ قَـالَ: حَـدَّثَـنَا الـشَّـيْـخُ خَـالِـدُ بْـنُ عَـبْـدِ الـرَّحْـمَـنِ بْـنِ ذَكِـيٍّ الـمِـصْـرِيُّ قَـالَ: حَـدَّثَـنَـا الـعَـلَّـامَـةُ الـشَّـيْـخُ رَبِـيـعُ بـنُ هَـادِي الـمَـدْخَـلِـيُّ قَـالَ: الـشَّـيْـخُ مُحَـمَّـدُ بْـنُ سَـعِـيـدٍ رَسْـلَـان عَـالِـمٌ....(منقول من صفحة الشيخ صلاح عبدالوهاب أمين)
وفيه كذلِك ثناء الشّيْخ العلامة فلاح بن مندكار حفِظه اللّه ورعاه : والشّيْخ ماهِر بن ظافِر القحطانى . والشّيْخ الفاضِل جمّال بن فريْحان الحارثى حفِظه اللّه . والشّيْخ أبو بكريوسف العويسى حفِظه اللّه . وبِالطّبع ناهيَك عن كثير مِن طلبة العِلم الكبار فى الممكلة مِمّن ثناءهُم على الشّيْخ رسلان حفِظه اللّه وأخوانه مِن أهل السُّنّة تزكيات مُستفيضة بيْن طلبة العِلم .. ولا أنسى بِالطّبع تزكيَة مشائخنا مِن أهل السُّنّة فى مِصرُنا الحبيبة وعلى رأسِهُم الوالِد حُسن اِلبنا حفِظه اللّه تعالى . قُلت // وأمّا الثّناء على الشّيْخ أبي عبد الأعلى خالِد بن مُحمّد بن عُثمان المِصري حفِظه اللّه تعالى - فهو مِمّا لا يخفى على أحد .. وتقديم أئِمّة السّنة على كُتُبِه وعلى رأسِهُم العلامة الرّبيع .. كذلِك لا تخفى ولا تحتاج لكى تُحكى .. بل يكفيَه ثناء هو أُذن الشّيْخ الرّبيع له بِالتّدريس لِلطّلبة فى بيْت الشّيْخ ربيع .. فهل يسمح الشّيْخ ربيع لِرجُل يدرُس فى بيْته وهو لا يعرُف مِنهجُه ولا يرتضيه . قُلت // وكذلِك الشّيْخ الوالِد الفاضِل حسن اِلبنا حفِظه اللّه .. فثناء أئِمّة السّنة فى المملكة وغيْرِها لا يخفى ألا على جاهِل أو حاقِد حاسِد .. صاحِب هوَى .. أعمّاه فجِروَه فى الخُصومة .. لكى يبدع الشّيْخ حسن اِلبنا .. ولا يعتد بِتزكيَة الشّيْخ ربيع وغيْره مِن العُلماء الكبار . وكذلِك بقيّة المشائخ الأفاضل كالشّيْخ خالِد عبدالرحمن وثناء الشّيْخ ربيع له وتزكيَة جُمع مِن طلبة الشّيْخ ربيع الكُبّار كالشّيْخ اِحمد بازمول وغيْره . كذلِك لا تخفى ألا على جاهِل .. وهذا ليْس ذنبى .. ولا ذنب أهل السُّنّة أن يجهل هؤُلاء الأقزام ما هو مُقرّر منشور معلوم . وكذلِك الشّيْخ طلعت وزيارتُه الأخيرة فى المملكة وجُلوسُه بيْن يدى الشّيْخ ربيع وثناءه عليه وزيارته .. وكذلِك زيارتُه لِلشّيْخ السحيمى وثناء الشّيْخ عليه وكذلِك ما كان مِن كلِمة ألقاها فى الجامِعة الأسلامية بيْن يدى كبارّ مِن طلبة العِلم كالشّيْخ الفاضِل أبي بكرالحاشدي حفِظه اللّه تعالى وهو مِن كُبّار تلاميذ الشّيْخ العلامة عبالمحسن العِباد وكذالِك الشّيْخ سليمان الرحليى حفِظه اللّه . وكذلِك ما كان مِن لِقاءه بِالشّيْخ عبالرحمن محى الدّين حفِظه اللّه وثناءه على الشّيْخ طلعت والشّيْخ خالِد عبدالرحمن . ثُمّ بقيّة أهل السُّنّة فى مِصر مِمّن يبدعهم سامح بالكيلوا .. لا يخلى واحِد مِنهُم مِن تزكيَة وثناء من أحد العُلماء الكبار مِن أهل السُّنّة .. بل وكفى بِهم جميعا ثناء ..والِدِنا فضيلة الشّيْخ حُسن اِلبنا حفِظه اللّه .. ثُمّ ما يكون مِن سنة بيْن أهل الحقّ بيْن أهل الطائفة المنصورة .. مِن ثناء بعضُهُم على بعض وتزكية بعضُهُم بِالحقّ على بعض .. وما يكوِن بيْنهُم مِن التّناصح والتّقارُب مِمّا هو مِن شِعارات أهل السُّنّة .. حِفظُهُم الله حميعا ... فهل خُرِجنا مِن هذِه .. خرجنا والحمد لِلّه .
قُلت // وتعالى مِعى يا طالِب العِلم لِتنظُر فى عُنوان مُحاضرة سامح ... وسُبحان الله !! فاشِل حتّى فى أختيار عُنوان لِلمُحاضرة .. أنظر قوْلِه ( الحِجج القويّة ) عندما تسمُّعِها تستحضِر عِشرات الطّامّات والمُخالِفات التى وُقّع فيها الرّجُل .. فهى الحِجج ثُمّ هى القويّة التى لا تقبل الشّكّ فهى القاطِعة على خُروجِه مِن السّلِفيّة ( فهى كلِمة تعود على الأخطاء ).. ثُمّ فالمُتكلِّم بِها هوّمن يُدعى كذبأ وزورا الشّيْخ الاصولى و .. والى الله المُشتكى ولننظُر فى تِلك ( الحِجج ) الأدلة والبراهين المُخالِفات العظيمة الدّالّة على خُروجِه مِن السّلِفيّة .. بل والعجب وشيعته ... فلمّا أبحث عن تِلك الحِجج فهى جمع يعنى كثيرة .. فلم أجِد سِوَى شُبهات .. حتّى تنبهِت.
وقُلت .. لمّا كان الرّجُل لا يُحسِن العربيّة لعلّه لا يقصِد بِالحِجج المُخالِفات والأُصول النى خالِف فيها ( وشيّعتِه ) هو قصدُه ما معه هو مِن حِجج ... ولا عجب أن يخرُج ذلِك مِن هذا ... فالحِجج جُعِلها تعوُّد إليه هو لا إلى المردود عليه .
قُلت // أنت يا سامح : قُلت وشيعته وأجملت ولم تفصُل .. بل وحتّى فى مُحاضرتك لم تُشِر مِن قريب أو بعيد إلى مِن هُم شيعتُه سواء كانوا أفراد أو جماعات ... ولك أقوْل أليْس هذا مِن الغِشّ لِلمُسلِمين أيْن النّصيحة يا رجُل أيْن تحذير المُسلِمين مِن هؤُلاء .. كيْف أعرفُهُم وكيْف أحذِرُهُم وأُحذِّر النّاس مِنهُم .. وأنت الذى قُلت : فى الخطأالثالث عشرمن سُلسِلتِك المزعومة بِالتِّبيان .( المليئة بالأفك والبُهتان كما مرّ معنا ).. وجُعِلتِه خطأ له رقم .. بِسبّ عدم تفصيل الشّيْخ طلعت فى مسألةالحلف بِغيْر اللّه شرُّك أصغر ... فقُلت متلمسا له العثرة وهو حال أهل البِدعة ... قُلت ( الخطأ رقم 13 ).... وجُه الخطأهنا الكلام على أطلاقُه غلط خطأ ... وهو الذى كان يقول دائِما علينا بِالتّفصيل ..... وفى الخطأالتاسع نفس الأمر جُعِلتِه خطأ لِلشّيْخ بِسبب عدم التّفصيل فقُلت .. فهذا الكلام على أطلاقُه هكذا خطأ بل فيه قُصور مِن هذِه الجِهة ... قال سامح : قبل أنّ نبين هذِه المسائِل نُؤصِّل أُصولا ..
قُلت // مِن أنت !! ما هى مُؤهّلاتُك الشّرعيّة !! مِن شُيوخك !! مِن أثنى عليك !! مِن قدم لك .. من مِن أهل العِلم أعتبِر بِك !! حتّى تقوُّل نُؤصِّل أُصول ... تقولُها ( بِنون التّعظيم والتّفخيم كِنايَة عن حقيقة تعالُمِك نحن ( هل عرف طُلاّب العِلم مكمن الدّاء !! وأصِل بلاء أهل الأهواء )... مِن أنت حتّى تقوُّل نُؤصِّل أُصول .. نعم .. أنّكُم ( بِنحن ) نون الجمع .. أنتُم الحدّاديّة تِلك أصوِّلكُم الخبيثة غايَتُها أسقاط دُعاة هذِه المِلّة أما أنت فأنت لا شئ .... وقد تذكّرت الأن .. هل تذكُر يا سامح تهكُّمُك على الشّيْخ طُلِعت كما فى ( الخطأ 66 ) وأنت بِأُسلوب السُّخريّة تقول ... يقول أسُمِع بقّا .. الشّيْخ طلعت زهران سيَقعُد لنا قواعِد يقول انا عندى قاعِدة .. عِندك ميْن يعنى ....
قُلت // ثُمّ يُكرِّرُها متهكما .... دا حُكمِه أيُّه عِند زهران .. يقولُك أنا عندى قاعِدة عِند ميْن .. عِند طلعت زهران .
قُلت // وهذا الخطأ أنّ شاء الله تُعالى فى الرّدّ على أفتراءات سامح على الشّيْخ طلعت سيكون بِعُنوان بل هى خارِجيّة يا سامح فضلا عنها حدّاديّة ) يظهر لك يا طالِب العِلم ما عِند المتعالم سامح مِن نفس تكفيرى ).. ولا عليك .. الجواب سيَأتيك ويأتى كُلّ مُسلِم .. والله المُستعان . قُلت // سامح يقول ويُقرِّر أنّ البِدعة التى لا تخرُج صاحِبُها لا تكون فى العقيدة .. وعليه فلا أجتهاد فى العقيدة .. وكُلّ لفظة أجتهاد جاءت فى كلام العُلماء فهى أجتهاد فى الفِقه ( وبِذلِك فهو تقرير بتبديع جُملة مِن سلف الأُمّة مِمّن لِهُم أجتهاد فى مسائِل عقديّة (
...قال سامح فى (د 46)
...قال شيخ الاسلام بن تيمية رحمه الله فى القواعد النوارانية (1/186) وَسَبَبُ الْفَرْقِ بَيْنَ أَهْلِ الْعِلْمِ وَأَهْلِ الْأَهْوَاءِ - مَعَ وُجُودِ الِاخْتِلَافِ فِي قَوْلِ كُلٍّ مِنْهُمَا: - أَنَّ الْعَالِمَ قَدْ فَعَلَ مَا أُمِرَ بِهِ مِنْ حُسْنِ الْقَصْدِ وَالِاجْتِهَادِ، وَهُوَ مَأْمُورٌ فِي الظَّاهِرِ بِاعْتِقَادِ مَا قَامَ عِنْدَهُ دَلِيلُهُ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ مُطَابِقًا، لَكِنَّ اعْتِقَادًا لَيْسَ بِيَقِينِيٍّ، كَمَا يُؤْمَرُ الْحَاكِمُ بِتَصْدِيقِ الشَّاهِدَيْنِ ذَوِي الْعَدْلِ، وَإِنْ كَانَا فِي الْبَاطِنِ قَدْ أَخْطَآ أَوْ كَذَبَا، وَكَمَا يُؤْمَرُ الْمُفْتِي بِتَصْدِيقِ الْمُخْبِرِ الْعَدْلِ الضَّابِطِ، أَوْ بِاتِّبَاعِ الظَّاهِرِ، فَيَعْتَقِدُ مَا دَلَّ عَلَيْهِ ذَلِكَ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ ذَلِكَ الِاعْتِقَادُ مُطَابِقًا،قَصْدِهِ لِلْحَقِّ وَاتِّبَاعِهِ لِمَا أُمِرَ بِاتِّبَاعِهِ مِنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ: عُذِرَ بِمَا لَمْ يَعْلَمْهُ وَهُوَ الْخَطَأُ الْمَرْفُوعُ عَنَّا، بِخِلَافِ أَصْحَابِ الْأَهْوَاءِ، فَإِنَّهُمْ {إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ} [النجم: 23] [النَّجْمِ: 23] وَيَجْزِمُونَ بِمَا يَقُولُونَهُ بِالظَّنِّ وَالْهَوَى جَزْمًا لَا يَقْبَلُ النَّقِيضَ، مَعَ عَدَمِ الْعِلْمِ بِجَزْمِهِ، فَيَعْتَقِدُونَ مَا لَمْ يُؤْمَرُوا بِاعْتِقَادِهِ، لَا بَاطِنًا وَلَا ظَاهِرًا، وَيَقْصِدُونَ مَا لَمْ يُؤْمَرُوا بِقَصْدِهِ، وَيَجْتَهِدُونَ اجْتِهَادًا لَمْ يُؤْمَرُوا بِهِ، فَلَمْ يَصْدُرْ عَنْهُمْ مِنَ الِاجْتِهَادِ وَالْقَصْدِ مَا يَقْتَضِي مَغْفِرَةَ مَا لَمْ يَعْلَمُوهُ، فَكَانُوا ظَالِمِينَ، شَبِيهًا بِالْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ، أَوْ جَاهِلِينَ، شَبِيهًا بِالضَّالِّينَ. فَالْمُجْتَهِدُ الِاجْتِهَادَ الْعِلْمِيَّ الْمَحْضَ لَيْسَ لَهُ غَرَضٌ سِوَى الْحَقِّ، وَقَدْ سَلَكَ طَرِيقَهُ، وَأَمَا مُتَّبِعُ الْهَوَى الْمَحْضِ: فَهُوَ مَنْ يَعْلَمُ الْحَقَّ وَيُعَانِدُ عَنْهُ....انتهى
قلت//انتهى نقله المبتور !!!عن شيخ الاسلام رحمه الله ..غير أن كلام شيخ الأسلام لم ينتهى بعد كما سنذكره ليظهر لكل ذى عقل كم هذا الشخص مدلس ملبس ..
قال سامح: معلقأ على كلام شيخ الاسلام وهو ينقله..أذا هو دخل فى مسألة يحسن القصد يريد وجه الله فيها والأجتهاد.
قلت// وأحسانه للقصد هذه كيف تعرفها يا سامح..وهى من أعمال القلب وكيف على كلامك السابق...(تهكمك على الشيخ رسلان )لو قال لك أتباع الحوينى أن شيوخهم أحسنوا القصد.....(ماذا ستقول لهم)
قلت//هل تسمح لى يا سامح أذكر لك سمة من سمات أهل البدع كما تفضلت أنك بنقلها..ولم تعمل بها هنا.
قلت// قال سامح فى رسالة الرد المبين على شبهات من يكفرون حكام المسلمين:ص120/... إن الكلام عند علماء البيان ثلاثة: سباق، ولحاق، وسياق؛ فهذا الكلام يسبقه كلام ويعقبه كلام، فإذا نزعت ما في الوسط عما قبله وبعده أعطاك معنىً مغايراً لما وضع الكلام له، فلو قرأ قارئ فقال: "فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ" وسكت!؛ فهذا نزع للكلام عن السياق، وقد استفاد من هذا النزع شاعر ماجن وهو أبو نواس عندما قال:دع المساجد للعباد تسكنهـا وطف بنا حول خمار ليسقين....ما قال ربك ويل للأولى سكروا ولكن قال ويل للمصلينا.وهو كمن قرأ: "لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ" ولا يقرأ ما قبلها ولا ما بعدها!؛ فهل وُضِعَ الكلام لذلك؟ لا.
إذاً: أخذ الكلام من السياق دون مراعاته قلب للحقائق، وإخراج لمعان جديدة لم يوضع لها الكلام، فهذا أحد أسلحة المبتدعة؛ وهو: نزع الكلام من السياق، وهو أحد ألوان تحريفهم،..انتهى.
قلت///وتعليقى ..وشهد شاهد من أهلها...وعلى نفسها جنت براقش.
قال سامح..أذا المسألة مش مخالفة فى أصول السنة..أذا هو أجتهد فوقع على مسألة مثلاً حديث بيقول بالعموم فقال لك والله المسألة هنا أنها عامة فمن خصص فعليه الدليل وظل يناظر عليها ثم جاءه واحد أخر فقال له هذا عام يخصص بالدليل الذى معى ..أذا المسألة( أجتهادية )ليست قائمة على أجماع من أهل السنة ..ليست قائمة على( أصل من أصول السنة )..الرجل يمضى فى مسألة ..ويجتهد فيها .وأصول السنة فيها أجتهاد!!!!!
قلت// ثم ذكر كلام للشيخ محمد الأمام (نذكره فى حينه)ثم علق عليه بقوله(والتفريق المذكور من مهمات أهل الأحتهاد ..خد بالك أذا المسألة أجتهادية!!! !)
ثم قال سامح فى (د52)بعد أن ذكر كلام للذهبى رحمه الله تعالى ذكره الشيخ محمد الأمام فى كتاب الإبانة عن كيفية التّعامل مع الخلاف بين أهل السّنّة والجماعة للشيخ محمد بن عبد الله الإمام...
ثم قال سامح:محرف كلام الشيخ الامام ملزم له بلوازمه مفترى عليه بالكذب بما لم يقوله(قال سامح :هتعرف كلام الشيخ محمد الأمام أصلا لكن مش فى الكتاب دا عايز يقول:هنا !! أيه؟؟؟ الفرق بين الزلة والانحراف ..هل كلام أهل العلم هنا فى أصل من أصول السنة..(لا).. سأذكر لك هذا.. )
ثم قال سامح :وقال الذهبى رحمه الله تعالى ( وَلَوْ أَنَّا كلَّمَا أَخْطَأَ إِمَامٌ فِي اجْتِهَادِهِ فِي آحَادِ المَسَائِلِ خَطَأً مَغْفُوراً لَهُ، قُمْنَا عَلَيْهِ، وَبدَّعْنَاهُ، وَهَجَرْنَاهُ، لَمَا سَلِمَ مَعَنَا لاَ ابْنَ نَصْرٍ، وَلاَ ابْنَ مَنْدَةَ، وَلاَ مَنْ هُوَ أَكْبَرُ مِنْهُمَا، وَاللهُ هُوَ هَادِي الخَلْقِ إِلَى الحَقِّ، وَهُوَ أَرحمُ الرَّاحمِينَ، فَنَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الهوَى وَالفظَاظَةِ...)) أذاً بيقول لك هنا أيه اخطأ امام فى ..أجتهاده..فى ..احاد ..احاد أحاد المسائل..أذا الذهبى لما بيتكلم بيتكلم فى ايه.... الحوينى لما ذكرهذا الكلام مجبش أيه مجبش كلام الذهبى فى أحاد المسائل ..فعمم أيه جعل المسألة عائمة!!!!
ثم قال سامح(د 55) طب الشيخ محمد الامام الذى احتججتم به أنتم به هل يقصد من هذا الكلام أحاد المسائل أو جزئيات المسائل ..أم يقصد فى الزلة هذه ..هذه الاحاد هذه المسائل التى أجتهد فيها..أما أذا خالف فى أصل من أصول السنة أو جزئيات كثيرة أو سلك وسيلة وعادى ووالى عليها كان من اهل البدع..هذا كلام الشيخ محمد الامام فى كتاب بداية الانحراف (ص 383) أذا قبلتم كلامه هناك فأقبلوا كلامه هنا.....قال الشيخ الامام وعلى هذا فالشخص يخرج عن أهل السنة بإتخاذ طريقة تخالف طريقتهم فى أصل من أصولهم العلمية والعملية أو وسيلة من وسائلهم أو غاية من غايتهم او بوضع مقال مخالفة للكتاب والسنة وما كان عليه سلف الامة يوالى ويعادى من أجلها فحصول غياب اصل من أصول اهل السنة اعتقادى او علمى او عملى عند فرقة من الفرق يدل دلالة ظاهرة على فساد منهج هذه الفرقة...أنتهى
ومما علق به سامح على كلام الشيخ الامام قال(فى أصل من أصولهم العلمية والعملية الاعتقادية والعملية الفقهية يعنى التى أجمعوا عليه يعنى أو وسيلة ..يبقى الاول خالف فى أيه فى أصل من الاصول ..أو وسيلة أو غاية أو بوضع مقالة مخالفة للكتاب والسنة )... من لم يلتزم بكلامى فهو مبتدع ضال وانت مبتدع ضال ..دا بيقول للى قدامه كمان..طب أين هذه المقالة فى الكتاب والسنة ويوالى ويعادى عليها ..هذه كفاية لوحدها فى تبديع رسلان ..(فأذا قبلتم هذا فأقبلو هذا )..انتهى....
قلت://أنتهى سامح هداه الله تعالى.. من كلامه متوجاً جهده ونقله فى تعليم الطلبة طريقة جديدة من الحزبية (طريقة جديدة مبتدعة تعلم الناس كيف نضرب كلام أهل العلم بعضه البعض (أذا قبلت كلامه هنا فأقبل كلامه هنا) هداك الله يا سامح...أى علم تدعى ..وأى سلفية تنادى...والى الله المشتكى ..عموما ليكن الرد متسلسلا ..فأقول:بالله تعالى مستعين ..ملخصاً أولا :ماذا يريد سامح أن يقول..ما مر فى تلك الفقرة:1_ أنه أيما لفظة أجتهد..أجتهادية فى كلام السلف فهى فى (أحاد المسائل..الجزئيات..المسائل الفقهية...وأن مسائل العقيدة ليس فيها أجتهاد ..كاذبا على الأمام الذهبى وشيخ الاسلام رحمه الله تعالى)2_ما يبدع به الرجل ويخرج من السنة مخالفته فى أصل من أصول أهل السنة العقدية أو مسألة فقهية أجمع عليها السلف )..
قلت//أذا فهو يبدع حتى فى المسائل الفقهية...وهذا واضح الدلالة من أستدلاله بقول الشيخ الامام الذى طالب بقبوله ففسر قول الشيخ الامام.. فالشخص يخرج عن أهل السنة.. بإتخاذ طريقة تخالف طريقتهم فى ...أصل من أصولهم العلمية ..والعملية..(فقال سامح العلمية ..الاعتقادية...والعملية (الفقهية..)3 _سامح يقول بقاعدة من وقع فى البدعة فهو مبتدع واضعا مثال على ذلك ...على كلمة خاطئة قالها الشيخ رسلان ( هذه كفاية لوحدها فى تبديع رسلان....)
قلت //هكذا على الإطلاق ..من غير تفصيل ..من غير أقامة حجة ولا توفر شروط..ولا حسن ظن بالعالم السلفى..ولا أعتذار له...4_أن سامح يريد أن يلزم الناس بقاعدة أذا قبلت قول فلان فى مسالة معينة فى كتاب له فأقبل كلامه فى كتاب له غيره ..وهكذا يضرب كلام أهل العلم بعضه البعض...تاركاً..هاجراً..لقواعد أهل العلم فى كيفية الجمع بين كلام العلماء حال تغيره أو وجود ما يوهم تناقضه ..وفى هذا تنقص من العلماء وأنهم يتناقضون....وعلى هذا وغيره من ترهاته يكون الرد بفضل الله تعالى
أولا:نقل سامح كلام شيخ الاسلام رحمه الله تعالى :وأستنبط منه أن المسائل العقدية ليس فيها أجتهاد ثم حكى هذا القول أيضا عن الذهبى رحمه الله تعالى...
قلت //وهذا كذب أصلع له قرون على شيخ الاسلام رحمه الله تعالى وكذلك هذا تدليس على الناس خلاف ما يحتويه من جهل بالغ أو كذب متعمد.....وتلك كما مر معنا سمة بارزة من سمات أهل البدع ..ثم أنا سائل سامح : هذا التفريق ما هو الدليل عليه من كتاب الله تعالى وسنة الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم ...وعلى طريقته السمجة(الوش فى الوش) أنقل له ولطلبة العلم عن شيخ الأسلام وغيره من الأعلام كلامهم فى كون قد يجتهد العالم فى مسالة عقدية ولا يبدع بها الإ بعد توفر الشروط...(ثم لأطلب من سامح أن ننزل كلام أهل العلم على واقعة العين حتى يتضح المقال ويعلم من فينا .... الجاهل..المتعالم.. ..بل وعلى قاعدته المبتدعة والتى أراد أن يلزم بها غيره .. الشيخ محمد الأمام عفا الله عنه. فى نفس الكتاب الذى نقلت منه ما يوافقك مذهبك ..يقرر أن مسائل الاجتهاد فى الفروع كما فى الاصول ..كما هو قول شيخ الاسلام رحمه الله..فهل تقبل ..أذا قبلت كلامه هناك فأقبل كلامه هنا.....
قلت//وكذلك وقبل عرض كلام العلماء أسئل سامح (ما الضابط فى كلام الرسول صلى الله عليه وسلم فى قوله أذا أجتهد الحاكم فأخطأ....ما الدليل على أن لفظ الأجتهاد... هنا فى الحديث ..خاصة بمسائل الشرع الفقهية.. دون أمور الأعتقاد...وأنى لمنتظر الجواب...)
قلت// وقبل جوابى إليك جواب شيخ الأسلام رحمه الله تعالى ..قوله فى من فرق بين الأصول والفروع.. (أى العقيدة والفقه)وألا فهناك تفريق بين الأصول والفروع (فى العقيدة نفسها!!!)فتنبه لألفاظ العلماء...
