الأقسام الشائعة




الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه إلى يوم الدِّين؛ أما بعد:

في متابعة لي طويلة لمقالات عماد فراج المنشورة في موقعه الرسمي - قبل البدء بالرد عليه وعلى تلبيساته وشبهاته الواهية – اطلعتُ على كلامٍ له يعترف به على نفسه بعدة أمور:

1- أنه أنعش سيرة الحداد ومنهجه وكتاباته ودافع عنه وحارب من أجله في جميع الجهات لإخلاصه له وقناعته بقضيته.

2- وأنه أحسن الظنَّ كثيراً بالحداد ووثق فيه وفي كلامه، وكان أعرف الناس به، ونشر ذكره بين الشباب بوصف (العلم والسنة)، وعرَّفهم به.

3- وأنه لم يكن يعلم أنَّ الحداد يتلاعب به ويتخذه مطية لتطييب ذكره، وتنكَّر له بعد أن تمَّ له ما أراده منه!، وقد عرف الحداد من أين تُؤكل الكتف!.

4- كنتُ ليناً مع الحداد وصبرتُ عليه لكنه أخذ يلف ويدور كعادته ولا يأتي بالكلام الواضح الذي لا لبس فيه، ولا بما يكفي ويفي.

5- طالب الفراج شيخه الحداد: أن يصرِّح بتكفير العاذر ومن يحكم بالقوانين الوضعية ومن يقر بالتحالف الدولي، كما طالبه بالتصريح في تأييد الجهاد القائم اليوم مع الدواعش؛ هذه أهم المسائل التي طالب الفراج شيخه الحداد أن يصرِّح به، ولا يعني هذا أنَّ الحداد يخالفه في هذه المسائل، وإنما محل الخلاف بينهم: التصريح باسم الحداد في الموافقة عليها لا باسم أحد طلابه ممن يكتبون له!.

ومما يدلُّ على أنَّ تعلُّق الفراج بشيخه الحداد كبير وأمله به لا ينقطع: ما قاله في آخر كلامه: ((ولقد قلتُ له فيما مضى: اكتبْ لا من أجل أعدائك، بل من أجل من يحبك ويحامي عنك)).

ودونكم نص كلامه:

قال عماد فراج في مقاله [بخصوص الشمري] المنشور في موقعه الرسمي:
((والحداد أنا أعرف به منه، وعن طريقي عرفه هو وغيره، فمن كان يجرؤ على ذكر الحداد قبل ذكري له، فضلاً عن الدفاع عنه ووصفه بالعلم والسنة؟
لقد فعلتُ كلَّ هذا ثقة فيه وفي كلامه، ولم أكن أدري أنه يتلاعب بي!، ويتخذني مطية لتطييب ذكره!، وبعد ما تمَّ له ما أراد تنكَّر لي.
فالذي أنعش سيرة الحداد هو أنا!، والذي حارب في جميع الجبهات من أجله هو أنا!، فعلتُ ذلك عن قناعة تامة؛ مخلصاً له ولقضيته!!.
وبعد أن كان الباحثُ عن سيرته لا يعثر - بعد شق الأنفس - إلا على بضع كلمات كلها في سبه وشتمه، أصبح بمقدوره أن يجمع عشرات الأوراق التي تعرِّفه بالحداد ومنهجه وموقف خصومه منه وحقيقة ما دار بينه وبينهم، وصارت ردوده عليهم بين متناول يديه؛ إما مختصرة مهذبة يقرؤها على موقعي، أو يحصل على أصولها من الطلاب الذين كانوا يتبادلونها فيما بينهم.
ولعله يقرُّ بأنني كنت ليناً معه بشأنه، وأنني استأنيت به وصبرت عليه، وأحسنت به الظن كثيراً، ولكن الرجل كما ذكرتُ: عرف من أين تُؤكل الكتف.
مع أنني لم أطلب منه إلا ما فيه خير له في دينه وعاقبة أمره، وهو أن يعلن التبرؤ من الطواغيت، ومن عباد القبور،؛ بكلام صريح واضح لا لبس فيه.
فهل فعل شيئاً من ذلك، أم أخذ يلف ويدور كعادته؟
نعم صدرتْ منه كلماتٌ تفيد ذلك، لكنها لم تكن كافية، ومع هذا فقد كنتُ أرفق به، وأقول: أول الغيث قطرة، ومثله يحرص عليه: فلنصبر حتى يظهر منه ما يثلج الصدر، ويقطع قول كل متربص، لكن مضت الأيام والشهور والرجل كما هو، لا يزيد على ما قاله حرفاً.
وقد قلتُ له: إن كنتَ ترى الكفاية في كلامك هذا، فخصومك لا يرون ذلك، بل يرونه لا يفي، وإذ ذلك كذلك فما الذي يمنعك من التصريح؟، وتذَّكر أنك نعيتَ على خصومك اكتفاءهم بقول: فلان أشعري بدلاً من قولهم: فلان مبتدع.
على كل حال: هب أنني تجنيتُ عليه في هذا المسألة، وأنه يكفِّر عباد القبور بأعيانهم، فما هو موقفه مِن:
1- مَن يعتذر لهم ولا يكفرهم؟
2- مَن يحكمون بالقوانين الوضعية والدساتير العلمانية؟
3- الجهاد الحاصل الآن؛ وهل يقر به، أم لا بد أن يكون مع الإمام العدل أو المهدي المنتظر؟
4- تحالف الطواغيت مع الغرب الكافر؛ هل هو كفر أكبر، أم ماذا؟
وما عدا ذلك من المسائل فالأمر هين.
فهل يتنازل الحداد ويذكر لنا موقفه من هذه المسائل؟ أم سيلتزم الصمت؟ أو يطلب من غيره أن يكتب عنه؟
ولقد قلتُ له فيما مضى: اكتب لا من أجل أعدائك، بل من أجل من يحبك ويحامي عنك)).

فهذا عماد فراج إحدى ضحايا محمود الحداد وثمرة من ثماره، وصل به المطاف إلى تكفير العلماء السلفيين في مقالات كثيرة صريحة مثبتة في موقعه الخاص به، بل تكفير مشايخ هذه الدعوة وأئمة الدين فضلاً عن حكام المسلمين وشعوبهم وبلادهم، وهو أنموذج من حدادية هذا الزمان، لكنهم صنفان: صنفٌ صرَّح بعقيدة الخوارج في تكفير ولاة الأمر من الحكام والعلماء كعماد فراج وأحمد بن عمر الحازمي وبدر الدين مناصرة وأشباههم، ومنهم من ينتظر الفرصة لإعلانها والتصريح بها مثل عادل آل حمدان وعبد الحميد الجهني وعبد الله الغامدي وحدادية شبكتي الأثري والآفاق، فليكن المسلم على بصيرة من هذا ولا ينخدع بهم.

والله الموفِّق