قال شيخ الاسلام فى مجموع الفتاوى(23/ 346)........وَهَكَذَا الْأَقْوَالُ الَّتِي يَكْفُرُ قَائِلُهَا قَدْ يَكُونُ الرَّجُلُ لَمْ تَبْلُغْهُ النُّصُوصُ الْمُوجِبَةُ لِمَعْرِفَةِ الْحَقِّ وَقَدْ تَكُونُ عِنْدَهُ وَلَمْ تَثْبُتْ عِنْدَهُ أَوْ لَمْ يَتَمَكَّنْ مِنْ فَهْمِهَا وَقَدْ يَكُونُ قَدْ عَرَضَتْ لَهُ شُبُهَاتٌ يَعْذُرُهُ اللَّهُ بِهَا فَمَنْ كَانَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ مُجْتَهِدًا فِي طَلَبِ الْحَقِّ وَأَخْطَأَ فَإِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ لَهُ خَطَأَهُ كَائِنًا مَا كَانَ سَوَاءٌ كَانَ فِي الْمَسَائِلِ النَّظَرِيَّةِ أَوْ الْعَمَلِيَّةِ هَذَا الَّذِي عَلَيْهِ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَجَمَاهِيرُ أَئِمَّةِ الْإِسْلَامِ وَمَا قَسَّمُوا الْمَسَائِلَ إلَى مَسَائِلِ أُصُولٍ يَكْفُرُ بِإِنْكَارِهَا وَمَسَائِلِ فُرُوعٍ لَا يَكْفُرُ بِإِنْكَارِهَا. فَأَمَّا التَّفْرِيقُ بَيْنَ نَوْعٍ وَتَسْمِيَتِهِ مَسَائِلَ الْأُصُولِ وَبَيْنَ نَوْعٍ آخَرَ وَتَسْمِيَتِهِ مَسَائِلَ الْفُرُوعِ فَهَذَا الْفَرْقُ لَيْسَ لَهُ أَصْلٌ لَا عَنْ الصَّحَابَةِ وَلَا عَنْ التَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانِ وَلَا أَئِمَّةِ الْإِسْلَامِ وَإِنَّمَا هُوَ مَأْخُوذٌ عَنْ الْمُعْتَزِلَةِ وَأَمْثَالِهِمْ مِنْ أَهْلِ الْبِدَعِ وَعَنْهُمْ تَلَقَّاهُ مَنْ ذَكَرَهُ مِنْ الْفُقَهَاءِ فِي كُتُبِهِمْ وَهُوَ تَفْرِيقٌ مُتَنَاقِضٌ فَإِنَّهُ يُقَالُ لِمَنْ فَرَّقَ بَيْنَ النَّوْعَيْنِ: مَا حَدُّ مَسَائِلِ الْأُصُولِ الَّتِي يَكْفُرُ الْمُخْطِئُ فِيهَا؟ وَمَا الْفَاصِلُ بَيْنَهَا وَبَيْنَ مَسَائِلِ الْفُرُوعِ؟ فَإِنْ قَالَ: مَسَائِلُ الْأُصُولِ هِيَ مَسَائِلُ الِاعْتِقَادِ وَمَسَائِلُ الْفُرُوعِ هِيَ مَسَائِلُ الْعَمَلِ. قِيلَ لَهُ: فَتَنَازَعَ النَّاسُ فِي مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَلْ رَأَى رَبَّهُ أَمْ لَا؟ وَفِي أَنَّ عُثْمَانَ أَفْضَلُ مِنْ عَلِيٍّ أَمْ عَلِيٌّ أَفْضَلُ؟ وَفِي كَثِيرٍ مِنْ مَعَانِي الْقُرْآنِ وَتَصْحِيحِ بَعْضِ الْأَحَادِيثِ هِيَ مِنْ الْمَسَائِلِ الِاعْتِقَادِيَّةِ الْعِلْمِيَّةِ وَلَا كُفْرَ فِيهَا بِالِاتِّفَاقِ وَوُجُوبُ الصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَالصِّيَامِ وَالْحَجِّ وَتَحْرِيمِ الْفَوَاحِشِ وَالْخَمْرِ هِيَ مَسَائِلُ عَمَلِيَّةٌ وَالْمُنْكِرُ لَهَا يَكْفُرُ بِالِاتِّفَاقِ.
وَإِنْ قَالَ الْأُصُولُ: هِيَ الْمَسَائِلُ الْقَطْعِيَّةُ قِيل لَا: كَثِيرٌ مِنْ مَسَائِلِ الْعَمَلِ قَطْعِيَّةٌ وَكَثِيرٌ مِنْ مَسَائِلِ الْعِلْمِ لَيْسَتْ قَطْعِيَّةً وَكَوْنُ الْمَسْأَلَةِ قَطْعِيَّةً أَوْ ظَنِّيَّةً هُوَ مِنْ الْأُمُورِ الْإِضَافِيَّةِ وَقَدْ تَكُونُ الْمَسْأَلَةُ عِنْدَ رَجُلٍ قَطْعِيَّةً لِظُهُورِ الدَّلِيلِ الْقَاطِعِ لَهُ كَمَنْ سَمِعَ النَّصَّ مِنْ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَيَقَّنَ مُرَادَهُ مِنْهُ. وَعِنْدَ رَجُلٍ لَا تَكُونُ ظَنِّيَّةً فَضْلًا عَنْ أَنْ تَكُونَ قَطْعِيَّةً لِعَدَمِ بُلُوغِ النَّصِّ إيَّاهُ أَوْ لِعَدَمِ ثُبُوتِهِ عِنْدَهُ أَوْ لِعَدَمِ تَمَكُّنِهِ مِنْ الْعِلْمِ بِدَلَالَتِهِ. وَقَدْ ثَبَتَ فِي الصِّحَاحِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثُ الَّذِي قَالَ لِأَهْلِهِ: " {إذَا أَنَا مُتّ فَأَحْرِقُونِي ثُمَّ اسْحَقُونِي ثُمَّ ذروني فِي الْيَمِّ فَوَاَللَّهِ لَئِنْ قَدَرَ اللَّهُ عَلَيَّ لَيُعَذِّبُنِي اللَّهُ عَذَابًا مَا عَذَّبَهُ أَحَدًا مِنْ الْعَالَمِينَ. فَأَمَرَ اللَّهُ الْبَرَّ بِرَدِّ مَا أَخَذَ مِنْهُ وَالْبَحْرَ بِرَدِّ مَا أَخَذَ مِنْهُ وَقَالَ: مَا حَمَلَك عَلَى مَا صَنَعْت؟ قَالَ خَشْيَتَك يَا رَبِّ فَغَفَرَ اللَّهُ لَهُ} فَهَذَا شَكَّ فِي قُدْرَةِ اللَّهِ. وَفِي الْمَعَادِ بَلْ ظَنَّ أَنَّهُ لَا يَعُودُ وَأَنَّهُ لَا يَقْدِرُ اللَّهُ عَلَيْهِ إذَا فَعَلَ ذَلِكَ وَغَفَرَ اللَّهُ لَهُ. وَهَذِهِ الْمَسَائِلُ مَبْسُوطَةٌ فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ. وَلَكِنَّ الْمَقْصُودَ هُنَا أَنَّ مَذَاهِبَ الْأَئِمَّةِ مَبْنِيَّةٌ عَلَى هَذَا التَّفْصِيلِ بَيْنَ النَّوْعِ وَالْعَيْنِ..أنتهى.
قلت: فماذا انت قائل يا سامح...وماذا انتم قائلون يا مقلدة سامح....!!!هذا شيخ الاسلام رحمه الله تعالى يقرر أن من يفرق بين الفروع والإصول فى مسائل الاجتهاد هم أهل البدع من المعتزلة...ما رأيك يا سامح أن أقول لك (أذا قبلت قول شيخ الاسلام هناك فأقبله هنا) ولكنى والحمد لله لست مثلك....ولكن أقول لك قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين...أنتظر ردك على شيخ الأسلام رحمه الله..
وهذا بعض كلام شيخ الإسلام الماتع رحمه الله فى بيان خلاف الناس فى تلك المسألة..فقال رحمه الله مجموع الفتاوى (19/203 (..وَنَحْنُ نَذْكُرُ " قَاعِدَةً جَامِعَةً " فِي هَذَا الْبَابِ لِسَائِرِ الْأُمَّةِ فَنَقُولُ:لَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ مَعَ الْإِنْسَانِ أُصُولٌ كُلِّيَّةٌ تُرَدُّ إلَيْهَا الْجُزْئِيَّاتُ لِيَتَكَلَّمَ بِعِلْمِ وَعَدْلٍ ثُمَّ يَعْرِفُ الْجُزْئِيَّاتِ كَيْفَ وَقَعَتْ؟ وَإِلَّا فَيَبْقَى فِي كَذِبٍ وَجَهْلٍ فِي الْجُزْئِيَّاتِ وَجَهْلٍ وَظُلْمٍ فِي الْكُلِّيَّاتِ فَيَتَوَلَّدُ فَسَادٌ عَظِيمٌ. فَنَقُولُ: إنَّ النَّاسَ قَدْ تَكَلَّمُوا فِي تَصْوِيبِ الْمُجْتَهِدِينَ وَتَخْطِئَتِهِمْ وَتَأْثِيمِهِمْ وَعَدَمِ تَأْثِيمِهِمْ فِي مَسَائِلِ الْفُرُوعِ وَالْأُصُولِ وَنَحْنُ نَذْكُرُ أُصُولًا جَامِعَةً نَافِعَةً:
الْأَصْلُ الْأَوَّلُ: أَنَّهُ هَلْ يُمْكِنُ كُلُّ وَاحِدٍ أَنْ يَعْرِفَ بِاجْتِهَادِهِ الْحَقَّ فِي كُلِّ مَسْأَلَةٍ فِيهَا نِزَاعٌ؟ وَإِذَا لَمْ يُمْكِنْهُ فَاجْتَهَدَ وَاسْتَفْرَغَ وُسْعَهُ فَلَمْ يَصِلْ إلَى الْحَقِّ؛ بَلْ قَالَ: مَا اعْتَقَدَ أَنَّهُ هُوَ الْحَقُّ فِي نَفْسِ الْأَمْرِ؛ وَلَمْ يَكُنْ هُوَ الْحَقَّ فِي نَفْسِ الْأَمْرِ: هَلْ سْتَحِقُّ أَنْ يُعَاقَبَ أَمْ لَا؟ هَذَا أَصْلُ هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ. وَلِلنَّاسِ فِي هَذَا الْأَصْلِ ثَلَاثَةُ أَقْوَالٍ كُلُّ قَوْلٍ عَلَيْهِ طَائِفَةٌ مِنْ النُّظَّارِ:
الْأَوَّلُ: قَوْلُ مَنْ يَقُولُ: إنَّ اللَّهَ قَدْ نَصَبَ عَلَى الْحَقِّ فِي كُلِّ مَسْأَلَةٍ دَلِيلًا يُعْرَفُ بِهِ يَتَمَكَّنُ كُلُّ مَنْ اجْتَهَدَ وَاسْتَفْرَغَ وُسْعَهُ أَنْ يَعْرِفَ الْحَقَّ وَكُلُّ مَنْ لَمْ يَعْرِفْ الْحَقَّ فِي مَسْأَلَةٍ أُصُولِيَّةٍ أَوْ فروعية فَإِنَّمَا هُوَ لِتَفْرِيطِهِ فِيمَا يَجِبُ عَلَيْهِ لَا لِعَجْزِهِ. وَهَذَا الْقَوْلُ هُوَ الْمَشْهُورُ عَنْ الْقَدَرِيَّةِ وَالْمُعْتَزِلَةِ وَهُوَ قَوْلُ طَائِفَةٍ مِنْ أَهْلِ الْكَلَامِ غَيْرِ هَؤُلَاءِ ثُمَّ قَالَ هَؤُلَاءِ: أَمَّا الْمَسَائِلُ الْعِلْمِيَّةُ فَعَلَيْهَا أَدِلَّةٌ قَطْعِيَّةٌ تُعْرَفُ بِهَا فَكُلُّ مَنْ لَمْ يَعْرِفْهَا فَإِنَّهُ لَمْ يَسْتَفْرِغْ وُسْعَهُ فِي طَلَبِ الْحَقِّ فَيَأْثَمُ. وَأَمَّا الْمَسَائِلُ الْعَمَلِيَّةُ الشَّرْعِيَّةُ فَلَهُمْ مَذْهَبَانِ: أَحَدُهُمَا أَنَّهَا كَالْعِلْمِيَّةِ وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ مَسْأَلَةٍ دَلِيلٌ قَطْعِيٌّ مَنْ خَالَفَهُ فَهُوَ آثِمٌ وَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَقُولُونَ: الْمُصِيبُ وَاحِدٌ فِي كُلِّ مَسْأَلَةٍ أَصْلِيَّةٍ وَفَرْعِيَّةٍ وَكُلُّ مَنْ سِوَى الْمُصِيبِ فَهُوَ آثِمٌ؛ لِأَنَّهُ مُخْطِئٌ وَالْخَطَأُ وَالْإِثْمُ عِنْدَهُمْ مُتَلَازِمَانِ وَهَذَا قَوْلُ بِشْرٍ الْمَرِيسِيَّ وَكَثِيرٍ مِنْ الْمُعْتَزِلَةِ الْبَغْدَادِيِّينَ.
الثَّانِي: أَنَّ الْمَسَائِلَ الْعَمَلِيَّةَ إنْ كَانَ عَلَيْهَا دَلِيلٌ قَطْعِيٌّ فَإِنَّ مَنْ خَالَفَهُ آثِمٌ مُخْطِئٌ كَالْعِلْمِيَّةِ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ عَلَيْهَا دَلِيلٌ قَطْعِيٌّ فَلَيْسَ لِلَّهِ فِيهَا حُكْمٌ فِي الْبَاطِنِ وَحُكْمُ اللَّهِ فِي حَقِّ كُلِّ مُجْتَهِدٍ مَا أَدَّاهُ اجْتِهَادُهُ إلَيْهِ. وَهَؤُلَاءِ وَافَقُوا الْأَوَّلِينَ فِي أَنَّ الْخَطَأَ وَالْإِثْمَ مُتَلَازِمَانِ وَإِنَّ كُلَّ مُخْطِئٍ آثِمٌ؛ لَكِنْ خَالَفُوهُمْ فِي الْمَسَائِلِ الِاجْتِهَادِيَّةِ فَقَالُوا: لَيْسَ فِيهَا قَاطِعٌ وَالظَّنُّ لَيْسَ عَلَيْهِ دَلِيلٌ عِنْدَ هَؤُلَاءِ وَإِنَّمَا هُوَ مِنْ جِنْسِ مَيْلِ النُّفُوسِ إلَى شَيْءٍ دُونَ شَيْءٍ فَجَعَلُوا الِاعْتِقَادَاتِ الظَّنِّيَّةَ مِنْ جِنْسِ الْإِرَادَاتِ وَادَّعَوْا أَنَّهُ لَيْسَ فِي نَفْسِ الْأَمْرِ حُكْمٌ مَطْلُوبٌ بِالِاجْتِهَادِ وَالْإِثْمُ فِي نَفْسِ الْأَمْرِ أَمَارَةٌ أَرْجَحُ مِنْ أَمَارَةٍ وَهَذَا الْقَوْلُ قَوْلُ أَبِي الهذيل الْعَلَّافِ وَمَنْ اتَّبَعَهُ كالجبائي وَابْنِهِ وَهُوَ أَحَدُ قَوْلَيْ الْأَشْعَرِيِّ وَأَشْهُرُهُمَا وَهُوَ اخْتِيَارُ الْقَاضِي الْبَاقِلَانِي وَأَبِي حَامِدٍ الْغَزَالِيِّ وَأَبِي بَكْرٍ ابْنِ الْعَرَبِيِّ؛ وَمَنْ اتَّبَعَهُمْ. وَقَدْ بَسَطْنَا الْقَوْلَ فِي ذَلِكَ بَسْطًا كَثِيرًا فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ. وَالْمُخَالِفُونَ لَهُمْ كَأَبِي إسْحَاقَ الإسفراييني وَغَيْرِهِ مِنْ الْأَشْعَرِيَّةِ وَغَيْرِهِمْ يَقُولُونَ: هَذَا الْقَوْلُ أَوَّلُهُ سَفْسَطَةٌ وَآخِرُهُ زَنْدَقَةٌ وَهَذَا قَوْلُ مَنْ يَقُولُ: إنَّ كُلَّ مُجْتَهِدٍ فِي الْمَسَائِلِ الِاجْتِهَادِيَّةِ الْعَمَلِيَّةِ فَهُوَ مُصِيبٌ بَاطِنًا وَظَاهِرًا؛ إذْ لَا يَتَصَوَّرُ عِنْدَهُمْ أَنْ يَكُونَ مُجْتَهِدًا مُخْطِئًا إلَّا بِمَعْنَى أَنَّهُ خَفِيَ عَلَيْهِ بَعْضُ الْأُمُورِ وَذَلِكَ الَّذِي خَفِيَ عَلَيْهِ لَيْسَ هُوَ حُكْمُ اللَّهِ لَا فِي حَقِّهِ وَلَا فِي حَقِّ أَمْثَالِهِ وَأَمَّا مَنْ كَانَ مُخْطِئًا وَهُوَ الْمُخْطِئُ فِي الْمَسَائِلِ الْقَطْعِيَّةِ فَهُوَ آثِمٌ عِنْدَهُمْ. وَالْقَوْلُ الثَّانِي فِي أَصْلِ الْمَسْأَلَةِ: أَنَّ الْمُجْتَهِدَ الْمُسْتَدِلَّ قَدْ يُمْكِنُهُ أَنْ يَعْرِفَ الْحَقَّ وَقَدْ يَعْجَزُ عَنْ ذَلِكَ لَكِنْ إذَا عَجَزَ عَنْ ذَلِكَ فَقَدْ يُعَاقِبُهُ اللَّهُ تَعَالَى وَقَدْ لَا يُعَاقِبُهُ؛ فَإِنَّ لَهُ أَنْ يُعَذِّبَ مَنْ يَشَاءُ وَيَغْفِرَ لِمَنْ يَشَاءُ بِلَا سَبَبٍ أَصْلًا؛ بَلْ لِمَحْضِ الْمَشِيئَةِ. وَهَذَا قَوْلُ الْجَهْمِيَّة وَالْأَشْعَرِيَّةِ؛ وَكَثِيرٍ مِنْ الْفُقَهَاءِ؛ وَأَتْبَاعِ الْأَئِمَّةِ الْأَرْبَعَةِ وَغَيْرِهِمْ. ثُمَّ قَالَ هَؤُلَاءِ: قَدْ عُلِمَ بِالسَّمْعِ أَنَّ كُلَّ كَافِرٍ فَهُوَ فِي النَّارِ فَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ كَافِرٍ فَإِنَّ اللَّهَ سَيُعَذِّبُهُ سَوَاءٌ كَانَ قَدْ اجْتَهَدَ وَعَجَزَ عَنْ مَعْرِفَةِ دِينِ الْإِسْلَامِ أَوْ لَمْ يَجْتَهِدْ وَأَمَّا الْمُسْلِمُونَ الْمُخْتَلِفُونَ: فَإِنْ كَانَ اخْتِلَافُهُمْ فِي الفروعيات فَأَكْثَرُهُمْ يَقُولُ: لَا عَذَابَ فِيهَا وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: لِأَنَّ الشَّارِعَ عَفَا عَنْ الْخَطَأِ فِيهَا وَعَلِمَ ذَلِكَ بِإِجْمَاعِ السَّلَفِ عَلَى أَنَّهُ إثْمٌ عَلَى الْمُخْطِئِ فِيهَا وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: لِأَنَّ الْخَطَأَ فِي الظَّنِّيَّاتِ مُمْتَنِعٌ كَمَا تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ عَنْ بَعْضِ الْجَهْمِيَّة وَالْأَشْعَرِيَّةِ. وَأَمَّا الْقَطْعِيَّاتُ فَأَكْثَرُهُمْ يُؤَثِّمُ الْمُخْطِئَ فِيهَا وَيَقُولُ: إنَّ السَّمْعَ قَدْ دَلَّ عَلَى ذَلِكَ. وَمِنْهُمْ مَنْ لَا يُؤَثِّمُهُ. وَالْقَوْلُ الْمَحْكِيُّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ الْعَنْبَرِيِّ هَذَا مَعْنَاهُ: أَنَّهُ كَانَ لَا يُؤَثِّمُ الْمُخْطِئَ مِنْ الْمُجْتَهِدِينَ مِنْ آثِمٌ مُخْطِئٌ كَالْعِلْمِيَّةِ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ عَلَيْهَا دَلِيلٌ قَطْعِيٌّ فَلَيْسَ لِلَّهِ فِيهَا حُكْمٌ فِي الْبَاطِنِ وَحُكْمُ اللَّهِ فِي حَقِّ كُلِّ مُجْتَهِدٍ مَا أَدَّاهُ اجْتِهَادُهُ إلَيْهِ. وَهَؤُلَاءِ وَافَقُوا الْأَوَّلِينَ فِي أَنَّ الْخَطَأَ وَالْإِثْمَ مُتَلَازِمَانِ وَإِنَّ كُلَّ مُخْطِئٍ آثِمٌ؛ لَكِنْ خَالَفُوهُمْ فِي الْمَسَائِلِ الِاجْتِهَادِيَّةِ فَقَالُوا: لَيْسَ فِيهَا قَاطِعٌ وَالظَّنُّ لَيْسَ عَلَيْهِ دَلِيلٌ عِنْدَ هَؤُلَاءِ وَإِنَّمَا هُوَ مِنْ جِنْسِ مَيْلِ النُّفُوسِ إلَى شَيْءٍ دُونَ شَيْءٍ فَجَعَلُوا الِاعْتِقَادَاتِ الظَّنِّيَّةَ مِنْ جِنْسِ الْإِرَادَاتِ وَادَّعَوْا أَنَّهُ لَيْسَ فِي نَفْسِ الْأَمْرِ حُكْمٌ مَطْلُوبٌ بِالِاجْتِهَادِ وَالْإِثْمُ فِي نَفْسِ الْأَمْرِ أَمَارَةٌ أَرْجَحُ مِنْ أَمَارَةٍ وَهَذَا الْقَوْلُ قَوْلُ أَبِي الهذيل الْعَلَّافِ وَمَنْ اتَّبَعَهُ كالجبائي وَابْنِهِ وَهُوَ أَحَدُ قَوْلَيْ الْأَشْعَرِيِّ وَأَشْهُرُهُمَا وَهُوَ اخْتِيَارُ الْقَاضِي الْبَاقِلَانِي وَأَبِي حَامِدٍ الْغَزَالِيِّ وَأَبِي بَكْرٍ ابْنِ الْعَرَبِيِّ؛ وَمَنْ اتَّبَعَهُمْ. ........وَأَمَّا غَيْرُ هَؤُلَاءِ فَيَقُولُ: هَذَا قَوْلُ السَّلَفِ وَأَئِمَّةِ الْفَتْوَى كَأَبِي حَنِيفَةَ وَالشَّافِعِيِّ؛ وَالثَّوْرِيِّ ودَاوُد بْنِ عَلِيٍّ؛ وَغَيْرِهِمْ لَا يؤثمون مُجْتَهِدًا مُخْطِئًا فِي الْمَسَائِلِ الْأُصُولِيَّةِ وَلَا فِي الفروعية كَمَا ذَكَرَ ذَلِكَ عَنْهُمْ ابْنُ حَزْمٍ وَغَيْرُهُ؛ وَلِهَذَا كَانَ أَبُو حَنِيفَةَ وَالشَّافِعِيُّ وَغَيْرُهُمَا يَقْبَلُونَ شَهَادَةَ أَهْلِ الْأَهْوَاءِ إلَّا الْخَطَابِيَّة وَيُصَحِّحُونَ الصَّلَاةَ خَلْفَهُمْ. وَالْكَافِرُ لَا تُقْبَلُ شَهَادَتُهُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ وَلَا يُصَلَّى خَلْفَهُ وَقَالُوا: هَذَا هُوَ الْقَوْلُ الْمَعْرُوفُ عَنْ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانِ وَأَئِمَّةِ الدِّينِ: أَنَّهُمْ لَا يُكَفِّرُونَ وَلَا يُفَسِّقُونَ وَلَا يؤثمون أَحَدًا مِنْ الْمُجْتَهِدِينَ الْمُخْطِئِينَ لَا فِي مَسْأَلَةٍ عَمَلِيَّةٍ وَلَا عِلْمِيَّةٍ قَالُوا: وَالْفَرْقُ بَيْنَ مَسَائِلِ الْفُرُوعِ وَالْأُصُولِ إنَّمَا هُوَ مِنْ أَقْوَالِ أَهْلِ الْبِدَعِ مِنْ أَهْلِ الْكَلَامِ وَالْمُعْتَزِلَةِ وَالْجَهْمِيَّة وَمَنْ سَلَكَ سَبِيلَهُمْ وَانْتَقَلَ هَذَا الْقَوْلُ إلَى أَقْوَامٍ تَكَلَّمُوا بِذَلِكَ فِي أُصُولِ الْفِقْهِ وَلَمْ يَعْرِفُوا حَقِيقَةَ هَذَا الْقَوْلِ وَلَا غَوْرَهُ. قَالُوا: وَالْفَرْقُ بَيْنَ ذَلِكَ فِي مَسَائِلِ الْأُصُولِ وَالْفُرُوعِ كَمَا أَنَّهَا مُحْدَثَةٌ فِي الْإِسْلَامِ لَمْ يَدُلَّ عَلَيْهَا كِتَابٌ وَلَا سُنَّةٌ وَلَا إجْمَاعٌ بَلْ وَلَا قَالَهَا أَحَدٌ مِنْ السَّلَفِ وَالْأَئِمَّةِ فَهِيَ بَاطِلَةٌ عَقْلًا؛ فَإِنَّ الْمُفَرِّقِينَ بَيْنَ مَا جَعَلُوهُ مَسَائِلَ أُصُولٍ وَمَسَائِلَ فُرُوعٍ لَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَهُمَا بِفَرْقٍ صَحِيحٍ يُمَيِّزُ بَيْنَ النَّوْعَيْنِ بَلْ ذَكَرُوا ثَلَاثَةَ فُرُوقٍ أَوْ أَرْبَعَةً كُلُّهَا بَاطِلَةٌ. فَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ: مَسَائِلُ الْأُصُولِ هِيَ الْعِلْمِيَّةُ الِاعْتِقَادِيَّةُ الَّتِي يُطْلَبُ فِيهَا الْعِلْمُ وَالِاعْتِقَادُ فَقَطْ؛ وَمَسَائِلُ الْفُرُوعِ هِيَ الْعَمَلِيَّةُ الَّتِي يُطْلَبُ فِيهَا الْعَمَلُ. قَالُوا: وَهَذَا فَرْقٌ بَاطِلٌ؛ فَإِنَّ الْمَسَائِلَ الْعَمَلِيَّةَ فِيهَا مَا يُكَفِّرُ جَاحِدَهُ مِثْلَ: وُجُوبِ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ وَالزَّكَاةِ وَصَوْمِ شَهْرِ رَمَضَانَ؛ وَتَحْرِيمِ الزِّنَا وَالرِّبَا وَالظُّلْمِ وَالْفَوَاحِشِ. وَفِي الْمَسَائِلِ الْعِلْمِيَّةِ مَا لَا يَأْثَمُ الْمُتَنَازِعُونَ فِيهِ كَتَنَازُعِ الصَّحَابَةِ: هَلْ رَأَى مُحَمَّدٌ رَبَّهُ؟ وَكَتَنَازُعِهِمْ فِي بَعْضِ النُّصُوصِ: هَلْ قَالَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمْ لَا؟ وَمَا أَرَادَ بِمَعْنَاهُ؟ وَكَتَنَازُعِهِمْ فِي بَعْضِ الْكَلِمَاتِ: هَلْ هِيَ مِنْ الْقُرْآنِ أَمْ لَا؟ وَكَتَنَازُعِهِمْ فِي بَعْضِ مَعَانِي الْقُرْآنِ وَالسُّنَّةِ: هَلْ أَرَادَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ كَذَا وَكَذَا؟ وَكَتَنَازُعِ النَّاسِ فِي دَقِيقِ الْكَلَامِ كَمَسْأَلَةِ الْجَوْهَرِ الْفَرْدِ وَتَمَاثُلِ الْأَجْسَامِ؛ وَبَقَاءِ الْأَعْرَاضِ وَنَحْوِ ذَلِكَ فَلَيْسَ فِي هَذَا تَكْفِيرٌ وَلَا تَفْسِيقٌ. قَالُوا: وَالْمَسَائِلُ الْعَمَلِيَّةُ فِيهَا عَمَلٌ وَعِلْمٌ فَإِذَا كَانَ الْخَطَأُ مَغْفُورًا فِيهَا فَاَلَّتِي فِيهَا عِلْمٌ بِلَا عَمَلٍ أَوْلَى أَنْ يَكُونَ الْخَطَأُ فِيهَا مَغْفُورًا. وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ: الْمَسَائِلُ الْأُصُولِيَّةُ هِيَ مَا كَانَ عَلَيْهَا دَلِيلٌ قَطْعِيٌّ؛ وَالْفَرْعِيَّةُ مَا لَيْسَ عَلَيْهَا دَلِيلٌ قَطْعِيٌّ. قَالَ أُولَئِكَ: وَهَذَا الْفَرْقُ خَطَأٌ أَيْضًا؛ فَإِنَّ كَثِيرًا مِنْ الْمَسَائِلِ الْعَمَلِيَّةِ عَلَيْهَا أَدِلَّةٌ قَطْعِيَّةٌ عِنْدَ مَنْ عَرَفَهَا وَغَيْرِهِمْ لَمْ يَعْرِفْهَا وَفِيهَا مَا هُوَ قَطْعِيٌّ بِالْإِجْمَاعِ كَتَحْرِيمِ الْمُحَرَّمَاتِ وَوُجُوبِ الْوَاجِبَاتِ الظَّاهِرَةِ ثُمَّ لَوْ أَنْكَرَهَا الرَّجُلُ بِجَهْلِ وَتَأْوِيلٍ لَمْ يُكَفَّرْ حَتَّى تُقَامَ عَلَيْهِ الْحُجَّةُ كَمَا أَنَّ جَمَاعَةً اسْتَحَلُّوا شُرْبَ الْخَمْرِ عَلَى عَهْدِ عُمَرَ مِنْهُمْ قدامة وَرَأَوْا أَنَّهَا حَلَالٌ لَهُمْ؛ وَلَمْ تُكَفِّرْهُمْ الصَّحَابَةُ حَتَّى بَيَّنُوا لَهُمْ خَطَأَهُمْ فَتَابُوا وَرَجَعُوا. وَقَدْ كَانَ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَائِفَةٌ أَكَلُوا بَعْدَ طُلُوعِ الْفَجْرِ حَتَّى تَبَيَّنَ لَهُمْ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنْ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ؛ وَلَمْ يؤثمهم النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَضْلًا عَنْ تَكْفِيرِهِمْ وَخَطَؤُهُمْ قَطْعِيٌّ. وَكَذَلِكَ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ قَدْ قَتَلَ الرَّجُلَ الْمُسْلِمَ وَكَانَ خَطَؤُهُ قَطْعِيًّا وَكَذَلِكَ الَّذِينَ وَجَدُوا رَجُلًا فِي غَنَمٍ لَهُ فَقَالَ: إنِّي مُسْلِمٌ فَقَتَلُوهُ وَأَخَذُوا مَالَهُ كَانَ خَطَؤُهُمْ قَطْعِيًّا. وَكَذَلِكَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ قَتَلَ بَنِي جذيمة وَأَخَذَ أَمْوَالَهُمْ كَانَ مُخْطِئًا قَطْعًا. وَكَذَلِكَ الَّذِينَ تَيَمَّمُوا إلَى الْآبَاطِ وَعَمَّارٌ الَّذِي تَمَعَّكَ فِي التُّرَابِ لِلْجَنَابَةِ كَمَا تَمَعَّكَ الدَّابَّةُ بَلْ وَاَلَّذِينَ أَصَابَتْهُمْ جَنَابَةٌ فَلَمْ يَتَيَمَّمُوا وَلَمْ يُصَلُّوا كَانُوا مُخْطِئِينَ قَطْعًا. وَفِي زَمَانِنَا لَوْ أَسْلَمَ قَوْمٌ فِي بَعْضِ الْأَطْرَافِ وَلَمْ يَعْلَمُوا بِوُجُوبِ الْحَجِّ أَوْ لَمْ يَعْلَمُوا تَحْرِيمَ الْخَمْرِ لَمْ يُحَدُّوا عَلَى ذَلِكَ وَكَذَلِكَ لَوْ نَشَئُوا بِمَكَانٍ جُهِلَ. وَقَدْ زَنَتْ عَلَى عَهْدِ عُمَرَ امْرَأَةٌ فَلَمَّا أَقَرَّتْ بِهِ قَالَ عُثْمَانُ: إنَّهَا لَتَسْتَهِلُّ بِهِ اسْتِهْلَالَ مَنْ لَا يَعْلَمُ أَنَّهُ حَرَامٌ. فَلَمَّا تَبَيَّنَ لِلصَّحَابَةِ أَنَّهَا تَعْرِفُ التَّحْرِيمَ لَمْ يَحُدُّوهَا وَاسْتِحْلَالُ الزِّنَا خَطَأٌ قَطْعًا. وَالرَّجُلُ إذَا حَلَفَ عَلَى شَيْءٍ يَعْتَقِدُهُ كَمَا حَلَفَ عَلَيْهِ فَتَبَيَّنَ بِخِلَافِهِ فَهُوَ مُخْطِئٌ قَطْعًا وَلَا إثْمَ عَلَيْهِ بِاتِّفَاقِ وَكَذَلِكَ لَا كَفَّارَةَ عَلَيْهِ عِنْدَ الْأَكْثَرِينَ. وَمَنْ اعْتَقَدَ بَقَاءَ الْفَجْرِ فَأَكَلَ فَهُوَ مُخْطِئٌ قَطْعًا إذَا تَبَيَّنَ لَهُ الْأَكْلُ بَعْدَ الْفَجْرِ؛ وَلَا إثْمَ عَلَيْهِ وَفِي الْقَضَاءِ نِزَاعٌ وَكَذَلِكَ مَنْ اعْتَقَدَ غُرُوبَ الشَّمْسِ فَتَبَيَّنَ بِخِلَافِهِ. وَمِثْلُ هَذَا كَثِيرٌ. وَقَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى فِي الْقُرْآنِ: {رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: " قَدْ فَعَلْت " وَلَمْ يُفَرِّقْ بَيْنَ الْخَطَأِ الْقَطْعِيِّ فِي مَسْأَلَةٍ قَطْعِيَّةٍ أَوْ ظَنِّيَّةٍ. وَالظَّنِّيُّ مَا لَا يَجْزِمُ بِأَنَّهُ خَطَأٌ إلَّا إذَا كَانَ أَخْطَأَ قَطْعًا قَالُوا: فَمَنْ قَالَ................... وَهَذَا فَصْلُ الْخِطَابِ فِي هَذَا الْبَابِ. فَالْمُجْتَهِدُ الْمُسْتَدِلُّ مِنْ إمَامٍ وَحَاكِمٍ وَعَالِمٍ وَنَاظِرٍ وَمُفْتٍ وَغَيْرِ ذَلِكَ: إذَا اجْتَهَدَ وَاسْتَدَلَّ فَاتَّقَى اللَّهَ مَا اسْتَطَاعَ كَانَ هَذَا هُوَ الَّذِي كَلَّفَهُ اللَّهُ إيَّاهُ وَهُوَ مُطِيعٌ لِلَّهِ مُسْتَحِقٌّ لِلثَّوَابِ إذَا اتَّقَاهُ مَا اسْتَطَاعَ وَلَا يُعَاقِبُهُ اللَّهُ أَلْبَتَّةَ خِلَافًا للجهمية الْمُجْبِرَةِ وَهُوَ مُصِيبٌ؛............أنتهى...
قلت//وعليه فمن أراد التفريق فى الأجتهاد فى الدين لمن هم أهله.. .وجب عليه التخصيص من كلام الشارع الحكيم ..وتخصيص النص لا يكون ألا بنص..وهاكم قوله تعالى تعالى: ولو ردوه إلى الله والرسول لعلمه الّذين يستنبطونه منهم(83: النساء).
وقوله تعالى: فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون(122: التوبة).تخصيص هذه الأيات بإن الأستنباط فى المسائل الفقهية دون العقدية فعليه الدليل.,فتقيدها بأحكام الفقه دون أحكام العقيدة يلزمه نص..فمما هو معلوم أن النصوص الشرعية تأتي بالحكم الفقهي والاعتقادي؛ والتفريق بين هذه الأحكام إنما جاء فى أثر التبويب والتقسيم،للدين أصول وفروع للتيسير على الناس فى أدراك الأحكام الشرعية على نحو صحيح.
قلت //وعليه فمحل المسألة هنا هو كون هذا المخطيء من أهل السنة قد بلغ مرتبة الاجتهاد أصلا بحيث يحل له النظر والبحث ..وأن يكون قد بذل وسعه واستنفد طاقته في طلب إصابة الحق ..ثم هو ممن أصوله سنية سلفية..يقعد لها وينظر وعلى أهل الاهواء يرد ويحذر..ثم هو قاصداً بذلك سواء السبيل.. كما قال شيخ الإسلام رحمه الله(مجموع الفتاوى 19/126): " ..فَالْمَذَاهِبُ وَالطَّرَائِقُ وَالسِّيَاسَاتُ لِلْعُلَمَاءِ وَالْمَشَايِخِ وَالْأُمَرَاءِ إذَا قَصَدُوا بِهَا وَجْهَ اللَّهِ تَعَالَى دُونَ الْأَهْوَاءِ لِيَكُونُوا مُسْتَمْسِكِينَ بِالْمِلَّةِ وَالدِّينِ الْجَامِعِ الَّذِي هُوَ عِبَادَةُ اللَّهِ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَاتَّبَعُوا مَا أُنْزِلَ إلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ مِنْ الْكِتَاب وَالسُّنَّةِ بِحَسَبِ الْإِمْكَانِ بَعْدَ الِاجْتِهَادِ التَّامِّ: هِيَ لَهُمْ مِنْ بَعْضِ الْوُجُوهِ بِمَنْزِلَةِ الشَّرْعِ وَالْمَنَاهِجِ لِلْأَنْبِيَاءِ وَهُمْ مُثَابُونَ عَلَى ابْتِغَائِهِمْ وَجْهَ اللَّهِ وَعِبَادَتِهِ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ..أنتهى.
ثم هو أخطأ الحقَّ فى مسألة ولو كانت عقائدية ...
قلت//وهنا أقف لتحرير تلك اللفظه (عقائدية)فسامح لما تكلم ونفى الأجتهاد فى العقيدة لم يفصل..وهذا خطأ ..وعليه فكلام السلف فى جواز الأجتهاد فى العقيدة إنما هو فى ماعناه بعض أهل العلم بقولهم فروع العقيدة وبالطبع وإن كان هذا التاكيد !!على ما هو مقرر !!ولا يحتاج ليُقرر..غير أنى أعرف أنى قد اخاطب أغبياء كثر..يفهمون الكلام على نحو مغلوط..كأن تقول لهم زيد..فيسمعها عمر..
وعليه فكلام السلف وخاصة شيخ الإسلام رحمه الله من جواز الإجتهاد فى العقيدة ليس موجهاً لمسائل لا تقبل النقاش أصلاً فضلاً عن كونها تقبل الأجتهاد..كوجود الله تعالى.. والإيمان بملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وأن القرآن حق، ومنزل من عند الله تعالى، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين..ونحو ذللك مما هو معلوم بالفطرة .فضلاً عن خروجه عن محل البحث والنظر..وهذا تقريره عند السلف معلوم...فلعل المقصد أتضح..عل الغبى يفهم..ولا يعبث. فهذا هو الذى يحمل عليه كلام السلف فى عدم تبديع من وقع فى مخالفة عقائدية ..ألا بضوابط تتحق فى مثله ..والأمثلة كما سترى معنا فى ذلك أكثر من حصرها ..ممن وقعوا فى مخالفات عقدية ..لم يتسرع السلف فى تبديعهم وأنزال الأحكام عليهم ؟؟وهؤلاء تأتى أقوالهم بالتفصيل وكلام أهل العلم فيهم .أما كون خطأ فردي من عالمٍ سنى أصوله في فهم العقيدة وتقريرها ..حذو القذة بالقذة أصول الصحابة والتابعين فى الاعتماد على مصادر التلقى والأستنباط..يبدع ويعامل معاملة بشر المريسى أو الجهم أو بن ابى دوأد..فهذا هو منحنى الحدادية اللئام..فهل يقول سلفى أن مثل قتادة وابن خزيمة والنووى وبن حجر وغيرهم أشاعرة أوماتريدية ... لكونهم وافقوهم فى مسألة أو نحوها..فلذلك لم يبدّع العلماء قتادة ولا ابن خزيمة ..ولا النووى ولا أبو حنيفة ولا غيرهم كثير ممن وقعت منهم أخطاء عقائدية لا تُمثّل منهجا ولا طريقاً متبعاً. ...
وعلى هذا التفريق يؤكد الشاطبي رحمه الله على ما سبق بقوله (الأعتصام_دار بن الجوزى _ط/1_3/93).. فإن الله تعالى (حكم) بِحِكْمَتِهِ أَنْ تَكُونَ فُرُوعُ هَذِهِ (الْمِلَّةِ) قَابِلَةً لِلْأَنْظَارِ، وَمَجَالًا لِلظُّنُونِ، وَقَدْ ثَبَتَ عِنْدَ النُّظَّارِ أن النظريات لا يمكن الاتفاق (عليها) عَادَةً، فَالظَّنِّيَّاتُ/ عَرِيقَةٌ فِي إِمْكَانِ الِاخْتِلَافِ، لَكِنْ فِي الْفُرُوعِ دُونَ الْأُصُولِ، وَفِي الْجُزْئِيَّاتِ دُونَ الْكُلِّيَّاتِ، فَلِذَلِكَ (لَا يَضُرُّ) هَذَا الِاخْتِلَافُ....انتهى.
وقال رحمه الله (الأعتصام_ _3/139) وَذَلِكَ/ أَنَّ هَذِهِ الْفِرَقَ إِنَّمَا تَصِيرُ فِرَقًا بِخِلَافِهَا لِلْفِرْقَةِ النَّاجِيَةِ فِي مَعْنًى كُلِّيٍّ فِي الدِّينِ وَقَاعِدَةٍ مِنْ قَوَاعِدِ الشَّرِيعَةِ، لَا فِي جُزْئِيٍّ مِنَ الْجُزْئِيَّاتِ، إِذِ الْجُزْئِيُّ وَالْفَرْعُ الشَّاذُّ لَا يَنْشَأُ عَنْهُ مُخَالَفَةٌ يَقَعُ بِسَبَبِهَا التَّفَرُّقُ شِيَعًا، وَإِنَّمَا يَنْشَأُ التَّفَرُّقُ عِنْدَ/ وُقُوعِ الْمُخَالَفَةِ فِي الْأُمُورِ الْكُلِّيَّةِ، ..أنتهى.
وهذا ابن تيمية رحمه يقرر أن الأصول الثابتة بالكتاب والسنة والإجماع هي بمنزلة الدين المشترك بين الأنبياء، ليس لأحد الخروج عنها، (مجموع الفتاوى 19/121)" فَهَذَا وَأَمْثَالُهُ يُشْبِهُ تَنَوُّعَ شَرَائِعِ الْأَنْبِيَاءِ؛ فَإِنَّهُمْ مُتَّفِقُونَ عَلَى أَنَّ اللَّهَ أَمَرَ كُلًّا مِنْهُمْ بِالدِّينِ الْجَامِعِ وَأَنْ نَعْبُدَهُ بِتِلْكَ الشِّرْعَةِ وَالْمِنْهَاجِ كَمَا أَنَّ الْأُمَّةَ الْإِسْلَامِيَّةَ مُتَّفِقَةٌ عَلَى أَنَّ اللَّهَ أَمَرَ كُلَّ مُسْلِمٍ مِنْ شَرِيعَةِ الْقُرْآنِ بِمَا هُوَ مَأْمُورٌ بِهِ إمَّا إيجَابًا وَإِمَّا اسْتِحْبَابًا وَإِنْ تَنَوَّعَتْ الْأَفْعَالُ فِي حَقِّ أَصْنَافِ الْأُمَّةِ فَلَمْ يَخْتَلِفْ اعْتِقَادُهُمْ وَلَا مَعْبُودُهُمْ وَلَا أَخْطَأَ أَحَدٌ مِنْهُمْ؛ بَلْ كُلُّهُمْ مُتَّفِقُونَ عَلَى ذَلِكَ يُصَدِّقُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا...انتهى..
وقال الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى : الدرر السنية(1/43). " ثم اعلموا وفقكم الله، إن كانت المسألة إجماعاً فلا نزاع، وإن كانت مسائل اجتهاد فمعلوم أنه لا إنكار في من يسلك الاجتهاد...أنتهى.
قلت //سامح قرر ما قرر..وقال ما قال.. وذلك على نحو من أعتقد ثم أستدل...وهذا عين طريق الضلال..وكذلك ما هو معلوم من سمات أهل البدع من ذكر ما لهم تاركين ما عليهم...فسامح ذكر من كلام السلف ما يوافق ما أعتقد ..ومن ينكر عليه فطريقته الجديدة ..عين الحزبية المقيته.. (أذا قبلت كلامه هنا فأقبل كلامه هنا) أو أن سامح لم يكن يعلم ذلك..فها قد نقلته له..من غير زيادة ولا نقصان..تاركا فهم الكلام...لأصحاب العقول السليمة والفطر المستقيمة...مع التأكيد على أحترام سلفنا من علمائنا من قال بغير كلام شيخ الأسلام..ولكنى تعلمت منهم ..أن الرجال يحتج لهم لا بهم...والدليل مقدم على كل قول...وهذا قول سامح...تسمعه منه وهو يتكلم فى مسألة فقهية وهى مسألة تارك الصلاة...مع ما هو مقرر من الخلاف الكبير فى المسألة بين أهل العلم...سامح يريد أن يلزم غيره بما يعتقد..ومن لم يلتزم بما يقوله يصبح مخالف..هذا فى مسألة فقهية ..فكيف بغيرها...هذا تجده كما فى رده على الشيخ طلعت زهران فى الخطأ(الحادى والاربعون والثانى والاربعون)
قلت // مع التاكيد كما سيأتى أن المسألة فيها خلاف مشهور بين أهل العلم فى كون هل يجوز الأجتهاد فى مسائل العقيدة أم لا..والمسألة فيها تفصيل معلوم من كلام العلماء..ولكن ما أؤكد عليه أولاً:هو كذبه على شيخ الاسلام رحمه بالذات فى هذا القول...والذى هو مشهور عنه رحمه الله مخالفته لكثير من العلماء بكون أن مسائل العقيدة يجوز فيها الأجتهاد وهذا ما أعتقده...بل أنى أراك الأن.. يا سامح يصدق فيك ..قولك (أفتراءك) للشيخ طلعت زهران كما فى الخطأ(الثامن عشر) ..أنت بتقاتل على أيه ..أنت بتقاتل على بدعة يا رجل..أنت بتقاتل على كلام أهل البدع...ولكن قولى لك ..عليه شاهد ودليل..
قُلت //:... وها أنا على طريقتِه السّمِجة ( الوش فى الوش ) أذُكِر كلام إمام مِن أئِمّة الِإسلام ، يُدلي بدّلوه في باب النّصح لِعُموم الأجيال في هذا المِنوال ..تفصيل سلفى مُبين .. غاب عن ذلِك الجهول .. الكذوب ..هالك كلام شيْخ الاسلام رحِمِه الله تُعالى : غيْر أنّ قِبله أذكُر جُملة مِن كلِمات شيخى المِفضال .. الشّيْخ عبد الحميد حسونه رحِمِه الله فى رِسالتِه الموْسومة وتعاوَنوا على البرّ والتّقوَى .. أتوَجِّه بِهذِه الكلِمات لِمن كان له قلب .. أو ألقى السّمع ... لِكُلّ مُنصِف .. مُتّبع غيْر مُقلّد .. لِقزِم فى العِلم ... وأقول كما قال رحِمه الله تُعالى !!!! كلام يكتُب بِماء الذّهب ...... ابتداء ينبغي أن نُقرِّر ها هُنا حقيقة لا تخفى على بصير ، هذِه الحقيقة مُتمثِّلة في فقر أُمّة الإجابة - فضلا عن الأُخرى - الآن مِن العُلماء ، وكان لِغيابِهُم في بعض الأقطار الأثِر البالِغ في اِنحِراف أُهِلُّه ؛ مِمّا وُلِّد مِن الشُّرور الكثير وأُسفِر عن شُبهات ، تناثرت هُنا وهُناك ، باحِثة عِمن يرُدُّها إلى مهدِها ، أو يهدِمُها على أهلِها ، كما أسفر غيابِهُم عن شهوات مسعورة وأهواء محمومة ، تلتهُم كُلّ فضيلة ، وتهتِك كُلّ سِتر وخبيئة .. وليْت الأمر وُقِف عِند هذا الحدّ بل وُجِد عِندهُم مِمّن ينتسِبون إلى العِلم ، وحظُّهُم مِنه النّزر اليَسير ، لم يأخُذوا مِنه بِنصيب ، ولم يتفنّنوا في عُلومِه ويَغوصوا في بُحورِه ويُنقِّبوا عن كُنوزِه ، فضلا عن الوُقوف على أُصولِه ، زيّنوا لِلمُبطليْن باطِلهُم ، وشُجِّعوا الضّلال على ضلالِهُم وأمدّوهُم في غيِّهُم . هذا كله مع طُغيان إلف العادة ، وتعظيم إرث الآباء والأجداد ، مع ما شابّ ذلِك مِن تشويه صورة الأخيار الأطهار وتُسلِّط السّقطة الأغمار . فنتج عن هذا الخليط الفاسِد ، ضلال أفهام ، وتشتُّت أذهان ، وتُخُبِّط مِن بعض الأحداث ، وتوَلِّد عن ذلِك فِتن صمّاء بكماء عمياء . فكان لِزاما أن يقوم سادة النّاس – العُلماء الرّبّانيّين - في أسقاع المبسوطة بِما حبّاهُم الله مِن نور العلم والمُعرّفة ، وبصّرهُم بِكِتابِه وسِنة نبيه ، وسددُهُم ووَفقهُم وكُتُب لِهُم القبول في قلوب عِبادِه ، فرُفِعوا ألويَة العِلم خفّاقة ، بِسواعِد قويّة فتّاكة ، وقطعوا بِأسِنّة الحِجج ألسن كُلّ عنيد ، وأخرصوا كُلّ خصيم ، واِستوْلوْا على معاقِلِهُم - مجالِسُهُم - بعد أنّ خلت مِن آثارِهُم ، فصاروا أثرا سيئا بعد عيْن خائِنة ، وقاموا بِغرس كُلّ طيِّب مِن عِلم وعمل في أرض طيِّبة فاِنتفعت ، واُنتُفِع النّاس بِهُم ، كان اللّه لهُم ، وسُدِّد قوْلُهُم ، وقبل أعُمّالهُم .. آمين وفي هذِه النّصيحة نوْرُد كوْكبة مِن الأدلة ، دالّة على المُراد مِن غيْر إطالة أو إسهاب ، طمعا في الإفادة ، بعد تُكرِّر النّظر لها والإعادة ، مِمّا يورث اِعتِقاد ما حوتُه ، وإدراك ما بثّته . أقوْل : إنّ إيراد هذِه النُّقولات هو في حقيقة الأمر إيراد لِمُسلّمات ، صارت في زمانِنا إيراد لِمُتعجِّبات بل – وعِند بعضِهِم - ومنكورات !! ولا غرو أن يحدُث ذلِك في زمان قُلّ فيه العِلم وفشّا فيه الجهل ، وتحدُث الرويبضة ، بل وصار له أتِباع يهرِفون بِما لا يعلمون ، ويَنعِقون بِالباطِل ويَتشدّقون ، ويَهيمون بِه في كُلّ واد سحيق ، والعاقِبة لِلتّقوَى .مِمّا لا يخفى على أريب أنّنا ولا شكّ في زمان تهيّأت فيه أسبّاب العِلم ، وتُيُسِّرت سبله ، وسهُل في الوُقوف على مسائِلِه .. إلّا أنّه لا تُزال الجماهير المُسلِمة جاهِلة ؛ لِقِلّة العُلماء الرّبّانيّين وتلامِذتُهُم الدُّعاة المُخلِصين مِن جِهة ، وطُغيان الشّهوات مع اِنتِشار الفقر مِن جِهة ثانيَة ، مِمّا كان سبب لِاِنشِغال الجماهير المُسلِمة واِنصِرافهُم عن التّعلُّم . فضلا عن كثرة الأدعياء الّذين يُزيّنون الباطِل لِلعامّة ويَلبسون عليّهُم أمر دينِهُم ، حتّى غابت عن أذهانِهُم المُسلّمات ، وذهلوا عن الحقائِق الواضِحات . وهذِه الأوباء مِن الظُّهور بِحيْث لا تخفى ، مِمّا يلزم مِنه تكرار دعوَة الخُلُق والرّحمة بِهُم والرِّفق معهُم والعوْدة بِهُم إلى ما كان عليه الجيل الأوّل ذلِكُم الجيل العظيم . وأيضا : عُذر مِن تُلطِّخ بِقاذورات الشّرك ، وغاص في أوْحالِه - عافانا اللّه تعالى وإيّاكُم مِن الشّرك وسُلِّمنا مِن وسائِلِه وأسبابه . وبعد هذِه المُقدّمة ، أقوْل : ينبغي على المُكلّفين الدّعوَة إلى العِلم والقيام إليه وعليه وبِه . قال حافِظ المغرِب أبو عُمر ، اِبن عبد البرّ - رُحِمه الله تُعالى :" ومن أمكنه التّعلُّم ، ولم يتعلّم أثمّ ، والله أعلم "" التّمهيد " لِلحافِظ اِبن عبد البرّ ( 4 / 140 ) وقال الإمام الأُصولي ، القرافي - رُحِمه الله تُعالى :" القاعِدة الشّرعيّة دلّت على أنّ كُلّ جهل يُمكِن المُكلّف دفعُه لا يكون حُجّة لِلجاهِل ؛ فإنّ الله تُعالى بُعِث رُسُلُه إلى خلقِه بِرسائِلِه وأوْجُب عليهُم كافّة أن يعلموها ثُمّ يعملوا بِها ، فالعِلم والعمل بِها واجِبان فمِن ترُكّ التّعلُّم والعمل وبُقي جاهِلا فقد عصى معصيتين لِتركه واجِبيْن "" الفروق " لِلقرافي ( 4 / 264 ).
ويؤكد ذلك شيخ الإسلام - رحمه الله تعالى - بقوله : "إن بيان الحكم سبب لزوال الشبهة المانعة من لحوق العقاب فإن العذر الحاصل بالاعتقاد ليس المقصود بقاؤه بل المطلوب زواله حسب الإمكان، ولولا هذا لما وجب بيان العلم ولكان ترك الناس على جهلهم خيراً لهم" "مجموع الفتاوى" لشيخ الإسلام (20/279) و (22/16) .
ويقول أيضاً - رحمه الله تعالى - في عذر المخطئ في المسائل الدقيقة ولو كان ذو علم : "ولا ريب أن الخطأ في دقيق العلم مغفور للأمة، وإن كان ذلك في المسائل العلمية، ولولا ذلك لهلك أكثر فضلاء الأمة!! وإذا كان الله يغفر لمن جهل الخمر لكونه نشأ بأرض جهل مع كونه لم يطلب العلم، فالفاضل المجتهد في طلب العلم بحسب ما أدركه في زمانه ومكانه، إذا كان مقصوده متابعة الرسول - صلى الله عليه وسلم - بحسب إمكتنه، وهو أحق بأن يتقبل الله حسناته، ويثيب على اجتهاداته، ولا يؤاخذه بما أخطأ، تحقيقاً لقوله "ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا" "مجموع فتاوى شيخ الإسلام" (20/165 - 166) ولإخبار الصادق بعموم وقوع الخطأ من بني آدم، وهذا البيان يشمل وقوع الخطأ في المسائل العلمية والخبرية على حد سواء، والمعصوم من عصمه الله تعالى.....أنتهى.
قلت // صدقت رحمك الله ..ولما لا وشيخك هو شيخ الأسلام وتلامذته الأفهام...فهلم يا طالب العلم تنهل من علمهم تقتدى وتتبع سبيلهم..ودعك من بنيات الطريق...فالحمد لله وحده أن جلست يوما بين يدى هذا شيخاً لى...فلى وربى كل الفخر والشرف...وإليك يا طالب الحق..ثلة من أقوال علماء الأمة ..أقوالهم جميعاً فى فلك واحد ..ولما لا وشيخهم الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة.
قالَ شيخُ الأسلامِ بن تيمـية رحمهُ الله فى:مجموع الفتاوى (3/179) فى معرض الكلام في المناظرة حول الواسطية(...ثُمَّ قُلْت لَهُمْ: وَلَيْسَ كُلُّ مَنْ خَالَفَ فِي شَيْءٍ مِنْ هَذَا الِاعْتِقَادِ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ هَالِكًا فَإِنَّ الْمُنَازِعَ قَدْ يَكُونُ مُجْتَهِدًا مُخْطِئًا يَغْفِرُ اللَّهُ خَطَأَهُ وَقَدْ لَا يَكُونُ بَلَغَهُ فِي ذَلِكَ مِنْ الْعِلْمِ مَا تَقُومُ بِهِ عَلَيْهِ الْحُجَّةُ وَقَدْ يَكُونُ لَهُ مِنْ الْحَسَنَاتِ مَا يَمْحُو اللَّهُ بِهِ سَيِّئَاتِهِ، وَإِذَا كَانَتْ أَلْفَاظُ الْوَعِيدِ الْمُتَنَاوَلَةُ لَهُ لَا يَجِبُ أَنْ يَدْخُلَ فِيهَا الْمُتَأَوِّلُ وَالْقَانِتُ وَذُو الْحَسَنَاتِ الْمَاحِيَةِ وَالْمَغْفُورُ لَهُ وَغَيْرُ ذَلِكَ: فَهَذَا أَوْلَى، بَلْ مُوجِبُ هَذَا الْكَلَامِ أَنَّ مَنْ اعْتَقَدَ ذَلِكَ نَجَا فِي هَذَا الِاعْتِقَادِ وَمَنْ اعْتَقَدَ ضِدَّهُ فَقَدْ يَكُونُ نَاجِيًا ..وَقَدْ لَا يَكُونُ نَاجِيًا كَمَا يُقَالُ مَنْ صَمَتَ نَجَا.)انتهى.
فهل العقيدة الواسطية من مسائل الفقه يا سامح!! ؟وهل المخالف فى مسألة منها على الأطلاق أصبح مبتدع.
فقال -رحمه الله- في مجموع الفتاوى (207/19(
" ... هَذَا قَوْلُ السَّلَفِ وَأَئِمَّةِ الْفَتْوَى كَأَبِي حَنِيفَةَ وَالشَّافِعِيِّ ؛ وَالثَّوْرِيِّ ودَاوُد بْنِ عَلِيٍّ ؛ وَغَيْرِهِمْ لَا يؤثمون مُجْتَهِدًا مُخْطِئًا فِي الْمَسَائِلِ الْأُصُولِيَّةِ وَلَا فِي الفروعية كَمَا ذَكَرَ ذَلِكَ عَنْهُمْ ابْنُ حَزْمٍ وَغَيْرُهُ ؛ وَلِهَذَا كَانَ أَبُو حَنِيفَةَ وَالشَّافِعِيُّ وَغَيْرُهُمَا يَقْبَلُونَ شَهَادَةَ أَهْلِ الْأَهْوَاءِ إلَّا الْخَطَابِيَّة وَيُصَحِّحُونَ الصَّلَاةَ خَلْفَهُمْ . وَالْكَافِرُ لَا تُقْبَلُ شَهَادَتُهُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ وَلَا يُصَلَّى خَلْفَهُ وَقَالُوا : هَذَا هُوَ الْقَوْلُ الْمَعْرُوفُ عَنْ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانِ وَأَئِمَّةِ الدِّينِ : أَنَّهُمْ لَا يُكَفِّرُونَ وَلَا يُفَسِّقُونَ وَلَا يؤثمون أَحَدًا مِنْ الْمُجْتَهِدِين َ الْمُخْطِئِينَ لَا فِي مَسْأَلَةٍ عَمَلِيَّةٍ وَلَا عِلْمِيَّةٍ قَالُوا : وَالْفَرْقُ بَيْنَ مَسَائِلِ الْفُرُوعِ وَالْأُصُولِ إنَّمَا هُوَ مِنْ أَقْوَالِ أَهْلِ الْبِدَعِ مِنْ أَهْلِ الْكَلَامِ وَالْمُعْتَزِلَ ةِ وَالْجَهْمِيَّة وَمَنْ سَلَكَ سَبِيلَهُمْ وَانْتَقَلَ هَذَا الْقَوْلُ إلَى أَقْوَامٍ تَكَلَّمُوا بِذَلِكَ فِي أُصُولِ الْفِقْهِ وَلَمْ يَعْرِفُوا حَقِيقَةَ هَذَا الْقَوْلِ وَلَا غَوْرَهُ . قَالُوا : وَالْفَرْقُ بَيْنَ ذَلِكَ فِي مَسَائِلِ الْأُصُولِ وَالْفُرُوعِ كَمَا أَنَّهَا مُحْدَثَةٌ فِي الْإِسْلَامِ لَمْ يَدُلَّ عَلَيْهَا كِتَابٌ وَلَا سُنَّةٌ وَلَا إجْمَاعٌ بَلْ وَلَا قَالَهَا أَحَدٌ مِنْ السَّلَفِ وَالْأَئِمَّةِ فَهِيَ بَاطِلَةٌ عَقْلًا ؛ فَإِنَّ الْمُفَرِّقِينَ بَيْنَ مَا جَعَلُوهُ مَسَائِلَ أُصُولٍ وَمَسَائِلَ فُرُوعٍ لَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَهُمَا بِفَرْقٍ صَحِيحٍ يُمَيِّزُ بَيْنَ النَّوْعَيْنِ بَلْ ذَكَرُوا ثَلَاثَةَ فُرُوقٍ أَوْ أَرْبَعَةً كُلُّهَا بَاطِلَةٌ ... " إلى آخر كلامه رحمه الله تعالى رحمة واسعة...
بل عقد فصلا كاملا رحمه الله في اثبات هذا الأمر..
فقال شيخ الأسلام رحمه الله فى مجموع الفتاوى(20/ 33)فَصْلٌ:
وَالْخَطَأُ الْمَغْفُورُ فِي الِاجْتِهَادِ.. هُوَ فِي نَوْعَيْ الْمَسَائِلِ الْخَبَرِيَّةِ.. والْعِلْمِيَّةِ ..كَمَا قَدْ بُسِطَ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ كَمَنْ اعْتَقَدَ ثُبُوتَ شَيْءٍ لِدَلَالَةِ آيَةٍ أَوْ حَدِيثٍ وَكَانَ لِذَلِكَ مَا يُعَارِضُهُ وَيُبَيِّنُ الْمُرَادَ وَلَمْ يَعْرِفْهُ مِثْلَ مَنْ اعْتَقَدَ أَنَّ الذَّبِيحَ إسْحَاقُ لِحَدِيثِ اعْتَقَدَ ثُبُوتَهُ أَوْ اعْتَقَدَ أَنَّ اللَّهَ لَا يُرَى؛ لِقَوْلِهِ: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ} وَلِقَوْلِهِ: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ} كَمَا احْتَجَّتْ عَائِشَةُ بِهَاتَيْنِ الْآيَتَيْنِ عَلَى انْتِفَاءِ الرُّؤْيَةِ فِي حَقِّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِنَّمَا يَدُلَّانِ بِطَرِيقِ الْعُمُومِ. كَمَا نُقِلَ عَنْ بَعْضِ التَّابِعِينَ أَنَّ اللَّهَ لَا يُرَى وَفَسَّرُوا قَوْلَهُ: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ} {إلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} بِأَنَّهَا تَنْتَظِرُ ثَوَابَ رَبِّهَا كَمَا نُقِلَ عَنْ مُجَاهِدٍ وَأَبِي صَالِحٍ. أَوْ مَنْ اعْتَقَدَ أَنَّ الْمَيِّتَ لَا يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ الْحَيِّ؛ لِاعْتِقَادِهِ أَنَّ قَوْلَهُ: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ؛ وَأَنَّ ذَلِكَ يُقَدَّمُ عَلَى رِوَايَةِ الرَّاوِي لِأَنَّ السَّمْعَ يَغْلَطُ كَمَا اعْتَقَدَ ذَلِكَ طَائِفَة مِنْ السَّلَفِ وَالْخَلَفِ. أَوْ اعْتَقَدَ أَنَّ الْمَيِّتَ لَا يَسْمَعُ خِطَابَ الْحَيِّ؛ لِاعْتِقَادِهِ أَنَّ قَوْلَهُ: {فَإنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى} يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ. أَوْ اعْتَقَدَ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْجَبُ كَمَا اعْتَقَدَ ذَلِكَ شريح؛ لِاعْتِقَادِهِ أَنَّ الْعَجَبَ إنَّمَا يَكُونُ مِنْ جَهْلِ السَّبَبِ وَاَللَّهُ مُنَزَّهٌ عَنْ الْجَهْلِ. أَوْ اعْتَقَدَ أَنَّ عَلِيًّا أَفْضَلُ الصَّحَابَةِ؛ لِاعْتِقَادِهِ صِحَّةَ حَدِيثِ الطَّيْرِ؛ وَأَنَّ {النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: اللَّهُمَّ ائْتِنِي بِأَحَبِّ الْخَلْقِ إلَيْك؛ يَأْكُلُ مَعِي مِنْ هَذَا الطَّائِرِ} . أَوْ اعْتَقَدَ أَنَّ مَنْ جَسَّ لِلْعَدُوِّ وَأَعْلَمَهُمْ بِغَزْوِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَهُوَ مُنَافِقٌ: كَمَا اعْتَقَدَ ذَلِكَ عُمَرُ فِي حَاطِبٍ وَقَالَ: دَعْنِي أَضْرِبْ عُنُقَ هَذَا الْمُنَافِقِ. أَوْ اعْتَقَدَ أَنَّ مَنْ غَضِبَ لِبَعْضِ الْمُنَافِقِينَ غَضْبَةً فَهُوَ مُنَافِقٌ؛ كَمَا اعْتَقَدَ ذَلِكَ أسيد بْنُ حضير فِي سَعْدِ بْنِ عبادة وَقَالَ: إنَّك مُنَافِقٌ تُجَادِلُ عَنْ الْمُنَافِقِينَ. أَوْ اعْتَقَدَ أَنَّ بَعْضَ الْكَلِمَاتِ أَوْ الْآيَاتِ أَنَّهَا لَيْسَتْ مِنْ الْقُرْآنِ؛ لِأَنَّ ذَلِكَ لَمْ يَثْبُتْ عِنْدَهُ بِالنَّقْلِ الثَّابِتِ كَمَا نُقِلَ عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنْ السَّلَفِ أَنَّهُمْ أَنْكَرُوا أَلْفَاظًا مِنْ الْقُرْآنِ كَإِنْكَارِ بَعْضِهِمْ: {وَقَضَى رَبُّكَ} وَقَالَ: إنَّمَا هِيَ وَوَصَّى رَبُّك. وَإِنْكَارِ بَعْضِهِمْ قَوْلَهُ: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ} وَقَالَ: إنَّمَا هُوَ مِيثَاقُ بَنِي إسْرَائِيلَ وَكَذَلِكَ هِيَ فِي قِرَاءَةِ عَبْدِ اللَّهِ. وَإِنْكَارِ بَعْضِهِمْ {أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا} إنَّمَا هِيَ أَوَلَمْ يَتَبَيَّنْ الَّذِينَ آمَنُوا. وَكَمَا أَنْكَرَ عُمَرُ عَلَى هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ لَمَّا رَآهُ يَقْرَأُ سُورَةَ الْفُرْقَانِ عَلَى غَيْرِ مَا قَرَأَهَا. وَكَمَا أَنْكَرَ طَائِفَةٌ مِنْ السَّلَفِ عَلَى بَعْضِ الْقُرَّاءِ بِحُرُوفِ لَمْ يَعْرِفُوهَا حَتَّى جَمَعَهُمْ عُثْمَانُ عَلَى الْمُصْحَفِ الْإِمَامِ. وَكَمَا أَنْكَرَ طَائِفَةٌ مِنْ السَّلَفِ وَالْخَلَفِ أَنَّ اللَّهَ يُرِيدُ الْمَعَاصِيَ؛ لِاعْتِقَادِهِمْ أَنَّ مَعْنَاهُ أَنَّ اللَّهَ يُحِبُّ ذَلِكَ وَيَرْضَاهُ وَيَأْمُرُ بِهِ. وَأَنْكَرَ طَائِفَةٌ مِنْ السَّلَفِ وَالْخَلَفِ أَنَّ اللَّهَ يُرِيدُ الْمَعَاصِيَ؛ لِكَوْنِهِمْ ظَنُّوا أَنَّ الْإِرَادَةَ لَا تَكُونُ إلَّا بِمَعْنَى الْمَشِيئَةِ لِخَلْقِهَا وَقَدْ عَلِمُوا أَنَّ اللَّهَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ؛ وَأَنَّهُ مَا شَاءَ كَانَ وَمَا لَمْ يَشَأْ لَمْ يَكُنْ وَالْقُرْآنُ قَدْ جَاءَ بِلَفْظِ الْإِرَادَةِ بِهَذَا الْمَعْنَى وَبِهَذَا الْمَعْنَى لَكِنَّ كُلَّ طَائِفَةٍ عَرَفَتْ أَحَدَ الْمَعْنَيَيْنِ وَأَنْكَرَتْ الْآخَرَ. وَكَاَلَّذِي قَالَ لِأَهْلِهِ: إذَا أَنَا مُتّ فَأَحْرِقُونِي: ثُمَّ ذَرُونِي فِي الْيَمِّ فَوَاَللَّهِ لَئِنْ قَدَرَ اللَّهُ عَلَيَّ لَيُعَذِّبَنِي عَذَابًا لَا يُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنْ الْعَالَمِينَ. وَكَمَا قَدْ ذَكَرَهُ طَائِفَةٌ مِنْ السَّلَفِ فِي قَوْلِهِ: {أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ} وَفِي قَوْلِ الْحَوَارِيِّينَ: {هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ} وَكَالصَّحَابَةِ الَّذِينَ سَأَلُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَلْ نَرَى رَبَّنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ فَلَمْ يَكُونُوا يَعْلَمُونَ أَنَّهُمْ يَرَوْنَهُ؛ وَكَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ لَا يَعْلَمُ ذَلِكَ؛ إمَّا لِأَنَّهُ لَمْ تَبْلُغْهُ الْأَحَادِيثُ وَإِمَّا لِأَنَّهُ ظَنَّ أَنَّهُ كَذِبٌ وَغَلَطٌ...انتهى..
قلت//هل كل ما ذكُر يا سامح من رؤية الله ..وأن الله لا يعجب..وتأويل القدرة....وأعتقاد علي رضى الله عنه أفضل الصحابة..هل ذلك من الفقه..
قلت //هذا شيخ الأسلام وهو يدافع عن الأمام البخارى فيما نسب إليه من القول بخلق القراءن(12/208 مجموع الفتاوى) (....وَلَكِنَّ أَهْلَ خُرَاسَانَ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ مِنْ الْعِلْمِ بِأَقْوَالِ أَحْمَد مَا لِأَهْلِ الْعِرَاقِ الَّذِينَ هُمْ أَخَصُّ بِهِ. وَأَعْظَمُ مَا وَقَعَتْ فِتْنَةُ " اللَّفْظِ " بِخُرَاسَانَ وَتَعَصَّبَ فِيهَا عَلَى الْبُخَارِيِّ - مَعَ جَلَالَتِهِ وَإِمَامَتِهِ - وَإِنْ كَانَ الَّذِينَ قَامُوا عَلَيْهِ أَيْضًا أَئِمَّةٌ أَجِلَّاءٌ فَالْبُخَارِيُّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - مِنْ أَجَلِّ النَّاسِ. وَإِذَا حَسُنَ قَصْدُهُمْ وَاجْتَهَدَ هُوَ وَهْم أَثَابَهُ اللَّهُ وَإِيَّاهُمْ عَلَى حُسْنِ الْقَصْدِ وَالِاجْتِهَادِ. وَإِنْ كَانَ قَدْ وَقَعَ مِنْهُ أَوْ مِنْهُمْ بَعْضُ الْغَلَطِ وَالْخَطَأِ فَاَللَّهُ يَغْفِرُ لَهُمْ كُلِّهِمْ؛ لَكِنَّ مِنْ الْجُهَّالِ مَنْ لَا يَدْرِي كَيْفَ وَقَعَتْ الْأُمُورُ حَتَّى رَأَيْت بِخَطِّ بَعْضَ الشُّيُوخِ الَّذِينَ لَهُمْ عِلْمٌ وَدِينٌ يَقُولُ: مَاتَ الْبُخَارِيُّ بِقَرْيَةِ خرتنك فَأَرْسَلَ أَحْمَد إلَى أَهْلِ الْقَرْيَةِ يَأْمُرُهُمْ أَنْ لَا يُصَلُّوا عَلَيْهِ لِأَجْلِ قَوْلِهِ فِي " مَسْأَلَةِ اللَّفْظِ " وَهَذَا مِنْ أَبْيَنِ الْكَذِبِ عَلَى أَحْمَد وَالْبُخَارِيِّ وَكَاذِبُهُ جَاهِلٌ بِحَالِهِمَا.
قلت: فى نفس الوقت الذى معلوم فيه ما قرره الامام أحمد رحمه من كون مَنْ قَالَ: لَفْظي بِالقُرْآنِ مَخْلُوْقٌ - يُرِيْدُ بِهِ القُرْآنَ - فَهُوَ جَهْمِيٌّ.(السير 11/288) وَمَنْ قَالَ : إنَّهُ غَيْرُ مَخْلُوقٍ فَهُوَ مُبْتَدِعٌ ..انتهى.
قلت// يعنى شرط أن يقول هو كلام الله غير مخلوق وألفاظنا به غير مخلوقه...وذلك بسبب ما حدث من الخلط والفهم الخطأ الذى قد يفهم من تلك الألفاظ....فهل بدع شيخ الاسلام رحمه الله البخارى..مع ما هو معلوم من براءة الامام البخارى رحمه لله تعالى من هذا القول.. قال شيخ الأسلام .. وَاجْتَهَدَ هُوَ وَهْم أَثَابَهُ اللَّهُ وَإِيَّاهُمْ عَلَى حُسْنِ الْقَصْدِ وَالِاجْتِهَادِ...فهل هناك أجتهاد فى القول بخلق القرأن...وهنا أسألك سؤال وأنتظر منك الجواب..هل البخارى رحمه الله عند شيخ الإسلام كان عالم بمسألة خلق القراءن .أم كان يراه جاهل..فإن كان يراه عالم بالمسألة.فعلى قاعدتك فالبخارى مبتدع..ووجب على بن تيمية تبديعه..أو أن شيخ الإسلام كان يعتقد أن البخارى جاهل بالمسألة فعذره ولم يبدعه..كذاب أشر.
قال شيخ الأسلام كما فى مجموع الفتاوى(2/142)وَالْبِدَعُ نَوْعَانِ: نَوْعٌ فِي الْأَقْوَالِ وَالِاعْتِقَادَاتِ، وَنَوْعٌ فِي الْأَفْعَالِ وَالْعِبَادَاتِ.
وَهَذَا الثَّانِي يَتَضَمَّنُ الْأَوَّلَ، كَمَا أَنَّ الْأَوَّلَ يَدْعُو إلَى الثَّانِي.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية فى منهاج السنة( 5/239) جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية_).....أَنَّ الْمُتَأَوِّلَ الَّذِي قَصْدُهُ مُتَابَعَةُ الرَّسُولِ لَا يَكْفُرُ، بَلْ وَلَا يَفْسُقُ إِذَا اجْتَهَدَ فَأَخْطَأَ. وَهَذَا مَشْهُورٌ عِنْدَ النَّاسِ فِي الْمَسَائِلِ الْعَمَلِيَّةِ. وَأَمَّا مَسَائِلُ الْعَقَائِدِ ,,فَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ كَفَّرَ الْمُخْطِئِينَ فِيهَا.وَهَذَا الْقَوْلُ لَا يُعَرَفُ عَنْ أَحَدٍ مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ، وَلَا عَنْ أَحَدٍ مِنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ، وَإِنَّمَا هُوَ فِي الْأَصْلِ مِنْ أَقْوَالِ أَهْلِ الْبِدَعِ، الَّذِينَ يَبْتَدِعُونَ بِدْعَةً وَيُكَفِّرُونَ مَنْ خَالَفَهُمْ، كَالْخَوَارِجِ وَالْمُعْتَزِلَةِ وَالْجَهْمِيَّةِ، وَوَقَعَ ذَلِكَ فِي كَثِيرٍ مِنْ أَتْبَاعِ الْأَئِمَّةِ، كَبَعْضِ أَصْحَابِ مَالِكٍ وَالشَّافِعِيِّ وَأَحْمَدَ وَغَيْرِهِمْ.....أنتهى.
هل عرفت يا سامح قول من هذا..التبديع بأصول مخترعة...التكفير بأقوال مخترعة..وأنا أسألك سؤال يا سامح..لو رجل عقيدته سلفية..سنية..كلها...غير أنه أعتقد ..بأن التسبيح على السبحة خير وأفضل من التسبيح على اليد اليمنى..وأقيمت عليه الحجة..ولم يرجع..نوصح ولم يرجع..بل صار يوالى ويعادى على هذا القول..فما حكمه عندك...لعلك فهمت.
قَالَ شيخُ الأسلامِ بن تيمية رحمهُ اللهفى: درء تعارض العقل والنقل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، (1/ 277)(وأما أهل العلم والإيمان: فهم على نقيض هذه الحال، يجعلون كلام الله وكلام رسوله هو الأصل الذي يعتمد عليه، وإليه يرد ما تنازع الناس فيه، فما وافقه كان حقاً، وما خالفه كان باطلاً، ومن كان قصده متابعته من المؤمنين، وأخطأ بعد اجتهاده الذي أستفرغ به وسعه غفر الله له خطأه، سواء كان خطؤه في المسائل العلمية الحبرية، او المسائل العلمية، فإنه ليس كل ما كان معلوماً متيقناً لبعض الناس يجب أن يكون معلوماً متيقناً لغيره.وليس كل ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمه كل الناس ويفهمونه، بل كثير منهم لم يسمع كثيراً منه، وكثير منهم قد يشتبه عليه ما أراده، وإن كان كلامه في نفسه محكماً مقروناً بما يبين مراده، لكن أهل العلم يعلمون ما قاله، ويميزون بين النقل الذي يصدق به والنقل الذي يكذب به، ويعرفون ما يعلم به معاني كلامه صلى الله عليه وسلم، فإن الله تعالي أمر الرسول بالبلاغ المبين، وهو أطوع الناس لربه، فلا بد أن يكون قد بلغ البلاغ المبين، ومع البلاغ المبين لا يكون بيانه ملتبساً مدلساً.)أنتهى
قَالَ شيخُ الأسلامِ بن تيمية رحمهُ اللهفى: مجموع الفتاوى (24/172)
(وَقَدْ كَانَ الْعُلَمَاءُ مِنْ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَمَنْ بَعْدَهُمْ إذَا تَنَازَعُوا فِي الْأَمْرِ اتَّبَعُوا أَمْرَ اللَّهِ تَعَالَى فِي قَوْلِهِ: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا} وَكَانُوا يَتَنَاظَرُونَ فِي الْمَسْأَلَةِ مُنَاظَرَةَ مُشَاوَرَةٍ وَمُنَاصَحَةٍ وَرُبَّمَا اخْتَلَفَ قَوْلُهُمْ فِي الْمَسْأَلَةِ الْعِلْمِيَّةِ وَالْعَمَلِيَّةِ مَعَ بَقَاءِ الْأُلْفَةِ وَالْعِصْمَةِ وَأُخُوَّةِ الدِّينِ. نَعَمْ مَنْ خَالَفَ الْكِتَابَ الْمُسْتَبِينَ وَالسُّنَّةَ الْمُسْتَفِيضَةَ أَوْ مَا أَجْمَعَ عَلَيْهِ سَلَفُ الْأُمَّةِ خِلَافًا لَا يُعْذَرُ فِيهِ فَهَذَا يُعَامَلُ بِمَا يُعَامَلُ بِهِ أَهْلُ الْبِدَعِ. فَعَائِشَةُ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَدْ خَالَفَتْ ابْنَ عَبَّاسٍ وَغَيْرَهُ مِنْ الصَّحَابَةِ فِي أَنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى رَبَّهُ وَقَالَتْ: " مَنْ زَعَمَ أَنَّ مُحَمَّدًا رَأَى رَبَّهُ فَقَدْ أَعْظَمَ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى الْفِرْيَةَ " وَجُمْهُورُ الْأُمَّةِ عَلَى قَوْلِ ابْنِ عَبَّاسٍ مَعَ أَنَّهُمْ لَا يُبَدِّعُونَ الْمَانِعِينَ الَّذِينَ وَافَقُوا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا وَكَذَلِكَ أَنْكَرَتْ أَنْ يَكُونَ الْأَمْوَاتُ يَسْمَعُونَ دُعَاءَ الْحَيِّ لَمَّا قِيلَ لَهَا: إنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: {مَا أَنْتُمْ بِأَسْمَعَ لِمَا أَقُولُ مِنْهُمْ} " فَقَالَتْ: إنَّمَا قَالَ: إنَّهُمْ لَيَعْلَمُونَ الْآنَ أَنَّ مَا قُلْت لَهُمْ حَقٌّ. وَمَعَ هَذَا فَلَا رَيْبَ أَنَّ الْمَوْتَى يَسْمَعُونَ خَفْقَ النِّعَالِ كَمَا ثَبَتَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {وَمَا مِنْ رَجُلٍ يَمُرُّ بِقَبْرِ الرَّجُلِ كَانَ يَعْرِفُهُ فِي الدُّنْيَا فَيُسَلِّمُ عَلَيْهِ إلَّا رَدَّ اللَّهُ عَلَيْهِ رُوحَهُ حَتَّى يَرُدَّ عَلَيْهِ السَّلَامَ} ...إلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ الْأَحَادِيثِ. وَأُمُّ الْمُؤْمِنِينَ تَأَوَّلَتْ وَاَللَّهُ يَرْضَى عَنْهَا. وَكَذَلِكَ مُعَاوِيَةُ نُقِلَ عَنْهُ فِي أَمْرِ الْمِعْرَاجِ أَنَّهُ قَالَ: إنَّمَا كَانَ بِرُوحِهِ وَالنَّاسُ عَلَى خِلَافِ مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَمِثْلُ هَذَا كَثِيرٌ. وَأَمَّا الِاخْتِلَافُ فِي " الْأَحْكَامِ " فَأَكْثَرُ مِنْ أَنْ يَنْضَبِطَ وَلَوْ كَانَ كُلَّمَا اخْتَلَفَ مُسْلِمَانِ فِي شَيْءٍ تَهَاجَرَا لَمْ يَبْقَ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ عِصْمَةٌ وَلَا أُخُوَّةٌ وَلَقَدْ كَانَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا سَيِّدَا الْمُسْلِمِينَ يَتَنَازَعَانِ فِي أَشْيَاءَ لَا يَقْصِدَانِ إلَّا الْخَيْرَ وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَصْحَابِهِ يَوْمَ بَنِي قُرَيْظَةَ: {لَا يُصَلِّيَن أَحَدٌ الْعَصْرَ إلَّا فِي بَنِي قُرَيْظَةَ فَأَدْرَكَتْهُمْ الْعَصْرُ فِي الطَّرِيقِ فَقَالَ قَوْمٌ: لَا نُصَلِّي إلَّا فِي بَنِي قُرَيْظَةَ وَفَاتَتْهُمْ الْعَصْرُ. وَقَالَ قَوْمٌ: لَمْ يُرِدْ مِنَّا تَأْخِيرَ الصَّلَاةِ فَصَلَّوْا فِي الطَّرِيقِ فَلَمْ يَعِبْ وَاحِدًا مِنْ الطَّائِفَتَيْنِ} . أَخْرَجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ. وَهَذَا وَإِنْ كَانَ فِي الْأَحْكَامِ فَمَا لَمْ يَكُنْ مِنْ الْأُصُولِ الْمُهِمَّةِ فَهُوَ مُلْحَقٌ بِالْأَحْكَامِ.) أنتهى
قلت//وهذا القول مما أستدل به سامح فى حد البدعة..وجاء بقوله رحمه الله نَعَمْ مَنْ خَالَفَ الْكِتَابَ الْمُسْتَبِينَ وَالسُّنَّةَ الْمُسْتَفِيضَةَ......ولم ياتى بسابق الكلام ولا لاحق الكلام...فبه يعرف مراد الشيخ رحمه الله..مع ما قعده وأصله رحمه الله فى غير هذا الموطن من توافر الشروط وانتفاء الموانع...مع الأخذ بكون الرجل أجتهد وأفرغ وسعه..مع الأعتبار بكون الرجل أصلا أصوله سنية سلفية..والا ما ذكره من خلاف فى مسائل كما فى مجموع الفتاوى(20/ 33) هل حكم عليهم بالبدعة..أم هذه المسائل لم تكن مستفيضة..فضلا عن تقريره رحمه الله الذى طفحت به كتبه ..من التفريق بين الفعل والفاعل...القول والقائل....وهذا ما جهله الحدادية..أو علموه..وتناسوه..فتلك مصيبة أعظم..والله المستعان
وقال في منهاج السنة( 5/85) (...وَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَقُولُونَ: الْمُصِيبُ وَاحِدٌ فِي كُلِّ مَسْأَلَةٍ أَصْلِيَّةٍ وَفَرْعِيَّةٍ وَكُلُّ مَنْ سِوَى الْمُصِيبِ فَهُوَ آثِمٌ؛ لِأَنَّهُ مُخْطِئٌ وَالْخَطَأُ وَالْإِثْمُ عِنْدَهُمْ مُتَلَازِمَانِ وَهَذَا قَوْلُ بِشْرٍ الْمَرِيسِيَّ وَكَثِيرٍ مِنْ الْمُعْتَزِلَةِ الْبَغْدَادِيِّينَ. " انتهى
قَالَ شيخُ الأسلامِ بن تيمية رحمهُ الله فى: مجموع الفتاوى(3/179(
فَهَذَا الِاعْتِقَادُ: هُوَ الْمَأْثُورُ عَنْ النَّبِيِّ وَأَصْحَابِهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَهُمْ وَمَنْ اتَّبَعَهُمْ الْفِرْقَةُ النَّاجِيَةُ فَإِنَّهُ قَدْ ثَبَتَ عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنْ الصَّحَابَةِ أَنَّهُ قَالَ: الْإِيمَانُ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ وَكُلُّ مَا ذَكَرْته فِي ذَلِكَ فَإِنَّهُ مَأْثُورٌ عَنْ الصَّحَابَةِ بِالْأَسَانِيدِ الثَّابِتَةِ لَفْظُهُ وَمَعْنَاهُ وَإِذَا خَالَفَهُمْ مَنْ بَعْدَهُمْ لِمَا يَضُرُّ فِي ذَلِكَ. ثُمَّ قُلْت لَهُمْ: وَلَيْسَ كُلُّ مَنْ خَالَفَ فِي شَيْءٍ مِنْ هَذَا الِاعْتِقَادِ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ هَالِكًا فَإِنَّ الْمُنَازِعَ قَدْ يَكُونُ مُجْتَهِدًا مُخْطِئًا يَغْفِرُ اللَّهُ خَطَأَهُ وَقَدْ لَا يَكُونُ بَلَغَهُ فِي ذَلِكَ مِنْ الْعِلْمِ مَا تَقُومُ بِهِ عَلَيْهِ الْحُجَّةُ وَقَدْ يَكُونُ لَهُ مِنْ الْحَسَنَاتِ مَا يَمْحُو اللَّهُ بِهِ سَيِّئَاتِهِ، وَإِذَا كَانَتْ أَلْفَاظُ الْوَعِيدِ الْمُتَنَاوَلَةُ لَهُ لَا يَجِبُ أَنْ يَدْخُلَ فِيهَا الْمُتَأَوِّلُ وَالْقَانِتُ وَذُو الْحَسَنَاتِ الْمَاحِيَةِ وَالْمَغْفُورُ لَهُ وَغَيْرُ ذَلِكَ: فَهَذَا أَوْلَى، بَلْ مُوجِبُ هَذَا الْكَلَامِ أَنَّ مَنْ اعْتَقَدَ ذَلِكَ نَجَا فِي هَذَا الِاعْتِقَادِ وَمَنْ اعْتَقَدَ ضِدَّهُ فَقَدْ يَكُونُ نَاجِيًا وَقَدْ لَا يَكُونُ نَاجِيًا كَمَا يُقَالُ مَنْ صَمَتَ نَجَا. )انتهى
قَالَ شيخُ الأسلامِ بن تيمـية رحمهُ الله فى: مجموع الفتاوى [3/348-349] (وَمِمَّا يَنْبَغِي أَيْضًا أَنْ يُعْرَفَ أَنَّ الطَّوَائِفَ الْمُنْتَسِبَةَ إلَى مَتْبُوعِينَ فِي أُصُولِ الدِّينِ وَالْكَلَامِ: عَلَى دَرَجَاتٍ مِنْهُمْ مَنْ يَكُونُ قَدْ خَالَفَ السُّنَّةَ فِي أُصُولٍ عَظِيمَةٍ وَمِنْهُمْ مَنْ يَكُونُ إنَّمَا خَالَفَ السُّنَّةَ فِي أُمُورٍ دَقِيقَةٍ. وَمَنْ يَكُونُ قَدْ رَدَّ عَلَى غَيْرِهِ مِنْ الطَّوَائِفِ الَّذِينَ هُمْ أَبْعَدُ عَنْ السُّنَّةِ مِنْهُ؛ فَيَكُونُ مَحْمُودًا فِيمَا رَدَّهُ مِنْ الْبَاطِلِ وَقَالَهُ مِنْ الْحَقِّ؛ لَكِنْ يَكُونُ قَدْ جَاوَزَ الْعَدْلَ فِي رَدِّهِ بِحَيْثُ جَحَدَ بَعْضَ الْحَقِّ وَقَالَ بَعْضَ الْبَاطِلِ فَيَكُونُ قَدْ رَدَّ بِدْعَةً كَبِيرَةً بِبِدْعَةِ أَخَفَّ مِنْهَا؛ وَرَدَّ بِالْبَاطِلِ بَاطِلًا بِبَاطِلِ أَخَفَّ مِنْهُ وَهَذِهِ حَالُ أَكْثَرِ أَهْلِ الْكَلَامِ الْمُنْتَسِبِينَ إلَى السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ. وَمِثْلُ هَؤُلَاءِ إذَا لَمْ يَجْعَلُوا مَا ابْتَدَعُوهُ قَوْلًا يُفَارِقُونَ بِهِ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ؛ يُوَالُونَ عَلَيْهِ وَيُعَادُونَ؛ كَانَ مِنْ نَوْعِ الْخَطَأِ. وَاَللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يَغْفِرُ لِلْمُؤْمِنِينَ خَطَأَهُمْ فِي مِثْلِ ذَلِكَ. وَلِهَذَا وَقَعَ فِي مِثْلِ هَذَا كَثِيرٌ مِنْ سَلَفِ الْأُمَّةِ وَأَئِمَّتِهَا: لَهُمْ مَقَالَاتٌ قَالُوهَا بِاجْتِهَادِ وَهِيَ تُخَالِفُ مَا ثَبَتَ فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ؛ بِخِلَافِ مَنْ وَالَى مُوَافِقَهُ وَعَادَى مُخَالِفَهُ وَفَرَّقَ بَيْنَ جَمَاعَةِ الْمُسْلِمِينَ وَكَفَّرَ وَفَسَّقَ مُخَالِفَهُ دُونَ مُوَافِقِهِ فِي مَسَائِلِ الْآرَاءِ وَالِاجْتِهَادَاتِ؛ وَاسْتَحَلَّ قِتَالَ مُخَالِفِهِ دُونَ مُوَافِقِهِ فَهَؤُلَاءِ مِنْ أَهْلِ التَّفَرُّقِ وَالِاخْتِلَافَاتِ.)انتهى. قلت: والمسائل الدقيقة بينها شيخ الأسلام ولعل لعلمه بجهلة اليوم الذين يفهمون الكلام مقلوبا فقال رحمه الله فى معرض الرد على ابى الحسن الأشعرى رحمه الله تعالى (...وَأَمَّا أَهْلُ الْحَدِيثِ وَالسُّنَّةِ فَلَمْ يَذْكُرْ عَنْهُمْ إلَّا جُمْلَةَ مَقَالَاتٍ، مَعَ أَنَّ لَهُمْ فِي تَفَاصِيلِ تِلْكَ مِنْ الْأَقْوَالِ أَكْثَرُ مِمَّا لِأَهْلِ الْكَلَامِ، وَذَكَرَ الْخِلَافَ بَيْنَ أَهْلِ الْكَلَامِ فِي الدَّقِيقِ فَلَمْ يَذْكُرْ النِّزَاعَ بَيْنَ أَهْلِ الْحَدِيثِ فِي الدَّقِيقِ، وَبَيْنَهُمْ مُنَازَعَاتٌ فِي أُمُورٍ دَقِيقَةٍ لَطِيفَةٍ كَمَسْأَلَةِ اللَّفْظِ وَنُقْصَانِ الْإِيمَانِ وَتَفْضِيلِ عُثْمَانَ، وَبَعْضِ أَحَادِيثِ الصِّفَاتِ وَنَفْيِ لَفْظِ الْجَبْرِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ دَقِيقِ الْقَوْلِ وَلَطِيفِهِ.وَلَيْسَ الْمَقْصُودُ هُنَا إطْلَاقُ مَدْحِ شَخْصٍ أَوْ طَائِفَةٍ، وَلَا إطْلَاقُ ذَمِّ ذَلِكَ، فَإِنَّ الصَّوَابَ الَّذِي عَلَيْهِ أَهْلُ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ أَنَّهُ قَدْ يَجْتَمِعُ فِي الشَّخْصِ الْوَاحِدِ وَالطَّائِفَةِ الْوَاحِدَةِ مَا يُحْمَدُ بِهِ مِنْ الْحَسَنَاتِ وَمَا يُذَمُّ بِهِ مِنْ السَّيِّئَاتِ، وَمَا لَا يُحْمَدُ بِهِ وَلَا يُذَمُّ مِنْ الْمَبَاحِثِ وَالْعَفْوِ عَنْهُ مِنْ الْخَطَإِ وَالنِّسْيَانِ بِحَيْثُ يَسْتَحِقُّ الثَّوَابَ عَلَى حَسَنَاتِهِ وَيَسْتَحِقُّ الْعِقَابَ عَلَى سَيِّئَاتِهِ بِحَيْثُ لَا يَكُونُ مَحْمُودًا وَلَا مَذْمُومًا عَلَى الْمُبَاحَاتِ وَالْمَعْفُوَّاتِ، وَهَذَا مَذْهَبُ أَهْلِ السُّنَّةِ فِي فُسَّاقِ أَهْلِ الْقِبْلَةِ وَنَحْوِهِمْ.وقال رحمه فى الصفحة التى بعدها..... وَلَا رَيْبَ أَنَّ لِلْأَشْعَرِيِّ فِي الرَّدِّ عَلَى أَهْلِ الْبِدَعِ كَلَامًا حَسَنًا هُوَ مِنْ الْكَلَامِ الْمَقْبُولِ الَّذِي يُحْمَدُ قَائِلُهُ إذَا أَخْلَصَ فِيهِ النِّيَّةَ، وَلَهُ أَيْضًا كَلَامٌ خَالَفَ بِهِ بَعْضَ السُّنَّةِ هُوَ مِنْ الْكَلَامِ الْمَرْدُودِ الَّذِي يُذَمُّ بِهِ قَائِلُهُ إذَا أَصَرَّ عَلَيْهِ بَعْدَ قِيَامِ الْحُجَّةِ، وَإِنْ كَانَ الْكَلَامُ الْحَسَنُ لَمْ يُخْلِصْ فِيهِ النِّيَّةَ، وَالْكَلَامُ السَّيِّئُ كَانَ صَاحِبُهُ مُجْتَهِدًا مُخْطِئًا مَغْفُورًا لَهُ خَطَؤُهُ لَمْ يَكُنْ فِي وَاحِدٍ مِنْهُمَا مَدْحٌ وَلَا ذَمٌّ، بَلْ يُحْمَدُ نَفْسُ الْكَلَامِ الْمَقْبُولِ الْمُوَافِقِ لِلسُّنَّةِ وَيُذَمُّ الْكَلَامُ الْمُخَالِفُ لِلسُّنَّةِ، وَإِنَّمَا الْمَقْصُودُ أَنَّ الْأَئِمَّةَ الْمَرْجُوعَ إلَيْهِمْ فِي الدِّينِ مُخَالِفُونَ لِلْأَشْعَرِيِّ فِي مَسْأَلَةِ الْكَلَامِ، وَإِنْ كَانُوا مَعَ ذَلِكَ مُعَظِّمِينَ لَهُ فِي أُمُورٍ أُخْرَى وَنَاهِينَ عَنْ لَعْنِهِ وَتَكْفِيرِهِ، وَمَادِحِينَ لَهُ بِمَا لَهُ مِنْ الْمَحَاسِنِ....انتىهى.
قال بن أبى العز الحنفى رحمه الله فى كتابه فى الإتباع_ عالم الكتب – لبنان(ط2/ص29)
) ....وَالْقَوْل قد يكون مُخَالفا للنَّص وقائله مَعْذُور فَإِن الْمُخَالفَة بِتَأْوِيل لم يسلم مِنْهَا أحد من أهل الْعلم وَذَلِكَ التَّأْوِيل وَإِن كَانَ فَاسِدا فصاحبه مغْفُور لَهُ لحصوله عَن اجْتِهَاده فَإِن الْمُجْتَهد إِذا اجْتهد وَأصَاب فَلهُ أَجْرَانِ أجر على اجْتِهَاده وَأجر على إِصَابَته الْحق وَإِذا اجْتهد وَأَخْطَأ فَلهُ أجر على اجْتِهَاده وَخَطأَهُ مغْفُور لَهُ فمخالفة النَّص إِذا كَانَت عَن قصد فَهِيَ كفر وَإِن كَانَت عَن إجتهاد فَهِيَ من الْخَطَأ المغفور فَلَا يجوز أَن يُقَال عَن أبي حنيفَة وَلَا عَمَّن دونه من أهل الْعلم فِيمَا يُوجد من أَقْوَاله مُخَالفا للنَّص أَنه خَالف الرَّسُول قصدا بل إِمَّا أَن يُقَال إِن النَّص لم يبلغهُ أَو لم يظْهر لَهُ دَلِيل على ذَلِك الحكم أَو عَارضه عِنْده دَلِيل آخر أَو غير ذَلِك من الْأَعْذَار رَحِمهم الله وَرَضي عَنْهُم أَجْمَعِينَ...أنتهى.
هلا أعملت يا سامح قول الحنفى رحمه الله ..وأنزلته على بعض من بدعتهم بالكيلوا..مع أقرارك بإن أصولهم سنية سلفية.هلا أعزرتهم ببعض ما ذكره بن أبى العز رحمه الله.أم إن البدعة رانت على قلبك..فأصمت سمعك..وأعمت بصرك..وطست على قلبك.هداك الله.
قَالَ شيخُ الأسلامِ بن تيمية رحمهُ اللهفى: الفتاوى الكبرى - (35 / 69) (فَأَمَّا الصِّدِّيقُونَ، وَالشُّهَدَاءُ؛ وَالصَّالِحُونَ: فَلَيْسُوا بِمَعْصُومِينَ. وَهَذَا فِي الذُّنُوبِ الْمُحَقَّقَةِ. وَأَمَّا مَا اجْتَهَدُوا فِيهِ: فَتَارَةً يُصِيبُونَ، وَتَارَةً يُخْطِئُونَ. فَإِذَا اجْتَهَدُوا فَأَصَابُوا فَلَهُمْ أَجْرَانِ، وَإِذَا اجْتَهَدُوا وَأَخْطَئُوا فَلَهُمْ أَجْرٌ عَلَى اجْتِهَادِهِمْ، وَخَطَؤُهُمْ مَغْفُورٌ لَهُمْ. وَأَهْلُ الضَّلَالِ يَجْعَلُونَ الْخَطَأَ وَالْإِثْمَ مُتَلَازِمَيْنِ...)وفى مجموع الفتاوى (35/69(فى معرض الحديث عن المجتهدين وهم أهل للأجتهاد…) وَأَمَّا مَا اجْتَهَدُوا فِيهِ: فَتَارَةً يُصِيبُونَ، وَتَارَةً يُخْطِئُونَ. فَإِذَا اجْتَهَدُوا فَأَصَابُوا فَلَهُمْ أَجْرَانِ، وَإِذَا اجْتَهَدُوا وَأَخْطَئُوا فَلَهُمْ أَجْرٌ عَلَى اجْتِهَادِهِمْ، وَخَطَؤُهُمْ مَغْفُورٌ لَهُمْ. وَأَهْلُ الضَّلَالِ يَجْعَلُونَ الْخَطَأَ وَالْإِثْمَ مُتَلَازِمَيْنِ: فَتَارَةً يَغْلُونَ فِيهِمْ؛ وَيَقُولُونَ: إنَّهُمْ مَعْصُومُونَ. وَتَارَةً يَجْفُونَ عَنْهُمْ؛ وَيَقُولُونَ: إنَّهُمْ بَاغُونَ بِالْخَطَأِ. وَأَهْلُ الْعِلْمِ وَالْإِيمَانِ لَا يُعْصَمُونَ، وَلَا يؤثمون...) انتهى
قَالَ شيخُ الأسلامِ بن تيمية رحمهُ اللهفى: الفتاوى الكبرى دار الكتب العلمية
(6/662) (فَلَمْ يَذْكُرْ النِّزَاعَ بَيْنَ أَهْلِ الْحَدِيثِ فِي الدَّقِيقِ، وَبَيْنَهُمْ مُنَازَعَاتٌ فِي أُمُورٍ دَقِيقَةٍ لَطِيفَةٍ كَمَسْأَلَةِ اللَّفْظِ وَنُقْصَانِ الْإِيمَانِ وَتَفْضِيلِ عُثْمَانَ، وَبَعْضِ أَحَادِيثِ الصِّفَاتِ وَنَفْيِ لَفْظِ الْجَبْرِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ دَقِيقِ الْقَوْلِ وَلَطِيفِهِ.)انتهى
قال شيخ الأسلام رحمه الله(3/229)(.....أَنِّي مِنْ أَعْظَمِ النَّاسِ نَهْيًا عَنْ أَنْ يُنْسَبَ مُعَيَّنٌ إلَى تَكْفِيرٍ وَتَفْسِيقٍ وَمَعْصِيَةٍ، إلَّا إذَا عُلِمَ أَنَّهُ قَدْ قَامَتْ عَلَيْهِ الْحُجَّةُ الرسالية الَّتِي مَنْ خَالَفَهَا كَانَ كَافِرًا تَارَةً وَفَاسِقًا أُخْرَى وَعَاصِيًا أُخْرَى وَإِنِّي أُقَرِّرُ أَنَّ اللَّهَ قَدْ غَفَرَ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ خَطَأَهَا: وَذَلِكَ يَعُمُّ الْخَطَأَ فِي الْمَسَائِلِ الْخَبَرِيَّةِ الْقَوْلِيَّةِ وَالْمَسَائِلِ الْعَمَلِيَّةِ. وَمَا زَالَ السَّلَفُ يَتَنَازَعُونَ فِي كَثِيرٍ مِنْ هَذِهِ الْمَسَائِلِ وَلَمْ يَشْهَدْ أَحَدٌ مِنْهُمْ عَلَى أَحَدٍ لَا بِكُفْرِ وَلَا بِفِسْقِ وَلَا مَعْصِيَةٍ كَمَا أَنْكَرَ شريح قِرَاءَةَ مَنْ قَرَأَ {بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ} وَقَالَ: إنَّ اللَّهَ لَا يَعْجَبُ، فَبَلَغَ ذَلِكَ إبْرَاهِيمَ النَّخَعِي فَقَالَ إنَّمَا شريح شَاعِرٌ يُعْجِبُهُ عِلْمُهُ. كَانَ عَبْدُ اللَّهِ أَعْلَمَ مِنْهُ وَكَانَ يَقْرَأُ {بَلْ عَجِبْتَ} . وَكَمَا نَازَعَتْ عَائِشَةُ وَغَيْرُهَا مِنْ الصَّحَابَةِ فِي رُؤْيَةِ مُحَمَّدٍ رَبَّهُ وَقَالَتْ: مَنْ زَعَمَ أَنَّ مُحَمَّدًا رَأَى رَبَّهُ فَقَدْ أَعْظَمَ عَلَى اللَّهِ الْفِرْيَةَ وَمَعَ هَذَا لَا نَقُولُ لِابْنِ عَبَّاسٍ وَنَحْوِهِ مِنْ الْمُنَازِعِينَ لَهَا: إنَّهُ مُفْتَرٍ عَلَى اللَّهِ. وَكَمَا نَازَعَتْ فِي سَمَاعِ الْمَيِّتِ كَلَامَ الْحَيِّ وَفِي تَعْذِيبِ الْمَيِّتِ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ وَغَيْرِ ذَلِكَ. وَقَدْ آلَ الشَّرُّ بَيْنَ السَّلَفِ إلَى الِاقْتِتَالِ. مَعَ اتِّفَاقِ أَهْلِ السُّنَّة عَلَى أَنَّ الطَّائِفَتَيْنِ جَمِيعًا مُؤْمِنَتَانِ، وَأَنَّ الِاقْتِتَالَ لَا يَمْنَعُ الْعَدَالَةَ الثَّابِتَةَ لَهُمْ، لِأَنَّ الْمُقَاتِلَ وَإِنْ كَانَ بَاغِيًا فَهُوَ مُتَأَوِّلٌ وَالتَّأْوِيلُ يَمْنَعُ الْفُسُوقَ. وَكُنْت أُبَيِّنُ لَهُمْ أَنَّمَا نُقِلَ لَهُمْ عَنْ السَّلَفِ وَالْأَئِمَّةِ مِنْ إطْلَاقِ الْقَوْلِ بِتَكْفِيرِ مَنْ يَقُولُ كَذَا وَكَذَا فَهُوَ أَيْضًا حَقٌّ، لَكِنْ يَجِبُ التَّفْرِيقُ بَيْنَ الْإِطْلَاقِ وَالتَّعْيِينِ. وَهَذِهِ أَوَّلُ مَسْأَلَةٍ تَنَازَعَتْ فِيهَا الْأُمَّةُ مِنْ مَسَائِلِ الْأُصُولِ الْكِبَارِ وَهِيَ مَسْأَلَةُ " الْوَعِيدِ " فَإِنَّ نُصُوصَ الْقُرْآنِ فِي الْوَعِيدِ مُطْلَقَةٌ كَقَوْلِهِ {إنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا} الْآيَةَ وَكَذَلِكَ سَائِرُ مَا وَرَدَ: مَنْ فَعَلَ كَذَا فَلَهُ كَذَا. فَإِنَّ هَذِهِ مُطْلَقَةٌ عَامَّةٌ. وَهِيَ بِمَنْزِلَةِ قَوْلِ مَنْ قَالَ مِنْ السَّلَفِ مَنْ قَالَ كَذَا: فَهُوَ كَذَا ثُمَّ الشَّخْصُ الْمُعَيَّنُ يلتغي حُكْمُ الْوَعِيدِ فِيهِ: بِتَوْبَةِ أَوْ حَسَنَاتٍ مَاحِيَةٍ أَوْ مَصَائِبَ مُكَفِّرَةٍ أَوْ شَفَاعَةٍ مَقْبُولَةٍ. وَالتَّكْفِيرُ هُوَ مِنْ الْوَعِيدِ. فَإِنَّهُ وَإِنْ كَانَ الْقَوْلُ تَكْذِيبًا لِمَا قَالَهُ الرَّسُولُ، لَكِنْ قَدْ يَكُونُ الرَّجُلُ حَدِيثَ عَهْدٍ بِإِسْلَامِ أَوْ نَشَأَ بِبَادِيَةِ بَعِيدَةٍ. وَمِثْلُ هَذَا لَا يَكْفُرُ بِجَحْدِ مَا يَجْحَدُهُ حَتَّى تَقُومَ عَلَيْهِ الْحُجَّةُ. وَقَدْ يَكُونُ الرَّجُلُ لَا يَسْمَعُ تِلْكَ النُّصُوصَ أَوْ سَمِعَهَا وَلَمْ تَثْبُتْ عِنْدَهُ أَوْ عَارَضَهَا عِنْدَهُ مُعَارِضٌ آخَرُ أَوْجَبَ تَأْوِيلَهَا، وَإِنْ كَانَ مُخْطِئًا، وَكُنْت دَائِمًا أَذْكُرُ الْحَدِيثَ الَّذِي فِي الصَّحِيحَيْنِ فِي الرَّجُلِ الَّذِي قَالَ: " {إذَا أَنَا مُتُّ فَأَحْرِقُونِي ثُمَّ اسْحَقُونِي، ثُمَّ ذروني فِي الْيَمِّ فَوَاَللَّهِ لَئِنْ قَدَرَ اللَّهُ عَلَيَّ لَيُعَذِّبَنِي عَذَابًا مَا عَذَّبَهُ أَحَدًا مِنْ الْعَالَمِينَ، فَفَعَلُوا بِهِ ذَلِكَ فَقَالَ اللَّهُ لَهُ: مَا حَمَلَك عَلَى مَا فَعَلْت. قَالَ خَشْيَتُك: فَغَفَرَ لَهُ} ". فَهَذَا رَجُلٌ شَكَّ فِي قُدْرَةِ اللَّهِ وَفِي إعَادَتِهِ إذَا ذُرِّيَ، بَلْ اعْتَقَدَ أَنَّهُ لَا يُعَادُ، وَهَذَا كُفْرٌ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ، لَكِنْ كَانَ جَاهِلًا لَا يَعْلَمُ ذَلِكَ وَكَانَ مُؤْمِنًا يَخَافُ اللَّهَ أَنْ يُعَاقِبَهُ فَغَفَرَ لَهُ بِذَلِكَ. وَالْمُتَأَوِّلُ مِنْ أَهْلِ الِاجْتِهَادِ الْحَرِيصُ عَلَى مُتَابَعَةِ الرَّسُولِ أَوْلَى بِالْمَغْفِرَةِ مِنْ مِثْلِ هَذَا....أنتهى.
قال شيخ الأسلام رحمه الله فى مجموع الفتاوى(10/371)...وَإِنَّمَا " الْمَقْصُودُ هُنَا " أَنَّ مَا ثَبَتَ قُبْحُهُ مِنْ الْبِدَعِ وَغَيْرِ الْبِدَعِ مِنْ الْمَنْهِيِّ عَنْهُ فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ أَوْ الْمُخَالِفِ لِلْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ إذَا صَدَرَ عَنْ شَخْصٍ مِنْ الْأَشْخَاصِ فَقَدْ يَكُونُ عَلَى وَجْهٍ يُعْذَرُ فِيهِ؛ إمَّا لِاجْتِهَادِ أَوْ تَقْلِيدٍ يُعْذَرُ فِيهِ وَإِمَّا لِعَدَمِ قُدْرَتِهِ كَمَا قَدْ قَرَّرْته فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ وَقَرَّرْته أَيْضًا فِي أَصْلِ " التَّكْفِيرِ وَالتَّفْسِيقِ " الْمَبْنِيِّ عَلَى أَصْلِ الْوَعِيدِ. فَإِنَّ نُصُوصَ " الْوَعِيدِ " الَّتِي فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَنُصُوصَ الْأَئِمَّةِ بِالتَّكْفِيرِ وَالتَّفْسِيقِ وَنَحْوِ ذَلِكَ لَا يُسْتَلْزَمُ ثُبُوتُ مُوجَبِهَا فِي حَقِّ الْمُعَيَّنِ إلَّا إذَا وُجِدَتْ الشُّرُوطُ وَانْتَفَتْ الْمَوَانِعُ لَا فَرْقَ فِي ذَلِكَ بَيْنَ الْأُصُولِ وَالْفُرُوعِ. هَذَا فِي عَذَابِ الْآخِرَةِ فَإِنَّ الْمُسْتَحِقَّ لِلْوَعِيدِ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ وَلَعْنَتِهِ وَغَضَبِهِ فِي الدَّارِ الْآخِرَةِ خَالِدٌ فِي النَّارِ أَوْ غَيْرُ خَالِدٍ وَأَسْمَاءُ هَذَا الضَّرْبِ مِنْ الْكُفْرِ وَالْفِسْقِ يَدْخُلُ فِي هَذِهِ " الْقَاعِدَةِ " سَوَاءٌ كَانَ بِسَبَبِ بِدْعَةٍ اعْتِقَادِيَّةٍ أَوْ عِبَادِيَّةٍ أَوْ بِسَبَبِ فُجُورٍ فِي الدُّنْيَا وَهُوَ الْفِسْقُ بِالْأَعْمَالِ. فَأَمَّا أَحْكَامُ الدُّنْيَا فَكَذَلِكَ أَيْضًا؛ فَإِنَّ جِهَادَ الْكُفَّارِ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ مَسْبُوقًا بِدَعْوَتِهِمْ؛ إذْ لَا عَذَابَ إلَّا عَلَى مَنْ بَلَغَتْهُ الرِّسَالَةُ وَكَذَلِكَ عُقُوبَةُ الْفُسَّاقِ لَا تَثْبُتُ إلَّا بَعْدَ قِيَامِ الْحُجَّةِ.أنتهى.
قَالَ شيخُ الأسلامِ بن تيمـية رحمهُ الله فى:مجموع الفتاوى (20/165)
(وَلَا رَيْبَ أَنَّ الْخَطَأَ فِي دَقِيقِ الْعِلْمِ مَغْفُورٌ لِلْأُمَّةِ وَإِنْ كَانَ ذَلِكَ فِي الْمَسَائِلِ الْعِلْمِيَّةِ وَلَوْلَا ذَلِكَ لَهَلَكَ أَكْثَرُ فُضَلَاءِ الْأُمَّةِ. وَإِذَا كَانَ اللَّهُ يَغْفِرُ لِمَنْ جَهِلَ تَحْرِيمَ الْخَمْرِ لِكَوْنِهِ نَشَأَ بِأَرْضِ جَهْلٍ؛ مَعَ كَوْنِهِ لَمْ يَطْلُبْ الْعِلْمَ فَالْفَاضِلُ الْمُجْتَهِدُ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ بِحَسَبِ مَا أَدْرَكَهُ فِي زَمَانِهِ وَمَكَانِهِ إذَا كَانَ مَقْصُودُهُ مُتَابَعَةَ الرَّسُولِ بِحَسَبِ إمْكَانِهِ هُوَ أَحَقُّ بِأَنْ يَتَقَبَّلَ اللَّهُ حَسَنَاتِهِ وَيُثِيبَهُ عَلَى اجْتِهَادَاتِهِ وَلَا يُؤَاخِذَهُ بِمَا أَخْطَأَ تَحْقِيقًا لِقَوْلِهِ: {رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا})انتهى.
قلت على:وما هو الذى وقع فيه فضلاء الأمة يا سامح ..هل هى مسائل فقهية أم عقدية....
قال شيخ الأسلام فى مجموع الفتاوى(6/60) ....وَإِنَّ الْعَالِمَ قَدْ يَقُولُ الْقَوْلَيْنِ الصوابين كُلَّ قَوْلٍ مَعَ قَوْمٍ؛ لِأَنَّ ذَلِكَ هُوَ الَّذِي يَنْفَعُهُمْ؛ مَعَ أَنَّ الْقَوْلَيْنِ صَحِيحَانِ لَا مُنَافَاةَ بَيْنَهُمَا؛ لَكِنْ قَدْ يَكُونُ قَوْلُهُمَا جَمِيعًا فِيهِ ضَرَرٌ عَلَى الطَّائِفَتَيْنِ؛ فَلَا يَجْمَعُهُمَا إلَّا لِمَنْ لَا يَضُرُّهُ الْجَمْعُ. وَإِذَا كَانَتْ قَدْ تَكُونُ قَطْعِيَّةً. وَقَدْ تَكُونُ اجْتِهَادِيَّةً: سَوَّغَ اجْتِهَادِيَّتَهَا مَا سَوَّغَ فِي الْمَسَائِلِ الْعَمَلِيَّةِ وَكَثِيرٌ مِنْ تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ أَوْ أَكْثَرُهُ مِنْ هَذَا الْبَابِ؛ فَإِنَّ الِاخْتِلَافَ فِي كَثِيرٍ مِنْ التَّفْسِيرِ هُوَ مِنْ بَابِ الْمَسَائِلِ الْعِلْمِيَّةِ الْخَبَرِيَّةِ لَا مِنْ بَابِ الْعَمَلِيَّةِ؛ لَكِنْ قَدْ تَقَعُ الْأَهْوَاءُ فِي الْمَسَائِلِ الْكِبَارِ كَمَا قَدْ تَقَعُ فِي مَسَائِلِ الْعَمَلِ. وَقَدْ يُنْكِرُ أَحَدُ الْقَائِلِينَ عَلَى الْقَائِلِ الْآخَرِ قَوْلَهُ إنْكَارًا يَجْعَلُهُ كَافِرًا أَوْ مُبْتَدِعًا فَاسِقًا يَسْتَحِقُّ الْهَجْرَ وَإِنْ لَمْ يَسْتَحِقَّ ذَلِكَ وَهُوَ أَيْضًا اجْتِهَادٌ...أنتهى.
وقال رحمه الله( مجموع الفتاوى 12/492)وَأَيْضًا فَإِنَّ السَّلَفَ أَخْطَأَ كَثِيرٌ مِنْهُمْ فِي كَثِيرٍ مِنْ هَذِهِ الْمَسَائِلِ(أي مسائل العقيدة أذ كان يتكلم رحمه الله عن مسائل الكفر والأيمان وحقيقته) وَاتَّفَقُوا عَلَى عَدَمِ التَّكْفِيرِ بِذَلِكَ مِثْلُ مَا أَنْكَرَ بَعْضُ الصَّحَابَةِ أَنْ يَكُونَ الْمَيِّتُ يَسْمَعُ نِدَاءَ الْحَيِّ وَأَنْكَرَ بَعْضُهُمْ أَنْ يَكُونَ الْمِعْرَاجُ يَقَظَةً وَأَنْكَرَ بَعْضُهُمْ رُؤْيَةَ مُحَمَّدٍ رَبَّهُ وَلِبَعْضِهِمْ فِي الْخِلَافَةِ وَالتَّفْضِيلِ كَلَامٌ مَعْرُوفٌ وَكَذَلِكَ لِبَعْضِهِمْ فِي قِتَالِ بَعْضٍ وَلَعْنِ بَعْضٍ وَإِطْلَاقِ تَكْفِيرِ بَعْضِ أَقْوَالٍ مَعْرُوفَةٍ. ُ.أنتهى.
صاحب الفضيلة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين حفظه الله آمين:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:حصل نقاش في مكان حضره بعض طلبة العلم المبتدئين وكان نقاشهم حول موضوع الفرقة الناجية وتطرقوا إلى أمور كثيرة من ضمنها أنهم تعرضوا للإمامين الجليلين ابن حجر العسقلاني صاحب الفتح، والنووي صاحب المجموع حيث قال بعضهم أنهما ليسا من الفرقة الناجية؛ لأن عندهما خلل في العقيدة وهم مسلمون وتحت المشيئة ولكنهم مبتدعة، وقال بعضهم: إنهما إمامان من أئمة أهل السنةوالجماعة ولهم سبق في الإسلام وعندهم خلل في العقيدة لكن ذلك عن اجتهاد وتأويل ولا يخرجهما ذلك عن دائرة أهل السنة والجماعة، وهذا خطأ ولهما على اجتهادهما أجر، ورد عليه صاحبه وقال: الخطأ في العقيدة ليس مثل الأخطاء الأخرى، فإذا أخطأ في العقيدة فيخرج عن أهل السنة والجماعة، وإذا أخطأ في غير العقيدة وهو مجتهد فيكون مأجوراً ولو أخطأ، والسؤال يا صاحب الفضيلة هو كالتالي:
أولاً: ما رأيكم في قول الرجلين؟
ثانياً:_هل الخطأ في العقيدة ولو كان عن اجتهاد وتأويل يلحق صاحبه بالطوائف المبتدعة كالأشاعرة والمعتزلة.
ثالثاً:هل هذا التقسيم وهو الخطأ في العقيدة أنه ليس كغيره له أصل في الشرع.آمل من فضيلتكم التكرم علينا بتوضيح هذه المسألة وما يدور حولها لعل الله أن يجعل في جوابكم الخير والنفع للجميع، وفقكم الله والسلام عليكم.
بسم الله الرحمن الرحيم، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
جـ1: إن الشيخين الحافظين (النووي وابن حجر) لهما قدم صدق ونفع كبير في الأمة الإسلامية، ولئن وقع منهما خطأ في تأويل بعض نصوص الصفات إنه لمغمور بما لهما من الفضائل والمنافع الجمة، ولا نظن أن ما وقع منهما إلا صادرًا عن اجتهاد وتأويل سائغ- ولو في رأيهما- وأرجو الله تعالى أن يكون من الخطأ المغفور، وأن يكون ما قدماه من الخير والنفع من السعي المشكور، وأن يصدق عليهما قول الله تعالى: (إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ) (والذي نرى أنهما من أهل السنة والجماعة، ويشهد لذلك خدمتها لسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وحرصهما على تنقيتها مما ينسب إليها من الشوائب، وعلى تحقيق ما دلت عليه من أحكام ولكنهما خالفا في آيات الصفات وأحاديثها أو بعض ذلك عن جادة أهل السنة عن اجتهاد أخطآ فيه، فنرجو الله تعالى أن يعاملهما بعفوه.
جـ2: وأما الخطأ في العقيدة: فإن كان خطأ مخالفاً لطريق السلف، فهو ضلال بلا شك، ولكن لا يحكم على صاحبه بالضلال حتى تقوم عليه الحجة، فإذا قامت عليه الحجة، وأصر على خطئه وضلاله، كان مبتدعًا فيما خالف فيه الحق..... وهذا هو العدل الذي أمر الله به،
جـ3: لا أعلم أصلاً للتفريق بين الخطأ في الأمور العلمية، والعملية لكن لما كان السلف مجمعين فيما نعلم على الإيمان في الأمور العلمية الخبرية والخلاف فيها إنما هو في فروع من أصولها لا في أصولها كان المخالف فيها أقل عددًا وأعظم لومًا.وقد اختلف السلف في شيء من فروع أصولها كاختلافهم، هل رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - ربه في اليقظة؟
واختلافهم في اسم الملكين اللذين يسألان الميت في قبره.واختلافهم في الذي يوضع في الميزان أهو الأعمال أم صحائف الأعمال، أم العامل؟واختلافهم هل يكون عذاب القبر على البدن وحده دون الروح؟واختلافهم هل يسأل الأطفال وغير المكلفين في قبورهم؟واختلافهم هل الأمم السابقة يسألون في قبورهم كما تسأل هذه الأمة؟واختلافهم في صفة الصراط المنصوب على جهنم؟
واختلافهم هل النار تفنى أو مؤبدة؟ وأشياء أخرى وإن كان الحق مع الجمهور في هذه المسائل، والخلاف فيها ضعيف.وكذلك يكون في الأمور العملية خلاف، يكون قويًا تارة وضعيفًا تارة...... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.كتبه محمد الصالح العثيمين في 17/5/1414 هـ. مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين رحمه الله ..كتاب العلم موقف طالب العلم من العلماء
قلت:وانظركلام الشيخ بن العثيمين مجموع الفتاوى (المجلد العاشر ص 1079)
قال الشيخ ابن عثيمين في شرح الأربعين النووية عن الإمام النووي رحمهما الله:
وقد أخطأ رحمه الله في مسائل الأسماء والصفات فكان يؤول فيها لكنه لا ينكرها ،فمثلاً : { على العرش استوى } ، فيقول أهل التأويل معناها : استولى على العرش ، لكن لا ينكرون )استوى ( ، لأنهم لو أنكروا الاستواء لكفروا إذا أنكروه تكذيباً لكنهم يصدقون ولكن يحرفونه ، مثل هذه المسائل ،إذا علمنا صدق نية.. النووي رحمه الله وكثرة ما انتفعت الأمة بمؤلفاته فإنها تغتفر ،ولقد ضل قومٌ أخذوايسبونه سباًّ عظيماً من الخلف الخالفين ،حتى بلغني أن بعضهم قال : ( يجب أن يُحرق شرح النووي على صحيح مسلم ) ،نسأل الله العافية ، فالنووي نشهد له فيما نعلم من حاله بالصلاح ، وأنه مجتهد ، وأن كل مجتهد قد يصيب ، وقد يخطئ وإن أخطأ فله أجرٌ واحد وإن أصاب فله أجران .انتهى...
قلت//فهل كلام بن العثيممين رحمه الله يحتاج إلى بيان..وهنا أسأل الغبي سؤال..لكى أعرف هل فهم أم لا..ما هى الأعذار التى بسببها لم يبدع بن عثيمين النووى رحمه الله ؟؟؟ولانى أعلم أنك غبي..جهول..سوف أضع لك بعض الأختيارات..بن عثيمين لم يبدع النووى بسبب..( كثرة ما أنتفعت الأمة بمؤلفاته--- علمنا صدق نية--- أنه مجتهد بتأويل سائغ- ولو في رأيهما (قلت//وطبعاً أجتهاده هنا فى مسائل عقدية---أم لأنه كان جاهل ))..
ها يا سامح :::إن كنت لا تعلم ما نقلت لك فتلك مصيبة (ولا أخالك )وأن كنت تعلم ..فالحمد لله أن ظهرت حقيقتك.!!!!هل تريد نقول أكثر أم فى ذلك كفاية ...لا بأس أزيد وأكرر فالتكرار يعلم الشطار كما قيل..ولست أقصدك بالطبع!!!
الشيخ العلامة محمد أمان الجامي رحمه الله :
ضمن درس بعنوان قرة عيون السلفية بالإجابات على الأسئلة الكويتية (شبكة سحاب السلفية )
سائلٌ آخر يسألُ فيقول: إن بعض الشباب السلفيين كلما ذُكِرَ عندهم الحافظ ابن حجر يقولون إنه اشعريٌ فيريد توضيح عقيدة هذا الإمام ـ وغيره من الأئمة الذين قد زلوا في بعض العقائد، فيطلب السائل إزالة الغبش على حد تعبيره من هذه المسألة....
الجواب : الحافظ ابن حجر والإمام النووي والذهبي والبيهقي أحياناً والإمام الشوكاني وغير ذلك من الأئمة الذين خدموا الكتاب والسنة وقعوا في بعض التأويلات، في بعض تأويلات نصوص الصفات، في أمثال هؤلاء يقول شيخ الإسلام: فإذا كان الله يقبل عذر من يجهل تحريم الخمر وربما وجوب الصلاة لكونه عاش بعيداً عن العلم وأهله فهو لم يطلب العلم ولم يطلب الهدى ولم يجتهد، فكون الله يعفو ويسمح فيقبل عذر من اجتهد ليعلم الخير وليعلم الهدى وبذل كل جهوده في ذلك ولكنه لم يدرك كل الإدراك فوقع في أخطاءٍ إما في باب الأسماء والصفات أو في باب العبادة أخطئ أخطاءً بعد أن اجتهد ليعرف الحق، يقول شيخ الإسلام: أمثال هؤلاء أحق بالعفو والرحمة والسماح أو كما قال رحمه الله، وشيخ الإسلام كان يناقش علماء الجهمية جهابذة علماء الجهمية فيقول لهم: لو قلت أنا ما قلتموه أنتم أي لو كنت أنا مكانكم لأكون كافرا ولكنكم معذورون لأنكم جُهَّال، يرى شيخ الإسلام أن الإنسان يُعذر بجهله وخصوصا إذا بذل مجهوده ليعرف الحق ولا فرق عنده وعند غيره من المحققين بأن الجهل في الفروع والأصول قد يصوغ في هذا أدلةً منها قصة الإسرائيلي النباش الذي لمَّا دنى أجله أوصى إلى أولاده إذا مات يحرقوه فيسحقوه فيرموه في اليم ويضعوا جزءً منه من الذر في البرد والجزء الآخر في البحر ويتفرق أو كما قال. يقول الإمام بن تيميه إنه جهل عموم قدرة الله تعالى. وفُعِلَ به ذلك فبعثه الله فأوقفه بين يديه فسأله ما الذي حملك على، هذا قال خشيتك يا رب، الخوف من الله، بمعنى إنه مؤمنٌ ويخاف الله مع ذلك جهل عموم قدرة الله تعالى وأن الله قادر على أن يجمع تلك الذرَّات فيبعثها، هذا جهلٌ في أصول الدين وكثير من أئمة الدعوة والمحققون يَرَوْنَ ذلك حَتَّى نَقَلَ عبد الله بن الإمام محمد بن عبد الوهاب عن والده أنه كان يقول: أولئك الذين يطوفون بضريح الشيخ عبد القادر الجيلاني وأمثاله لا بد من تنبيههم أولا قبل الحكم عليهم بالكفر، ولو تتبعنا أقوال المحققين الفقهاء أدركنا بأن العذر بالجهل عامٌ في الأصول والفروع وهؤلاء الأئمة وإن لم يكونوا جُهَّالاً لكنهم فاتتهم مسائل كثيرة, الإمام الشوكاني كان شيعيا لأنه زيدي والزيدية من الشيعة ومن اقرب طوائف الشيعة إلى الحق، ترك الزيدية ورحل وقاطع جميع المذاهب تقليدا، كان مجتهدا غير مقلد وسعى ليلحق بركب السلف في تفسيره وفي نيل الأوطار وفي غيرهما مما كتب ولكن فاته الشيء الكثير إلى أن تصور الإمام رحمه الله أن التفويض هو منهج السلف، وهذا خطأ، التفويض ... تفويض معاني النصوص ليس هو منهج السلف، منهج السلف معرفة معاني النصوص كلها من السمع والبصر والاستواء والنزول والمجيء وغير ذلك، وتفويض الحقيقة إلى الله، التفويض تفويضان: تفويض المعاني وهذا خطأ وهو الذي وقع به الإمام الشوكاني عفا الله عنه، وتفويض الحقيقة والكيفية والكنه وهذا الذي عناه الإمام مالك حيث قال: ((الاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة))، وبالإختصار هؤلاء معذورون فيما وقع منهم من الأخطاء في التأويل، و إطلاق اللسان عليهم بكل جرأة إنهم مبتدعة وأن من لم يبدعهم فهو مبتدع، هذه جرأة جديدة من بعض الشباب الذين أصيبوا بنكسة الحداد، فنسأل الله تعالى أن يهدي قلوبهم ويردهم إلى الصواب وهم اخطئوا كثيرا وابتعدوا كثيرا عن الجادة، فصاروا يبدعون الأحياء والأموات على حدٍ سواء، العلماء كبار علمائنا الذين يحضرهم مجالسهم طلاب العلم وغيرهم، طلاب العلم وغيرهم، السلفيون والخلفيون على حدٍ سواء الذين يستفيدون من مجالسهم، مجالسهم مجالس العلم والمذاكرة يُبَدِّعُونَهُمْ بدعوة أنهم يجالسون المبتدعة، وهذا الخطأ فشى للأسف بين الشباب في الآونة الأخيرة وخير ما نقوله: - اللهم اهدي قلوبهم..انتهى كلامه رحمه الله
قلت//أخشى أن يخرج سامح بعد قراءته ذلك فيبدع الأمام الشوكانى رحمه الله...ألم تكن أخطاء الشوكانى رحمه الله عقدية منهجية..أم أنه أجتهد واخطأ فهو معذور....والأن حان موعد عرض ونقل كلام الأمام العلامة الألبانى ناصر الدين رحمه الله تعالى...فما اجمل التقرير وهو يخرج من فم عالم نحرير ,,لا طفل صغير ..لا فى العير ولا فى النفير...يتصدر ويتكلم ...فيقول ..(نؤصل أصول)
سئل الإمام الشيخ محمد بن ناصر الدين الألباني رحمه الله :
سِلسلة الهُدى والنّور شريط ( رقم 734 ) سُئِل رحِمُه الله تُعالى السُّؤال : متى يُخرِج الرّجُل مِن أهل السُّنّة ، هل إذا اُعتُقِد اِعتِقادا غيْر أعتقادهم أو إذا وقع في شيْء مِن الأُمور المُخالِفة لِأهل السُّنّة ؟ الجواب : لقد اُشتُهِر بيْن كثير مِن العُلماء قديما وحديثا أنّ المُسلِم إذا أخطأ في ما يُسمى عِند العُلماء بِالفُروع يُعذِر ، أمّا إذا أخطأ في الأُصول في العقيدة فلا يُعذِر..
نحن نعتقِد أنّ هذا التّفريق أوَلا : ليْس له دليل مِن الشّرع . وثانيا : نعتقِد أنّ المُسلِم مِن الواجِب عليه أن يتقصّد دائِما وأبدا أن يعرُف الحقّ مِمّا اِختلف فيه النّاس سواء كان ذلِك مُتعلِّقا في الأُصول أوالفُروع أو في العقائِد أو في الأحكام . فإذا أُفرِغ جُهده لِمعرِفة الحقّ فيما اِختلفوا فيه )) فإنّ أصاب فله أجُرّان ، وإنّ أخطأ فله أجر واحِد ، كما هو معلوم مِن حديث الرّسول عليه السّلام المرويّ في الصّحيح :" إذا حكم الحاكِم فاِجتهد فأصاب فله أجُرّان وإنّ أخطأ فله أجر واحِد "، هذاهو الأصل أوَلا . ثانيا : إذا المُسلِم كان حريصا على معرِفة الحقّ ثُمّ أخطأه ولو كان في العقيدة أو في الأُصول فهو غيْر مؤاخذ أوَلا ، بل هو مأجور على خطئه أجرا واحِدا ، ثانيا : لمّا سبق ذِكرُه يُؤكِّد هذا أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسُلِّم قال كما في الصّحيح أيضا مِن حديث حُذيْفة بن اليمان وغيْره مِن الأصحاب الكرام أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال : كان في مِن كان قِبلُكُم رجُل لم يعمل خيْرا قطّ ، فلمّا حضرته الوَفاة جُمِع بُنيُه حوْله فقال لهُم : أيّ أب كِنت لكُم ، قالوا خيْر أب ، قال فإنّي مُذنِب مع رِبّيّ ، ولئِن قُدِّر الله عليّ ، ليُعذِّبُني عذابا شديدا ، فإذا أنا متّ فخذّوني وحرّقوني بِالنّار ، ثُمّ ذُرّوا نِصفي في البحر ، ونُصفّي في الرّيح . فمات الرّجُل وحرّقوه بِالنّار ، وذُرّوا نِصفه في البحر ، ونصُفُّه في الرّيح ، قال الله عِزّ وجلّ له : كوْنُي فلاِنا فكان بشرا سويّا ، قال له أيّ عبدي : ما حملُك على ما فعلت ، قال ربّي خشيَتِك ، قال فإنّي قد غُفِرت لك ". فالله عِزّ وجل قد غُفِر لِهذا الإنسان مع أنّه وقع في الكفر وفي الشّرك ، لِأنّه بِوَصيّتِه هذِه الّتي رُبّما لا يُكوِّن لها مثيل في كلّ الوَصايا الّتي علِمناها ووُصل إلى عِلمِنا ، مِن حيْث جوْرِها وظُلمها ، فالله لم يُؤاخذه ، بل غفر له لِأنّه علم بِأنّه ما أوْصى بِهذِه الوَصيّة الجائِرة إلاّ خوْفا مِنه . فإذا كان المُسلِم يبتغي وجه اللّه عِزّ وجِل في كلّ ما يُدين الله بِه ويَعتقِد فيه ، لكِنّه أخطأ الصّواب فلا شكّ أنّ الله عِزّ وجل يغفِر له خطأه ، بل ويَأجِره أجرا واحِدا ، هذا الّذي نِدّيْن الله بِه ونُفتي بِه دائِما وأبدا . وخلاصة ذلِك : أنّه خِلاف الأصل ، والقاعِدة أنّ الله لا يؤاخذ الإنسان على ما أخطأ ، وإنّما على ما تعمُّد ، وثانيا لِمِثل هذا الحديث الصّحيح . وقال رحِمه الله : إنّ كان اِتبع وجه الحقّ والصّواب فأُخطأُه ، فلا يُجوِّز أن يُقال إنّه ليْس من أهل السُّنّة والجماعة بِمُجرّد أنّه وقع في خطأ أو لِنقُل كما جاء في سُؤالِك وقع في بِدعة كثيرا كما يعلم طُلاّب العِلم فضلا عن أهل العِلم كثير مِن العُلماء يقعون في الحرام ، ولكِن هل يقصِدون الحرام ، حاشاهُم ، فهل يأثمون بِذلِك ؟ الجواب .. لا . لا فُرِّق إذا بيْن عالم يقع في استحلال ما حُرم الله بِاِجتِهاد هو مأجور عليه ، أو بيْن عالم آخِر وقع في بِدعة دون أن يقصِدها وإنّما قُصِد السُّنّة فأُخطأُها ، لا فُرِّق بيْن هذا وهذا . ولِذلِك فنحن نشكو الآن مِن هذِه الثّوْرة الّتي ثارت في السُّعوديّة ، الآن بيْن أهل السُّنّة أنفسُهُم حيْث أنّه ظُهر فيهُم مِن يُظن بِأنّه خالف أهل السُّنّة في بعض المسائِل ، فبدّعوه وخرّجوه عن أهل السُّنّة ، حسبُهُم أن يقولوا بِأنّه أُخطأ أوَلا ، ثُمّ عليهُم أن يُقيموا الحُجّة مِن الكِتاب والسُّنّة وما كان عليه السّلف الصّالِح ثانيا ، أمّا أن يزيدوا في الفِرقة فِرقة وخِلافا فهذا ليْس مِن عادة أهُلّ السُّنّة والجماعة أبدا .. لِذلِك فلا يُجوِّز أن يُنبذ من قد يُخطِئ في مسألة على التّفصيل السّابِق سواء كانت أصليّة أو فرعيّة ، كانت عقديّة أو فِقهيّة ، لا يُجوِّز أن يُضلِّل وإنّما يُعامِل بِالّذي هو أحسن .. اِنتهى .
سِلسلة الهُدى والنّور ( 727 ) الوَجه الأوّل ..
قال السّائِل : فالسُّؤال يا شيْخِنا يعني طبعا على سبيل ضرب المِثل : الإمام اِبن حجر في كِتابِه ( فتح الباري في شرح أحاديث صحيح البُخاريّ ) كانت له بعض الزّلّات في مجال العقيدة ، ونُبِّه عليها شيْخُنا عبد العزيز بن باز في تعليقاتِه ، فالسُّؤال : طبعا هو في زلاته هذِه يعني خفق في فهم الصّحابة ، فكانت له زلّات في مجال العقيدة ، فسُؤالُي : هل يخرُج مِن المِنهج أو زلاته في الاِعتِقاد تنفي عنه كوْنه على المِنهج الصّحيح . هذا السُّؤال يا شيْخ ؟ فأجاب :" إذا كُنّا مُتذكِّرين جميعا أنّ كُلّ بُنّي آدم خِطاء ، وأنّ خيْر الخطائين التّوّابون ، وأنّ العِصمة ليْست لِأحُدّ بعد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسُلّم -، فلا غرابة في أن يُخطِئ مِن كان إماما في دعوَة الحقّ ، فإذا أخطأ في مسألة أو أُخرى في مسألتين أو ثلاث أو أكثر ، فذلِك لا يُخرِجه عن دعوَة الحقّ إذا تبنّاها ، فالحافِظ اِبن حجر كالإمام النّوَويّ وغيْرُه مِمّن أخطؤوا في بعض المسائِل العقديّة ، كما يقولون اليَوْم ، فذلِك لا يخرجهم عن كوْنِهُم من أهل السُّنّة والجماعة ؛ لِأنّ العِبرة بِما يغلِب على الإنسان مِن فِكر صحيح أو عمل صالِح ،..
وهكذا ، كذلِك تماما يُقال في المسائِل العِلميّة سواء كانت هذِه المسائِل العِلميّة مسائِل عقديّة أو فِقهيّة ، فإذا كان هذا العالِم يغلِب عليه العِلم الصّحيح فهو النّاجي ، أمّا أنّ له زلّة أو زلّات في الفِقه أو في العقيدة فهذا لا يُخرِجه عن ما غلب عليه مِن العقيدة الصّحيحة ، فاِبن حجر ما ذكرت مِن له تِلك الزّلّات فلا يعني ذلِك أنّه لا ينبغي أن نستفيد مِن كِتابِه ، وألا نترحّم عليه ، وألا نحشُرُه في زُمرة عُلماء المُسلِمين المُتمسِّكين بالكِتاب والسُّنّة .... إذا كان إذا هذِه طبيعة البشر أن يُخطِئوا في مُخالفة النّصّ قصدا وهي الذُّنوب ، وأن يُخطِئوا في مُخالفة النّصّ لا قصدا وإنّما لِسوء فهُم فلا مُؤاخذة في ذلِك ، المُؤاخذة متى تكون ؟ إذا أقيمت الحُجّة على إنسان ، سواء كانت الحجّة في مسألة عقديّة فكريّة أو كانت الحجّة في مسألة فِقهيّة ، ثمّ عانِد وأُصِرّ على خطئه فهُنا تكون المُؤاخذة ، والعكس لا ، أيّ : إذا إنسان وقع في خطأ عقدي لكِنّه هو كان حريصا على معرِفة الصّواب في تِلك العقيدة لكِنّه لم يوَفِّق إلى ذلِك ، ولو أقيمت الحُجّة عليه لرجع إلى الصّواب فلا مُؤاخذة عليه "( سِلسلة جامِع تُراث الألباني في العقيدة 2 / 155 )
ولماعرض عليه رحِمه الله الكلام الآتي فى سِلسلة الهُدى والنّور ( 795 ) الوَجه الأوّل .
« كما أنّه ليْس كُلّ مِن أتى بِكفر فهو كافِر ، وليْس كُلّ مِن أتى بِفِسق فهو فاسِق ، وليْس كُلّ مِن أتى بِجاهِليّة فهو جاهِلُي أو جاهِل ، وكذلِك ليْس كُلّ مِن أتى بِبِدعة فهو مُبتدِع ، لِأنّ ثمّة فرقا عِند أهل السُّنّة والجماعة بيْن مِن وقع في البِدعة وبيْن من أحدُث البِدعة وتُبناها ودعا إليها وهذا أمر مُتّفق عليه »، فأجاب رحِمه الله :« هو كذلِك بلا شكّ ولا ريْب »، ثمّ قال :« هذا الكلام صحيح جِدّا »، وأيّده بِبعض الأدلة على العُذر وردّ على مِن فِرق بيْن الأُصول والفُروع ثمّ قال :« ولِذلِك فإذا كان هُناك رجُل عالم مُسلِم أخطأ في مسألة ما سواء كانت هذِه المسألة أصوْليّة أو عقديّة أو كانت حُكما شرعيّا فرعيّا فالله عِزّ وجِل لا يؤاخذه إذا عِلم مِنه أنّه كان قاصِدا معرِفة الحقّ .. اِنتهى
العلامة الشّيْخ عبد المُحسِن بن حمد العِباد البدر حفِظه اللّه تعالى :
قال الشّيْخ العلامة العِباد فى فتوَى مُسجّلة منشورة على الشّبكة العنكبوتيه : السُّؤال : هل الحافِظ اِبن حجر والإمام النّوَويّ وأمثالُهُما مِن الأئِمّة مِمّن أخطأ في بعض مسائِل العقيدة يُعِدّون مِن أئِمّة أهُلّ السُّنّة والجماعة ؟ الإجابة : لا شكّ في أنّهُم مِن أئِمّة أهُلّ السُّنّة والجماعة ، وأخطاؤُهُم الّتي حُصِلت مغمورة في جنب صوابِهُم الكثير ، والعُلماء يُعوِّلون على كلامِهُم ويَرجِعون إلى كلامِهُم ، فهُم مِن أهل السُّنّة الّذين أخطِئوا وحُصِل مِنهُم أخِطاء ، والله تُعالى يتجاوَز عنهُم ، وقُبلُهُم البيْهقيّ رحِمه اللّه صاحِب السّنن ، فعِنده أخِطاء في العقيدة وهو مِن أهل السُّنّة .
قال الشّيْخ مُحمّد بن سالِم بازمول حفِظه اللّه تعالى :
كما فى سِلسلة ليْس مِن مِنهج السّلف ( على صفحة الشّيْخ وعلى موْقِع الاجرى
أجتهاد اِبن حزم أرجو أن ينفعه فيما أخطأ فيه مِن مسائِل ، وأنا أحسُن الظّنّ بِه ، وهذا لا يُسوِّغ مُتابعتُه فيما خالِف فيه ، وإنّ اِدّعى هو أنّه يوافِق مذهب السّلف .... منقول مِن صفحة الشّيْخ حفِظه اللّه .. قُلت // فما هو نوْع المسائِل التى أجتهِد فيها بن حزم رحِمِه الله تُعالى .. قُلت // وسيأتى معنا ان شاء الله تبديع سامح .. للأمام بن حزم رحِمِه الله وبُنّ حجر .. مع بيان تناقُضِه فى مسألة أستدلاله بِكلامِهُم فى مسائِل المُعتقد ..
قال الأمام الذهبى رحمه الله:سير إعلام النبلاء (ص14/40)
( وَلَوْ أَنَّا كلَّمَا أَخْطَأَ إِمَامٌ فِي اجْتِهَادِهِ فِي آحَادِ المَسَائِلِ خَطَأً مَغْفُوراً لَهُ، قُمْنَا عَلَيْهِ، وَبدَّعْنَاهُ، وَهَجَرْنَاهُ، لَمَا سَلِمَ مَعَنَا لاَ ابْنَ نَصْرٍ، وَلاَ ابْنَ مَنْدَةَ، وَلاَ مَنْ هُوَ أَكْبَرُ مِنْهُمَا، وَاللهُ هُوَ هَادِي الخَلْقِ إِلَى الحَقِّ، وَهُوَ أَرحمُ الرَّاحمِينَ، فَنَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الهوَى وَالفظَاظَةِ...)انتهى
قلت:وسامح الجهول !!! ذكر ذلك النقل عن الذهبى رحمه الله ثم علق بسماجة متناهية..فقال(أذاً بيقول لك هنا أيه اخطأ أمام فى ..أجتهاده..فى ..أحاد ..أحاد أحاد المسائل..أذا الذهبى لما بيتكلم بيتكلم فى أيه....
الحوينى لما ذكر هذا الكلام مجبش أيه.. مجبش كلام الذهبى.. فى أحاد المسائل ..فعمم أيه جعل المسألة عائمة!!!! قلت// يا هذا!! وكأنك تريد أن تلصق تهمة الحدادية بالذهبى رحمه الله تعالى ..فالحدادية هم الذين يبدعون ويهجرون بالمسائل الفقهية !!كما نقلت أنت وأستدللت بكلام الشيخ محمد الأمام عفا الله تعالى عنه... ثم هل ما وقع فيه بن نصر وبن منده ومن هو أكبر منهما فى مسائل فقهية...!!! يا كذوب ..وقد شابهت الحوينى فى بتره وتدليسه على الناس ...صحيح أذا لم تستح فأصنع ما شئت...يا مدلس لماذا لم تذكر تمام النقل عن الذهبى رحمه الله تعالى لنعلم عما كان يتكلم الذهبى وعن من ...ولكنه الهوى والعياذ بالله..
قلت على// وهذا هو النقل الذى بتره سامح ليوافق معتقده... قال الذهبى رحمه الله فى السير _مؤسسة الرسالة /ط3_14/39)...فى ترجمة مُحَمَّدُ بنُ نَصْرِ بنِ الحَجَّاجِ المَرْوَزِيُّ أَبُو عَبْدِ اللهِ رحمه الله تعالى....قال ... قَالَ الحَافِظُ أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ مَنْدَةَ فِي مَسْأَلَةِ الإِيْمَان: صَرَّحَ مُحَمَّدُ بنُ نَصْرٍ فِي كِتَاب (الإِيْمَان) بِأَنَّ الإِيْمَانَ مَخْلُوْقٌ، وَأَنَّ الإِقْرَارَ، وَالشَّهَادَةَ، وَقرَاءةَ القُرْآنِ بِلَفْظِهِ مَخْلُوْقٌ.ثُمَّ قَالَ: وَهَجَرَهُ عَلَى ذَلِكَ عُلَمَاءُ وَقتِهِ، وَخَالفَهُ أَئِمَّةُ خُرَاسَانَ وَالعِرَاقِ.قُلْتُ(أى الذهبى): الخَوْضُ فِي ذَلِكَ لاَ يَجُوْزُ، وَكَذَلِكَ لاَ يَجُوْزُ أَنْ يُقَالُ: الإِيْمَانُ، وَالإِقْرَارُ، وَالقِرَاءةُ، وَالتَّلَفُّظُ بِالقُرْآنِ غَيْرَ مَخْلُوْقٍ، فَإِنَّ اللهَ خَلَقَ العبَادَ وَأَعمَالَهُمُ، وَالإِيْمَانُ: فَقَوْلٌ وَعمَلٌ، وَالقِرَاءةُ وَالتَّلَفُّظُ: مِنْ كَسْبِ القَارِئِ، وَالمَقْرُوءُ المَلْفُوظُ: هُوَ كَلاَمُ اللهِ وَوَحْيُهُ وَتَنْزِيلُهُ، وَهُوَ غَيْرُ مَخْلُوْقٍ، وَكَذَلِكَ كَلِمَةُ الإِيْمَانِ، وَهِيَ قَوْلُ (لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله، مُحَمَّدٌ رَسُوْلُ اللهِ) دَاخلَةٌ فِي القُرْآنِ، وَمَا كَانَ مِنَ القُرْآنِ فلَيْسَ بِمَخْلُوْقٍ، وَالتَّكَلُّمُ بِهَا مِنْ فِعْلنَا، وَأَفعَالُنَا مَخْلُوْقَةٌ، وَلَوْ أَنَّا كلَّمَا أَخْطَأَ إِمَامٌ فِي اجْتِهَادِهِ فِي آحَادِ المَسَائِلِ خَطَأً مَغْفُوراً لَهُ، قُمْنَا عَلَيْهِ، وَبدَّعْنَاهُ، وَهَجَرْنَاهُ، لَمَا سَلِمَ مَعَنَا لاَ ابْنَ نَصْرٍ، وَلاَ ابْنَ مَنْدَةَ، وَلاَ مَنْ هُوَ أَكْبَرُ مِنْهُمَا، وَاللهُ هُوَ هَادِي الخَلْقِ إِلَى الحَقِّ، وَهُوَ أَرحمُ الرَّاحمِينَ، فَنَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الهوَى وَالفظَاظَةِ..انتهى...
فيا أهل الانصاف ... عِمن كان يتكلّم الذهبى رحِمِه الله تُعالى .. عن المروزى بن نصر .. وفيما خالِف فيه ... القوْل بِأنّ الإيمان مخلوق ... وهذا القوْل فقهى أم عقدى . أذا كلام الذهبى عن أُحاد المسائِل الفِقهيّة .. أم ماذا .. وعليه فما هى المسائِل الفِقهيّة التى وقع فيها بن نصر ..... أليْس هذا كذِب وتدليس على العُلماء .. أجيبونى يا قوْم ... والى الله المُشتكى .قلت// ويتأكد أن قول الذهبى رحمه الله تعالى عن أحاد المسائل أو المخالفة.. ولو كانت عقدية ..لا يبدع بها الرجل على الأطلاق...ما ذكره رحمه الله تعالى فى السير(14/374) وَلابْنِ خُزَيْمَةَ عَظَمَةٌ فِي النُّفُوْسِ، وَجَلاَلَةٌ فِي القُلُوْبِ؛ لِعِلمِهِ وَدِينِهِ وَاتِّبَاعِهِ السُّنَّةَ.وَكِتَابُه فِي (التَّوحيدِ) مُجَلَّدٌ كَبِيْرٌ، وَقَدْ تَأَوَّلَ فِي ذَلِكَ حَدِيْثَ الصُّورَةِ فَلْيَعْذُر مَنْ تَأَوَّلَ بَعْضَ الصِّفَاتِ، وَأَمَّا السَّلَفُ، فَمَا خَاضُوا فِي التَّأْوِيْلِ، بَلْ آمَنُوا وَكَفُّوا، وَفَوَّضُوا عِلمَ ذَلِكَ إِلَى اللهِ وَرَسُوْلِه، وَلَوْ أَنَّ كُلَّ مَنْ أَخْطَأَ فِي اجْتِهَادِهِ - مَعَ صِحَّةِ إِيْمَانِهِ، وَتَوَخِّيْهِ لاتِّبَاعِ الحَقِّ - أَهْدَرْنَاهُ، وَبَدَّعنَاهُ، لَقَلَّ مَنْ يَسلَمُ مِنَ الأَئِمَّةِ مَعَنَا، رَحِمَ اللهُ الجَمِيْعَ بِمَنِّهِ وَكَرَمِهِ..انتهى.
قُلت // فهل تأويل بن خزيمة رحِمِه الله تُعالى لِحديث الصّورة مِن المسائِل الفقهيةأم العقيدة ... بِهذا عِباد اللّه أكون قدّ أبنت بعض مِنهج سامح وما يُريد أن يُؤصِّل له مِن تبديع كُلّ مِن وقع فى بِدعة .... فها هو بدأ بِأنّه لا أجتهاد فى العقيدة .. ليُنتهى بِه القوْل ليَقول كلِمة حقّ .. يُرادّ بِها باطِل .. مِن قوْل مِن خالِف فى أصل مِن أصول السّنة يخرُج مِن السّلِفيّة .... وهاُك ما أختِم بِه .
. قال الذهبى رحِمِه الله تُعالى فى سيْر أعلام النبلاء_الرسالة_ط3(5/271)..ترجمة قَتَادَةُ بنُ دِعَامَةَ بنِ قَتَادَةَ بنِ عَزِيْزٍ السَّدُوْسِيُّ: وَهُوَ حُجّةٌ بِالإِجْمَاعِ إِذَا بَيَّنَ السَّمَاعَ، فَإِنَّهُ مُدَلِّسٌ مَعْرُوْفٌ بِذَلِكَ، وَكَانَ يَرَى القَدَرَ - نَسْأَلُ اللهَ العَفْوَ -.وَمعَ هَذَا، فَمَا تَوقَّفَ أَحَدٌ فِي صِدقِه، وَعَدَالَتِه، وَحِفظِه، وَلَعَلَّ اللهَ يَعْذُرُ أَمْثَالَه مِمَّنْ تَلبَّسَ بِبدعَةٍ يُرِيْدُ بِهَا تَعْظِيْمَ البَارِي وَتَنزِيهَه، وَبَذَلَ وِسْعَهُ، وَاللهُ حَكَمٌ عَدلٌ لَطِيْفٌ بِعِبَادِه، وَلاَ يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ.ثُمَّ إِنَّ الكَبِيْرَ مِنْ أَئِمَّةِ العِلْمِ إِذَا كَثُرَ صَوَابُه، وَعُلِمَ تَحَرِّيهِ لِلْحقِّ، وَاتَّسَعَ عِلْمُه، وَظَهَرَ ذَكَاؤُهُ، وَعُرِفَ صَلاَحُه وَوَرَعُه وَاتِّبَاعُه، يُغْفَرُ لَهُ زَلَلُهُ، وَلاَ نُضِلِّلْهُ وَنَطرْحُهُ وَنَنسَى مَحَاسِنَه.نَعَم، وَلاَ نَقتَدِي بِهِ فِي بِدعَتِه وَخَطَئِه، وَنَرجُو لَهُ التَّوبَةَ مِنْ ذَلِكَ.أنتهى...
قلت//فهل قتادة رحمه الله تعالى...أجتهد أم لم يجتهد...وهل عُذر فى أجتهاده..فلم يضلل ويبدع..أم لا...أنتظر الجواب..هل خرجنا من هذه ..خرجنا والحمد لله..
قلت//والأن وبعد ذلك البيان بالحجة والبرهان..الدًال على جهل سامح..بما كان منه من قول فاسد..من عدم قبول الأجتهاد من أحد فى العقيدة....أنتقل لبيان جهله وتناقضه فى مسألة أراد أن يؤصل لها كما ..قبلها..ليصل إلى تأصيله الفريد من تبديع كل من وقع فى بدعة..ليصير سامح أحد مجددى راية الحدادية..الجدد..فأراد سامح أن يفرق بين الزلة..والمنحرف..فوقع فى تناقض عجيب..أذكره..قبل الرد عليه فى قوله ..الحق..والذى يراد به باطل..من خالف فى أصل من أصول السنة فهو مبتدع...
قلت//وعليه وقبل تفنيد ما قاله والرد عليه أذكر كلمات مهمات بها أختم تلك الحلقة.....لمن رام النجاة من تلك المهلكات...أقول لعموم المسلمين ولأهل السنة المنصفين ..لكم الحديث لا لغيركم ممن رانت البدعة على قلبه وسمعه وبصره فصار لا يرى ولا يسمع ألا ما يقوله شيخه المتعالم.. وفى هذا أقول....ما قال بن الوزير رحمه الله تعالى فى كتاب إيثار الحق على الخلق(الكتب العلمية_بيروت_27_28)َإِنَّمَا جمعت هَذَا الْمُخْتَصر الْمُبَارك إِن شَاءَ الله تَعَالَى لمن صنفت لَهُم التصانيف وعنيت بهدايتهم الْعلمَاء وهم من جمع خَمْسَة أَوْصَاف معظمها الاخلاص والفهم والانصاف وَرَابِعهَا وَهُوَ أقلهَا وجودا فِي هَذِه الاعصار الْحِرْص على معرفَة الْحق من أَقْوَال الْمُخْتَلِفين وَشدَّة الدَّاعِي إِلَى ذَلِك الْحَامِل على الصَّبْر والطلب كثيرا وبذل الْجهد فِي النّظر على الانصاف ومفارقة العوائد وَطلب الاوابد فان الْحق فِي مثل هَذِه الاعصار قَلما يعرفهُ إِلَّا وَاحِدًا بعد وَاحِد وَإِذا عظم الْمَطْلُوب قل المساعد فان الْبدع قد كثرت وَكَثُرت الدعاة اليها والتعويل عَلَيْهَا وطالب الْحق الْيَوْم شَبيه بطلابه فِي أَيَّام الفترة وهم سلمَان الْفَارِسِي وَزيد بن عَمْرو بن نفَيْل وأضرابهما رحمهمَا الله تَعَالَى فانهم قدوة الطَّالِب للحق وَفِيهِمْ لَهُ أعظم أُسْوَة فانهم لما حرصوا على الْحق وبذلوا الْجهد فِي طلبه بَلغهُمْ الله إِلَيْهِ وأوقفهم عَلَيْهِ وفازوا من بَين العوالم الجمة فكم أدْرك الْحق طَالبه فِي زمن الفترة وَكم عمي عَنهُ الْمَطْلُوب لَهُ فِي زمن النُّبُوَّة فَاعْتبر بذلك واقتد بأولئك فان الْحق مَا زَالَ مصونا عَزِيزًا نفيسا كَرِيمًا لَا ينَال مَعَ الاضراب عَن طلبه وَعدم التشوف والتشوق إِلَى سَببه وَلَا يهجم على المبطلين المعرضين وَلَا يفاجئ أشباه الانعام الغافلين وَلَو كَانَ كَذَلِك مَا كَانَ على وَجه الأَرْض مُبْطل وَلَا جَاهِل وَلَا بطال وَلَا غافل وَقد أخبر الله تَعَالَى أَن ذَرْء جَهَنَّم هم الغافلون فانا لله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون مَا أعظم الْمُصَاب بالغفلة والمغتر بطول المهلة...
وَمن أعجب الْعَجَائِب دَعْوَى المقلدين للمعارف وَدَعوى المتعصبين للانصاف ..وأمارة ذَلِك أَنَّك تَجِد العوالم الْكَثِيرَة فِي لطائف المعارف الْمُخْتَلف فِيهَا على رَأْي رجل وَاحِد من القدماء فِي الامصار العديدة والاعصار المديدة فَلَو كَانُوا فِي ترك التَّقْلِيد كالأوائل لاشتد اخْتلَافهمْ فِي الدقائق وَلم يتفقوا على كثرتهم وَطول أزمانهم وتباعد بلدانهم وَاخْتِلَاف فطنهم كَمَا قَضَت بذلك العوائد الْعَقْلِيَّة الدائمة وَلَو كَانَ الْجَامِع لفرقتهم مَعَ كثرتهم هُوَ الْوُقُوف على الْحَقَائِق فِي تِلْكَ الدقائق لكانوا أَكثر من مشايخهم الاقدمين علما وتحقيقا وانصافا وتجويدا لَكِن الْمَعْلُوم خلاف ذَلِك فاياك أَن تسلك هَذِه المسالك فان نشأة الانسان على مَا عَلَيْهِ أهل شارعه وبلده وجيرانه وأترابه والمتكلمين يفهمونها وَإِن دقَّتْ مَعَ الصَّبْر وَطول الطّلب فَكيف لَا يفهم طَالب الْحق مَقَاصِد الْأَنْبِيَاء وَالْمُرْسلِينَ وَالسَّلَف الصَّالِحين مَعَ الاهتمام بذلك وبذل الْجهد فِي طلبه وَحسن الْقَصْد ولطف أرْحم الرَّاحِمِينَ لمن هُوَ كَذَلِك بالنصوص والاتفاق وَلَا يَنْبَغِي أَن يصغي إِلَى من يصده عَن كتب الله وَمَا أنزل فِيهَا من الْهدى والنور رَحْمَة للْمُؤْمِنين ونعمة على الشَّاكِرِينَ ....وليحذر كل الحذر من زخرفتهم للعبارات فِي ذَلِك وترغيبهم بأنواع المرغبات فِي تِلْكَ المسالك وليعتبر فِي ذَلِك بقوله تَعَالَى لرَسُوله الْمَعْصُوم صلى الله عَلَيْهِ وَسلم {وَإِن كَادُوا لَيَفْتِنُونَك عَن الَّذِي أَوْحَينَا إِلَيْك لتفتري علينا غَيره وَإِذا لاتخذوك خَلِيلًا وَلَوْلَا أَن ثَبَّتْنَاك لقد كدت تركن إِلَيْهِم شَيْئا قَلِيلا إِذا لأذقناك ضعف الْحَيَاة وَضعف الْمَمَات ثمَّ لَا تَجِد لَك علينا نَصِيرًا} ويالها من موعظة موقظة لمن كَانَ لَهُ قلب أَو ألْقى السّمع وَهُوَ شَهِيد كَمَا قَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ولتعرف أهل الزيغ بذلك وَأهل الْحق بحلافه فَإِنَّهُم كَمَا وَصفهم رَبهم عز وَجل فِي قَوْله {وَيرى الَّذين أُوتُوا الْعلم الَّذِي أنزل إِلَيْك من رَبك هُوَ الْحق وَيهْدِي إِلَى صِرَاط الْعَزِيز الحميد} وَلَا يَنْبَغِي أَن يستوحش الظافر بِالْحَقِّ من كَثْرَة الْمُخَالفين لَهُ كَمَا لَا يستوحش الزَّاهِد من كَثْرَة الراغبين وَلَا المتقي من كَثْرَة العاصين وَلَا الذاكر من كثر الغافلين بل يَنْبَغِي مِنْهُ أَن يستعظم الْمِنَّة باختصاصه بذلك مَعَ كَثْرَة الْجَاهِلين لَهُ الغافلين عَنهُ وليوطن نَفسه على ذَلِك فقد صَحَّ عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ (إِن هَذَا الدّين بدا غَرِيبا وَسَيَعُودُ غَرِيبا كَمَا بَدَأَ فطوبى للغرباء) رَوَاهُ مُسلم فِي الصَّحِيح من حَدِيث أبي هُرَيْرَة .....ألى ان قال رحمه الله تعالى......وَإِنَّمَا طولت القَوْل فِي هَذَا لِأَنِّي علمت بالتجربة الضرورية فِي نَفسِي وغيري أَن أَكثر جهل الْحَقَائِق إِنَّمَا سَببه عدم الاهتمام بتعرفها على الْإِنْصَاف لَا عدم الْفَهم فَإِن الله وَله الْحَمد قد أكمل الْحجَّة بالتمكين من الْفَهم وَإِنَّمَا أَتَى الْأَكْثَر من التَّقْصِير فِي الإهتمام أَلا ترى أَن المهتمين بمقاصد المنطقيين..انتهى كلامه رحمه الله تعالى.
قلت//تعمدت نقل هذه النقولات وغيرها لما قد علم من طرق أهل البدع عموماً فى أيراد العموم وأنزاله منزل الخصوص...والعكس...فهم على طرق أحفادهم من الخوارج (كلمة حق أريد بها باطل ..إن الحكم الا لله)فهذا سامح :الذى أنفرد بعقله ونفسه وصار يكذب.. حتى صدق نفسه وصدقه بعض من معه أنه الجماعة وفقط ..وما يقوله فهو الحق الذى لا شك فيه...فهذه بعض النقولات قبل تفنيد تلك الشبهات التى أوردها ذلك (السامح بن يحيى هداه الله تعالى) وتلك عموماً.. هى أدلة من لا أدلة له ..الأستدلال بكلام الأئمة الأعلام ..فى الموطن الذى يوافق الهوى..والقول.ولكن ..هيهات هيهات...
قال شيخ الاسلام بن تيمية -رحمه الله-: "فى الصارم المسلول _نشردارالحرس الوطني السعودي(1/280)....وأخذ مذاهب الفقهاء من الإطلاقات من غير مراجعة لما فسروا به كلامهم، وما تقتضيه أصولهم، يجر إلى مذاهب قبيحة"...اهـ قلت:سامح جعل من الأطلاق فى كلام أهل العلم.خطأ عقدى منهجى...(كما فى الخطا التاسع والخطا الثالث عشر..من سلسلته التبيان )
وقال رحمه الله تعالى فى (مجموع الفتاوى 2/374): " وَهَؤُلَاءِ قَدْ يَجِدُونَ مِنْ كَلَامِ بَعْضِ الْمَشَايِخِ - كَلِمَاتٌ مُشْتَبِهَةٌ مُجْمَلَةٌ - فَيَحْمِلُونَهَا عَلَى الْمَعَانِي الْفَاسِدَةِ كَمَا فَعَلَتْ النَّصَارَى فِيمَا نُقِلَ لَهُمْ عَنْ الْأَنْبِيَاءِ فَيَدَعُونَ الْمُحْكَمَ وَيَتَّبِعُونَ الْمُتَشَابِهَ."اهـ
قلت// كما فى الخطأالخامس والستون..قال سامح:هذا الكلام يحتمل حتى لا نظلم الرجل)ثم هو يجعله خطأ برقم..خطأ من اخطاء العقيدة..فأن لم يكن هذا من التناقض..فما هو ؟؟وكما (فى الخطأ الثالث والثلاثون:والخطأ التاسع والعشرون.. و الخطأ الحادى والستون)
قال ابن تيمية -رحمه الله-: " (مجموع الفتاوى 3/41)
الْقَاعِدَةُ الثَّانِيَةُ:أَنَّ مَا أَخْبَرَ بِهِ الرَّسُولُ عَنْ رَبِّهِ فَإِنَّهُ يَجِبُ الْإِيمَانُ بِهِ - سَوَاءٌ عَرَفْنَا مَعْنَاهُ أَوْ لَمْ نَعْرِفْ - لِأَنَّهُ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ؛ فَمَا جَاءَ فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَجَبَ عَلَى كُلِّ مُؤْمِنٍ الْإِيمَانُ بِهِ وَإِنْ لَمْ يَفْهَمْ مَعْنَاهُ وَكَذَلِكَ مَا ثَبَتَ بِاتِّفَاقِ سَلَفِ الْأُمَّةِ وَأَئِمَّتِهَا مَعَ أَنَّ هَذَا الْبَابَ يُوجَدُ عَامَّتُهُ مَنْصُوصًا فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ بَيْنَ سَلَفِ الْأُمَّةِ وَمَا تَنَازَعَ فِيهِ الْمُتَأَخِّرُونَ نَفْيًا وَإِثْبَاتًا فَلَيْسَ عَلَى أَحَدٍ بَلْ وَلَا لَهُ: أَنْ يُوَافِقَ أَحَدًا عَلَى إثْبَاتِ لَفْظِهِ أَوْ نَفْيِهِ حَتَّى يَعْرِفَ مُرَادَهُ فَإِنْ أَرَادَ حَقًّا قُبِلَ وَإِنْ أَرَادَ بَاطِلًا رُدَّ وَإِنْ اشْتَمَلَ كَلَامُهُ عَلَى حَقٍّ وَبَاطِلٍ لَمْ يُقْبَلْ مُطْلَقًا وَلَمْ يُرِدْ جَمِيعَ مَعْنَاهُ بَلْ يُوقَفُ اللَّفْظُ وَيُفَسَّرُ الْمَعْنَى "اهـ هل فهمت شيئاً يا سامح..
وقال -رحمه الله تعالى كما فى كتابه الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح_دار العاصمة، السعودية_
(ط/2_ص4/44) وهو يرد رحمه الله تعالى عليهم ينَقْضُ دَعْوَاهُمْ بِوُرُودِ تَسْمِيَةِ الْمَسِيحِ خَالِقًا فِي الْقُرْآنِ يستدلون على دعواهم من كتاب الله تعالى..فقال .... "وَالْجَوَابُ: أَنَّ جَمِيعَ مَا يَحْتَجُّونَ بِهِ مِنْ هَذِهِ الْآيَاتِ وَغَيْرِهَا، فَهُوَ حُجَّةٌ عَلَيْهِمْ لَا لَهُمْ، وَهَكَذَا شَأْنُ جَمِيعِ أَهْلِ الضَّلَالِ إِذَا احْتَجُّوا بِشَيْءٍ مِنْ كُتُبِ اللَّهِ وَكَلَامِ أَنْبِيَائِهِ كَانَ فِي نَفْسِ مَا احْتَجُّوا بِهِ مَا يَدُلُّ عَلَى فَسَادِ قَوْلِهِمْ، وَذَلِكَ لِعَظَمَةِ كُتُبِ اللَّهِ الْمُنَزَّلَةِ وَمَا أَنْطِقَ بِهِ أَنْبِيَاءَهُ، فَإِنَّهُ جَعَلَ ذَلِكَ هَدًى وَبَيَانًا لِلْخَلْقِ وَشِفَاءً لِمَا فِي الصُّدُورِ، فَلَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ فِي كَلَامِ الْأَنْبِيَاءِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ وَسَلَامُهُ أَجْمَعِينَ مِنَ الْهُدَى وَالْبَيَانِ مَا يُفَرِّقُ اللَّهُ بِهِ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ وَالصِّدْقِ وَالْكَذِبِ، لَكِنَّ النَّاسَ يُؤْتَوْنَ مِنْ قِبَلِ أَنْفُسِهِمْ لَا مِنْ قِبَلِ أَنْبِيَاءِ اللَّهِ - تَعَالَى.
إِمَّا مِنْ كَوْنِهِمْ لَمْ يَتَدَبَّرُوا الْقَوْلَ الَّذِي قَالَتْهُ الْأَنْبِيَاءُ حَقَّ التَّدَبُّرِ حَتَّى يَفْقَهُوهُ وَيَفْهَمُوهُ، وَإِمَّا مِنْ جِهَةِ أَخْذِهِمْ بِبَعْضِ الْحَقِّ دُونَ بَعْضٍ، مِثْلَ أَنْ يُؤْمِنُوا بِبَعْضِ مَا أَنْزَلَهُ اللَّهُ دُونَ بَعْضٍ، فَيَضِلُّونَ مِنْ جِهَةِ مَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى عَنِ النَّصَارَى:{وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ} [المائدة: 14]
وَإِمَّا مِنْ جِهَةِ نِسْبَتِهِمْ إِلَى الْأَنْبِيَاءِ مَا لَمْ يَقُولُوهُ مِنْ أَقْوَالٍ كُذِبَتْ عَلَيْهِمْ وَمِنْ جِهَةِ تَرْجَمَةِ أَقْوَالِهِمْ بِغَيْرِ مَا تَسْتَحِقُّهُ مِنَ التَّرْجَمَةِ، وَتَفْسِيرِهَا بِغَيْرِ مَا تَسْتَحِقُّهُ مِنَ التَّفْسِيرِ الَّذِي دَلَّ عَلَيْهِ كَلَامُ الْأَنْبِيَاءِ صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ، فَإِنَّهُ يَجِبُ أَنْ يُفَسَّرَ كَلَامُ الْمُتَكَلِّمِ بَعْضُهُ بِبَعْضٍ، وَيُؤْخَذَ كَلَامُهُ هَاهُنَا وَهَاهُنَا، وَتُعْرَفَ مَا عَادَتُهُ يَعْنِيهِ وَيُرِيدُهُ بِذَلِكَ اللَّفْظِ إِذَا تَكَلَّمَ بِهِ، وَتُعْرَفَ الْمَعَانِي الَّتِي عُرِفَ أَنَّهُ أَرَادَهَا فِي مَوْضِعٍ آخَرَ، فَإِذَا عُرِفَ عُرْفُهُ وَعَادَتُهُ فِي مَعَانِيهِ وَأَلْفَاظِهِ، كَانَ هَذَا مِمَّا يُسْتَعَانُ بِهِ عَلَى مَعْرِفَةِ مُرَادِهِ.
وَأَمَّا إِذَا اسْتُعْمِلَ لَفْظُهُ فِي مَعْنًى لَمْ تَجْرِ عَادَتُهُ بِاسْتِعْمَالِهِ فِيهِ، وَتُرِكَ اسْتِعْمَالُهُ فِي الْمَعْنَى الَّذِي جَرَتْ عَادَتُهُ بِاسْتِعْمَالِهِ فِيهِ، وَحُمِلَ كَلَامُهُ عَلَى خِلَافِ الْمَعْنَى الَّذِي قَدْ عُرِفَ أَنَّهُ يُرِيدُهُ بِذَلِكَ اللَّفْظِ بِجَعْلِ كَلَامِهِ مُتَنَاقِضًا، وَتَرْكِ حَمْلِهِ عَلَى مَا يُنَاسِبُ سَائِرَ كَلَامِهِ، كَانَ ذَلِكَ تَحْرِيفًا لِكَلَامِهِ عَنْ مَوْضِعِهِ، وَتَبْدِيلًا لِمَقَاصِدِهِ وَكَذِبًا عَلَيْهِ.
فَهَذَا أَصْلُ مَنْ ضَلَّ فِي تَأْوِيلِ كَلَامِ الْأَنْبِيَاءِ عَلَى غَيْرِ مُرَادِهِمْ، فَإِذَا عُرِفَ هَذَا، فَنَقُولُ...أنتهى كلامه رحمه وهو يرد ويفند شبههم..وهذا ما سيكون أن شاء الله الأن مع سامح فالله المستعان...ولكن حسبى وحسب كل منصف يقرأ هذا الرد المختصر..أن يدرك مرامى معانى شيخ الأسلام رحمه الله ..وأن سامح هداه الله تعالى جرى مجرى المخالف لشيخ الأسلام فى ذلك المقام..وهذا ما عليه الدليل والبرهان..لا يتنازع فيه كبشان ولا يتناطح فيه عنزان...وعليه فيجب أن يَعلم طالب العلم السلفي، أن قول عالم -أو أكثر- في مسألة ما، لا يجوز أن يُبنى عليه أعتقاد، ما لم يشهد لقوله كتاب أو سنة أو إجماع، أو يتابعه الأئمة على قوله هذا.وهذا بخلاف أهل الهوى
قال ابن تيمية -رحمه الله-:(مجموع الفتاوى 17/304) " وَكُلُّ لَفْظٍ وُجِدَ فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ بِالْإِثْبَاتِ أُثْبِتَ ذَلِكَ اللَّفْظُ وَكُلُّ لَفْظٍ وُجِدَ مَنْفِيًّا نُفِيَ ذَلِكَ اللَّفْظُ وَأَمَّا الْأَلْفَاظُ الَّتِي لَا تُوجَدُ فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ بَلْ وَلَا فِي كَلَامِ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانِ وَسَائِرِ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ لَا إثْبَاتُهَا وَلَا نَفْيُهَا. وَقَدْ تَنَازَعَ فِيهَا النَّاسُ فَهَذِهِ الْأَلْفَاظُ لَا تُثْبَتُ وَلَا تُنْفَى إلَّا بَعْدَ الِاسْتِفْسَارِ عَنْ مَعَانِيهَا فَإِنْ وُجِدَتْ مَعَانِيهَا مِمَّا أَثْبَتَهُ الرَّبُّ لِنَفْسِهِ أُثْبِتَتْ وَإِنْ وُجِدَتْ مِمَّا نَفَاهُ الرَّبُّ عَنْ نَفْسِهِ نُفِيت وَإِنْ وَجَدْنَا اللَّفْظَ أُثْبِتَ بِهِ حَقٌّ وَبَاطِلٌ أَوْ نُفِيَ بِهِ حَقٌّ وَبَاطِلٌ أَوْ كَانَ مُجْمَلًا يُرَادُ بِهِ حَقٌّ وَبَاطِلٌ وَصَاحِبُهُ أَرَادَ بِهِ بَعْضَهَا لَكِنَّهُ عِنْدَ الْإِطْلَاقِ يُوهِمُ النَّاسَ أَوْ يُفْهِمُهُمْ مَا أَرَادَ وَغَيْرَ مَا أَرَادَ فَهَذِهِ الْأَلْفَاظُ لَا يُطْلَقُ إثْبَاتُهَا وَلَا نَفْيُهَا "اهـ
ما ذكره ابن القيم -رحمه الله فى مدارج السالكين_دار الكتاب العربي - بيروت
ط/3 (3/481)....وَالْكَلِمَةُ الْوَاحِدَةُ يَقُولُهَا اثْنَانِ، يُرِيدُ بِهَا أَحَدُهُمَا أَعْظَمَ الْبَاطِلِ، وَيُرِيدُ بِهَا الْآخَرُ مَحْضَ الْحَقِّ، وَالِاعْتِبَارُ بِطَرِيقَةِ الْقَائِلِ وَسِيرَتِهِ وَمَذْهَبِهِ، وَمَا يَدْعُو إِلَيْهِ وَيُنَاظِرُ عَلَيْهِ."اهـ
فهل طبقت وعملت يا سامح..فهلا أتقيت ربك جلا وعلا ..وقد جرأت الصغار الأغمار ليصبح حديث لهوهم..وفاكهة مجالسهم الطعن فى النيات..هذا حاسد وهذا حقود..وهذا منافق ..ناهيك عن فحش وبذاءة ..وتطاول على رجال فى العلم والقدر قامة..بحجة الجرح والرد على المخالف..فهل هذا ما تريده..وتريد أن تعلمه للناس..فهلا..عرفت الفرق بين القول والقائل والفعل والفاعل...ورد المقالىة والردعلى القائل .
وكما قال شيخ الإسلام رحمه الله في منهاج السنة النبوية (4/ 543)
وَمِمَّا يَتَعَلَّقُ بِهَذَا الْبَابِ أَنْ يُعْلَمَ أَنَّ الرَّجُلَ الْعَظِيمَ فِي الْعِلْمِ وَالدِّينِ، مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَمَنْ بَعْدَهُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، أَهْلِ الْبَيْتِ وَغَيْرِهِمْ، قَدْ يَحْصُلُ مِنْهُ نَوْعٌ مِنَ الِاجْتِهَادِ مَقْرُونًا بِالظَّنِّ، وَنَوْعٌ مِنَ الْهَوَى الْخَفِيِّ، فَيَحْصُلُ بِسَبَبِ ذَلِكَ مَا لَا يَنْبَغِي اتِّبَاعُهُ [فِيهِ]، وَإِنْ كَانَ مِنْ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ الْمُتَّقِينَ.وَمِثْلُ هَذَا إِذَا وَقَعَ يَصِيرُ فِتْنَةً لِطَائِفَتَيْنِ : طَائِفَةٌ تُعَظِّمُهُ فَتُرِيدُ تَصْوِيبَ ذَلِكَ الْفِعْلِ وَاتِّبَاعَهُ عَلَيْهِ، وَطَائِفَةٌ تَذُمُّهُ فَتَجْعَلُ ذَلِكَ قَادِحًا فِي وِلَايَتِهِ وَتَقْوَاهُ، بَلْ فِي بِرِّهِ وَكَوْنِهِ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، بَلْ فِي إِيمَانِهِ حَتَّى تُخْرِجَهُ عَنِ الْإِيمَانِ. وَكِلَا هَذَيْنِ الطَّرَفَيْنِ فَاسِدٌ.وَالْخَوَارِجُ وَالرَّوَافِضُ وَغَيْرُهُمْ مِنْ ذَوِي الْأَهْوَاءِ دَخَلَ عَلَيْهِمُ الدَّاخِلُ مِنْ هَذَا.وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقَ الِاعْتِدَالِ عَظَّمَ مَنْ يَسْتَحِقُّ التَّعْظِيمَ، وَأَحَبَّهُ وَوَالَاهُ، وَأَعْطَى الْحَقَّ حَقَّهُ، فَيُعَظِّمُ الْحَقَّ، وَيَرْحَمُ الْخَلْقَ، وَيَعْلَمُ أَنَّ الرَّجُلَ الْوَاحِدَ تَكُونُ لَهُ حَسَنَاتٌ وَسَيِّئَاتٌ، فَيُحْمَدُ وَيُذَمُّ، وَيُثَابُ وَيُعَاقَبُ، وَيُحَبُّ مِنْ وَجْهٍ وَيُبْغَضُ مِنْ وَجْهٍ.
قلت//هَذَا هُوَ مَذْهَبُ الطائفة المنصورة، خِلَافًا لأهل البدع من اِلْخَوَارِجِ وَالْمُعْتَزِلَةِ والحدادية وَمَنْ وَافَقَهُمْ. وبسط هذه المسألة ياتى معنا..وفيه.. أن من كان من أهل الاجتهاد وناصرا للسنة أصوله سنية .. داعاً لها ناشرا لها مقعداً مؤصلاً لها ثم بذل وسعه واتق الله مااستطاع وسلك مسالك العلماء في الاستدلال والأستنباط ثم أخطأ ولو فى مسألة عقدية ..ثم هو معلوم عنه وهو حال أهل السنة اذا نوصح بالعلم والحلم تراجع فتلك هى أحد معانى الزلة ..وهذا الذى يبين خطأه مع حفظ مكانته .
فقال شيخ الأسلام رحمه الله في مجموع الفتاوى (32/ 239)
وَلَيْسَ لِأَحَدِ أَنْ يَتَّبِعَ زَلَّاتِ الْعُلَمَاءِ كَمَا لَيْسَ لَهُ أَنْ يَتَكَلَّمَ فِي أَهْلِ الْعِلْمِ وَالْإِيمَانِ إلَّا بِمَا هُمْ لَهُ أَهْلٌ؛ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى عَفَا لِلْمُؤْمِنِينَ عَمَّا أَخْطَئُوا كَمَا قَالَ تَعَالَى: {رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا}[البقرة: 286] ..أنتهى.
قلت//ولما كان ذلك كذلك، فلا يجوز أن يُنسب هذا القول الفاسد لمذهب السلف، لا سيما إذا كان مخالفاً لما أستقر عندهم، وأنتشر بينهم، وصار منهجاً لهم.فمنهج السلف لا يُستدل له بوقائع فردية، أوشخصيةأو كلمات موهمة - تحتمل أكثر من معنى - صدرت من غير معصوم، فإن العالم مهما بلغ كعبه في العلم، يجوز عليه الخطأ في التعبير بل والأستدلال، والسهو والغفلة.والنسيان وقد يكون قول العالم سديداً موافقاً للقواعد ولأصول، متفقاً مع المعقول والمنقول -كما هو الواقع في مسألتنا هذه، وغيرها من المسائل التي حصل فيها النزاع - والعيب في من لم يفهم مراده، لأنه لم يجمع كلامه.. كله في المسألة، حتى يتبين له وجه الحق فيها.وهذا أيضا كله ليس على أطلاقه وأنما التفصيل فى ذلك وأنزال الأحكام على المعين أنما هو إلى أهل العلم الثقات...ولا عذاء لأهل البدع ....
قال ابن تيمية -رحمه الله-(الرد على البكري 2/705)
: "ولا يشترط في العلماء إذا تكلموا في العلم أن لا يتوهم متوهم من ألفاظهم خلاف مرادهم, بل مازال الناس يتوهمون من أقوال الناس خلاف مرادهم ولا يقدح ذلك في المتكلمين بالحق"اهـ
قلت //وذلك لكون ألفاظ العلماء لا تُقصد لذواتها، وإنما هي أدلة يُستدل بها على كلامهم، فإذا ظهر مرادهم عُمل بمقتضاه، وإلا فإن ألفاظهم - رحمهم الله - ليست تعبدية...فنحن نعرف الرجال بالسنة...لا العكس.
قال ابن القيم -رحمه الله فى شفاء العليل دار المعرفة، بيروت
(1/136) "قيل: أصل بلاء أكثر الناس من جهة الألفاظ المجملة التي تشتمل على حق وباطل، فيطلقها من يريد حقها، فينكرها من يريد باطلها، فيرد عليه من يريد حقها وهذا باب إذا تأمله الذكي الفطن رأى منه عجائب وخلصه من ورطات تورط فيها أكثر الطوائف "اهـ
قُلت // فهذِه هي السّلِفيّة الحقّة الّتي لا تعرُف التّحزُّبات والمُجامِلات ، السّلِفيّة الّتي هي مِنهج حياة ؛ لا ثوْبا يُلبس ، ولا أُصولا وقواعِد - دون فعّال - تُقال وتُدرس .. ولعلّ فى هذِه المُقدّمات كِفايَة فيها بيان جهل الجاهِلين ، ورُد على المُتفيْهِقة المُتحذلِقين .. مِن رويبضات هذا الزّمان الّذين تسوّروا المِحراب ؛ فخاضوا فيما لا يُحسِنونه وتكلّموا في ما يجهلونه ، ولا أظُنّ أنّ شيئا مِمّا يكتُبُه ويَتكلّم بِه هؤُلاء الحدّاديّة يُروِّج على مِن عرِف الحقّ في المسألة ،!! واُطمئنِنّ قلبُه بِها ، وإذا جاء نهر الله بطل نهر معقِل ... وفى هذا واجِب يجِب أن يُقرِّر وعليه سوْف أوؤكد مِن ضرورة رُجوع الشّباب السّلفي في مِثل هذِه المسائِل لِأهل العِلم الّذين عُرِفوا بِسلامة المِنهج وصِحّة المُعتقد ، وألا يُلقوا بالا لمّا يهرِف بِه الهمج الرُّعاع الّذين لا همّ لِهُم إلا تسويد الصّفحات ، ومِلؤُها بِالأباطيل الواضِحات ، ولِسان حالِهُم يقول :" خالف تعرُّف ". فهؤُلاء يُهلِكون أنفسُهُم ويُكلِّفونها ما لا طاقة لها بِه ، ويَكفي أنّهُم لا يُعرفون بيْن النّاس إلّا بِأنّهُم أحابيش المُنتديات ، وأراذل الشّبكات .. أوَحاطِب ليْل .. زيّن له الشّيْطان سوء عملِهُم فرأوه حُسنا ، نعوذ بِالله مِن الخِذلان . وعليه ولمّا كان ذلِك كذلِك فلا جُرم أن نكثُر الدّندنة حوْل هذِه المسألة ؛ لا سيما والمرجفون لا يسكُتون ، وبِالباطِل ينعِقون ، فهل يصِحّ إذا عِند العُقلاء أن يسكُت أهل الحقّ عن بيانِه وتبيينه في الوَقت الّذي يجهر فيه أهل الباطِل بِباطِلِهُم . ولِلقاعِدة الشّرعيّة أنّه لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة ولوْلا هذا واللّه وشغلة أهل العِلم الكبار عن مِثل الرّدّ على هؤُلاء الصّغار ما تجرءت لِلرّدّ والكلام .. خاصّة وأنّ مِن ألقى نظرة سريعة على مكان تجمُّع هؤُلاء وحِكايَة ما يُعلِنون .. عُرف أنّهُم لا يجِدون أنفسُهُم إلّا في التّهكُّم والهمز واللّمز والسُّخريّة والغمز ، والتّقعُّر والتّشدُّق في الكلام ،( والامثلة على ذلِك مِن حال سامح كثير ويَأتيك عبداللّه بِالدّليل ) فهُم أكثر ما يُجيدون التّهكُّم والسُّخريّة ، وبِحسب أمُرِئ مِن الشّرّ أن يحقِر أخاه المُسلِم . نعوذ بِالله مِن الفُحش والبذاءة ... وصلّى اللّهُمّ على مُحمّد وعلى أله وصحبه وسُلّم